في ختام ندوة "الإعلام وقضايا المعاقين".. المشاركون يطلبون: إصدار ميثاق شرف يراعي الجوانب الحقوقية في قضايا ذوي الإعاقة


الدعوة لتخصيص جائزة سنوية لأفضل عمل إعلامي

الهاجري: ندعو لتنظيم برامج تدريبية متخصصة للإعلاميين لتوعيتهم بحقوق ذوي الإعاقة

القاسمي: الحاجة مُلِّحة لاستكمال البحوث والدراسات عن اضطرابات طيف التوحد



هديل صابر


ناشد المشاركون بالندوة التي نظمها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والمعنونة بـ"الإعلام وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة"، المؤسسة القطرية للإعلام بإصدار ميثاق شرف إعلامي يتضمن مراعاة الجوانب الحقوقية والنفسية والاجتماعية لدى تناول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة في وسائل الإعلام، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية، وتخصيص جائزة إعلامية سنوية على المستوى الخليجي والعربي لأفضل عمل إعلامي تناول قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة.

وركزت توصيات الندوة، التي أجملت في اثني عشر بنداً وتلاها سعادة السيد حمد بن محمد الهاجري الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالإنابة، على توجيه مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة نحو التواصل الفعَّال مع أجهزة الإعلام لطرح قضاياهم والوقوف على التطورات العلمية الحديثة في هذا المجال، ودعوة مختلف أجهزة الإعلام إلى تنظيم برامج تدريبية متخصصة للإعلاميين لتوعيتهم بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتطوير الخطاب الإعلامي لدى تناول قضاياهم، والعمل على نشر التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال مختلف وسائل الإعلام بالتنسيق مع الأجهزة الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية، ومطالبة أجهزة الإعلام بتعزيز الوعي بقدرات وإسهامات الأشخاص ذوي الإعاقة ونشر التجارب الإيجابية لهم والتي استطاعوا من خلالها التغلب على المعوقات والصعوبات المجتمعية والبيئية.

وحثت التوصيات، التي خلصت من جلسات عمل استمرت على مدار يومين، وسائل الإعلام على تنظيم برامج إذاعية وتلفزيونية أسبوعية تعكس صورة حقيقية وصادقة عن قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة مع إتاحة الفرص الكفيلة بإشراكهم في التعبير عن قضاياهم، ودعوة المبدعين في مجالات الآداب والفنون إلى تغيير الصورة النمطية السلبية لدى تناول الأشخاص ذوي الإعاقة في أعمالهم، ودعوة القنوات التلفزيونية والفضائيات لتطوير المواد الإعلامية بما يتناسب مع احتياجات الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية والبصرية مثل الترجمة إلى لغة الإشارة والقراءة الصوتية للمواد المكتوبة، ودعوة أجهزة الإعلام إلى تشجيع الأشخاص ذوي الإعاقة على الانخراط في العمل الإعلامي بمختلف مجالاته وتزويدهم بالمهارات اللازمة لذلك، وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة على إصدار مجلات متخصصة وتوفير جميع وسائل الدعم التي تساعد على تطويرها، والعمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الوصول إلى مختلف الوسائط الإلكترونية بما يضمن مشاركتهم في جميع أوجه الحياة وذلك من خلال قيام الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بتوفير الأجهزة والبرامج الإلكترونية اللازمة لذلك.


اضطرابات طيف التوحد


هذا وقد تناول يوم أمس جملة من أوراق العمل التي بحثت قضية الإعاقة في الإعلام، حيث أكدت سميرة القاسمي مدير مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، خلال ورقة عمل لها بعنوان: "دور الإعلام في نشر ثقافة التوحد"، على ضرورة زيادة الوعي لدى الأسر والمختصين حول اضطرابات طيف التوحد وبشكل استباقي ووقائي، وعادة يكون بصفة عامة وشاملة من خلال مراكز الرعاية الأولية، وإجراء الدراسات البحثية والميدانية الحديثة التي تهدف إلى حصر أعداد الأطفال ذوي التوحد وتحديد احتياجاتهم، وتوظيف دور الاعلام بشكل فاعل، كما أكدت الحاجة لاستكمال البحوث والدراسات عن اضطرابات طيف التوحد، والعمل على دراسة وتحديد العوامل الجينية والبيئية المساعدة، التي تزيد نسب حدوث التوحد كما هو قيد الدراسة، وضرورة العمل على توضيح طرق التقييم الحديثة بما يتناسب والوضع الحالي للتوحد على مستوى العالم نتيجة التطور في أدوات التشخيص والتعرف المبكر على حالات التوحد، وتفسير العديد من الجوانب المتعلقة بزيادة عدد الحالات المسجلة والتي تصنف على أنها ضمن المظلة الخاصة باضطرابات طيف التوحد، والتأكيد على أهمية معرفة الطرق والأساليب العلاجية سواء في الجوانب الطبية أو التربوية والتعليمية، والتي أثبتت فعاليتها مع الأشخاص من ذوي التوحد، والتي استندت إلى أسس ومبادئ علمية وبحوث إجرائية وميدانية متخصصة.

وشددت القاسمي على ضرورة التأكيد على منهجيات محددة في تناول قضايا اضطرابات طيف التوحد ومن أهمها اللجوء إلى التحقيقات الصحفية والإخبارية المتعمقة بالنسبة لتناول مجالات العلاج والتشخيص، والعمل على زيادة الوعي المجتمعي وتقديم الدعم اللازم لحركات الدفاع عن التوحد وبناء مؤسسات مجتمع مدني تستخدم وسائل الإعلام وتوجهها للاستفادة من التجارب والخبرات وزيادة الوعي حول التوحد كاضطراب ونمط حياة، كما أنها أكدت وجوب ان يكون هنالك لجان تعمل وتسعى إلى مراقبة دور الإعلام وتوجيهه إلى خدمة المصلحة العامة، واستخدامه كأداة لإزالة الغموض والكشف عن الحقائق، ودعم الأفراد وعدم تخويفهم.. يجب أن يكون هنالك وعي ثقافي أكثر من قبل المؤسسات العاملة في مجال البحث العلمي والإعلام، ومعرفة كيفية التعاطي والتعامل معها، ووضع آلية لبناء الثقة بين الباحث ووسائل الإعلام ودور النشر..


تمكين المعاقين من النفاذ الرقمي


وطالب الدكتور محمد جمني، رئيس مختبر البحث في تكنولوجيا الاتصال رئيس الجمعية التونسية للنفاذ الرقمي، من خلال ورقة بعنوان: "دور البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من النفاذ الرقمي"، ضرورة بذل الجهد لتعزيز وجود محتوى موقع عربي ميسر النفاذ، ونشر ثقافة النفاذ الرقمي في الوطن العربي، مؤكدا ضرورة نفاذ الأشخاص ذوي الإعاقة إلى الإعلام الالكتروني، وبالخصوص إلى محتويات صفحات الويب، وهو حق من الحقوق الأساسية التي تضمن لهم المشاركة في مختلف أوجه الحياة على قدم المساواة مع الأشخاص الأسوياء.



الموقع الرسمي لجريدة الشرق القطرية