الشيخة موزا تمول "10" برامج بمبادرة "المليار من الأقوياء"






سمية تيشة


أوصى منتدى الشفلح الدولي الخامس، الذي استضافه مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، خلال الفترة ما بين (22 — 4 2) من الشهر الجاري، في ختام أعماله، على ضرورة حماية الأشخاص ذوي الإعاقة من المخاطر والعمل على إيجاد برامج شاملة، ونشر الوعي فيما يتعلق بالإعاقة أثناء النزاعات المسلحة من خلال وسائل الإعلام، وبناء نظام متكامل للخدمات الرئيسية والمتخصصة من أجل تعزيز قدرات هذه الفئة.

وشهد المنتدى إطلاق مبادرة "المليار من الأقوياء" وهي مستوحاة من رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر منبثقة من مؤسسة غير حكومية تم إنشاؤها مؤخرا بجنيف، السعي إلى التنفيذ الفعلي لاتفاقية الأمم المتحدة حول الأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف القيام بتوعية عالمية حول القضايا المتعلقة بالإعاقة وبرامج التنمية المحلية على مستوى المجتمعات، وقد قدمت سموها دعما اوليا للمبادرة يتضمن تمويل (10) برامج..


تفاصيل


دعا المنظمات الدولية لبناء قدراتهم للدفاع عن حقوقهم.."منتدى الشفلح" يوصي بحماية ذوي الإعاقة من المخاطر ودمجهم بالمجتمع

حسن علي بن علي: الشيخة موزا تقدم دعما أوليا لـ"المليار من الأقوياء" لتمويل "10" برامج

ضرورة دعم برامج الاستجابة لحالات الطوارئ وبرامج إعادة التأهيل بعد الكوارث

المطالبة بتأسيس نظام ممنهج لبيانات مفصلة عن الأشخاص ذوي الإعاقة

أهمية تأسيس فريق عمل لمراقبة ومتابعة ضمان حصول المعاق على حقوقه

توقيع مذكرة تفاهم بشأن اللاجئين في المخيمات الفلسطينية وأوغندا..قريبا


الدوحة - الشرق


خرج منتدى الشفلح الدولي الخامس، الذي استضافه مركز الشفلح للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، خلال الفترة ما بين (22 — 24) من الشهر الجاري، بجملة من التوصيات، اشتملت على ضرورة التعرف على احتياجات الأشخاص الإعاقة وبناء قدراتهم من أجل الدفاع عن حقوقهم ومتابعة الحكومات والمانحين والمنظمات الإنسانية، وأهمية نشر الوعي فيما يتعلق بالإعاقة أثناء النزاعات المسلحة من خلال وسائل الإعلام، وبناء نظام متكامل للخدمات الرئيسية والمتخصصة التي تشمل بناء تحالفات مع المنظمات المحلية وتطوير قدراتها، بما في ذلك المنظمات الحقوقية ومزودو الخدمات والمنظمات التي تعنى بالأشخاص الإعاقة، وتدريب الموظفين الميدانيين والإداريين فى المنظمات الإنسانية، فضلا عن حماية الأشخاص ذوى الإعاقة من المخاطر والعمل على إيجاد برامج شاملة ومتاحة للجميع، وتنسيق العمل على إدماج الفئة فى كل الجهود الإنسانية من خلال تحديد نقاط الاتصال على مستوى المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة والحكومات في الأماكن التي تشهد أزمات وصراعات، ومواصلة القيام ببحوث لجمع المعلومات حول هذه الفئة فى الأماكن التي تشهد أزمات وصراعات، من أجل إيجاد برامج وسياسات أكثر شمولية، إضافة إلى تشجيع المشاركة الفعالة للأشخاص الإعاقة والمنظمات التي تعتني بشؤونهم فى التخطيط والتطبيق وعملية اتخاذ القرار.

كما دعا المنتدى المنظمات الإنسانية بضرورة دعم برامج الاستجابة لحالات الطوارئ وبرامج إعادة التأهيل بعد الكوارث شاملة، وتستند إلى إعطاء كل ذى حق حقه وتستجيب لمتطلبات ذوى الإعاقة وعائلاتهم ومن يعتني بهم، مع التركيز على النساء والأطفال والشباب وكبار السن، والاستفادة من التمويل المخصص للطوارئ والجهود الإنسانية في بنية تحتية وبرامج شاملة يسهل الوصول إليها، مطالباً الحكومات بتطبيق الفقرة رقم 11 المتعلقة بخطط العمل الوطني والتي تحدد الإجراءات الإستراتيجية والأولويات وكذلك المسؤوليات والإطار الزمني على المستوى المحلي، وتأسيس فريق عمل مزود بموارد مختلفة من أجل تسهيل وتنسيق ورصد التقدم الحاصل لمراقبة ومتابعة ضمان حصول هذه الفئة على حقوقها، وينبغي أن يتشكل فريق العمل من ممثلين عن الأشخاص ذوى الإعاقة وكبار الشخصيات والوكالات الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والجهات المانحة.

هذا وتم خلال الجلسة الختامية لأعمال المنتدى الإعلان عن الأنشطة التي لابد القيام بها خلال 2012 — 2015 والتي ركزت على ضمان التزام قوى من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المانحة والوكالات الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة بإدماج الأشخاص ذوى الإعاقة ضمن التمويل المخصص للاستعداد للطوارئ والاستجابة لها وإعادة التأهيل، والعمل مع النشطاء في هذا المجال والحكومات لضمان أن يتم إشراك الأشخاص ذوى الإعاقة في جميع برامج السياسات وبناء الكفاءات، إضافة إلى رفع مستوى الوعي حول إتباع منهج يعتمد على دعم الحقوق في القضايا المرتبطة بالإعاقة بين الأشخاص ذوى الإعاقة والمنظمات الإنسانية والوكالات الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة والجهات المانحة والجمهور عموما بما في ذلك الصحافة، زيادة التبادل المعرفي والتفاعل بين المنظمات الإنسانية التي تعنى بهذه الفئة، والعمل على تأسيس نظام مٌمَنهج لبيانات مفصلة عن الأشخاص ذوى الإعاقة...


وضع حلول دولية


وقال السيد حسن على بن على — رئيس مجلس إدارة مركز الشفلح للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة — فى كلمة ختامية له خلال منتدى الشفلح " تبين بوضوح أن هناك حاجة ماسة إلى معالجة الوضع الذي يواجهه الكثير من الأشخاص ذوى الإعاقة الذين يقاسون ويلات الكوارث الطبيعية والصراعات البشرية، أو تعرضوا للإعاقة بسبب هذه الكوارث هناك حاجة الآن لحلول دولية عملية يمكن تطبيقها على المستويات المحلية ضمن إطار يستند إلى ضمان الحقوق، ويجب أن تكون هذه الجهود شاملة اذ يمكننا أن نغير كل قوانين العالم، لكن إذا لم نغير نظرة الأشخاص وقلوبهم فانه لا يمكننا ضمان المساواة الحقيقية، انحنى على ثقة أن مركز الشفلح سيعلن خلال الأسابيع والأشهر المقبلة عدة شراكات مثمرة جديدة ستبدأ من هنا هذا الأسبوع"، موضحا أنّ المنتدى أكد ثلاث حقائق رئيسية فيما يتعلق بالأشخاص ذوى الإعاقة خلال الكوارث والنزاعات المسلحة، أولا لابد أن تكون الإعاقة جزءا أساسيا من خطط الاستجابة السريعة للكوارث والحالات الإنسانية، ثانيا ينبغي أن تشمل المبادئ الواردة في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة كل الجهود الإنسانية في هذا المجال، وثالثا، هناك حاجة ملحة إلى النظر للإعاقة باعتبارها قضية متعددة الجوانب في كل مراحل المساعدة الإنسانية، ويشمل ذلك الاستعداد لمواجهة الكارثة والإنذار المبكر والاستجابة للطوارئ والتعافي وإعادة الأعمار بعد الكارثة..


بناء القدرات


وأضاف على بن على "علينا أن ندمج مفهوم الإعاقة فى الجهود الإنسانية مع التركيز بشكل أكبر على النساء والأطفال وكبار السن من خلال تشجيع المشاركة الفعلية للأشخاص من ذوى الإعاقة والمنظمات المعنية بهم فى التخطيط والتطبيق وعملية اتخاذ القرار، وأيضا من خلال بناء قدرات المعاقين من أجل الدفاع عن حقوقهم ومحاسبة الحكومات والمنظمات الإنسانية، كما علينا أن نجمع المعلومات حسب العمر والجنس والملف الشخصي للأشخاص من ذوى الإعاقة واستخدام هذه المعلومات لتطوير برامج مناسبة تضمن استيعابا أكبر لهم، وأن نطور حزمة متكاملة من الخدمات العامة والمتخصصة من خلال بناء تحالفات مع المنظمات المحلية بما فيها المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان، والمنظمات التي تقدم الخدمات والمنظمات التي تعتني بذوي الإعاقة، ومن خلال تدريب موظفي المنظمات الإنسانية من الميدانيين والإداريين على حماية الأشخاص ذوى الإعاقة من المخاطر وتطبيق برامج شاملة يسهل الوصول إليها"، مشدداً على أهمية التنسيق لدمج الأشخاص ذوى الإعاقة في كل الجهود الإنسانية من خلال تحديد نقاط الاتصال فى المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمانحين والحكومات خلال الكوارث والصراعات المسلحة.


المليار من الأقوياء


وحول مبادرة "المليار من الأقوياء" أوضح السيد على بن على خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش المنتدى، أنها مستوحاة من رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وهى منبثقة من مؤسسة غير حكومية تم إنشاؤها مؤخرا بجنيف، وان سموها قدمت دعما أوليا للمبادرة يتضمن تمويل (10) برامج موضحا أنّ من أهداف المبادرة السعي إلى التنفيذ الفعلي لاتفاقية الأمم المتحدة حول الأشخاص ذوى الإعاقة، وذلك من خلال القيام بتوعية عالمية حول القضايا المتعلقة بالإعاقة وبرامج التنمية المحلية على مستوى المجتمعات.

وأشار إلى أنّ ترجمة القوانين أمر في غاية الأهمية بالنسبة لذوى الإعاقة، مشيراً إلى أنّ خلال الأشهر القادمة سيتم توقيع مذكرة تفاهم بشأن اللاجئين في المخيمات الفلسطينية وأوغندا، حيث إن المذكرة لا تقتصر على ذوى الإعاقة إنما تشمل الجميع في تلك المخيمات بهدف تقديم أوجه الدعم والمساندة لهم..

وأضاف قائلا" تشير التقديرات اليوم إلى وجود مليار شخص من ذوى الاحتياجات الخاصة عبر العالم، يعيش 800 مليون منهم في فقر، ويعيش حوالي 6.5 مليون منهم لاجئون أو مشردون، ومن هنا تكمن الحاجة إلى البحث عن إيجاد حلول عملية وفورية. ويجب أن يتم الضغط على الفاعلين السياسيين الدوليين والقيام بالتوعية بالقضايا العالمية المرتبطة بالإعاقة. ولذلك قمنا بإطلاق مبادرة (المليار من الأقوياء) التي لديها مجموعة من البرامج الأساسية، ويركز أحد هذه البرامج على الأشخاص ذوى الإعاقة من اللاجئين، حيث قام فريقنا مؤخرا بزيارة لمخيم اللاجئين في أوغندا ومخيم اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان ومن شركائنا في هذا المجال المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ومفوضية اللاجئين النسائية ومشروع قانون اللاجئين في أوغندا وبرنامج الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، وينبغي أن يلعب كل دوره بما في ذلك وسائل الإعلام، في التعبير عن دعمهم مبادرة الشفلح وفى الدعوة إلى العمل من أجل أن تتضمن الجهود الإنسانية مفهوم الإعاقة، فتغيير القوانين وتطبيق الاتفاقيات لا يعنى شيئا ما لم يحصل تغيير حقيقى على الأرض وفى قلوب الناس وفى أوضاع الأشخاص ذوى الإعاقة"، لافتا إلى إن مبادرة "المليار من الأقوياء" ستمد يد العون لكافة دول العالم المتضررة سواء من الكوارث الطبيعية أو الأزمات السياسية كالحروب والثورات، إلا إن المرحلة الأولية ستركز على خدمة اللاجئين في فلسطين وأوغندا كما تمت الإشارة إليها مسبقاً.

وأشار إلى أنّ المنتدى شهد مشاركة (250) شخصا قدموا من أكثر من 50 بلدا لمناقشة القضايا التي تواجه المجتمعات التي تضررت نتيجة الكوارث الطبيعية والصراعات، والبحث عن أفضل المسلكيات التي تعزز حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، موضحا أن هناك جهودا تبذل من اجل التواصل مع كافة الوكالات والمنظمات المعنية بقضايا ذوى الإعاقة لتوفير حياة كريمة لهذه الفئة، ومؤكدا أن مركز الشفلح للأطفال ذوى الاحتياجات يقدم جميع الخدمات بشكل مجاني ولا تقتصر على المواطنين إنما تشمل 25 % من المقيمين، والمركز غير ربحي، أنشئ بدعم من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر لتوفير أفضل البرامج والخدمات للأطفال ذوى الإعاقة، لافتا إلى ان هناك لجنة خاصة لمتابعة توصيات منتدى الشفلح الخامس.


حماية ذوى الإعاقة


وتجدر الإشارة إلى أن جلسات العمل في اليوم الختامي تناولت عددا من القضايا المتعلقة بذوي الإعاقة، وعملية التخطيط الشامل الضوابط والمحاسبة، إضافة إلى قضية التعافي وإعادة التأهيل التي تم من خلالها استعراض ودراسة الخبرات السابقة من خلال تقييم التغييرات المتطلبة لتلبية احتياجات ذوى الإعاقة في أوقات الأزمات: إخلاء — إيواء — اغاثة وتقويم، هذا وشارك في المنتدى أكثر من (250) شخصية عالمية من الخبراء والمتخصصين والمسؤولين في مجال ذوى الإعاقة، ناقشوا أثر الأزمات والظروف الحالية التي يواجهها المعاقون في مخيمات اللاجئين ومناطق النزاع في الشرق الأوسط وإفريقيا، والتهميش الذي تعرض له الأشخاص ذوو الإعاقة أثناء الكوارث الطبيعية التي وقعت مؤخرا فى كل من اليابان وهايتى وباكستان والولايات المتحدة، فضلا عن مناقشة واستعراض آخر التطورات فى مجال التخطيط الشامل للطوارئ، بهدف ضمان حماية وأمن الأشخاص المعاقين فى حالات النزاع المسلح والأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية.


http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=275952