الشيخة موزا تفتتح منتدى الشفلح الدولي الخامس


كتبت رندا خطاب


تفضلت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر فشملت برعايتها الكريمة صباح أمس حفل انطلاق أعمال منتدى الشفلح الدولي الخامس والذي تستمر فعالياته على مدار ثلاثة أيام تحت شعار «ضمان المساواة في أوقات الأزمات والصراعات» بمشاركة أكثر من 250 من المسؤولين الحكوميين والأشخاص ذوي الإعاقة والخبراء البارزين لمناقشة واستعراض آخر التطورات في مجال التخطيط الشامل للطوارئ، بهدف ضمان حماية وأمن الأشخاص المعاقين في حالات النزاع المسلح والأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية.

ويأتي انعقاد هذا المنتدى تزامنا مع الأزمات والظروف الحالية التي يواجهها المعاقون في مخيمات اللاجئين ومناطق النزاع في الشرق الأوسط وإفريقيا، وكيف أثرت الكوارث الطبيعية الأخيرة في اليابان وهايتي وباكستان والولايات المتحدة على الأشخاص ذوي الإعاقة.

وبهذه المناسبة رحب سعادة السيد حسن علي بن علي رئيس مجلس إدارة مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر وصاحب السمو الملكي الأمير مرعد بن رعد والسيدات الأوليات وكافة الحضور، مؤكدا انه استجابة لطلب صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر شعر أنه ينبغي عليهم الاستفادة من علاقاتهم الفريدة مع السيدات الأوليات، مستندين في ذلك على رؤاهن وفرصهن واستعدادهن للتأثير على السياسات في قلب مؤسسات الحكم وصنع القرار، وبالتالي قاموا بتشكيل منظمة غير حكومية مسجلة في جنيف، مطلقين من خلالها مبادرة عالمية باسم «قوة المليار» وهي مبادرة عالمية مكرسة للتوعية بالإعاقة والحقوق والتعليم.

وتابع قائلا «ما دفعنا إلى اختيار هذا الاسم – ONE BILLION STRONG (وان بليون سترونج)– هو ذلك التقرير الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في 2011، متضمنا تقديرات بوجود أكثر من مليار معاق في العالم، فالأشخاص ذوو الإعاقة يمثلون الآن جزءا من سكان العالم تقدر قوته بمليار شخص، مضيفا: عندما نفكر في هذا العدد وحده وكم يساوي من البشر، فإن العالم يحتاج إلى معرفة تلك الإحصائية، ويحتاج إلى إدراك أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا تنبع قوتهم من عدد المليار الذي يمثلونه، بل من حقيقة ما يمكن أن يقدمه هذا العدد الهائل من البشر من إنجازات وإسهامات للعالم فإن من بين هذا المليار هناك 800 مليون شخص يعيشون في الفقر، وفي حقيقة الأمر هم في سجن من جراء ذلك الفقر.

واوضح سعادة رئيس مجلس ادارة الشفلح قائلا: تتضمن مبادرة ONE BILLION STRONG (وان بليون سترونج) إلى جانب مكونات التعليم والتوعية والحقوق، سلسلة من البرامج الأساسية، أحدها على سبيل المثال، يتعلق بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من اللاجئين، وكجزء من هذا البرنامج قام فريقي مؤخرا بزيارة مخيمات اللاجئين في أوغندا ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان، مضيفا: « أطلقنا «قوة مليار» كمبادرة عالمية لتعزيز اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكمحاولة لإحداث تغيير حقيقي في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وحتى الآن وقعت153 دولة على الاتفاقية وصادقت عليها 109 دول، مشيرا الى ان العديد من البلدان التي وقعت وصادقت على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لا تملك الموارد المالية والبشرية، ولا الخبرة اللازمة لتنفيذ أحكام الاتفاقية بشكل ملائم.

وقال سعادته «فمن خلال خبرتنا المحدودة حتى الآن، والمستمدة من عملنا مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، ومفوضية اللاجئين النسائية، ومشروع قانون اللاجئين بأوغندا ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، تأكد لنا أن اللاجئين ذوي الإعاقة هم من بين الفئات الأكثر حرمانا والأقل حظا على الإطلاق في عالمنا اليوم، وتشير تقديرات إلى أن عددهم يتجاوز 6.5 مليون شخص، ومعظم اللاجئين من ذوي الإعاقة يعيشون في فقر مدقع، وهناك في الواقع مسافة كبيرة بين الظروف التي يعيشون فيها وبين إمكانية مجرد البدء في تفعيل حقوقهم القانونية العديدة المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وقال سعادته «أعتقد أن ما ينبغي علينا ليس فقط معالجة المشاكل التي يواجهونها بسبب العجز، بل أيضا معالجة المشاكل التي يسببها لهم الفقر، مشيرا إلى إن أي بلد يوقع ويصادق على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، يصبح مطالبا بتوفير الرعاية الصحية والتعليم والعمل وسائر الحقوق الأساسية لهم، مشيرا الى إن الوعي بهذه الاتفاقية وكذلك التنفيذ الفعلي لبنودها أمر في غاية الأهمية، أما أولئك الذين يعيشون في فقر مدقع، وشغلهم الشاغل هو الكفاح اليومي للحصول على ما يسد رمقهم من الطعام، فإن تحصيل الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقية بعيد كل البعد عن واقعهم، ويتوقف التنفيذ الحقيقي والجاد لهذه الاتفاقية على الحكومات، وما تملكه من سلطات فعلية تمكنها من إحداث تغيير يضع ذوي الاحتياجات الخاصة على قدم المساواة مع بقية عناصر المجتمع، منوها بأننا بحاجة للتأكد من أن الأموال والموارد والخدمات المطلوبة تصل إليهم مباشرة، فالمسألة ليست مجرد منحهم أموالا، بل أكثر من ذلك بكثير ما يهمنا هو ضمان المساواة، والتحقق من حصول ذوي الاحتياجات الخاصة على الموارد والخدمات التي تضمن تمتعهم بحقوقهم. وقال حسن علي بن علي «إنه لا يمكن ترك أثر إيجابي على حياة هذه الفئة من دون دعم مستمر من وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية، ويجب أن توضع الحقائق والقضايا المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة في قلب اهتمامات وسائل الإعلام العالمية، لافتا أن جميع فروع الإعلام لا تحبذ الحديث عن قضايا الإعاقة، التي ينظر إليها باعتبارها مادة محبطة وسلبية وغير مربحة، وتساءل «فمن الذي يقدم دعما وينشر إعلانات في وسيلة إعلامية تغطي مثل هذه المواضيع؟.

وأضاف : كنت محظوظا جدا لحضور الأولمبياد وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة في بكين عام 2008، ولا بد لي أن أقر بأن أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة حقق نجاحا مذهلا ومنقطع النظير، حيث كانت جميع الملاعب ممتلئة بالجمهور، لكن المفارقة أنه، ورغم كل هذا النجاح، امتنع أكثر من نصف وسائل الإعلام التي كانت موجودة عن تغطية أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة الذي كان على نفس القدر من الإثارة والتنافسية اللتين اتسم بهما الأولمبياد الأساسي.

وتابع «لدي اعتقاد راسخ بأنه إذا أدركت حكومات العالم وعامة الناس محنة ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعيشون في فقر، فإنهم سيتفاعلون بشكل إيجابي ويقدمون المساعدة بأي وسيلة ممكنة في حدود قدراتهم سيستغرق الأمر سنوات وربما عقودا حتى يتم ترسيخ هذا الوعي، وتغيير المفاهيم وتعريف عامة الناس في العالم بهذه القضايا، لذا من المهم أن تكون مشاركة وسائل الإعلام متواصلة ومدعومة بالكامل.

وتابع «هناك نماذج لعبت فيها وسائل الإعلام دورا مهما وناجحا نتج عنه تغيير نحو الأفضل، من بينها الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وحركة الحقوق المدنية للسود في الولايات المتحدة، والتوعية العالمية بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز»، مضيفا« ومما لا شك فيه أن القضايا المتصلة بذوي الاحتياجات الخاصة رغم أهميتها الكبرى هي أكثر القضايا التي يتم نسيانها وتجاهلها في وقتنا الحالي، وعلى أية حال، فإن هذه القضايا تؤثر بشكل مباشر على أكثر من مليار شخص يعيشون على هذا الكوكب، ناهيك عن الأشخاص المرتبطين بهم كالعائلة والأصدقاء.

وأشار سعادة حسن علي بن علي الى ان الكثيرون لا يعرفون كثيرا عن اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والحقوق القانونية التي تمنحها لهم، وحتى لو كانوا قد سمعوا بها فإنها لا تشكل أولوية بالنسبة لهم نظرا للتحديات العديدة التي يواجهونها في حياتهم اليومية، خصوصا وأننا الآن في خضم ركود اقتصادي عالمي.

ودعا سعادته كافة وسائل الإعلام في العالم إلى مواجهة التحدي المتمثل في تحويل القضايا التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة إلى قضايا مركزية، والى جعل محتواهم الإعلامي شاملا، وأن يعملوا على تشكيل الوعي ونشر الثقافة وترسيخ الاعتراف بالحقوق التي يحظى بها المعاقون الآن.


http://www.al-watan.com/viewnews.asp...atenews3&pge=4