-
المقال التحليلي
(تحليل لغة السرد والحوار)
يعد السرد والحوار من أهم ركائز العمل الأدبي في فن القصة ، والتي يستند عليها القاص في رسم ملامح الشخصيات وردود أفعالها ، وتطوير الأحداث وصولاً إلى نقطة الصراع والتأزم فيها ، وانتهاء بالحل .
لقد اعتمد الكاتب على لغة الحوار منذ بداية القصة التي تمثلت في رغبة صاحب الخان في طرد بقي بن مخلد ..
ومن خلال الحوار الذي دار بينه وبين محمد بن سعيد الذي استطاع اقناعه وثنيه عن قراره حيث أبلغه بمكانة بقي عند الإمام أحمد بن حنبل ..
كذلك يعد الحوار وسيلة للإثارة والتشويق فيقول محمد بن سعيد " لكنك لا تدري ما شأن هذا الرجل " فهذه العبارة أثارت في نفس صاحب الخان الشوق والرغبة في التعرف على حقيقة بقي بن مخلد الذي يراه فقيرا يخرج ليلا ليسأل الناس ، وقد كان ذلك عاملا في تطوير الأحداث فيما بعد.
وتكاد القصة لا تخلو من الحوار الذي شاع وطغى على امتداد القصة ، وقد أظهر الحوار مدى التفاعل بين الشخصيات ومثاله الحوار الذي كان بين الإمام أحمد بن حنبل وبقي بن مخلد :
- ولكني كما رأيت وعلمت ، لا ألقى أحدا ، ولا يدعون أحدا يلقاني .
- ما كنت لأبالي في سبيل الأخذ عنك شيئا .
- فإن منعت ؟!
- احتال بحيلة ، آتيك بزي السؤال ......
كما يظهر السرد في ثنايا القصة الحوار هدفه في ذلك تقديم الأحداث أو وصف الشخصيات أو حتى التعليق على المشاهد ، و من ذلك " فما قالها حتى جمد الناس ، وعلت الشيخ كآبة ، و نظر إليه متعحبا ... و كأن الشيخ قد خالطه شيئ من الجزع ثم غلب عليه إيمانه " فلقد صورت العبارة السابقة مدى إيمانه وصدق عاطفته تجاه أحمد ابن حنبل بالرغم من سوء الأوضاع آنذاك ... وأيضًا ما جاء على لسان الكاتب " فلما سمع صاحب الخان اسم أبي عبدالله انتبه وتبدلت حاله ، وطفت على وجهه خيالات من الحب العظيم ..... " وقد ساهم هذا في تطوير الأحداث .
و أخيرا نرى أن الكاتب الشيخ علي الطنطاوي قد وفق أيما توفيق في استخدام لغتي السرد والحوار ، وقد برزت لنا عبقرية الكايب في تطويعهما بما يتناسب و أحداث القصة ، وبما يجعل من القصة مجالا خصبا للاستمتاع بقراءتها بعيدا عن الملل والرتابة .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى