قاربت فترة امتحانات الفصل الثاني للمدارس في الامارات على الانتهاء لتعلن اجازة الفصل الدراسي الثاني التي ستكون فترة راحة واستجمام للطلبة وللاسر بعد فترة معاناة قضوها في متابعة ابنائهم. فكما يعلم الجميع ان هذه الامتحانات تأتي بعد قرار اتخذته وزارة التربية والتعليم في الامارات يقضي بتقسيم العام الدراسي إلى ثلاثة فصول بدلاً من فصلين، سواء في المدارس الحكومية.
أو في المدارس الخاصة التي تتبع منهاج الوزارة. بحيث يحافظ القرار الجديد على عدد الأيام الدراسية نفسها التي أقرها التقويم السابق والبالغة ‬179 يوماً. كما يقضي القرار كذلك بأن تكون الإجازات خلال العام الدراسي بواقع أسبوعين بين الفصل الأول والثاني، وأسبوع واحد بين الفصل الثاني والثالث.
الامتحانات التي يؤديها الطلبة على الرغم مما تسهم به في التسهيل على الطلبة من التركيز على محتوى المواد الدراسية واستيعابها وعدم تراكم الخبرات والمعلومات التي تتضمنها الا ان غالبية الطلبة والاهالي بدأوا يشكون من كون امتحانات هذه الفصول الدراسية باتت مرهقة لغالبيتهم وأنهم بدأوا يشعرون بوطأتها عليهم من الفصل الثاني لدرجة ان بعضهم يشعر بانه لا طاقة لابنائه لتأدية امتحانات الفصل الثالث والاخير.
والاسباب قد تعود لعدة امور، اهمها طبيعة وخصوصية المناهج الدراسية الخاصة بالدولة واعتماد اكثرها على الحفظ والتلقين، وبسبب بيئة الامارات ومناخها التي تجعل اليوم الدراسي للطالب صعبا مقارنة بغيره من الطلبة في دول افضل من الامارات في مناخها، وبسبب تتابع الامتحانات القصيرة على الطلاب التي تقع بين هذه الامتحانات الفصلية .
والذي لا تتنازل عنها الادارات المدرسية، ما جعل ايام الطالب الدراسية كلها امتحانات في امتحانات تخلو من الراحة حتى في اجازة نهاية الاسبوع التي يكلف الطالب فيها بمشاريع وبحوث انتزعت منه حقوقه الانسانية في اللعب واللهو وقضاء اوقاق الفراغ بالشكل الذي يفضله ويتمناه حتى باتت المدرسة بالنسبة لعدد من الطلاب بيئة طاردة غير محببة ومنفرة، ولم يعد الذهاب اليها سوى تحصيل حاصل او مسألة محسومة اجبروا عليها لا لانهم راغبون في ذلك او مقبلون على تأديته لدوافع واهداف سامية.
لا نريد احباط العاملين في وزارة التربية والتعليم الذين وضعوا هذا النظام بعد دراسة وبعد اهداف تطلعوا لتحقيقها فما زال هناك فصل ثالث يكمل صورة هذه التجربة، لكن المأمول على وزارة التربية ان تقيم هذه التجربة الجديدة وان تستطلع اراء التربويين العاملين في هذا المجال والطلاب واولياء الامور لتحسين النظام وتجاوز عقباته وان وصل الامر لالغائه والعودة الى نظام سابق، فما يهم الوزارة في الاول والاخير هو مصلحة الطلبة ومخرجات العملية التعليمية التي تعتمد بالدرجة الاولى على ابنائنا الطلبة.

للكاتبة : ميساء راشد غدير من صحيفة البيان الاماراتية