عندما يأتي فصل الربيع قبل فصل الشتاء ........!

تعلمنا في الجغرافيا أن الفصول أربعة ، تأتي مرتبة دون خلل أو تقديم أو تأخير، وحفظنا عمليا فصل الشتاء بزمهريره والذي يجبر الجميع على الاعتكاف الإجباري حول المدفأة ، وأحيانا يشعر الأب بعجزه أمام أبنائه لأنه لا يستطيع دفع البرد عنهم ، ولا يستطيع أن يزيل الصقيع المادي والمعنوي عن أفراد أسرته الصغيرة والكبيرة والأسباب كثيرة ، منها ماديا حيث لا يجد ثمن ثوب ثقيل ، ومنها معنويا فلا يستطيع الرد على ابنه أو تلميذه عندما يسأله عن سبب تشابه أيام السنة وشهورها ، وتشابه وظلم أشخاصها البيّن الذين لا يتغيرون ولا يتبدلون مثل فصل الشتاء تماما ، وكم يتمنى البعض أن يرحل فصل الشتاء ثقيل البرد والدم ، وقد يختلف البعض معي ، لأن البعض لا يشعر ببرد الشتاء لأنه يمتلك ما يكفيه من دفعه ورده بملابسه الثقيلة ، وبمدفأته الحديثة ، أو برحيله إلى أماكن أخرى في العالم لينعم بالدفء المادي والمعنوي
والشتاء الذي أعنيه هو الشتاء الذي لا يجد أصحابه ما يكفيهم من مأوى أو ملبس مادي ومعنوي ، فتجمدت حواسهم التي لم يعرفوها من الأصل
وكم من أناس فصولهم الأربعة شتاء ماديا ومعنويا ، لا تظهر لهم شمس ولا ضوء ولا حرارة ، ولا حتى قمر ! ، وتلاشت معالم الفصول الأخرى لدى الجميع حتى الأجنة في بطون الأمهات تجمدت وتبلدت أحاسيسها ، وماتت مشاعرها ، وطمست عقولها ، وعميت بصائرها ، والطيور في أعشاشها كادت أن تفقد الأمل في ربيع يذيب ثلج هذا الشتاء الذي لم يعرف الكون غيره ولكن .....
فجأة
أتى فصل الربيع ، ليعيد مرة أخرى الجغرافيا عمليا ، ويذكرنا من جديد أن الفصول أربعة ، ومنها فصل الربيع الذي نعيشه الآن حقيقة لا حلما ، ورحل فصل الشتاء الثقيل بكل همومه وآلامه
ولكن رحيله كلف البعض أغلى ما يمتلكون ، لكي يحيا البعض بأغلى ما يمتلكون
تحية لشهداء ثورة الشتاء
بقلم
واحد حرم شرف المشاركة
سيد مصطفى
1-3-2011م