بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ قصة خاطرتي في ساحة المدرسة اليوم صباحاً، وأنا جالسٌ على كرسي، وأتأمل ساحة المدرسة فخطرت ببالي أفكار وكلمات، وعندما عدتُ إلى البيت كتبتُها، وهاهي بين أيديكم، فأرجو أن تعجبكم، وآسف لو فهمتُم بشكل خطأ، والمرجو منكم هو عدم الزعل.


الـسـاحـة الـخـالـيـة
إنّها الساعة العاشرة، وقت ذروة الفسحة، جالساً وحيداً آكل ما اختارتْه يدايَ، أسمع صوتَ دبيب النمل، وأشمُّ نسيم الصباح النقيّ، اكتفيتُ بالسكوتِ الطويل، لكنَّ عقلي ما فتئ يكثر من الأسئلة الحاملة للاستغراب والتعجب: هل اليوم عطلة الأسبوع؟، أم أنني غارقٌ بالكوابيس المُخيفة؟.
لقدِ اعتدتُ أنْ أشاهدَ المقصف مفتوحاً، والطلاب يتبادلون الأحاديث بين بعضهم، وهم يتناولون فطورهم المدرسيّ، وأرى المُشرِفين يراقبون أجواء الساحة الممتلئة، لكن اليوم، ما الذي أصاب الجميع؟.
فرغم صغر مساحة المدرسة، وكونها تمتلئ بهنيهات من الزمن، لم يملأها أحدٌ غيري، وطالبٌ يمشي لوحده يحدّق بي، واثنين كانا يمشيان ويتسليان بالأحاديث وهما يحملان كتبهما؛ استعداداً للرحيل، كالذي كان في الطابق العلويّ حاملٌ حقيبته هامًّا بالخروج.
اليوم كان إضرابٌ فيه، أو خمولٌ ولا مبالاة من قِبل معظم الطلاب، تناسوا تعليمهم، فأخذتهم الراحة المسرفة والأحلام الوردية، واللهو والعبث في هامش الحياة، كالطفل الذي لم ينفطم، حتى يعيش حياته إنساناً يحمل عقلاً صغيراً.
لمّا غصتُ في أعماق أفكاري، قطعني جرسُ المدرسة مُعلناً انتهاء الفسحة، فتيقنْتُ أنني لم أكن أحلم، وقمتُ وأنا أقول في نفسي فرحاً: ليس حلماً، ليس حلماً.



تحياتي للجمييييع