وبصوت متحشرج، حاول مازن العلي، 44 عاماً، ان يظهر مدى تأثير تلك الشخصيات في حياته، خصوصاً شخصية «أبورجل مسلوخة»، مؤكداً «لن أدع ابني يتعرض للمواقف السيئة التي عشتها»، وقال: «بسبب تلك الشخصيات التي كانت تحاصرني قبل النوم او اذا ارتكبت فعلاً طفولياً اصبحت طفلاً منزوياً وغير اجتماعي، وليس لدي اصدقاء».

وأضاف «حتى انني كنت اكره معلمتي، لاني كنت اعتقد أنها أمنا (الغولة) التي ستشويني على النار ومن ثم تأكلني»، وأضاف «الاباء لا يعون بالفعل ان اي كلمة قد تؤثر في شخصية الطفل وتكبر وتنمو معه وتصبح جزءاً من حياته ومن تاريخه»، آملاً «ان تنتهي هذه الثقافة المتوارثة الى الابد».

وبالرغم من مرور اكثر من 30 عاماً على اخر مرة تم تهديد مريم عابد، 40 عاماً، الا انها مازالت تذكر الغولة «كانت امنا (الغولة) موجودة في طفولتي بشكل مستمر، خصوصاً في وقت الليل وقبيل النوم، وكنت اخافها مع انني حاولت التصالح معها»، وأضافت «كنت اتخيلها تجيء بجسمها الضخم ورائحتها العفنة وقدمها التي تشبه قدم الغوريلا لتلتهمني وانا حية»، مؤكدة «هذه ثقافة عربية واجنبية يجب التخلص منها، لانها اثرت في تطور طفولتي بشكل طبيعي»، وقالت: «لا يوجد اسوأ من ان يعود المرء الى طفولته ليجد انها كانت مهددة على الدوام».

.