في مكان ما من السماء طائران صديقان مخلصان في محبتهما مرض أحدهما فكان الآخر يرعى صديقه بالطعام و الشراب يخرج من الصباح الباكر بعد أن يطمئن على صديقه
للبحث عن طعام يقدمه عن طيب خاطر لـ صديق عمره و يبقى الصديق المريض يراقب السماء في إنتظار عودة صديقه الحبيب و ما يحمله من قوت يسد جوعه ..
هكذا عاش أصدقاء العمر في محبة و إخلاص ، و مرت الأيام إلى أن جاء يوم الفراق طار الصديق كـ عادته بعد توديع صديقه مع وعد بعودة سريعة و غذاء وفير لم يكن ليظن أحدهما أن هذا هو الوداع الأخير و أن اليوم هو يوم الفراق الذي لا لقاء بعده مات المريض و حيداً بعيداً عن صديق عمره ..
و بعد فترة لاح طيف في السماء من بعيد و هو يقترب و يقترب لم يجد صديقه ينتظره كـ عادته .. فظنه نائما رق له و غلبته عاطفته .. إنه نائم من التعب و الجوع فاقترب منه ليوقظه فيأكل ثم يعاود نومه من جديد ..
ما هذا ؟؟؟؟؟ إن نومه عميق لكن لابد أن بستيقظ ليأكل فهو مريض كـ هذا خاطب الطائر نفسه و فتح فمه مناديا صديقه بصوت رقيق هادىء ليصحو لكن هيهات ..
اقترب الطائر أكثر يحاول بأرجله أن يوقظ صديقه استيقظ هيا الطعام جاهز و لا فائدة ..
يحاول المسكين جاهدا أن ييقظ صديقه العصفور لكن لا جدوى و فجأة أدرك الحقيقة أدرك أن صديقه رحل إلى الأبد لم يتمالك نفسه صرخ و بقوة لا لا ..
استمر الطائر في صراخه و بكائه على صديق عمره و حبيبه وا فراقــــاه ..
قليل من البشر من يعرف طعم الأخوة و الصداقة و الوفاء
ما أجمل الوفاء و المحبة حتى و إن كانت بين الطيور ..