-
عضو محظــور
حب الدنيا أو كرهها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذا المقال كتبتُه أنا بيدي، وأرجو أن يعجبكم مثلما أعجبني، والآن أترككم معه وأي ملاحظة أو إبداء رأي، فأنا مسرور لذلك.
حب الدنيا أو كرهها
إنّ معظم الذين يعيشون فترة المراهقة لا يرضون أبداً في حياتهم، ويسجنون أنفسهم بسجن يرضى به الكثير من غيرهم، وهو مُسمَّى بـكرْهِ الحياة للأبد، والعجيب أنّهم ما زالوا فيه، وغيرهم كثير أيضاً يرضى بالعيش في كنفه، ولا يبتعدون عنه مطلقاً، أو حتى لا يسألون ذاتهم هنيهة: لماذا لا نغيّر أنفسنا وندع هذا السجن اللعين؟.
لقد كانوا طيوراً في صغرهم عندما كانت أياديهم الناعمة تحلق في أجواء الدنيا مرحاً وفرحاً، بدون قيود ولا سلاسل تمنعهم من اللعب الذي بات الآن في السجن مستحيلاً، لا يقدر أحدهم أن يفكر فيه أبداً، ولا يخطر على البال أيضاً، وجميعهم يبررون أفعالهم بأنها من غدر الزمان وعيبه، وكأن موازينه اختلت وخانتهم، ولا يعلمون بأنّ الدهر هو الله خالقهم -عز وجل-، فيقيمون حججاً باطلة لا أساس لها من الصّحة، وأعذاراً أغبى من أعذار السّاذجين، بدون علم أصلاً بما يتكلمون، كمُدمِن خمر لا يعلم ما يتكلم حينما تغيب البصيرة عنه.
أضحى كره الدنيا لا ينتهي بالكره نفسه فقط، بل استمر بسحر الآخرين وإقناعهم بأفكارهم البالية أيضاً، وأنّ الحياة هي السكين التي قطعت طريقهم، ولم تدعهم يكملونه لنهايته، فمضوا يتخبطون في الظلمات الدامسة من غير وعي، وحتى لو أتاهم الأملُ تارةً، تركوه وشتموه، ولا يعملون به، ولا يعلمون بأنّ الحياة تبقى مادام الأملُ حيًّا يعيش بأنفس الجميع بدون استثناء، وخاصة حينما يهمُّ أحدُهم بأن يكره الحياة، أو يفقد الثقة من نفسه، فتأتي شمسُ الأمل بالبشر، وتُعيد الحياة السعيدة من جديد في الأنفس.
إنّ الأمل عندما يأتي مرةً لا يأتي مرة أخرى، فوقتما يأتي علينا أن لا ندعه يذهب منّا، بل نضعه في قلوبنا إلى الأبد، لأن الشخص بدون أمل، كالمخلوق بدون روح، فالأمل هو عصب الحياة، وهو سبب نجاح كل مخلوق في حياته دائماً.
تحياتي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى