يشرفني المشاركة بموضوعي البسيط :
توفى ..
..كثيرا ما نسمع فلان (توفى) ...
...فبماذا تفكر حينها ..وهل تفكر بموته أم انك تستمر لاهيا في دنياك ...
..فهل تفكر أن الذي فقد روحه ..قد أغلقت صحيفة أعماله ..سيئاته ستظل كما هي ..حسناته لن يستطيع أن يزيدها ..
فما رأيك أن نتخيل معا حالته الآن :
..أغمض عينيك فقط للحظة ..فكر معي ..ما ذا ترى ..لا ترى سوى الظلام أليس كذلك..
..هل فزعت أنت ترى الظلام يحيطك ..!؟؟
..لا لم تخف ..لأنك تعلم أنك ستفتح عينيك من جديد وسترى النور ..فما زالت لديك الفرصة لتغتنمها ..
مرة أخرى :
.. فلتغلق عينيك مرة أخرى متخيلا أنك تحت التراااب ..
..لا تستطيع فتح عينيك ..
..تريد أن ترى ما حولك..
..لكنك لا تستطيع ..
..تسمع أصواتًا غريبة..
..أصوات الديدان و الحشرات حولك تحت التراب ..
..تريد أن تهرب من لسعاتهم لكن جسدك لا يتحرك..
..تريد أن ترفع يديك لتبعدهم عنك..
..لكن لا حول لك ولا قوة..
..فيدك تأبى ان تستجيب لأوامرك ..
..فترقد ساكنا ..هناك ..بين حبيبات التراب الباردة ...
فيبدأ شريط الذكريات :
..ترجع بمخيلتك إلى الوراء ..
..قبل أسبوع ضربت طالبا في المدرسة ..
..قبل يومين صرخت بوجه والدتك..
..بالأمس كنت ساهرا على الأغاني و النظر إلى المحرمات ..
..فتندم على ما فعلته ...تعقد العزم على النهوض و الصلاة ركعتين ع الأقل و الاعتذار ممن أسالت إليهم ...
..تريد أن تعود فقط لتذكر ربك لا غير..
(((ربي أرجعون)))
لكن
..لا جدوى يا أخي \أختي..
..لا جدوى من النداء و البكاء..
..أنت باق باق ..وفي سجلك ..ٍسيئاتك ثابتة لن تستطيع محوها ..
..تحاول أن تتذكر حسناتك ..ما قمته من خير ..تفكر في آخر صلاة صليتها في خشوع ..خانتك الذاكرة ..
..فسجلك ليس فيه سوى صلاة الجسد بلا روح وبلا خشووع (أليست هذه حالنا جميعا إلا من رحم ربي ) ..
الندم
..تذرف دمعاتك ندما و حسرة ..
..تتمنى لو أنك ترجع إلى الدنيا ساعة ...ساعة واحدة فقط لتكفر عن سيئاتك ..لكن لا جدوى..
قد فات الأوان \لا مجال للدور الثاني
..أنت الآن بلا رووح ..وستظل هكذا إلى اليوم الموعود .. لتقف أمام ربك ..فتجيب على الأسئلة التي ستطرح عليك ...
((حين يوزع علينا المعلم درجاتنا ..نرى الخوف ظاهر على الوجوه ..مع العلم أننا إذا رسبنا هنالك أمل لإعادة السنة ..ولكن الآن في هذا اليوم ..لا مجال للإعادة ولا مجال للدور الثاني ..))
اليوم الموعود
..فتجيب على الأسئلة أمام ربك فزعا ..
..تريد أن تكذب و لكن كيف..
..فيدك وعينيك كلهم عليك يومئذ شهود ..
دار الخلود
..قد تنعم بالنعيم أو ستجر جرا إلى جهنم ..يحترق جسدك و يذوب ..
..يعطيك الله جسدا جديدا ..
..ليحترق من جديد .. و تذوق العذاب مرة أخرى ..
.. و إلى الأبد..
..فهي دار الخلود..
..وخلاص توفى..
وأغلق كتابه ..
..ولكن..
..أنت ..
..لديك الفرصة..
..فماذا ستفعل الآن ..هل ستستغل فرصتك ..أم أنك ستكمل لهوك...
...هذه الرسالة أوجهها ألى نفسي قبل أن أوجهها اليكم
...
و شكرا