هيئة التعليم تحرم طالبة معاقة من متابعة دراستها



تنافس في تحصيلها الأكاديمي الطلبة الأسوياء

• غياب الدعم المتخصص أثر على نفسيتها ومستواها الدراسي

كتبت - أندلس ابراهيم

مريم طالبة من ذوي الإعاقة تعاني من إعاقة ذهنية ( متلازمة داون ) استطاعت بجهود وعناية الدولة وبتعاون المخلصين مع أسرتها الوصول لمراحل متقدمة في الدراسة وهي الآن في المرحلة الثانوية، لكنها الآن في البيت بلا مدرسة ولا دراسة تنتظر قرار هيئة التعليم بالعودة للمدرسة، وهو أملها الوحيد في الحياة (حسب تعبيرها ).

تقول والدتها إن حالة مريم من الحالات القليلة التي تصل لهذه المرحلة المتقدمة من الدراسة مع هذا النوع من الإعاقة، حيث وفرنا لها الرعاية والتشجيع منذ نعومة أظفارها حتى وصلت إلى مستواها الآن .. مشيرة إلى أن درجاتها في معظم المواد تنافس الطالبات الأسوياء . وقالت : » انه لفخر للدولة إبراز جهودها الكبيرة في هذا المجال، علما بأن معظم الدول تهتم وتبرز بل تفاخر بأبنائها من ذوي الإعاقة في معظم الميادين والمؤتمرات، إلا عندنا .. لا يهتم المسؤولون بل يقفون حجر عثرة «.

وأضافت كان للمدارس الحكومية دور كبير وبارز في تفوقها، بل كان هناك دور كبير لقسم التربية الخاصة بالوزارة في متابعة حالتها وتقديم الخدمات والاخصائيين ( أخصائي نطق، اخصائي نفسي لتعديل السلوك وتطوير المهارات، أخصائي صعوبات يكتشف ويعالج بخطوات على مدار العام ) إلى جانب تقارير على حسب الحاجة للمدرسة، كما يقوم فريق عمل متخصص من قسم التربية الخاصة بزيارة المدرسة لمتابعة التحديات التي تستجد مع إعطاء الإرشادات والتوجيهات .

وتابعت : في قسم التربية الخاصة التابع لوزارة التربية كانت الأبواب مفتوحة لجميع الأسر والأبناء، أما في عصر المدارس المستقلة وفريق الدعم الإضافي بمكتب معايير التعليم في هيئة التعليم فالأبواب موصدة والقسم لا يستقبل أو يسمح أو حتى يسمع لأولياء الأمور، كما أن القسم يفتقر للاخصائيين كما كان في وزارة التربية .

إلا أنها أكدت أن إدارة المدرسة المستقلة التي تنتسب إليها مريم متعاونة بل ومتفهمة لظروف ذوي الإعاقة .. مشيرة إلى قيام إدارة المدرسة متمثلة في صاحبة الترخيص بطلب المساعدات والدعم حسب الأنظمة والقوانين التي نظمتها وشرعتها الدولة، وذلك لتوفير منسقة دعم ومدرسات صعوبة التعلم لكن مكتب الدعم والهيئة المشرفة عليه لم تتجاوب أو تتعاون مع المدرسة كما لم يتم تحديد الإجراءات اللازمة لتوفير تلك الاحتياجات حتى اليوم، على الرغم من بدء الامتحانات .. وقالت : » نحن في انتظار إشارة وموافقة بل تكرم وتلطف المسؤولين في الهيئة لتوفيرها لأبنائهم علما بأن هذه الأمور هم ملزمون بها حسب الأنظمة والقوانين والمواثيق، إلا أن اهتمامهم بهذه الفئة مفقود «.

وأعربت الأم عن استيائها من تدهور المستوي الأكاديمي لابنتها جراء هذه الظروف .. قائلة : كل ذلك كان له الأثر السلبي على نفسية الطالبة والأسرة لوجود تحديات جديدة لم يوجد أو يوضع لها الحلول الصحيحة التي توجب وجود فريق العمل المتابع لهذه الفئة، ذلك الأثر انعكس على المستوى الأكاديمي للطالبة بشكل واضح لعدم وجود فريق الدعم والمتابعة ولوضع الخطط المدروسة والمتغيرة حسب النتائج .

من جهة أخرى أشارت إلى أنه تم حرمان ابنتها من الخدمة المنزلية التي كانت تقدم من قبل وزارة التربية آنذاك والمتمثلة بقسم التربية الخاصة، كما تم إغفال تغيير المنهج .. مشيرة إلى أن الدراسة باللغة الإنجليزية ليست بتلك السهولة علي الطالب العادي .. فكيف بمن يعاني من الإعاقة الذهنية ومن ذوي الإعاقة؟

وأضافت أن غياب فريق الدعم المتخصص الذي يقدم التوعية للأسرة أثر كذلك على نفسية الطالبة وأسرتها لعدم تقبل زميلاتها لها، إلا أنها أكدت أن مريم لا زالت ترفع شعار التحدي كما اعتادت منذ نعومة أظفارها وتقول : » أستطيع أن أكمل دراستي وأن اتحدى الإعاقة بعون الله وأن لا أكون عالة على الوطن والمجتمع ..

أعينوني ساعدوني .. أنا في البيت بلا مدرسة وأنتظر العودة بفارغ الصبر .. أنتظر وأحلم بذلك اليوم الذي أستطيع أن أخدم فيه مجتمعي ولا أكون عالة عليه «.



http://www.raya.com/site/topics/arti...0&parent_id=19