قصة قصيرة من تاليفي

أتمنى ان تنال إعجابكم


((أبي قتل حلمي)) >>


>
وجدت هند نفسها ذات يوم وهي مستلقيه على سريرها الناعم ، أنها قد أصبحت كبيره، و تملك ذلك المستشفى الضخم وبه العديد من الأطباء و الممرضات و الأجهزه الحديثه و المتطوره ، و هي تأمر وتنهي فيه وتراقب وتشخص .....يااااااااااهـ ياهند لو كان ذلك حقيقه ( هند تحدث نفسها ) .. >>



نهضت هند من على سريرها ، وخرجت من غرفتها لتجد أخاها حمد جالساً يشاهد التلفاز و ينتقل من قناه لأخرى ، جلست بجواره و تحدق به بصمت ، انتبه حمد لها و سألها : ما بك تحدقين بي هكذا؟! أجابت : أرى فيك برود وراحه نفسيه ولا مبالاه .. ألم يصبك يوماً أن أحسست بفزعٍ من المستقبل ؟؟! ألم تفكر كيف تستغل فراغك بما ينفعك؟ ألم تفكر في درروسك وواجباتك ؟! >>


على رسلك مهلاً .....مهلاً..!! (قال حمد ) >>


لماذا كل هذه الأسئله و العبارات القويه ؟! صحيح أنني لا أهتم بشيء سوى اللهو و مشاهدة التلفاز ، و لكن هذه الأشياء تريحني و لا أرهق نفسي بالتفكير في المستقبل لأن ذلك في علم الغيب .... >>


هند: وأين الوقت المخصص لواجبك ودروسك ؟! >>


حمد: دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء >>


هند : يالـــك من بارد .. >>


تركت هند أخاها و خرجت لتستنشق الهواء الطلق في حديقة المنزل . وجدت والدها يسقي الحديقه فوقفت بجواره تسأله : أبي ماذا تريدني أن أصبح في المستقبل ؟! >>


الأب: أريدك أن تصبيحي مدرسه !! >>


هند: لماذا يا أبــــي؟؟ >>


الأب: كي تربي أجيال المسقبل..وتقضي على الاميه و .. >>


هند: أبي.. أنا احلم أن أصبح طبيبه .... >>


الأب : و لا في الحلم يا هند ... ذالك لن يتحقق .. >>


أصيبت هند بخيبة الأمل ... وتنظر إلى والدها و الدموع تنسكب من عينيها..... لماذا يا أبي (قالت هند بصوت مرتجف) >>


الأب : كانت عمتك تحب هذه المهنه لكن حبها الشديد لها قتلها ..>>


هند( وبدهشة كبيرة ): كيــــــــــــف ؟؟؟؟؟ >>


الأب : لقد أخطأت عمتك في عمليه جراحيه.. لأنها كانت غير مستعده لها فمات المريض ... وضنت أنها السبب في موته و أصبح الندم يعصر فؤادها ...حتى تركت هذه المهنه و أنزوت في المنزل لوحدها .. والندم يقتلها كل لحظه و أصبحت تكره الخروج من المنزل او رؤية الناس ..حتى قتلها المرض .. >>


(طأطأ الأب رأسه حزناً .. وصمت ) >>


هند : لم أكن أعرف ذلك!؟ لكن يا أبي لماذا تظن أنني سوف أفعل مثلها .. إن الخطأ وارد في كل شيء ... لا يكون الإنسان أبداً كاملاً أو منزهاً عن الخطــــــأ...... >>


الأب : انتهى الموضوع يا هند .. و لا تعيدي التفكير فيه . >>


أسرعت هند إلى غرفتها . وعينيها دامعتان ..... و أخذت تسأل نفسها لماذا لا أكون مثل أخي حمد لا أبالي بشيء ؟! لماذا ؟!..>>


لم تشاهد الأم هند .. سألت حمدعنها فأخبرها أنها في غرفتها منذ فتره ... >>


دخلت الأم على هند بعد طرق الباب .. فوجدت هند مستلقيه على سريرها تبكي ... أسرعت الأم وضمت ابنتها لصدرها بحنان و هي تسألها : ما بك يا صغيرتي ؟! ما اللذي حدث ؟! >>


أجابت هند وهي تقطع في الكلام: أبي قتل حلمي يا أمي !! الأم : كيف ذلك يا بنيتي ؟! >>


هند : حلمي أن أصبح طبيبه .. و أبي لا يريد ذلك، فهو يخاف أن يصبح حالي كحال عمتي ... >>


الأم : ابنتي لا عيب في أن تحلمي وتتمني ..ولكن العيب أن تجعلي أحداً يدمر حلمك ، انتي لا تعلمين ما الذي سيحدث في المستقبل !؟ ربما يتغير الوضع ، لا تبالي بأحد يا بنيتي و عيشي حلمك ، و بإذن الله سيوفقك الله ويسهل دربك ، ألم تحفظي حديث الرسول صلى الله عليه و سلم (من طلب طريقاً يلتمس به علماً سهل الله له طريقا إلى الجنه ) >>


هيا ..هيا يا إبنتي تعالي تناولي الغداء معنا و اتركي الأيام تفعل ما تشاء .... >>

ضحكت هند و أمها لأن هذا شعار أخوها حمد في الحياة ......