السلام عليكم

يا بنات و يا اولاد

حبيت اليوم اني افيدكم زي منتوا تفيدوني

بحث للغة العربية عن (أدب الرحلات)

اتمنى ان ينال اعجابكم


مقدمة
للرحلات أدب . فما هي؟ وما أساليبه ؟ و هل هناك أمثلة على ذلك ؟ كل هذه الاسئلة سيتم الاجابة عنها في هذا البحث الذي يتحدث عن (أدب الرحلات ).
أدب الرِّحلات نوع من الأدب الذي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور في أثناء رحلتهوتُعد كتب أدب الرحلات من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية لأن الكاتب يستقي المعلومات والحقائق من المشاهدة الحية والتصوير المباشر، مما يجعل قراءتها غنية و مسلية.
عدد كبير من الروايات والقصص يمكن أن يندرج بصورة ما تحت مسمى أدب الرحلات فهذا المسمى الواسع كما نرى قادر على استيعاب أعمال: ابن بطوطةوماركو بولووتشارلز داروينوأندريه جيدوأرنست همنجوايونجيب محفوظ رغم التباين الكبير فيما بينهم لأن الفكرة التي تجمعهم هي فكرة الرحلة نفسها الرحلة الزمانية أو المكانية أو النفسية.
تندرج تحت اسم أدب الرحلات مجموعة كبيرة من الكتابات المختلفة في نواحٍ متعددة من حيث أسلوب الكاتب ومنهج الكتابة والغرض من الكتابة والجمهور الذي يتوجه إليه الكاتب واهتمامات كل منهما لكن هذه الكتابات تشترك كلها في أنها تصف رحلة يقوم بها شخص ما إلى مكان ما لسبب ما.
نشط أدب الرحلات أساساً على أيدي الجغرافيين والمستكشفين الذين اهتموا بتسجيل كل ما تقع عليه عيونهم أو يصل إلى آذانهم حتى لو كان خارج نطاق المعقول، ويدخل في باب الخرافة.
وبالإضافة إلى تسجيل رحلات الرحالة، هناك نوع آخر من أدب الرحلات هو القصص الخيالية الشعبية مثل: سندباد الذي يُعد رمزاً للرحالة المدمن للرحلة والقصص الأدبية مثل: قصة رسالة الغفرانلأبى العلاء المعرى.
والملاحم الشعرية والأدبية الكبرى في تاريخ الإنسانية تعد كذلك من أدب الرحلات مثل: ملحمة أبو زيد الهلالي العربية وغيرها لأن هذه الملاحم تنبني في جوهرها على حكاية رحلة يقوم بها البطل لتحقيق هدف معين وقد تنبني تلك الرحلات الأسطورية على بعض الوقائع التاريخية أو الشخصيات الحقيقية في عصر ما ثم يترك الكاتب لخياله العنان ليخلق الملحمة التي هي خلاصة رؤية المجتمع لقضاياه الكبرى في مرحلة زمنية معينة.
عرف العرب أدب الرحلات منذ القدم وكانت عنايتهم به عظيمة في سائر العصور. ولعل من أقدم نماذجه الذاتية رحلة التاجر سليمان السيرافي بحرًا إلى المحيط الهندي في القرن الثالث الهجري ورحلة سلام الترجمان إلى حصون جبال القوقاز بتكليف من الخليفةالعباسيالواثق للبحث عن سدّ يأجوج ومأجوج وقد روى الجغرافي ابن خرابه أخبار هذه الرحلة.
وتأتي رحلة البيروني المسماة تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة نموذجًا فذا مخالفًا لكل ما سلف إذ تُعد وثيقة تاريخية هامة تجاوزت الدراسة الجغرافية والتاريخية إلى دراسة ثقافات مجتمعات الهند قديمًا ممثلة في لغاتها وعقائدها وعاداتها مع عناية خاصة باللغة السنسكريتية وهي لغة الهند القديمة إذ يتناولها البيروني بالتحليل ويقارن بينها وبين اللغة العربية على نحو جديد.
ويعد القرن السادس الميلادي وما يليه من أكثر القرون إنتاجًا لأدب الرحلات وهنا يطالعنا ضمن النماذج العديدة نموذجان هما: رحلة ابن جبير الأندلسي وهي في الواقع ثلاث رحلات، أولاها إلى مكة للحج وثانيتها للمشرق وقد استغرقت عامين والثالثة للمشرق أيضًا قام بها وهو شيخ كبير أراد أن يتعزَّى عن فقد زوجته ولم يعد بعدها للأندلس بلده بل مكث قرابة عشر سنوات متنقلاً بين مكةوبيت المقدسوالقاهرة مشتغلاً بالتدريس إلى حين وفاته بالإسكندرية وسجل لنا مقاومة المسلمين للغزو الصليبي بزعامة نور الدين وصلاح الدين كما وصف مظاهر الحياة في صقلية وبلاط النورمان في لغة أدبية وتصوير شائق هذا فضلاً عن وصفه مظاهر الرغد والحياة المزدهرة في مكة المكرمة.
والنموذج الثاني في أدب الرحلات يمثله ابن بطوطة وهو أعظم رحالة المسلمين وقد بدأت رحلته من طنجةبالمغرب إلى مكة المكرمة وظل تسع وعشرين سنة يرحل من بلد إلى بلد ثم عاد في النهاية ليملي مشاهداته وذكرياته على أديب كاتب يدعى: محمد بن جُزَيّ الكلبي بتكليف من سلطان المغرب وسمَّى ابن بطوطة رحلته تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.
وروى ابن بطوطة مشاهداته لبلدان إفريقية وكان هو أول مكتشف لها كما صور الكثير من العادات في مجتمعات الهند بعد ثلاثة قرون من الفتح الإسلامي لها والرحلة في عمومها صورة شاملة دقيقة للعالم الإسلامي خلال القرن الثامن الهجري وإبرازٌ لجوانب مشرقة للحضارة الإسلامية والإخاء الإسلامي بين شعوبه بما لا نجده في المصادر التاريخية التقليدية.
وهناك في أدب الرحلات في القرن الثامن الهجري كتاب خطرة الطيف في رحلة الشتاء والصيف لأديب غرناطة الشهير: لسان الدين بن الخطيب.
هذا بالإضافة إلى كتاب ابن خلدون التعريف بابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا وهو مزيج من السيرة الذاتية وأدب الرحلات مكتوب بلغة سلسة مع وصف دقيق لرحلته إلى كل من بلاد الأندلس حين أقام فيها منفيًّا وبلاد الفرنجة حين أوفده أحد أمراء بني الأحمر إليها ثم مصر التي أقام فيها قرابة ربع قرن متقلِّبا بين مناصب التدريس والقضاء.
أصبح أدب الرحلات شكلاً فنيًا داخلاً في الأدب(بالعصر الحديث ) وليس دراسة تاريخية وجغرافية حيّة كما كان من قبل ومن نماذجه في القرن التاسع عشر:
*أحمد فارس الشدياق: مشهور بكتابه الواسطة في أحوال مالطة، وقد وصف صنوفًا من العادات والتقاليد وبخاصة النساء المالطيات.
حسين فوزي أديب مصري و رحلته التي سمّاها السندباد العصري،
توفيق الحكيم و رحلته المسماة زهرة العمر وفيها يتناول بحس مسرحي قصصي جوانب من الحياة في باريس.
[glow1=#16137d]

لاتنسوا الردود
[/glow1]