وتسمع ُ قرعها على الحديد , تسمعُ الصدى , وتسمعُ الدويِّ ,
تسمعُ صمتها , ف جنونها , ف صُراخها , ف أنينها
,
تُغلق أٌذُنيك , تتكوم , تتراكم , تُغني بصوت عالي , تُحاول ,
لكن صوتها عالٍ جداً , صوتها حاد , وثاقب ,
صوتها يُشبه الزوايا المُدببة التي تكره , 
صوتها يخترق قلبك , يشقُ سمعك , يجعلك تُغلق عينيك ,
تحاول أن تتماسك , تعرف هذا الصوت جيداً ,
تعرف هذا الدمار القادم جيداً , 
تعرف هذه الملامح , وهذا النقر , وهذا النواح ,
تعرف كل هذا , وتحاول جاهداً أن تهرب ,
تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تهرب ,
تسمع النوافذ تهمس , الستائر تتكلم , 
الثياب تضحك , الكُتب تسخرمنك ,
الأمشاط , المرايا , الساعة , العطر , المنديل , الآلة الحاسبة ,
الحقائب , الوسائد , الـ ...
كُل شيء كُل شيء , 
وأنت تعلم تماماً بأنك ضعيف , 
وبأن هشاشتك تتفاقم مع كل هذه الأصوات ,
هذه الأصوات التي لاتصمت , 
هذا الذي داخلك , لايموت . 
 
 >> فراشة علم