الهدف
لا كأس بلا هدف، ولا فوز بلا نجاح، سلسلة ذهبية من الأسباب، يأخذ بعضها برقاب بعض، فنقطف بها حسن العمل، وتحقق الأمل، ورضا الله ورسوله والوالدين والناس، قال تعالى:هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً .
يحسن الوالدين اللقاء، فيثمر وليداً مع عجزه العطاء، مكتمل البناء، في أحسن تقويم، وأجمل صورة، وأصفى سريرة، ثم يحسنا تربيته وتنشئته، فيكون منه ما يكون، صورة عن خالد وعمرو وسعد وعلاء الدين.

قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وهل هناك أعظم عبادة من طاعة الله وعمارة الكون، وحسن الاستخلاف في الأرض؟ أيتم ذلك ويتحقق بغير تحديد المسار، واختيار الهدف، وإنجاز خطة العمل، قال تعالى:وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ، فإن للأمة شيباً وشباباً رجالاً ونساءً، أن تحدد أهدافها للنجاح، وتعبِّد طريقها للفوز والفلاح، يوماً بيوم، وساعة بساعة، لا تأجيل ولا تسويف، ولا تقاعس ولا تحريف.
احلموا بالنجاح، واختاروا وتخيروا أهدافكم، فلا تعيشوا سبهللاً، ولا تلبسوا مهلهلاً، خذوا بأيدي أنفسكم إلى كأس الفوز والنجاح، بتحديد أهدافكم، ليومكم وغدكم، وخططوا لها أحسن الخطط، وحددوا لها كل وسائل النجاح، وارسموا لها محطة الوصول، لتكون أنتَ من تكون، تاجراً أو خبيراً، مهندساً أو أميراً، قائد جند أو صحفياً قديراً.
وبهذا يرافقنا النجاح، حليفاً محبباً، في الصباح والمساء، يطرد منا العجز والكسل، والضياع والخمول، كيف لا ورب العزة وضع لنا مقابل الموت الحياة:
فالموت: جمود وسكون، وضعف وعجز، وذل وانكسار، ويأس وانبهار، ولا موت على الحقيقة!.
والحياة: جدة وحركة، وقوة وقدرة، وعزة وسؤدد، وأمل واعتبار، ولا معنى للحياة بلا بقاء وخلود، في العاجل أو الآجل. سبحان الذي سخر لنا هذا - أرضاً وسماءً ا - وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون

منقول
.