آخر صفحة ...
رغم وجود أوراق بيضاء كثيرة إلا أنني أريدها أن تكون آخر صفحة، لأبتدأ بمشوار جديد بعيدا عنهم .
من عادتي حينما أنوي الرحيل،أن امحوا من ذاكرتهم وجودي. ويبقون هم في ذاكرتي.
.
.
كنت من ساعتين تقريبا أبحث في إحدى القوائم (قائمة أسماء الطلبة) عن اسم أحدهم، فوجدته وإن لم يطل البحث، دفعني ذلك الفضول الذي لم أعرفه من قبل، سجلت الاسم لدي وجميع الأرقام التي تخصه، وللعلم:لاحاجة لي بكل هذا (فقط هو الفضول).
ليتني لم أبحث فصدق من قال أن الفضول قاتل صاحبه.
.
.
ليس الغريب أن تجد كل شيء عكس مدار الحياة، بل أن الغريب أن يصدق معك المسير.
.
.
.
مرت الساعة الأولى ومــازلت على اصراري أن تكون هذه آخر صفحة.
من بعدهـــــا أريد أن تكون فيهــا عبرة، لكي لا يكون الوجود من قبلها عبثــــا.
:
:
سألت ذات مرة أحدهم لمــاذا يبكى الناس عادة عند موت أحدهم أو فراقه.
(لا تتعجبوا، فليس العيب في السؤال ولا صاحبه)
.
.
وضعت له الإحتمالات قبل أن يجيب على سؤالي فكانت كثيرة منها:
هل لأنه وجد اليقين على أن رحيله لن يأتي بعده اللقاء،أم لذنب ارتكب بحقه فخافوا على أن يحمل في قلبه غل لهم، أو أنهم خافوا عليه من ما سيجري بعدهــا.... أو هي عادة إنسانية ليس لوجودها سبب محدد.....
يبدوا أن صاحبنا لم يستطع أن يجيب علي، لا أدري ربما لسذاجة السؤال أو إنه لم يسأل نفسه من قبل.
من يدري.
.
.
من لم يصدق في وعده فلن يصدق في وعيده.
ستكون هذه أمام ناظريّ لن تسقط كغيرها
ســـــابقى في القرب، القرب من قلوبكم لن أحدث ضجة كبيرة، ولكن سيحدث فرق كبير هو أنني لن أجيد بعدها التعبير معكم ولن أفصح عن شيء آخر.
كثيرا ما ضاق به الفضــــاء،ولم يجد في الأرض مكان له، ولم تتسع له السمـــــاء،لماذا؟ لأنه وجد مكان آخر فيه كل الراحة فلم يعد يحب مكان غيره.
سيكون سؤال أحدهم اين ذلك المكان الذي وجد فيه راحة للبال وهدوءا للأعصاب وكل مايمكن أن يتخيله الإنسان من راحة وسعاده؟
هو وحده يعرف الجواب.
:
.
هنا فقط أنتهت آخر صفحة لي معكم.
بما أن للوجود أسباب،فاللرحيل كذلك.