ها أنا عدت
( 8 )
هي معلمة رياضيات في احدى مدارس الثانوية ,هي معلمة حنون ومحبة لمادتها ولطالباتها وصاحبة رسالة من الدرجة الأولى قبل أم تكون موظفة في وزارة التربية والتعليم , هذه المعلمة أغلب حصصها تكون الحصص الأولى أو الثانية , لاحظت هذه المعلمة اهمال الطالبات خاصة طالبات الصف العاشر للقرآن والأذكار حين سألتهن بداية السنة الدراسية عن حفظهن للقرآن أو علاقتهن بالأذكار اليومية , فبدأت هذه المعلمة في كل حصة باحضار المصاحف إلى الصف وقراءة الطالبات لسورة من القرآن قراءة فردية للطالبات في الخمس الدقائق الأولى خاصة وإن نظام الساعات كان يوفر لها الوقت لذلك , تعلقن الطالبات بهذه المعلمة , وارتبطت حصة الرياضيات بقراءة القرآن الكريم في بداية الحصة لديهن واحضارهن للمصاحف والتسابق من أجل ذلك , واستمرت المعلمة على ذلك ,
وفي ( مجلس الأمهات ) وقفت احدى الأمهات مع مديرة المدرسة تثني على المدرسة وعلى المديرة ثم تخص بالثناء على معلمة الرياضيات ذاكرة اسمها لمديرة المدرسة , واخبرتها عن تغير حال ابنتها التي أصبحت أكثر هدوءا والتزاما وبرا بها , وتعهدها للقرآن وقراءته له في البيت وحث اخوتها الصغار على ذلك , تقول الأم : لقد تغيرت ابنتي كثيرا , بفضل الله ثم بفضل هذه المعلمة التي جعلت من حصة الرياضيات في بداية اليوم الدراسي حصة نشاط وفهم وعلم ورغبة في أن تطول الحصة , وجعلت من ابنتي انسانة أخرى أكثر حيوية وحبا والتزاما بعد أن كانت مشاغبة وعنيدة في سلوكها وتصرفاتها ,
في بداية الأمر ظننت إنها فترة وستمر , أو ربما يشغلها أمر أو حزينة لشئ , لكن لاحظت حرصها الشديد والمستمر على أن تقرأ وردها ولا تقطعه أبدا , لهذا كان لابد لي أن أحضر لأرى المعلمة الحقيقية , المعلمة التي غرست في ابنتي أجمل شعور وأنبل قيمة ( حب القرآن )