وسيعرض في المؤتمر 42 بحثاً علمياً وورقة عمل تركز على تطوير تعلم وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة من الصم وضعاف السمع تستند لإجراءات مبنية على تطبيقات للنظريات والأسس العلمية ونتائج الممارسات التربوية الفعالة.
وقالت الأستاذة هيا جهام الكواري مدير مكتب المدارس المستقلة ورئيس مجلس الأمناء في الجلسة الافتتاحية إن دولة قطر من الدول السباقة في مجال الاهتمام بذوي الإعاقة، حيث أولت الحكومة هذه الفئة عناية فائقة في شتى المجالات، وجاءت جميع سياسات الدولة وخططها مراعية لها ومهيئة للظروف والسبل لضمان حياة كريمة وآمنة لها.
وأضافت في كلمة باسم المجلس الأعلى للتعليم، لقد أصبحت رعاية ذوي الإعاقات وتعليمهم بما يتلائم وقدراتهم ضرورة حتمية واستراتيجية مهمة من استراتيجيات التنشئة في الوقت الحالي، لتأمين حقوقهم في الحصول على فرص تعليمية عادلة تتوافق وظروفهم، الأمر الذي جعل المجلس الأعلى للتعليم يدمج مدرسة التربية السمعية ضمن الفوج السابع للمدارس المستقلة في العام الأكاديمي 2010-2011.
وأشارت الأستاذة هيا إلى أن مجمع التربية السمعية سعى وفق رؤيته وأهدافه لإعداد مواطن قادر على تطوير قدراته بتوفير مستوى متميز من النمو المهني والعلمي والتربوي وجودة التعليم وتميز الأداء، وباختيار أساليب تعليمية واضحة تتناسب وقدرات الطلبة الصم وضعاف السمع في قطر، مؤكدة أن المؤتمر العلمي الثاني يسعى للتطوير وتجديد الخبرات ومواكبة الجديد في هذا المجال للوصول للإتقان والجودة وزيادة الفعالية ضمن عملية تعليمية متجددة ومتفاعلة مع الأحداث والمتغيرات.
من جهته، أوضح الدكتور محمد عوض الله سالم رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر أن هذا الأخير يهدف لإلقاء الضوء على الجهود الفردية والمؤسسة في مجال تعليم الطلبة الصم وضعاف السمع والتعرف على الطرق والأساليب المتبعة لذلك، والاستفادة من الأفكار الجديدة والمبادرات الرائدة، والتعرف على تجارب وتطبيقات عصرية في مجال التكنولوجيا المساعدة الموجهة للطلبة الصم وضعاف البصر.
ونوه حامد صالح الفاجح المستشار الأول بمكتب التربية العربي لدول الخليج بالدور الرائد لقطر في الاهتمام بالبحث والمعرفة بفضل القيادة الحكيمة التي جعلت الدوحة مقصداً لطلاب العلم والفكر ومحط أنظار الباحثين عن الثقافة والتميز.
وأكد في كلمته أنزل في شأن ذوي الاحتياجات الخاصة قرآناً يتلى بقوله تعالى «عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى» معطياً توجيهاً ربانياً لكيفية التعامل التربوي والتعليمي مع فئة أكرمها الله ببدائل جمة عما حرمت منه.
وأوضح الفاجح أن المكتب مهتم بالمشروعات والبرامج التي تناسب هذه الفئة، وحريص على المشاركة في كل ما يرقى بها مثل هذا المؤتمر، شاكراً الجهة المنظمة لحسن اختيارها لمحاور المؤتمر التي غطت جميع احتياجات ذوي الإعاقة السمعية.
وقد أعطت طالبات مدرسة الخوارزمي ومجمع التربية السمعية للجلسة الافتتاحية نكهة بعد الاستماع للسلام الأميري ونشيد المجمع، وذلك بعرض أوبريت قطر «التعليم والعمل» أوصل رسالة المجمع ورؤية قطر في تعليم هذه الفئة والاهتمام بها بشكل فني شد انتباه الحضور وانتزع إعجابه الكبير.
يذكر أن المؤتمر العلمي الثاني للصم وضعاف السمع الذي يستمر ثلاثة أيام، وزع أعماله على خمسة محاور وعشر جلسات، يشارك فيها العاملون في مجال تعليم الصم وضعاف السمع بمجمع التربية السمعية والمدارس المستقلة، والأكاديميون والخبراء والمختصون والناشطون في المجال والجهات المعنية بتعليم وتأهيل الصم وضعاف السمع داخل وخارج قطر، وممثلون عن مؤسسات المجتمع المدني، فضلاً عن حضور الطلبة الصم وضعاف السمع وأولياء أمورهم.
ويشارك في المؤتمر ممثلون عن عشرة دول أولها المضيفة قطر وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق والمملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الجزائرية والتونسية.