كل جمعه
التربية والتعليم ومكانة المعلم




في خطبة الجمعة الماضية تحدث الخطباء وأئمة المساجد عن أهمية العلم والتعليم في حياة المجتمعات، ودور أولياء الأمور في غرس حب العلم والتعلم في نفوس أبنائهم، ودور الإسلام في رفع مكانة العلماء، ففي القرآن الكريم: «هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب»، وبلفظة أخرى: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم».


فعن قيس بن كثير قال: قدم رجل من المدينة على أبي الدرداء وهو بدمشق فقال ما أقدمك يا أخي؟


فقال: حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.


قال: أما جئت لحاجة؟!


قال: لا


قال: أما قدمت لتجارة ؟!


قال: لا. قال: ما جئت إلا في طلب هذا الحديث، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إنَّ الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر» أخرجه الترمذي.


فالأب والأم من أهم وسائل دعم العملية التربوية والتعليمية بجانب المدرسة، فبدونهما يكون أحد الأضلاع المهمة مفقودة، ولا تكون هذه العملية كاملة، إضافة إلى الأب والأم وإلى المدرسة هناك وسائل الإعلام بصحفها وفضائياتها وإذاعاتها، التي يمكنها ببعض التنسيق والتعاون والابتعاد عن البرامج المشتتة للأطفال أن تقوم بدور في تحبيب العلم في نفوس الطلبة، وخاصة التلفزيون بما له من سطوة جبارة فاقت في بعض الأحيان تأثير الأب أو الأم ببرامجه المتنوعة وبرسومه المتحركة الجاذبة والممتعة للكبير والصغير، وما برنامج «توم وجيري» إلا مثالا على متعة الجذب والحيوية التي يحظى بها في أوساط الأطفال.


ومن النقاط التي طرحها خطباء الجمعة نقطة هامة وهي وجوب احترام المعلم وتبجيله وعدم اهانته باللفظ أو بالفعل من جانب الطالب، لمكانته الكبيرة التي يوفرها له علمه ويوفرها له جهوده التي يبذلها مع طلابه أو طالباته في تعليمهم وتهذيبهم، وهذا الاحترام يقابله اهتمام من المعلم بطلبته وتعامله بحنان وود معهم حتى تثمر العملية التعليمية والتربوية طلبة على مستوى عال من الخلق ومن العلم.


السيد الطنطاوي - صحيفة البيان