النتائج 1 إلى 8 من 8

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    الصورة الرمزية N O O R - Q A N S O
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    أنا ابن دمشق قد أظهرت أصلي . . فلا أخشى الحِمام ولا أهاب
    المشاركات
    5,175

    265 ~ [ دغدغة مشاعر ] ~

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ::

    بينما الحبيب عائد من الجامعة مارّاً بالنيل وقف وكانت هذه الكلمات ...

    ..

    - [ دغدغة مشاعر ] -

    الحالة إنسان واقف يقابل النيل [ نهر النيل ] ، الحالة نسيم هواء بارد يداعب أطراف شعري المسدول ، التاريخ : 03.21.10 اليوم : يوم الأم ...

    مع ضجة الأصوات والمركبات التي عهدتها على القاهرة [ مدينة القاهرة في مصر ] ، إلّا أنني أسمع الهدوء فقط وصوت النيل الأزرق يهيّج مشاعري ،،.

    أمي .. أمي هذا الاسم الذي لطالما اختلط مع الغاز المكوّن للهواء فأصبح عنصرا أساسياً لا يستغني عنه الهواء الذي أتنفسه في أيسر وأحلك الظروف ،،.

    لون النيل الذي يفرض تغيره كما يشاء ، يتلاعب بمشاعري بتلاعب ألوانه ، فمن أزرق تختلج به خيوط الشمس البيضاء النقية .. تعيد إليّ همسات الأمس والطفولة الرائعة بيني وبينها [ أمي ] .. ، فيخطّ ابتسامة رقيقة ارتسمت على وجهي الدافئ الذي يقابل عليل الهواء البارد يتلاطم على خدّي ، كأنها أمـي أصبحت عنصرا من هذا الهواء حتى إذا أسرع الخطى إليّ ضمتني إليها فإذا بي على عكس الواقع أحس بالدفئ ، حتى في هذه الحالة وبعد المسافة بيني وبينها إلّا أنها أتت لتحميني ،،.. .

    تشق دمعة من عيني طريقها عبورا بخدي الدافئ إلى أن تصل إلى قطرات النيل فتجري معه لتكوّن بصمة لها في هذا النيل وتَخْتَزِنُ في لبّها قصة مع العديد من قصص قطرات هذا النيل ،،.. .

    أفتح عيني فإذا بلون النيل عاد يلاعب بمشاعري ، فتراه أحمراً مصفرا معلنا قدوم الغروب .. لطالما أحببت الغروب ولطالما لم أحبه ..! أحببت صورته ، لكنه لطالما أرغمني على تذكر لحظات وداعي لها [ أمي ] ..

    النيل لم يغير لونه فقط إلى الأحمر بل أشعل لهيب نار الشوق في قلبي إليها ...

    وسرعان ما غدر بي النيل وغير لونه إلى الظلمة والسواد فمهما فعلت يبقى هو المادة التي ترسوا عليها السفن والقوارب وكما قال عنها قديما البحّارة والغوّاصون " اتَّقِ البحر فإنَّه غَدّ’ار " ، لكنني علمته درسا فعدوي اللدود هو الغدر والخيانة فتناولت عدستي من حقيبتي التي أحملها وأسرعت بالتقاط صورة أطلقت سهام ضوء الـ(فلاش) الذي اخترق المياه ورسم لوناً أبيضاً متلألئا على على سطح الماء فعاقبت به غدر النيل لي .. وعلمته أن غدرك لن يصل إلي ..

    وسرعان ما ارتسمت ألوان أضواء القوارب والعمارات التي شيّدت على أطراف ضفافه فأصبح شكلا بل تحفة فنية من ألوان الطيف ،،.. .

    حتى السماء التي أجْبِرَت أن تتحول إلى السواد انتثرت بها النجوم لا أسميها كما سماها من كان قبلي بحبات الأرز وصفاً لبياضها بل أطلفت عليها حبات اللؤلؤ ، هذه المادة التي لطالما كنت أبتاعها لأمي ولطالما أحبّت اللؤلؤ ..فليس غريبا على النقي الأبيض أن لا يحب لون النقاء فكانت هذه الحبّـات في السماء كأنه تلألؤ الأمل بلقائي بــأمي في القريب .... .

    لا تستغربوا هذا الحب بيني وبين أمـي فلطالما قلت أن الإنسان لا قيمة له إن لم يفكر .. !!

    فمن حملك تسعة شهور في بطنه ..
    وبين ذراعيه سنتين ..
    وكان يأكل لتتغذى ..
    ويشرب لترضع حنانه ..
    وجعل ووجه همّه وفكره كي تغدوا أحسن وأسعد البشر ..

    أليس أقلّ ما نفعله أن نرد له بضعا من الدين والوفـــاء .... !!؟

    الجنــة تحـت أقــدام الأمهــات
    الجنــة تحـت أقــدام الأمهــات
    الجنــة تحـت أقــدام الأمهــات

    " قال عنه العلماء أنه حديث ضعيف لكن في مضمونه ومعناه صحيح "

    فأنت لن تتحصل على الجنة إن لم تقبل ليس أقدامها فحسب بل التراب الذي تمشي عليـــه ..


    قرابــة الـ100 دقيقة من دغدغة المشاعر اكتشفت بهـا :
    سر جلوس الشعراء في زمن الأمس حول ضفافه يرسمون عذب الكلام ..
    وأوهام العاشقين السنابل الصغار في الوقت الحاضر أمامي ..
    ووقوفي أنا عنــده ..

    فقد علمني أن النجوم ليست كحبات الأرز ،،
    وأن الألوان ليست متشابهةً في معناها ،،
    وأن لا قيمة لِلْإنسان إن لم يفكر ،،


    تـمـــــــــت

    ::





    N O O R - Q A N S O




    التعديل الأخير تم بواسطة N O O R - Q A N S O ; 29-03-2010 الساعة 12:23 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •