أبلغ مدير مكتب التخطيط والشؤون الاستراتيجية في مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور رفيق مكي، «الإمارات اليوم» بأن شركة بارثينون جروب الاستشارية العالمية المتخصصة في المجال التربوي، أجرت عملية تقييم شاملة على المناهج الدراسية، وأكدت نتائج التقييم، ضرورة تبني نهج أكثر شمولاً وإعادة هيكلة مدارس الثانوي «الحلقة الثالثة» بالكامل، متوقعاً أن تسفر هذه التغييرات عن منهجية شاملة للعملية التعليمية في كل صف من الصفوف بغرض إعداد وتأهيل الطلبة للمنافسة في سوق العمل العالمية.


وقال مكي إن «المجلس يجري عمليات تطوير جوهرية بشأن مدارس الحلقة الثالثة منذ عام 2009 بهدف مساعدة الطلبة على الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي مباشرة دون الحاجة إلى الحصول على أية برامج تأسيسية، وتم زيادة عدد ساعات اليوم الدراسي من أجل تعزيز مهارات حل المشكلات ومهارات التواصل لدى الطلبة، ومضاعفة حجم محتوى مادة العلوم باللغة الإنجليزية، وكذلك محتوى مادة اللغة الإنجليزية نظراً لأن لغة الدراسة في مؤسسات التعليم العالي في إمارة أبوظبي هي اللغة الإنجليزية، علاوة على تدريس حصتين يومياً لمواد اللغة الإنجليزية والرياضيات واللغة العربية.

وأشار إلى أن المجلس يطبق حالياً النموذج المدرسي الجديد على طلبة مدارس الحلقة الأولى (من الروضة حتى الصف الرابع)، في إطار تنفيذ الخطة الاستراتيجية للتعليم المدرسي التي أطلقها المجلس عام ،2009 وهي تتضمن استراتيجية طويلة المدى تستهدف الارتقاء بالعملية التعليمية على مستوى جميع المراحل، وعلى الرغم من البدء في تطبيق النموذج المدرسي الجديد على المراحل التعليمية المبكرة والصفوف الأولى، تم تنفيذ استراتيجية قصيرة المدى لتطوير مهارات طلبة الحلقة الثالثة، وتشمل زيادة عدد ساعات اليوم الدراسي واستقطاب أفضل المعلمين والتركيز على تنمية مهارات حل المشكلات، وكذلك مهارات التواصل مع الطلبة من أجل التغلب على مشكلة انخفاض مستوى الطلبة في اللغة الإنجليزية، علاوة على إقامة علاقات شراكة مع أفضل المؤسسات التعليمية المتخصصة من أجل التطوير السريع لأساليب ووسائل التدريس في المدارس.
من جانبه، أكد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، لـ«الإمارات اليوم» أن رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 تستهدف تطوير اقتصاد قائم على المعرفة، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف دون توفير منظومة تعليمية متميزة بما يتماشى مع أرقى المستويات العالمية، وقد قام المجلس حتى الآن بتطبيق مناهج دراسية جديدة باللغتين العربية والإنجليزية على طلبة الصف الأولى بالروضة حتى الصف الرابع، وتم استقطاب وتعيين أكثر من 2500 معلم متخصص ومرخص من البلدان التي لديها أفضل الأنظمة التعليمية على مستوى العالم، وتم إنشاء 20 مدرسة جديدة بمواصفات عالمية، وتجديد نحو 200 مدرسة أخرى، وجارٍ تزويد المدارس بخدمة إنترنت لاسلكية فائقة السرعة، كما تم استقطاب وتعيين أكثر من 1600 من المستشارين التربويين ذوي الخبرة من أجل المساعدة على تطوير مهارات وقدرات القيادات المدرسية والمعلمين.
وذكر أن الدولة تسعى إلى أن تصبح واحدة من أفضل خمس دول على مستوى العالم، ولذلك يدرس المجلس الأنظمة التعليمية المتميزة على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك لا يعني استنساخ الممارسات التربوية التي يطبقها آخرون بل الاستفادة من أفضل المعايير بما يتلاءم مع احتياجات ومتطلبات التنمية.

من جانبها، أكدت المديرة التنفيذية لقطاع سياسات التعليم المدرسي في المجلس، الدكتورة لين بيرسون، أن الخطة الاستراتيجية للمجلس تستلزم البدء في تطوير التعليم بالمراحل المبكرة أولاً، ومن ثم يتم تعميم ذلك التطوير على المراحل الأعلى تدريجياً الانتهاء من التطبيق الشامل لخطط التطوير حتى الصف الثاني عشر بحلول العام الدراسي 2013-.2014
إلى ذلك، أفادت إحصاءات المجلس بأن 99.6٪ من الطلبة الجدد الملتحقين بكليات التقنية العليا في العام الدراسي 2006 -2007 يحتاجون إلى الحصول على برامج تأسيسية، وتبلغ النسبة في جامعة الإمارات 91٪ خلال العام الدراسي 2007 - .2008
ألية تطوير
أفاد مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير خميس الخييلي، بأنه جارٍ التعاون مع مختلف الأطراف المعنية من أجل اقتراح آلية تطوير تشمل تحديد صفات الخريجين المطلوبة (الأمور التي يجب أن يعرفها الطلبة ويقدروا على فعلها بعد الدراسة لمدة 12 عاماً في المدرسة)، والمناهج الحديثة والمواد ذات الصلة وكذلك إتاحة مسارات تعليمية واضحة أمام الطلبة وتبني أدوات التقييم والاختبار اللازمة لتقييم مستوى إنجازات الطلبة.

وأكد الخييلي، أن التعليم يشهد تطورات سريعة الخطى على مستوى العالم بأسره، ولذلك يجب أن نواصل عملية التطوير وإعداد وتأهيل الطلبة من أجل مساعدتهم على الحصول على الفرص التي يستحقونها، إذ تتضمن الخطة الاستراتيجية الحالية للمجلس البدء بالطلبة في المراحل المبكرة من التعليم، ومن ثم تعميم التطوير على الصفوف الأعلى تدريجياً، حيث يخطط المجلس - من خلال التعاون مع شركائه - لمراجعة وتقييم مستوى جودة التعليم في مدارس الحلقة الثالثة، وسيتم تطبيق نتائج هذا المشروع بصورة تجريبية على صفوف محددة بمدارس معينة خلال العام الدراسي المقبل.