المتجولين في الشبكة العنكبوتية يختلفون في الأهداف
الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم ، وخلق الجن والإنس للتوحيد في عبادتهم، وجعلهم متفاوتين في إيمانهم ؛ بحسب علمهم وعملهم بأمور دينهم .
كما تعلمون بارك الله فيكم ، وقت المسلم ثمين ، والذي يتجول في الشبكة العنكبوتية ، يعلم جيداً ، أنه بحر لا ساحل له .
فالناس منهم ، من يريد أن يفيد غيرة ، ومنهم من يريد أن يستفيد من غيره ، ومنهم متطفل الذي لا بضاعة له .
إذً فالناس يختلفون - يتفاوتون - بمستوياتهم ، العلمية ، في الشبكة العنكبوتية .
والعاقل الذي يستفيد من تجوله في الشبكة العنكبوتية ، يستغل الوقت من حين دخوله حتى خروجه .
فالشبكات تختلف من حيث المضمون من مواقع ومنتديات ، في مستوياتها العلمية : منها للمطالعة فقط ، ومنها للحوار العلمي -بعيداً عن الحوارات المتعالمين [الجهال] الذين يتحدثون في غير مجالهم وبغير علم- ، ومنها ما هو للتحميل ، ومنها ما هو للتجارة، ومنها ما هو للإعلانات ، ومنها ما يدخل في عدة مجالات علمية وثقافية ، كما لا يخفى على مثلكم .
وبعد ، أن علمنا مستويات في الشبكة العنكبوتية، مستويات المواقع والمنتديات والمنظمات، ومن مستويات الأفراد .
سوف نتحدث عن جانب من أهداف ، المتجولين في الشبكات التي تدخل في عدة مجالات من الحياة ، ومنها المنتديات الإجتماعية .
فالناس يتفاوتون في الأهداف وهذا من طبيعة البشر ، فمنهم :
فالأول : الذي أنعم الله عليه بالعلم النافع ، نراه يقوم ، بكتابة مقالات ، ما يختص بمجاله العلمي ، أو ينقل ما يتخصص به ، فهو يعلم ماذا يكتب ، وماذا ينقل ، لهذا نرى الناس يطمئنون له .
والثاني : الذي يريد أن يزيد من معلوماته ، نراه يذهب إلى ما يريد ، فمثلا ، إذا كان من طلاب العلم ، يذهب إلى القسم المدارس والتعليم والتثقيف ، يبحث عن تقرير ، أو يقوم بجمع التقارير في تقرير .. إلخ ، أو يريد أنه يزيد معلوماته في اللغة ، وهكذا .
والثالث : متطفلين ، وينقسمون إلى قسمين :
1- متطفل - مسكين - الذي يدخل في مجال غيره ، لا هدف لديه -أقصد : أنه لا يفيد ولا يستفيد الناس منه ، لا مع الأول ولا مع الثاني، وليس بينهما ، بل خارج النطاق ، أو كما يقال تكملت عدد ، تواجده ضياع لوقته ، بل وقت غيره أيضاً ، تنظر إلى ردوده ، ومقالاته ، يتحدث في مجال معين ، ويتفرع ويستطرد في المقال يخرج من جوهر الموضوع ، تعلم أنه لا بضاعة لديه ، ويتحدث في ما لا يعنيه ، مسكين ، يريد أن يصل إلى المرتبتين ، لا يعلم كيف يصل ولا كيف وصلوا هؤلاء !
وقد ، يكون من الأعضاء الذين ضيّعوا أوقاتهم ، الذين يدخلون المواضيع هدفهم فقط ، إدخال السرور لصاحب المقال بقوله : مشكور !! أو هدفه فقط ، زيادة مشاركات !!
ومن هؤلاء ، من يكون رد على مشاركة ، فإذا قراءة الرد علمت أنه ، لم يستفد من المشاركة ، تنظر في رده يشكر عضواً آخر غير صاحب المشاركة !! ، وفي بعض ردودهم ، تقرء الرد وكأنه لم يلاحظ أن الرد في المقال له شروط أو ضابط في الرد ....، والحديث عن هؤلاء ، الذين لم يعرفوا قيمت وقتهم يطول ، والله المستعان .
هل هذه أهداف ساميه يا مسكين تصلك إلى أعلى المراتب !!
نقول كما كان يقول أسلفنا : تعلم وأصبر كما صبروا ، وتدرج في العلم حتى تصل إلى أعلى مرتقى .
فالعلم كما قال أحد العلماء رحمه الله : لا يُنال العلم براحة الجسد . وكان يقصد العلم الشرعي .
وأنا شخصياً إذا كان لي مشاركات ، لا يهمنى الرد بل يهمني الإستفادة ، لأن الرد الذي يوحي أن صاحبه لم يستفد من المشاركة ، نشفق عليه أنه سيحاسب على الوقت ، الذي رد فيه على المشاركة دون الفائدة !!
2 - وقد ، يكون من المتطفلين المشاغبين ، الذين خبثت فطرتهم ، وأسودة قلوبهم ، يرى الحق باطلاً ، ويرى الباطل حقاً!! ، تراه متأثر بالغرب ؛ لهذا لا يعرف فطرته السليمة ، أو متأثر بأناس تربوا على خلق الشوارع ؛ لا دين يوقفهم ولا عادات ولا فطره سليمه، نسأل الله السلامة ، أو متأثر بحالة إجتماعية من مادة و جاه ، نسأل الله من فضله .
تنظر إليه ، يتحدث ويرد وكأنه يقول ، هذه حرية ، وو جهات نظر ، وأنتم متشددون ، أنتم ذوي عقول متحجرة ، العاقل ذو دين وفطرة وعادات سليمة ، لا يوافقونه .
و يقوم بتشويش أفكار بعض الفئات من العمر ، ويريد أن يبنى لنفسه شخصيه ، يقوم بتدمير غيره أو ملك غيره، يتحدث ويجاهر بما يفعل ، ولا ضمير له ، ولا خلق سليم له ، نسأل الله العافية .
مثال : يتفاخر أنه تحدث مع فتاة ، أمام أصدقائه ، وأصدقائه يتأثرون بما يقول، و لا يشعر بأنه يدمر جزء من المجتمع ، ويربي بعض أصدقائه على خلقة الخبيثه التي خبُثت به نفسه .
ومنهم ، من يقوم بنشر الأغاني ، وكأن الله الخالق العظيم ، الذي خلقه في أحسن صورة ، لم يحرمها ، ولم يجعل لفاعلها عقوبه في الدينا والآخرة !! ، وكأن المسكين ، نسى نفسه التي سوف تحاسب على فعله ، وكل من سمع هذه الأغنية ، إن كانت واحدة أو أكثر، كم من سيئات ستكون في كتابه يوم الحساب والنشور .
ومنهم من ينشر الفسق الواضح لا مريت فيه ، ينشر صور النساء .... إلخ .
ومنهم ، من يتحدث في مجال غيره ، وبل ينتقدهم ! بلا ضابط معين أوقاعدة معينه في ذاك المجال ، تراه يتحدث بعقله ، وإن كان في المجال الذي يتحدث عنه ، له ضوابط وقواعد ، تراه يتحدث عن الدين بعقله ، وكأنه درس كما درس العلماء يجعل لنفسه مكانه !! وهو إذ به لا يفرق بين شروط الصلاة وبين أركان الصلاة ، ولا يفرق بين عقيدة ومنهج أهل السنة من منهج وعقيدة أهل الكفر !!!
والحديث في هذا يطول ، وإن شاء الله إستفدنا ، ونكون قد أخترنا الطريق السليم والهدف الأسمى ، لرفعة في الدنيا والآخرة .
فأيهما أنت يا أخي الكريم ؟ ..... .
تذكر أن الله أكرمك بالعقل ، الذي يوصلكم ، لما خلقك الله جل وعلا من أجله .
جعلنا الله وإياكم من من عملوا ما يفيدهم وأفادوا غيرهم .
أقول في ختام القول : كن من المستفيدين والمفيدين لغيرهم ، " فالسعيد من ( دخله ) وحافظ فيه على معتقده ومنهجه ووقته وعرضه وخُلقه ، والتعيس من منه ( خرج ) ولم يفيد أو يستفد أو يُذكر بخير ! "
هذا ، وصلى الله على محمد وعلى آله ، وصحبه وسلم .
كتبه أخوكم سفير العالم
غفر الله له ولوالديه وأهله ومشايخه