قصه مريعة
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة خفت منها واعجبتني وحبيت اراويكم اياها
رغم أنني لم أعد أخاف «دراكولا» أو «فراكنشتاين» في بيوت الرعب، إلا أن صدمتي كانت كبيرة في «بيت الخراريف» في منطقة التراث خلال فعاليات أيام الشارقة التراثية التي اختتمت فعالياتها مؤخراً، حين رأيت مجموعة من أشهر الشخصيات الأسطورية والكائنات الخرافية التي كسرت حاجز الحكايات الشعبية الإماراتية وخرجت إلى الواقع، وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من الموروث الشعبي، وعلى رأسهم «أم الدويس» و«سويدا خصف» و«بو السلاسل» و«بابا درياه».
«أم الدويس»
وحول هذا يذكر مدير إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالعزيز المسلم: «أن لكل من هذه الشخصيات خصوصية تميزها عن غيرها، فقد اختصت «سويدا خصف» في حراسة مخازن التمر، ولا تهاجم إلا من يتعدى الحدود، و«الهام» كان يطرق أبواب البيوت طالباً صدقة متنكراً كعابر سبيل ليخطف أجمل الفتيات، بينما تغوي «السعلوة» الرجال وتفتك بهم.
الأكثر شهرة بينهم «أم الدويس» التي يزخر الأدب الشعبي الإماراتي بمئات الحكايات عنها. توصف لدى الرجال الأوائل بأنها من أجمل النساء، فقد اجتمعت فيها مواصفات الجمال والرقة وعذوبة الحديث.. وعلى الرغم من ذلك لديها عينا قط، وهما ما يدلان على أنها من الجن.
يؤكد المسلّم قول أحد الرواة أنه كان قادماً من خورفكان إلى كلباء على حمار، وفي الطريق شاهد فتاة جميلة حسناء تمشي على مقربة منه بخجل، ثم رفعت رأسها وأومأت له أن يتبعها. يقول: هممت لأتبعها، لكني انتبهت بسرعة وتساءلت في نفسي: مَن هذه؟ وكيف أتت إلى هذا المكان الموحش البعيد؟ فعلمت أنها «أم الدويس». أشحت بوجهي عنها واستعذت بالله.
وعلى الرغم من هذا يؤكد رواة آخرون أن ملامح «أم الدويس» مخيفة ومرعبة؛ إحدى رجليها رِجل حمار والأخرى منجل، وهناك من يقول إن كلتا رجليها رِجلا حمار ويديها منجلان، أو ما يسمى في الإمارات «داس»، ومن هنا جاءت تسميتها.
«بو السلاسل»
أما «بو السلاسل» فهو رجل طويل القامة متوحش على هيئة إنسان، وهو مقيد بالسلاسل ويجر ثقلاً حديدياً خلفه، ويستطيع الظهور في أي وقت، وتروي إحدى الجدات قصتها قائلة: «بينما كنت في بيتنا المبني من جريد النخل أحاول تنويم أحد أبنائي، قلت له: ارقد عن ياكلك بو السلاسل!، وفجأة سمعت صوتاً يشبه قرقعة السلاسل خلف سور البيت.. استعذت بالله من الشيطان عدة مرات حتى اختفى».
يلفت المسلّم إلى اختلاف الروايات عن «بابا درياه» عند أهل البحر، فبعضهم يؤكد أنه كائنٌ من الجن كان يتسلل إلى مراكبهم في الفترة ما بين صلاة العشاء وأذان الفجر ويختطف أحد البحارة ليأكله ويخرب السفينة فتغرق، لذا كانوا يخصصون نوبة للحراسة، فإذا سمع الحراس صوت «بابا درياه» صرخوا: «هاتوا الميشارة والجدوم»، فاذا سمعهم هرب، وعلى الرغم من هذا لم يستطع أحد تحديد ملامحه لأنه يظهر دائماً في الظلام.
أما الرواية الأخرى فتقول إنه كائن خرافي يعيش في البحر، وقيل إنه كان يظهر على شكل إنسان مخيف يسمعون صياحه في البحر وكأنه غريق، فإذا أنقذوه سرق طعامهم وأتلف السفينة.
عن العالم...
.png "(17)")
.png "(6)")
.png "(15)")
رد مع اقتباس
