مصاب بخلل هرموني يعيش قصة حب.. ويواجه قصصاً طريفة يومياً
محمد.. رجل بملامح طفل
منذ أن كان في الـ12 من عمره، توقف نمو محمد فاروق أبوالحسن، (22 عاماً)، بسبب خلل هرموني، فصار رجلاً بملامح طفل، ذلك أن السمة المميّزة لنقص هرمون النمو هي المحافظة على تناسب طبيعي بحجم الأعضاء، مع صغرها، بحيث لا تتناسب مع التطوّر العمري بالمقارنة مع الأصحاء.
وعلى الرغم من المتاعب النفسية والاجتماعية التي يمكن أن يمرّ بها شخص مثله ، فإنه استطاع التصالح مع الأمر ومواصلة حياته بصورة طبيعية .
أبوالحسن الفلسطيني الأصل، المولود في دبي عام 1988 ، توقف عن رحلة علاج استمرت سنوات وتنوّعت أشكالها بين طبيعي وكيميائي وحُقن مركّزة، وقرر مواجهة الصعاب التي تواجهه يومياً والتغلب عليها.
وقال لـ«الإمارات اليوم» : « لقد تصالحت مع قدري ووضعي الجسماني، وقررت مواصلة حياتي وعدم الاستسلام لوضع لا ذنب لي فيه، وعلى الرغم من أن الأمر لم يكن سهلاً، فإنني تسلّحت بإرادة قوية لمواجهة تحديات كثيرة، أهمها نظرة المجتمع غير المتصالح مع فكرة الاختلاف».
ومنذ أن كان في الثانوية العامة التحق أبوالحسن بسوق العمل وعمل في مهن عدة في مجال التسويق والمبيعات، قبل أن يلتحق مصوراً تلفزيونياً بقناة «صانعو القرار »، بعد أن تلقى دورات وتدريبات متخصصة في هذا المجال، وهو الآن يمارس دوره في إعالة أسرته المكوّنة من 11 فرداً .
يؤمن أبوالحسن بأن وضعه كان سبباً في محبة الناس له، وأن المواقف المحرجة والطريفة تضفي على حياته نكهة خاصة . وأضاف «الأمر ليس سهلاً، لكنني أحببت شكلي واستطعت تجاهل نظرة الناس وتعاملهم معي على أنني طفل صغير ».
ولعل أحد الأشياء التي شدّت من عزيمته اكتشافه أنه ليس وحيداً، بل هناك في المجتمع حالات كثيرة لنساء ورجال يعيشون وضعه الجسماني نفسه، تعرفت إلى عدد كبير منهم، لكن ليس الجميع يتعاطى مع وضعهم بالطريقة التي أتعامل بها، منهم من يعيش أزمة نفسية حقيقة . قائلاً : «أحببت شكلي، وصرت أنظر إلى وضعي بطريقة إيجابية، وآمنت بأن شكل الإنسان ليس عائقاً أمام فرض احترام الناس له والتعاطي معه بشكل عادي وطبيعي.»
حياة أبوالحسن اليومية لا تخلو من مواقف محرجة ومتعبة، فرجال شرطة المرور، مثلاً، يستوقفونه مرات عدة في اليوم الواحد، وفي كل مرة عليه أن يثبت لهم أنه شاب بالغ وحاصل على رخصة القيادة منذ سنوات عدة، بعضهميشك في الأمر ويتهمه بتزوير أوراقه الثبوتية، ولا يتوقف الأمر عند رجال الشرطة، حتى أن الناس العاديين يعترضونه في الشارع ويطلبون منه الترجل من السيارة والاتصال بوالده ، وحتى حين يقرر الذهاب إلى المقهى أو السينما بصحبة أصدقائه لابد أن يتعرض للتشكيك في*** عمره وأوراقه، ويعتبر أبوالحسن أن أكثر المواقف المحرجة التي يتعرض لها في ردود فعل النساء اللاتي يتعاملن معه في الأماكن العامة على أنه طفل، وكيف تتغير ردّات فعلهن عندما يخبرهن بعمره الحقيقي.
حياة أبوالحسن تُوجت بقصة حب مع فتاة طبيعية، آمنت به وبشخصيته المرحة وقدرته على تحمل المسؤولية وتحدي الصعاب، وهما يأملان التغلب على صعاب أخرى، والاقتران قريباً .
المصـدر : حـازم أبو سليمـان / دبـي
م.ن