- 
	
	
		
			
			
				عضو جديد
			
			
			
			
				
					
						
					
				
			
			
			
				
			
			 
			
				
				
				
				
				
					    
				
			
		 
		
			
				
				
				
					
 الصدق
				
				
						
						
				
					
						
							الصِّـــــــدق 
هو أن يخبر الإنسان بما يعتقد أنه الحق ، وليس الأخبار مقصوراً على القول ، بل قد يكون بالفعل كالإشارة باليد ، وهزّ الرأس ، و نحوهما  ، وقد يكون بالسكوت من غير قول و لا فعل . فمن ارتكب جريمة و رأى غيره يؤنب على ارتكابها ثم سكت فقد كذب ، ومن الكذب المبالغة في القول مبالغة تجعل السامع يفهم منه أكثر من الحقيقة ، كما إذا بالغ الإنسان في وصف شيء بالعظم أو الكبر أو الصغر حتى أفهم السامع أكثر من حقيقته ، و من الكذب أن يحذف المتكلّم بعض الحقيقة و يذكر بعضها إذا كان ذكر ماحدث يجعل لما ذكر لوناً خاصًا . 
 و لذلك يعتبر الصدق من ضرورات المجتمع و ينبغي أن ينال  حظًّا عظيما من العناية في الأسرة والمدرسة لأنه يحصل  منه الخير الكثير  ، و به تردّ الحقوق ، و به يحصل الناس على الثّقة فيما بينهم و هناك طريقة واحدة للصدق و هو  " أن يقول الإنسان  الحقّ ، كل الحق ، لا لشيء غير الحق " . 
و إنما كان الصدق فضيلة لأنه أهم الأسس التي تبنى عليها المجتمعات ، و لولاه  ما بقي مجتمع ، ذلك لأنه لا بد للمجتمع من أن يتفاهم أفراده بعضهم مع بعض ، و من غير التفاهم لا يمكن أن يتعاونوا ، و معنى الإفهام أن يوصل الإنسان ما في نفسه من الحقائق إلى الآخرين وهذا هو الصّدق . 
   يتجلى ذلك في المجتمعات الصغيرة كالأسرة والمدرسة ، فكلاهما لا يبقى إلا بالصدق ، فلو كذب الطلبة في كل ما يتكلمون وكذب عليهم مدرّسهم في كل ما يعلّمونهم ويحدّثونهم ما بقيت المدرسة ، وكذلك البيت . و إذا كان المجتمع لا يمكن أن يبقى إذا كان ما يتكلم فيه كذباً ، كان من الواضح أنه يتضرر بقدر ما فيه من الكذب ، فقد يبقى إذا غلب فيه الصدق على  الكذب ، ولكنه يكون فاسدًا منحطًّا . 
    و يبيّن ذلك ضرورة الصّدق وإن أغلب المعلومات التي وصلت إلينا بالسماع أو القراءة مبناها الصدق ، وعليها يعتمد الإنسان في معاملاته و تصرفاته ، فلو كانت كذباً لا كانت الأعمال المبنية عليها خطأ و ضلال ، ومن أجل هذا عدّ الصدق أساسًا من أسس الفضائل ، و جعل عنوانا لرقي الأمم و انحطاطها . 
          و كما يكذب الإنسان على غيره كصاحبه وأخيه ، يكذب على نفسه ، و كثيراً ما يكون ذلك ، كما يحاول أن يقنع نفسه بأنّه بذل ما في وسعه لأداء ما يجب عليه ، و هو في الحقيقة لم يفعل ذلك ، و كما يحصل كثيراً من محاولة المرء أن يخلق لنفسه الأعذار عن كسله أو بخله أو قسوته أو جبنه ، غشاًّ و خِداعًا و صرفاً لها عن الحق ، وقد يغلو  المرء في هذا الأمر حتى يصير عادة له حتى لا يستطيع أن يفرّق بين الحق و الباطل و الصدق و الكذب .و هناك أنواع من الكذب  كالنِّفاق ، وهو أن يظهر الإنسان غير ما يبطن . 
 و لا يحق لإنسان لحال من الأحوال أن يفتح على نفسه باب الكذب ، بل ينبغي أن يلتزم الصّدق في جميع أقواله وأعماله ، و لسنا ننكر أنّ التزام الإنسان بالصدق في كل ما يقول و يفعل ، يستلزم مشقّة كثيرة و يحتاج إلى عناء ، و صبر و شجاعة ذلك لأنه قد يعرّض للإنسان في حياته اليومية مسائل دقيقة رفيعة قصار النظر أن الكذب أنفع وأنه لا مفر منه .   وقد ذكر الله تعالى الصدق في كتابه العزيز . وما فقدت هذه الصفة إلا حلّ محلّها عدم الثقة و فقدان التعاون ، لهذا دعا الله سبحانه  للتخلّق به فقال مخاطباً المؤمنين :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) [ سورة التوبة ] .
 و من أنواع الصّدق الأمانة التي هي من أرفع الصفات في  الإنسان ، و هي من أقوى الدعائم التي يقوم عليها أي مجتمع سليم و يحصل منها الخير ، لهذا نرى الإسلام يعتبرها من صفات المؤمنين . 
    و من أنواع الصدق أيضًا صدق الوعد الذي هو من الصفات الحميدة التي يتجلى بها الإنسان و هي سبب جوهري من أسباب النجاح في هذه الحياة ، تعتبر من أبرز صفات القوم المتمدّنين الذين يحرصون عليها أشد الحرص  ، فالصدق من ضروريات المجتمع وهو كما نرى لم يغفله القرآن فدعا إليه كما دعا إلى كل فضيلة ترقى المجموعة البشرية ، وتسمو بها من كل خلل يصيب كيانها .
						
					 
					
				 
			 
			
			
		 
	 
		
	
 
		
		
		
	
 
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
	
		
		
			
				
				ضوابط المشاركة
			
			
				
	
		- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
 
		- لا تستطيع الرد على المواضيع
 
		- لا تستطيع إرفاق ملفات
 
		- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
 
		-  
 
	
	
	قوانين المنتدى