منطقة المدارس في العين تنتظر فض الاشتباك المروري
بعد أن مضى الأسبوع الأول على منطقة المدارس في مدينة العين بسرعة، تعرضت المنطقة للازدحام اليومي للمواصلات أمام مداخل المدارس، وتحديداً في أوقات الذروة المتزامنة مع توجه الطلبة وانصرافهم من وإلى المدارس، وهي أزمة تتشارك في إحداثها عوامل عديدة، أبرزها تركز أكثر من 43 مدرسة خاصة على امتداد شارع لا يزيد طوله على أربعة كيلومترات، يتوافد عليه يومياً 60 ألف طالب، إلى جانب وسائل النقل الخاصة ببعض الطلبة التي تزيد من حجم المشكلة، فضلاً عن نقص المواقف وتوزيع الطرق، وهو ما استدعى تكاتف الجهات المعنية في بلدية العين، وإدارة المرور والتراخيص، لإيجاد حلول هندسية جذرية سيستغرق إنجازها عاماً كاملاً .
الحلول الفردية التي اتخذها بعض مديري المدارس، دفعت “الخليج” إلى رصد هذه الحلول واستطلعت آراء المعنيين بالموضوع .
سليم رضا، ولي أمر، قال “المشكلة ليست جديدة، فنحن نعاني منذ العام الماضي من الازدحام المروري اليومي في شارع المدارس خلال ساعات الصباح الباكر، وبعد انتهاء الدوام، فأنا أخرج مع أولادي قبل ساعة من موعد الدوام حتى أضمن عدم تأخرهم عن الحصص المدرسية، وفي معظم الأوقات لا أصل في الموعد المحدد” .
وأوضح عادل العلي، موظف، “ليس لدي أولاد في المدارس، لكني أخرج يومياً قبل ساعة أو أكثر أحياناً، لأهرب من الازدحام المروري على دوار المرخانية الذي يحدثه توافد الطلبة باتجاه شارع المدارس، فعلى الرغم من الوجود المكثف للدوريات المرورية ومحاولتها تنظيم المرور إلا أن الازدحام أمر واقع ناتج عن ضغط الأعداد الكبيرة” .
ويشرح محمد عبد الرؤوف، ولي أمر، “يشكو أولادي يومياً من انتظارهم الطويل داخل الحافلات على مسافة ليست بعيدة عن مدخل مدرستهم، وذلك بسبب أعداد السيارات الخاصة المتوقفة أمام مداخل ومواقف المدارس، إلى جانب الحافلات الأخرى، وهو فعلياً أمر لا يتسبب فقط في تأخر الطلبة عن موعد دوامهم، ولكن أيضاً في تركيزهم قبل بدء اليوم الدراسي” .
ارتفاع تكلفة الحافلات المدرسية دفعنا إلى النقل الخاص، بهذا برر محمد رضا، موظف، لجوءه إلى توصيل أبنائه يومياً بسيارته الخاصة، وقال “أعلم أن هذه الطريقة في توصيل الطلاب، تزيد من الازدحام اليومي، وتتسبب بتأخرنا نحن أولياء الأمور عن عملنا، ولكن أجبرنا على ذلك لنخفف من تكاليف أقساط النقل المدرسي التي ازدادت هذا العام عن العام الماضي” .
وقال أحمد المناصرة مدير المدرسة العالمية الخاصة، “هناك فعلياً مشكلة حقيقية نواجهها في شارع المدارس، إلا أن الجهات المعنية في قسم مرور ودوريات العين تبذل جهوداً كبيرة لمنع أي ازدحام وحل أي إشكاليات، لكن حجم الضغط الناتج عن أعداد الطلبة المتوجهين إلى منطقة واحدة، وفي وقت واحد نحو مدارسهم، يجعل الازدحام أمراً حتمياً، وحاولنا عن طريق الحلول الفردية التخفيف منه ودعم عمل الدوريات المرورية، من خلال تغيير موعد انصراف الطلبة عن مواعيد المدارس المجاورة لنا، إلى جانب إدخال الحافلات الخاصة بنا إلى داخل ساحة المدرسة لتقل الطلاب، كي لا تحدث ازدحاماً في انتظارها على أبواب المدرسة .
من جانبها أكدت مديرة مدرسة ليوا الدكتورة شيرين جبران، بقولها “بشكل عام هناك مشكلة فعلية نواجهها في شارع المدارس ناتجة عن الازدحام المروري في أوقات وصول الطلاب وانصرافهم، إلا أننا في مدرسة ليوا أقل تعرضاً لهذه الأزمة نتيجة وجود ثلاثة جوانب لمبنى المدرسة، ما يخفف من التزاحم أمامها، إلا أننا ما زلنا نعاني من مشكلة المواقف، ونحن نسعى مع بلدية العين إلى إيجاد حل جذري لها، فنحن حريصون على أن تسير العملية التعليمية بشكل سليم ومريح .
وأشارت مديرة مدرسة الظفرة الخاصة، إلهام العبد، إلى أن هناك عوامل تسهم في تفاقم المشكلة، أبرزها المواصلات الخاصة للطلبة، فالعديد من سائقي السيارات الخاصة يتوقفون أمام مداخل المدارس أو في المواقف بطريقة غير منظمة تزيد من عرقلة السير، حتى أن بعضهم لا يريد التوقف ولو بمسافة قليلة عن البوابة الرئيسية للمدرسة، والجهات المعنية تقوم بجهود يومية ملحوظة من خلال الدوريات المرورية، والاستعدادات الدائمة لحل أي إشكالية، إلا أن هذا لم يمنع الزحام اليومي، وقد اتخذنا، للمساهمة في حل الأزمة بعض الحلول الفردية، كأن يحمل كل طالب بطاقة تحمل اسمه، ورقم الحافلة التي ستقله، بحيث يكون هناك سرعة في توجه الطلبة إلى حافلاتهم، إضافة إلى تغيير مواعيد قدوم وانصراف الطلبة عن أوقات الدوام في المدارس الأخرى، علنا نخفف قليلاً من الضغط الحاصل” .
المدرسة “الدولية الخاصة” لا تقع ضمن منطقة شارع المدارس ولكنها اتخذت لنفسها إجراءات خاصة، تمنع أي ازدحام قد يعرقل وصول الطلبة أو انصرافهم من المدرسة كأحد الحلول التي يمكن أن تستفيد منها المدارس الأخرى .
وقد تحدثت عن الموضوع مديرة المدرسة الدكتورة مكارم مبارك، حيث قالت “قد نكون بعيدين عن مراكز الضغط وسط المدارس، ولكن نحرص على ألا نواجه هذه المشكلة، إلى جانب إدراكنا لحجم المسؤولية المترتبة علينا في وصول وانصراف الطلبة من وإلى المدرسة، لذلك قمنا هذا العام باتخاذ إجراءات عملية منذ اليوم الأول بحيث يحمل كل طالب بطاقة تتضمن اسمه، ومكان إقامته، ورقم الحافلة التي ستقله، إضافة إلى خطوة جديدة تتمثل بلون الحافلات، وهو أمر سيساعد الطلبة الصغار على التوجه مباشرة للون الذي سيحدد لهم، وهي خطوة ستساعد على انتظام الانصراف وسرعته” .
وأوضح الدكتور مطر النعيمي مدير عام بلدية العين “أن هناك مشروعاً كبيراً لتنظيم وتحسين الحركة المرورية في شارع المدارس بمدينة العين، وهو سيشكل حلاً جذرياً للازدحام المروري، حيث سيعمل المشروع على رفع الطاقة الاستيعابية للطريق خاصة عند التقاطعات، وسيقلل من الازدحام، إلى جانب توفير طرق سهلة للوصول إلى المدارس بشكل سريع وآمن .
وذكر أن المشروع يتضمن أعمال تطوير الحركة المرورية في تلك المناطق المهمة، بحيث يتم تحويل بعض الدوارات إلى تقاطعات إشارات ضوئية، وإضافة تقاطعين جديدين وتحسين الطريق بينهما، وسيعمل على رفع كفاءة الطرق الموجودة والمواقف الحالية للمدارس القائمة، إضافة إلى عمل ازدواج للطريق الحالي الواقع في جنوب الوادي ليؤمن حركة مرور سلسة من وإلى المدارس في هذه المنطقة .
وأكد مصدر مطلع في البلدية “أن مشروع تنظيم الطرق بمنطقة المدارس في مرحلة التصميم الابتدائي، ولم يدخل بعد مرحلة التنفيذ، حيث تم إضافة أعمال الدراسة المرورية، وتوسعة منطقة المشروع لتشمل دوار الصناعية (131)، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من أعمال المشروع كاملة وحسب الجدول الزمني المقترح في نهاية ،2012 حيث سيبدأ مقاول المشروع أعماله في شهر أغسطس/آب من العام المقبل” .
أفاد مصدر في بلدية العين أن هناك خططاً مؤقتة لحل الأزمة الحالية، تتمثل في تنظيم حركة السير خلال ساعات الذروة، وذلك عن طريق شرطة المرور، إلى جانب تركيب إشارات ضوئية كحل مؤقت لعبور المشاة وسلامتهم، كما سيتم تحويل بعض الدوارات إلى تقاطعات إشارات ضوئية، مع خطوط التفاف، بهدف تنظيم الحركة واستيعاب قدر أكبر من حجم السيارات، وإنشاء طريق يمر من خلف المدارس لخدمة الحافلات المدرسية التي تشكل نسبة كبيرة من الحجم المروري، وسيكون هذا الطريق في فترة الدراسة خاصاً باستخدام الحافلات .
