السلام عليكم
في هذا الموضوع ستجدون الكثير من التقارير الخاصة بالفصل الثاني
حيث دمجت جميع التقارير و البحوث هنا .. فلا داعي للبحث عنها في الصفحات الأخرى
تسهيلاً على الأعضاء
عرض للطباعة
السلام عليكم
في هذا الموضوع ستجدون الكثير من التقارير الخاصة بالفصل الثاني
حيث دمجت جميع التقارير و البحوث هنا .. فلا داعي للبحث عنها في الصفحات الأخرى
تسهيلاً على الأعضاء
ممكن حد لو عنده ملف انجاز عن درس الجنوح والجريمة ..؟
اتمنى المساعدة منكم يا اخوان
الــســـلام عليكـــم
تفضل هنا ربما يفيدك بشي
وبالتوفيق لك
..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوكم ابي تقرير عن ابن زيدون ***** مقدمة وموضوع وخاتمة ومصادر*****
ارجوكم ساعدوني اخواني
اختكم جنة الفردوس
نوابغ الفكر العربي (ابن زيدون )،بقلم الدكتور شوقي ضيف ،دار المعارف-1119كورنيش النيل –القاهرة ج.م.ع،1979،الطبعة التاسعة،115صفحة.
يتكون الكتاب من أربع فصول(عصر ابن زيدون ،ابن زيدون في عصره،جوانب ابن زيدون ،منتخبات من آثار ابن زيدون )و تناول الفصول الثلاث . يبدأ الكتاب بتعريف لعصر ابن زيدون من ناحية الحياة السياسية في الأندلس التي انتهت فيها الخلافة الأموية في القرن الحادي عشر ميلادي ،بسبب الفتن والاضطرابات ،وضعف الجيش ،فأصبحت الأندلس أندلسيات كثيرة ودويلات صغيرة . ثم تحدث عن الحياة الاجتماعية ففي الأندلس اختلطت الدماء و الأجناس وسكنها أقوام مختلفة، من السلت و السبك و الجلالقة .ويتألف المجتمع الأندلسي من عناصر متباعدة فمنها الآسيوي كالعرب ومنها الإفريقي كالبربر ومنها الأوربي (الاسباني و الإيطالي و الفرنسي و الألماني )،وجميعهم ساعدوا في بناء الحضارة الأندلسية ،ثم تحدث عن الحياة العقلية من ناحية العلم و الفلسفة التي ارتبطت بالمشرق، ومن الناحية الأدب.
ابن زيدون في عصره....
هو أحمد بن عبد الله بن زيدون. ولد بقرطبة 394ه/1003م في بيت من بيوت أعيانها و فقهائها ، فأبو فقيه من سلالة بني مخزوم القرشيين ، وجده لأمة صاحب الأحكام الوزير أو بكر محمد بن محمد بن إبراهيم ،وكلمة صاحب الأحكام تعني أنه اشتغل بالفقه و القضاء. وكان أبوه ثريا صاحب أموال و ضياع، وتوفي بالبيرة، بالقرب من غرناطة ،وكان من رؤساء الدولة الأموية في قرطبة و قاضي القضاة فيها . قام بتعليم ابنه منذ طفولته، فأحضر له الأدباء و المثقفين،وكان هو نفسه أول أساتذته . و بعد وفاة والده لزم ابن زيدون صديق أبيه أبي العباس بن ذكوان و أفاد من علمه و فقه ، وتعلم تحت يد الكثير من العلماء ، ولم يكن عقل ابن زيدون من صنع هؤلاء، بل هو من صنع قرطبة و جامعتها الكبيرة .
حبه لولادة وسجنه.....
الأخبار اللامعة في حياة ابن زيدون الأولى لا تطوف بحياة سياسية إنما بصنمه ومعبوده ولادة بنت الحليفة المستكفي الذي كان واهنا متخلفا ضعيفا ، مقصرا عن خلال آبائه ، وكان معروفا بالتخلف و الركاكة، مشهورا بالشرب و البطالة .
كان أبــــــو ولادة ،قد حاول تعليمها فأحضر لها المعلمين و المثقفين و لم تلبث مواهبها أن استيقظت ، فبعد موت والدها نمت مواهبها و أصبح بيتها قبلة الأدباء و الشعراء ، و كانت تحسن الضرب و الإيقاع على الالآت الموسيقية ،و كان كل ذلك يشع حولها السحر و الفتنة ،فهوى إليها أفئدة الشعراء من قرطبة و غير قرطبة ،وكان ابن زيدون أحد من جذبتهم ولادة ،و لم تلبث أن وقعت في حبه ، ثم تبدلت مشاعرها اتجاهه،وأذاقته جحيم هجرانها ، ولم تنتظر طويلاَ لتجد عاشقا جديدًا ، فقد كان العشاق كثيرين ، لكنها اختارت من بينهم وزيرا خطيرا هو ابن عامر بن عبدوس .وقام ابن زيدون بإرسال رسالة هزلية يسخر فيها على
لسان ولادة من ابن عبدوس ، ونتيجة لذلك نسب إليه ابن عبدوس أنه يشترك في مؤامرة على السلطان ، فسجن .و كتب في سجنه قصائد يناشد فيها أبا الحزم بن جهور أن يعفو عنه، فعفا عنه ،ويقال أنه عفا عنه بفضل ابنه أبى الوليد الفضل .
في بلاط أبى الوليد بن جهور.....وفي بلاط بني عباد.......
حظي ابن زيدون بأمر العفو منه ، فلزم أبا الوليد بن جهور يمدحه . وتوفي أبو الحزم سنة 435ه/1043م، وخلفه
أبو الوليد ابنه، فعينه للنظر على أهل الذمة ثم رفعه إلى مرتبة الوزراء، لينسيه صاحبته، ولكن لم يستطيع أن ينساها. أشعاره في أبي الوليد تفيض بالإخلاص ، ولكن العلاقة لم تلبث أن اضطربت بينه و بين أبي الوليد ، فرحل إلى المعتضد بن عباد صاحب إشبيلية ،فاستقبله المعتضد بن عباد مع وزرائه و أعيان بلده و قضاته و شعرائه ،و احتفل به احتفالا رائعا .و سكن ابن زيدون في بيت صديقه أبي عامر بن مسلمة .
لم يستطع ابن زيدون أن يجاري صاحبه، فابتعد عنه، و كان ذلك سببا لتلاؤم نشب بينهما ،وذكر ابن زيدون أنه لن ينسى له نعيم عيشه عنده و ساعات لهوه . فلزم المعتضد واتصل بسياسته و حومته و يمدحه في شعره. ثم توفي المعتضد فخلفه ابنه المعتمد، وحاول حساده أن يبعدوه عنه و لكنه انتصر عليهم . عاش ابن زيدون مع المعتمد عيشة هناء و مسرة ، فليس هنالك ما يكدر صفاء عيشه إلا أمراض تطوف به . حاول المعتمد غزو قرطبة مسقط رأس ابن زيدون ،وكان جل اعتماد ابن زيدون في ذلك ،ونجح المعتمد في غزوها .
لما كان المعتمد و ابن زيدون في قرطبة ثارت العامة على اليهود في اشبيلية ،فأشار المنافسون على المعتمد أن يرسل ابن زيدون ، فوافق ابن زيدون على الذهاب بالرغم من مرضه ،ولم يكد يصل اشبيلية حتى زاد مرضه ،وهو يذكر صاحبته ولادة التي لم ينسها ثم لفظ أنفاسه.
ديوانه....شاعريته........
لابن زيدون ديوان كبير نشره الأستاذان كامل كيلاني و عبد الرحمن خليفة ،وهو يجري على النمط المعروف لدواوين الشعر العربي . ومن يرجع إلى ديوانه يستطيع أن يلاحظ في وضوح أن الموضوعات الأساسية التي في الشعر هي الغزل والمديح، و يدخل فيه ضرب من الاستعطاف.
يقع ابن زيدون في الذروة بين شعراء الأندلس من حيث التعبير الأدبي و الإبداع الفني ،فقد أشاد به كل من تحدثوا عنه أو ترجموا له من السابقين ، وأثنوا عليه لجمال ديباجته ورونق أساليبه ، فالجميع مشدوه لروعة نظمه و شدة أسره، موسيقاه و ألحانه فيهما الخفة و الرشاقة ، ولذلك كانوا يشبهونه بالبحتري ، وبعد قراءته لكبار الشعراء حفزه على أن يكون له موسيقاه، و يكون له عزفه و إيقاعه، و تكون له قوالبه الحية الجذابة.
كان ابن زيدون يحسن ضرب الخواطر والمعاني القديمة أو الموروثة في عملة أندلسية جديدة.و ابن زيدون من خير النماذج التي تكشف لنا المنزعين ،فهو لا يخرج في شعره على القواعد الموروثة ، وفي الوقت نفس ينبض شعره بحياة عصره.
نموذج من شعر ابن زيدون
أنال أبو الوليد الشاعر أمنيته ،فجعله وزيره ،وأسلمه زمام دولته ،فكاد يطير فرحا ، و في غمرة هذا الفرح ذهب يقول من قصيدة فيه :
يابنى جهور الدنيا بكم حليت أيامها بعد العطل
إنما دولتكم واسطة أهدت الحسن إلى عقد الدول
نحن من نعمائكم في زهرة جددت عهد الربيع المقتبل
لي ذكر بالذي أسديته نابه ، ود حسود لو خمل
فقبلت اليد من بطن يد ظهرها - الدهر -محل للقبل
كلنا بلغ ما أمله فابلغ الغاية من كل أمل
أسلوب الكاتب
اتسم أسلوب الكاتب بجمال الصياغة ، و دقة التصوير، و لغته الواضحة والسهلة ،
وأفكاره المرتبة.
ثمرة القراءة
* أهميةالمحافظة على المعاني النبيلة كالإخلاص و عدم الخيانة .
*معرفة إنجازات ابن زيدون في الأدب.
مقترحات لتعديل الكتاب
*وضع غلاف قابل للاحتمال لأكثر من الغلاف الحالي
*إعادة طباعة الكتاب من جديد
المصدر:
http://www.sahat.kalbacity.net/showt...t=28124&page=8
والمقدمه والخاتمه عليج :)
تنتقل العادات والتقاليد من الآباء إلى الأبناء وتتوارثها الأجيال على مر العصور وهي تمثل حياة الإنسان بمختلف أوجه الحياة الاجتماعية.
وحيث أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة من الشعوب ذات الكرم والشهامة وحب الجماعة فإننا نمتلك موروثاً نعتز به حتى يومنا هذا فبالرغم من التطور الهائل والسريع الذي أصبحت عليه دولتنا إلاّ أننا لم نقبل العادات التي وفدت إلينا وحسبنا في ذلك ما ورثناه من أجدادنا الأفاضل .
ومن هذه العادات والتقاليد الترحيب بالضيف ترحيباً حاراً مع تقديم القهوة العربية التي لها شأن كبير عند العرب، وتعتبر دلالة على الكرم وحسن الضيافة، ويتم إعداد القهوة وتقديمها بطريقة خاصة ، وتقام في الأفراح والمناسبات السعيدة رقصات وفنون شعبية متنوعة وتتزين الفتيات والنسوة بنقوش الحناء ، وهناك رياضات قديمة موروثة ومازالت تمارس حتى وقتنا الحاضر منها الصيد بالصقور والفروسية وسباق الهجن وسباق الزوارق والتجديف ، وهناك أيضاً الأهازيج الدينية ذات الشكر والثناء للخالق لتثبيت روح الإيمان فينا وتلك الأهازيج تقام في مناسبات دينية خاصة مثل المولد النبوي الشريف ورأس السنة الهجرية والإسراء والمعراج وغيرها..
الفنون الشعبية ..
تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة عامة ورأس الخيمة خاصة بفنون شعبية ورقصات فلكلورية عديدة تعكس القيم الاجتماعية والأخلاقية والجمالية والفنية للجماعة الشعبية في شكل متميز يعتمد على الحركة والإيقاع والإشارات والرموز ذات الدلالات والمعاني المشتركة والشائعة بين أفراد تلك الجماعة الشعبية . ولذلك تعد الفنون الشعبية من أكثر وسائل الاتصال الناجحة بين الأفراد والجماعات . وسنعرّفكم باختصار ببعض فنوننا الشعبية وهي العيّالة ، رزيف الشحوح ، الوهابية ، الرزفة ، الرواح والليوة .
العيّالة :
فن من الفنون الشعبية بدولة الإمارات العربية المتحدة به الغزل والمدح والحربي تتكوّن الفرقة من الرئيس وهو الرجل المسؤول عن الفرقة ويسمى الأبو وتكون بحوزته الأدوات والأمر بالعمل .
في البداية يقف الأبو وبيده الطار وينشد والباقي جلوس وعندما يُسمع صوت ضرب الطار يقف الجميع ويرددون معه النشيد وتبدأ الحركات الإيقاعية والاصطفاف مكونين الصفّين المتوازيين كل منهما يساوي في العدد الصف الآخر. يدخل فيها لعبة السيوف والبنادق.
يستخدم فيها الطبل الكبير الذي يعطي الصوت العالي ويسمى (الرأس) ويكون في المقدمة وهو قائد الحركة الإيقاعية ثم يليه التخامير وهي طبول عادية تعطي صوتاً خفيفاً أي أخف من صوت الرأس ثم الطار الذي يعتبر المساعد للتخامير ويضرب بيد واحدة ثم الطوس وهو مكوّن من زوج يشبه صوته رنين الجرس ينتشر هذا الفن بجميع الإمارات ومنطقة الخليج العربي ولا يوجد أي خلاف سوى أقوال الشعراء ، ودائماً تبدأ الفرقة عملها من العصر وحتى صلاة العشاء.
يُمارس هذا الفن في الأعياد والمناسبات والأعراس ولكن قديماً كان أهل الفرقة دائماً في عصر يوم الجمعة يجتمعون لممارسة فنونهم وإحياء التراث دائماً ويعتبرون ذلك ترويحاً أسبوعياً وفرصة لإقامة المباريات الشعرية بين الشعراء.
رزيف الشحوح :
فن من الفنون الشعبية تنفرد به دولة الإمارات العربية المتحدة عن باقي دول الخليج العربي وهو في إمارة رأس الخيمة والساحل الشرقي بالدولة يدخل فيه الغزل والمدح والحربي .
تتكوّن الفرقة من الأبو وهو المسؤول الأول عنها ولديه الأدوات الموسيقية المستعملة ويكون عدد الرجال من خمسين إلى سبعين رجلاً مكوّنين صفّين متقابلين متوازيين يتمايلون حسب النغمات الموسيقية يميناً ويساراً وقليلاً إلى الأمام ويكون الانحناء والتمايل بالتناوب بين الصفين ، يتوسط الصفّين حاملو الطبول ويتراوح عددهم من خمسة إلى ثمانية كما يتوسط الصفّين لاعبو السيوف وضاربو البنادق ويُمارس في الأعياد والحفلات الرسمية والأعراس
الليوة:
فن من الفنون الشعبية القديمة بدولة الإمارات العربية المتحدة به الغزل على الطابع الإفريقي تتكوّن الفرقة من الأبو وهو رئيس الفرقة والبقية يسموّن بالأبناء والفرقة مكوّنة من خمسين إلى ستين فرداً مكوّنين حلقة دائرية تتمثل بالمشي على نغمات الإيقاعات الموسيقية وهم يردّدون الكلمات والأبيات الشعرية .
ويستخدم بها طبل كبير ويسمى باسم (مسيندو) وصفيحة معدنية وتسمى (باتو) والمزمار له دور كبير في العملية الإيقاعية والربط بين الكلمات الشعرية والحركات التي تؤدى من قبل الرجال.
تُمارس قديماً كترويح سياحي لقتل الفراغ في ليلة الجمعة أما الآن تُمارس ليلاً في مناسبات عدة منها الأعياد والمناسبات والحفلات والأعراس ولا يوجد أي خلاف في الكلمات الشعرية والإيقاعات ولكن يوجد خلاف بسيط في طريقة الدوران في بعض الإماراتr.
الوهابية :
فن من الفنون الشعبية القديمة في إمارة رأس الخيمة تنفرد به الإمارة عن باقي الإمارات الأخرى ودول الخليج العربي والنشيد المقال ينقسم إلى ثلاثة أقسام حربي ومدح وريمي.
تتكوّن الفرقة من صفّين متقابلين تتوسطهم الطبول .
يبدأ أحد الحاضرين بإنشاد بيت من الشعر يسمى بالشليل ، ويردد البيت عدة مرات حتى يحفظه الحاضرون ثم يُنشد بيت آخر من نفس القصيدة حتى يتم حفظه من الحاضرين يسمى البيت الأول بالشلّة ، والبيت الثاني بالرد . يلازم الغناء حركة من الصفّين للأمام والخلف ثم ينحني صف فيتجه إليه ضاربو الطبول لمدة عشر دقائق مع تحريك الرأس ثم يقوم الصف المقابل بنفس هذه الحركة فيتجه إليه ضاربو الطبول فيقف الصف المنحني من قبل ويتخلل هذه الرقصة لاعبو السيوف والبنادق وتُغنى في المناسبات والأعياد والأفراح .
الرزفة :
فن من الفنون الشعبية القديمة بدولة الإمارات العربية المتحدة فقط، تتكوّن الفرقة من عشرين إلى ثلاثين فرداً مكوّنين صفّين متقابلين ، يُلقي أحد الشعراء بيتاً من الشعر على الحاضرين فيبدأ الصف الأول بترديد البيت الأول من القصيدة ثم يردد الصف الثاني البيت الثاني ويكون هذا لعدة مرات من الجانبين .
ثم يقوم الشاعر بتبليغ البيت الثاني الجديد للصف الأول ومن ثم الصف الثاني وهكذا حتى تتم القصيدة . وفي أثناء النشيد يمسك كل فرد بيده عصا ويتم الانحناء والتلويح بالرأس ويتخللها لعبة السيوف والرمي بالبنادق. وتُغنى في المناسبات والاحتفالات والأعياد الرسمية وكذلك الأعراس .
الرواح :
فن من الفنون الخاصة بالشحوح في دولة الإمارات العربية المتحدة يتم الغناء بواسطة أربع كلمات :
واهو سيرحه ( أي الصباح )
واهو صودره ( أي الظهر )
واهو الرواح ( أي المساء )
واهو سيريه ( أي الليل )
تستخدم فيها طبول من عشرة إلى اثنى عشر وضارب الطبل هو المُغني وتكون على شكل دائري يتخللهم واحد يقود الجماعة أو الفرقة وطبولها من أغلى الطبول
--------------------------------------------------------------------------------
المصدر: http://www.kuwaitgo.com/vb/archive/i...p/t-13980.html
((حط خاتمه وتنتهي السالفه)) وبالتوووفيق :S_019:
http://www4.0zz0.com/2007/04/09/15/68621336.gif
http://www2.0zz0.com/2007/04/09/15/11662189.gif
العفوو يا خووووي ...:):):)
المقدمه موجوده فالبحث انا كاتبتنها اللي هي من ((تنتقل العادات والتقاليد ....المعراج وغيرها))
هذي هي المقدمه ....
والخاتمه اكتب فيها انت شو استفدت من هالتقرير وشو الاشياء اللي عجبتكـ ؟
او اي فائده استفدت منها ...^^
والسمووووحـهـ ^^
وبالتووفيق يارب :):)
http://www4.0zz0.com/2007/04/09/15/68621336.gif
امممـ ....
اوك :)
الخاتمــهـ :
((وهذه جوله تجولنا بها وتعرفنا على عادات وتقاليد دولتنا العزيزة دولة الامارات العربيه
المتحده واستفدنا من تجوالنا بين هذه المعلومات البسيطه عن تراثنا الغالي
معلومات ثمينه لاتقدر بثمن فمن ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل ))
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاتهـ .....
ووووبس هذي هي الخاتمهـ :)السمووحه منك يا خووي
تقرير علم الاجتماع _ اميل دور كايم (
________________________________________
المقدمة :.
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ...
اميل دور كايم ، رائد علم الاجتماع بعد كونت ، واحتل
دور كايم مكانه بارزه في الفكر الاجتماعي الفرنسي
في القرن التاسع عشر ..
حياته :.
ولد إميل دوركايم سنة 1858 بمدينة إبينال بفرنسا حيث نشأ في عائلة من الحاخامين. وكان تلميذًا بارعًا وما لبث أن التحق بـمدرسة الأساتذة العليا (وهي من أفضل مؤسسات التعليم العالي في فرنسا.) سنة 1879 حيث احتكّ ببعض شبان فرنسا الواعدين مثل جان جوريس أو هنري برغسون غير أن الأجواء بالمدرسة لم تعجبه فالتجأ إلى الكتب ليتجاوز الفلسفة السطحية (في نظره ) التي كان يدين بها رفاقه. هكذا اكتشف أوغست كونت الذي أثرت مؤلفاته عليه تأثيرًا عميقًا فاستقى منها مشروع تكريس علم الاجتماع كعلم مستقل قائم بذاته يهدف إلى كشف القواعد التي تخضع لها تطورات المجتمع. فنجد لهذا الاهتمام صدى في أعماله عن قواعد المنهج السوسيولوجي وعن الانتحار وعن التربية حيث تتجلى رغبته في أن يواجه المشاكل المختلفة بمناهج خاصة ومن منظور اجتماعي منزّه من إشكاليات العلوم الأخرى (الفلسفة والتاريخ مثلا) ومقارباتها. كان دركايم يكره التأملات الفلسفية العقيمة والعلم لأجل العلم فقط ولذلك ابتغى أن يجعل من علم الاجتماع علمًا يسلّط الضوء على آفات المجتمع ويستعان به لحلّ بعض مشاكله عن طريق تحسين العلاقات بين الفرد المجتمع. فلذلك أولى عناية كبرى للمشاكل التربوية إذ أن التربية تلعب دورًا أساسياً في اندماج الفرد في المجتمع. قد تفسر لنا هذه التصورات اهتمام دركهايم بمشاكل زمنه إذ أن اثنين من أهم كتبه تتناول الاضطرابات الاجتماعية المتولدة عن التصنيع المفاجئ والكثيف الذي انتاب مجتمعات عصره ..
مؤلفاته :.
1 – « تقسيم العمل في المجتمع » الصادر عام (1893م) ..
2 – « قواعد المنهاج الاجتماعي » الصادر عام (1895م) ..
3 – « الانتحار » الصادر عام (1897م) ..
4 – « الأشكال الأولية للحياة الدينية » الصادر عام (1912م) ..
5 – « التربية والاجتماع » ... وغيرها ..
دوافع آرائه في علم الاجتماع :.
يظهر أن حال « دوركايم » كحال « فرويد » من قبله، وأن القيادات اليهودية السرية قد دفعته لإيجاد أفكار في مجال تخصصه، وهو علم الاجتماع، من شأنها تنفيذ المخطط اليهودي العام الرامي إلى هدم أسس الدين والأخلاق في مختلف الأمم والشعوب ..
وبوسائل مختلفة متعددة وكثيرة، دعمت الدعاية وأجهزة الإعلام اليهودية رجلها الموجه «دوركايم » ورفعته إلى مرتبة غير عادية، حتى صار عند المؤرخين رائد علم الاجتماع بعد « كونت » وأمسى رئيس المدرسة الاجتماعية الفرنسية ..
الانتحار:.
ظهرت دراسة دوركايم الهامة عن الانتحار وذلك بعد مضي عامين على نشر مؤلفه قواعد المنهج في الاجتماع وأول خطوة بدئها دوركايم بأنه عرف الانتحار حيث واجه صعوبة في ذلك إلى إن خلص إلى إن الانتحار هو كل حالات الموت التي يكون نتيجة مباشرة أو غير مباشرة لفعل سلبي أو ايجابي قام به المنتحر نفسه, وهو يعلم انه سيؤدي إلى هذه النتيجة.
وبعد إن يحدد دوركايم تعريف الانتحار ينتقل إلى مناقشة نقطة أخرى ذات أهمية وهي المجموع الكلي لحالات الانتحار في بلد معين يسمح لنا إن بحسب معل الانتحار وهذا المعدل هو (الظاهرة الاجتماعية)
بعد ذلك حلل الانتحار من ناحية غير اجتماعية مثل ربط الانتحار بالمرض العقلي وأيضا ربط الانتحار بالعوامل الكونية وأخيرا ربط الانتحار بالتقليد والمحاكاة وبعد ذلك يعتقد دوركايم بعد إن فرغ من دراسته لجميع هذه الأمور انه قد نجح في استبعاد العوامل الغير اجتماعية وبذلك ينتقل مباشرة إلى معالجة الأسباب الاجتماعية والمواقف الاجتماعية التي تحدد هذه الأسباب.
حاول دوركايم جمع حالات الانتحار في ثلاثة نماذج حيث يتضمن كل نموذج مجموعة من الأسباب الاجتماعية والنماذج الثلاثة للانتحار هي :
1. الانتحار الأناني.
2. الانتحار الغيري أو الايثاري.
3. الانتحار الانومي.
4. التفسير الاجتماعي للدين عند دوركايم :
حاول دوركايم في كتابه عن (( الصور الأولية للحياة الدينية ))إن يقدم لنا تحليلا دقيقا لصور ومصادر وطبيعة وأثار الدين من نفس ديانته السيسولوجية . وحاول أيضا دور كايم إن يبحث عن أصل الدين وذلك بتحليل الدين في أكثر المجتمعات البدائية, يعتقد دور كايم إن التغيرات في الشكل تؤدي إلى تغيرات جوهرية في الطبيعة, ويرى إن الوقوف على تطور المجتمع من البسيط إلى المركب سوف يحدد لنا مجرى التطور الأجتماعي .
يؤكد دور كايم على إن علم الأجتماع له منهجا مخالفا لدراسة الظاهرة الدينية, الدين بالنسبة لدوركايم يجب إن يدرس كحقيقة اجتماعية .
دور كايم يرفض تفسير الدين على انه نتاج تقسيمات عقلية زائفة أو توهم ناجما عن ضغط مشاعر معينة ..
حاول دوركايم معرفة أصل الديانات من خلال إحدى القبائل الاسترالية التي تسمى الارونتا والتي كانت في نظرة تمثل مرحلة أولى في النمو التطورية فوجد إن أصل الديانات ديانة تعرف باسم التوتمية وهي أكثر صور الدين بساطة وتشير التوتمية إلى اعتقاد داخلي في قوة غيبية أو مقدسة أو في مبدأ يحدد مجموعة من الجزاءات يتعين تطبيقها على كل من يحاول انتهاك المحرمات ويعمل في الوقت ذاته على دعم المسئوليات الأخلاقية في الجماعة..
أهم الانتقادات التي وجهت له :.
1. ميز دور كايم بين التضامن الآلي والعضوي إلا انه أهمل نسبيا التمييز بين مستويات العمومية التي تحققها الأنماط الثقافية والقيم والمعايير والمجتمعات والادوارالتي توجد في المجتمع.
2. اهتمام دور كايم البالغ بتحليل مشكلة التماسك والتضامن إلى درجة انه أهمل دراسة الصراع كعملية أساسية في الحياة الاجتماعية.
3. أهمل دراسة المجتمعات الفرعية وهي الأجزاء التي يتكون منها الكل, كما انه تجاهل الفرد ومطالبه لأنه التفت فقط إلى المجتمع وحاجاته.
4. تأثر دوركايم كثيرا بظروف عصره وبالمناخ الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي كان سائدا في فرنسا في ذلك الوقت وقد أدت هذه الأمور إلى إهمال مجموعة من الفروض..
5. أوجه القصور التي تعاني منها نظريته يكمن في التعريفات, بأنها تعريفات بدائية..
الخاتمة :.
وهكذا نرى ان دور كايم يهدف من علم الاجتماع تحقيق الاستقرار للنظام الاجتماعي ويقول في ذلك : أن ما نحتاجه لكي نحقق الاستقرار في النظام الاجتماعي ، هو أن نجعل الناس قانعه بما قسم لها ..
ولكي نفعل ذلك علينا ان نقنعهم بانه ليس لهم الحق في ان يحصلوا على اكثر مما لديهم . ولكي نحقق ذلك فانه من الضروري تماما ان تكون هناك سلطة عليا يعترفون بما ترشدهم دائما إلى الصواب ..
المراجع والمصادر :.
موقع الكاشف
http://www.ejtemay.com/showthread.php?p=351
كتاب المدرسة ..
والسمووووووووووحه ع القصوووور واتمنى انكم تستفيييدووووون ^_^
تقرير علم الاجيماع لصف الثاني ادبي
--------------------------------------------------------------------------------
مشكلة الطلاق
المقدمة :
يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو " أبغض الحلال " لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.
ومما لا شك فيه أن تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة وتكوين الأسرة قد نال اهتمام المفكرين منذ زمن بعيد. ونجد في كل الشرائع والقوانين والأخلاق فصولاً واسعة لتنظيم هذه العلاقة وضمان وجودها واستمرارها. ويهتم الدين ورجال الفكر وعلماء الاجتماع وعلماء النفس بهذه العلاقة، كل يحاول من جانبه أن يقدم ما يخدم نجاح هذه العلاقة لأن في ذلك استمرار الحياة نفسها وسعادتها وتطورها
الموضوع :
تتعدد أسباب الطلاق ومنها الملل الزوجي وسهولة التغيير وإيجاد البديل وطغيان الحياة المادية والبحث
عن اللذات وانتشار الأنانية وضعف الخلق، كل ذلك يحتاج إلى الإصلاح وضرورة التمسك بالقيم والفضائل والأسوة
الحسنة.
ومن الأسباب الأخرى "الخيانة الزوجية" وتتفق كثير من الآراء حول استحالة استمرار العلاقة الزوجية بعد حدوث الخيانة الزوجية لاسيما في حالة المرأة الخائنة. وفي حال خيانة الرجل تختلف الآراء وتكثر التبريرات التي تحاول دعم استمرار العلاقة.
وفي بلادنا يبدو أن هذه الظاهرة نادرة مقارنة مع المجتمعات الأخرى ، ويمكن للشك والغيرة المرضية واتهام أحد الزوجين الآخر دون دليل مقنع على الخيانة الزوجية يكون سبباً في فساد العلاقة الزوجية وتوترها واضطرابها مما يتطلب العلاج لأحد الزوجين أو كليهما، ذلك أن الشك يرتبط بالإشارات الصادرة والإشارات المستقبلة من قبل الزوجين معاً، ويحدث أن ينحرف التفكير عند أحدهما بسبب غموض الإشارات الكلامية والسلوكية التي يقوم بها . كأن يتكلم قليلاً أو يبتسم في غير مناسبة ملائمة أو أنه يخفي أحداثاً أو أشياء أخرى وذلك دون قصد أو تعمد واضح مما يثير الريبة والشك والظنون في الطرف الآخر ويؤدي غلى الشك المرضي. وهنا يجري التدريب على لغة التفاهم والحوار والإشارات الصحيحة السليمة وغير ذلك من الأساليب التي تزيد من الثقة والطمأنينة بين الزوجين وتخفف من اشتعال الغيرة والشك مثل النشاطات المشتركة والجلسات الترفيهية والحوارات الصريحة إضافة للابتعاد عن مواطن الشبهات قولاً وعملاً.
وهنا نأتي إلى سبب مهم من أسباب الطلاق وهو "عدم التوافق بين الزوجين" ويشمل ذلك التوافق الفكري وتوافق الشخصية والطباع والانسجام الروحي والعاطفي. وبالطبع فإن هذه العموميات صعبة التحديد، ويصعب أن نجد رجلاً وامرأة يتقاربان في بعض هذه الأمور، وهنا تختلف المقاييس فيما تعنيه كلمات "التوافق" وإلى أي مدى يجب أن يكون ذلك، ولابد لنا من تعديل أفكارنا وتوقعاتنا حول موضوع التوافق لأن ذلك يفيد كثيراً تقبل الأزواج لزوجاتهم وبالعكس.
والأفكار المثالية تؤدي إلى عدم الرضا وإلى مرض العلاقة وتدهورها. وبشكل عملي نجد أنه لابد من حد أدنى من التشابه في حالة استمرار العلاقة الزوجية نجاحها. فالتشابه يولد التقارب والتعاون، والاختلاف يولد النفور والكراهية والمشاعر السلبية. ولا يعني التشابه أن يكون أحد الطرفين نسخة طبق الأصل عن الأخر. ويمكن للاختلافات بين الزوجين أن تكون مفيدة إذا كانت في إطار التكامل والاختلاف البناء الذي يضفي على العلاقة تنوعاً وإثارة وحيوية.
وإذا كان الاختلاف كبيراً أو كان عدائياً تنافسياً فإنه يبعد الزوجين كلا منهما عن الآخر ويغذي الكره والنفور وعدم التحمل مما يؤدي إلى الطلاق.
ونجد أن عدداً من الأشخاص تنقصه "الحساسية لرغبات الآخر ومشاعره أو تنقصه الخبرة في التعامل مع الآخرين" وذلك بسبب تكوين شخصيته وجمودها أو لأسباب تربوية وظروف قاسية وحرمانات متنوعة أو لأسباب تتعلق بالجهل وعدم الخبرة.
وهؤلاء الأشخاص يصعب العيش معهم ومشاركتهم في الحياة الزوجية مما يجعلهم يتعرضون للطلاق، وهنا لابد من التأكيد على أن الإنسان يتغير وأن ملامح شخصيته وبعض صفاته يمكن لها أن تتعدل إذا وجدت الظروف الملائمة وإذا أعطيت الوقت اللازم والتوجيه المفيد، ويمكن للإنسان أن يتعلم كيف ينصت للطرف الآخر وأن يتفاعل معه ويتجاوب بطريقة إيجابية ومريحة.
وهكذا فإنه يمكن قبل التفكير بالطلاق والانفصال أن يحاول كل من الزوجين تفهم الطرف الآخر وحاجاته وأساليبه وأن يسعى إلى مساعدته على التغير، وكثير من الأزواج يكبرون معاً، ولا يمكننا نتوقع أن يجد الإنسان " فارس أحلامه" بسهولة ويسر ودون جهد واجتهاد ولعل ذلك "من ضرب الخيال" أو " الحلم المستحيل " أو "الأسطورة الجميلة" التي لا تزال تداعب عقولنا وآمالنا حين نتعامل مع الحقيقة والواقع فيما يتعلق بالأزواج والزوجات. ولا يمكننا طبعاً أن نقضي على الأحلام ولكن الواقعية تتطلب نضجاً وصبراً وأخذاً وعطاءً وآلاماً وأملاً.
وتبين الحياة اليومية أنه لابد من الاختلاف والمشكلات في العلاقة الزوجية. ولعل هذا من طبيعة الحياة والمهم هو احتواء المشكلات وعدم السماح لها بأن تتضخم وتكبر وهذا بالطبع يتطلب خبرة ومعرفة يفتقدها كثيرون، وربما يكون الزواج المبكر عاملاً سلبياً بسبب نقص الخبرة والمرونة وزيادة التفكير الخيالي وعدم النضج فيما يتعلق بالطرف الآخر وفي الحياة نفسها.
ونجد عملياً أن "مشكلات التفاهم وصعوبته" هي من الأسباب المؤدية للطلاق. ويغذي صعوبات التفاهم هذه بعض الاتجاهات في الشخصية مثل العناد والإصرار على الرأي وأيضاً النزعة التنافسية الشديدة وحب السيطرة وأيضا الاندفاعية والتسرع في القرارات وفي ردود الفعل العصبية. حيث يغضب الإنسان وتستثار أعصابه بسرعة مما يولد شحنات كبيرة من الكراهية التي يعبر عنها بشكل مباشر من خلال الصياح والسباب والعنف أو بشكل غير مباشر من خلال السلبية "والتكشير" والصمت وعدم المشاركة وغير ذلك. كل ذلك يساهم في صعوبة التفاهم وحل المشكلات اليومية العادية مما يجعل الطرفين يبتعد كل منها عن الآخر في سلوكه وعواطفه وأفكاره.
وفي هذه الحالات يمكن للكلمة الطيبة أن تكون دواء فعالاً يراجع الإنسان من خلالها نفسه ويعيد النظر في أساليبه. كما يمكن تعلم أساليب الحوار الناجحة وأساليب ضبط النفس التي تعدل من تكرار المشكلات وتساعد على حلها "بالطرق السلمية" بعيداً عن الطلاق.
ويمكن " لتدخل الآخرين " وأهل الزوج أو أهل الزوجة وأمه وأمها أن يلعب دوراً في الطلاق، وهذا ما يجب التنبه إليه وتحديد الفواصل والحدود بين علاقة الزواج وامتداداتها العائلية. والتأكيد على أن يلعب الأهل دور الرعاية والدعم والتشجيع لأزواج أبنائهم وبناتهم من خلال تقديم العون والمساعدة "وأن يقولوا خيراً أو يصمتوا" إذا أرادوا خيراً فعلاً.
وفي الأسر الحديثة التي يعمل فيها الطرفان نجد أن "اختلاط الأدوار والمسؤوليات" يلعب دوراً في الطلاق مما يتطلب الحوار المستمر وتحديد الأدوار والمسئوليات بشكل واقعي ومرن. حيث نجد أحد الطرفين يتهم الآخر بالتقصير ويعبر عن عدم الرضا ولكنه يستخدم مقاييس قديمة من ذاكرته عن الآباء والأمهات دون التنبه إلى اختلاف الظروف والأحداث. ولابد لهذه المقاييس أن تتعدل لتناسب الظروف المستجدة مما يلقي أعباءً إضافية على الطرفين بسبب حداثة المقاييس المستعملة ونقصها وعدم وضوحها.
ومن أسباب الطلاق الأخرى " تركيبة العلاقة الخاصة بزوج معين" كأن يكون للزوج أبناء من زوجة أخرى أو أن الزوجة مطلقة سابقاً وغير ذلك، وهذه المواصفات الخاصة تجعل الزواج أكثر صعوبة بسبب المهمات الإضافية والحساسيات المرتبطة بذلك، ويتطلب العلاج تفهماً أكثر وصبراً وقوة للاستمرار في الزواج وتعديل المشكلات وحلها.
ومن الأسباب أيضاً " تكرار الطلاق " في أسرة الزوج أو الزوجة. حيث يكرر الأبناء والبنات ما حدث لأبويهم .. وبالطبع فالطلاق ليس مرضاً وراثياً ولكن الجروح والمعاناة الناتجة عن طلاق الأبوين إضافة لبعض الصفات المكتسبة واتجاهات الشخصية المتعددة الأسباب .. كل ذلك يلعب دوراً في تكرار المأساة ثانية وثالثة، ولابد من التنبه لهذه العملية التكرارية وتفهمها ومحاولة العلاج وتعديل السلوك.
ومن أسباب الطلاق أيضاً انتشار "عادات التلفظ بالطلاق وتسهيل الفتاوى" بأن الطلاق قد وقع في بعض الحالات، ويرتبط ذلك بجملة من العادات الاجتماعية والتي تتطلب فهما وتعديلا وضبطاً كي لا يقع ضحيتها عدد من العلاقات الزوجية والتي يمكن لها أن تستمر وتزدهر. والطلاق هنا ليس مقصوداً وكأنه حدث خطأ...
وهكذا نجد أن أسباب الطلاق متعددة وأن الأنانية والهروب من المسؤولية وضعف القدرة على التعامل مع واقعية الحياة ومع الجنس الآخر، أنها عوامل عامة تساهم في حدوث الطلاق. ولا يمكننا أن نتوقع أن ينتهي الطلاق فهو ضرورة وله مبررات عديدة في أحيان كثيرة ولا يمكن لكل العلاقات الزوجية أن تستمر إذا كانت هناك أسباب مهمة ولا يمكن تغييرها
الخاتمة :
وفي النهاية لابد من الإشارة إلى دور العين والسحر والشياطين وغير ذلك من المغيبات في حدوث الطلاق، حين نجد عملياً أن هناك إفراطاً في تطبيق هذه المفاهيم دون تريث أو حكمة من قبل كثير من الناس.
ومن الأولى بحث الأسباب الواقعية والملموسة ومحاولة تعديلها لعلاج مشكلة الطلاق وأسبابه والحد منه. وأيضاً مراجعة النفس والتحلي بالصبر والأناة والمرونة لتقبل الطرف الآخر وتصحيح ما يمكن تصحيحه في العلاقة الزوجية مما يشكل حلاً واقعياً ووقاية من التفكك الأسري والاجتماعي.
المصادر:
http://www.suae.net/vb/showthread.php?t=55837&page=17
http://study4uae.com/vb/forumdisplay.php?f=108
منقول
دشي هالرابطـ ..
http://www.study4uae.com/vb/showthread.php?p=228571
الجريمه
المقــــدمــــة
عُرفت الجريمة منذ قديم الأزل ومنذ بدء الخليقه ,حين قتل هابيل أخيه قابيل ولك أن تتخيل تطور شيء منذ قديم الازل الى عصرنا الحالي ؟!! تطور كبير وشاسع بالفعل..فكما أن كل شيء من حولنا قد تطور..أيضاً الجريمة تتطور...إن المجرم الحالي يدرس علم الإجرام ويسرق بإستخدام الكمبيوتر ويبحث عن كل جديد من الوسائل التي تتيح له إرتكاب جريمته مع أقل ضرر ممكن بالنسبة له ومن شأنها تقليل فرصة القبض عليه
وبكل إختصار هل تريد أن تعرف أهمية وقيمة القانون في مواجهه الجريمه ؟
تخيل العكس ..نعم تخيل الحياة من حولك بدون قانون..بدون عقوبه ..تخيل انك تعيش ضمن قوانين الغاب..حيث القوي يبطش بالضعيف...تخيل أن يأتي أحداً ويسطو على ممتلاكتك..فماذا ستفعل ؟ هل ستلجأ الى اساليب الهمجيه والدمار؟
في هذا البحث اتناول احد المواضيع المهمه الذي ياتي هنا القانون ليضع له حدا واركز هنا في اهتمامي بوجهه نظر علم الاجتماع القانوني ...
املا ان اوفق في تقديم هذه المادة بالشكل اللائق .....
والله ولي التوفيق،،،،،
* مفهوم الجريمة /
يرى علماء الاجتماع بان الجريمة ظاهرة اجتماعية وان التجريم بحد ذاته هو الحكم الذي تصدره الجماعة على بعض أنواع السلوك بصرف النظر عن نص القانون وفي هذا الاتجاه ميز جارد فالو بين الجريمة الطبيعية التي لا تختلف عند الجماعات في الزمان والمكان لتعارضها مع المبادئ الإنسانية والعدالة كجرائم الاعتداء على الأشخاص والأموال . والجريمة المصطنعة التي تشكل خرقا للعواطف القابلة للتحول كالعواطف الدينية والوطنية واعتبر الأولى بأنها تدخل في المعنى الحقيقي للإجرام ودراساته التحليلية ويقدر البعض الآخر بان الجريمة عبارة عن السلوك الذي تحرمه الدولة بسبب ضرورة ويمكن أن ترد عليه بفرض جزاء وهو بوجه عام يشكل السلوك المضاد للمجتمع والذي يضر بصالحه.
* الجريمة بالمفهوم القانوني /
أما الجريمة بالمفهوم القانوني فرغم عدم الاتفاق حول التعريف اللفظي بشأنها إلا انه يوجد هناك عدة تعريفات من بينها:
• الجريمة بمعناها الوسع هي كل مخالفة لقاعدة من القواعد تنظم سلوك الإنسان في الجماعة فهي في جميع الأحوال سلوك فردي يتمثل في عمل أو تصرف مخالف لامر فرضته القاعدة ويباشر في وسط اجتماعي.
• ومن بين معاني الجريمة لغة أن لفظة الجريمة تقوم مقام الأساس الذي يبنى عليه الاتهامaccusation. ومن معانيها المحاسبة أو المعاقبة أو أنها أي فعل معارض أو مضاد للقانون An act contrary to law. سواء كان هذا القانون قانونا إنسانيا أو الاهيا. وقد يشار لفظة الجريمة على أنها أي فعل من أفعال الشر Wickedness . أو أي خطيئة Sin أو أي فعل خطأ.
• ومن تعاريف الجريمة أيضا أنها عبارة عن أي خطأ يرتكب ضد المجتمع ويعاقب عليه وقد يكون هذا الخطأ ضد شخص معين أو ضد جماعة من الأشخاص.
• الجريمة فعل غير مشروع صادر عن اداره جنائية يقدر له القانون عقوبة معينة.
ويقوم تعريف الجريمة على العناصر التالية:
-أولا: تفترض الجريمة ارتكاب فعل يتمثل فيه الجانب المادي لها وتعني بالفعل السلوك الإجرامي أيا كانت صورته فهو يشمل النشاط الإيجابي كما يتسع الامتناع.
-ثانيا: تفترض الجريمة أن الفعل غير مشروع طبقا لقانون العقوبات و القوانين المكملة له فلا تقوم جريمة بفعل مشروع..
* تعريف الجريمة في الشريعة الاسلامية /
وفي ضوء هذا البيان يمكن تعريف الجرائم في الشريعه الاسلاميه بانها محظورات شرعية زجر الله عنها بحد او تعريز والمحظورات هي اما اتيان فعل منهي عنه او ترك فعل مامور به وقد وصفت المحضورات بانها شرعيه لان الشريعه هي التي تحدد ما هو سوي وما هو منحرف طبقا لمعايير محددة وهذا يعني ان الفعل او الترك لا يعتبر جريمه الا اذا اوضحت الشريعة ذلك ورتبت عليه عقوبه فاذا لم تكن هناك عقوبة على الفعل او الترك لا يعد أي منهما جريمه .
وهذا هو مبدا الشريعه التي وضعته واقرته الشريعه الاسلاميه ثم اخذه عنها علماء القانون حين تحدثوا عن قانونيه الظواهر الاجراميه وان القانون هو الذي يجرم بعض جوانب السلوك .
التجريم في ظل النظم القانونيه:
الجريمه ظاهرة اجتماعية قانونيه والمقصود بذلك انها تمارس داخل جماعات ومجتمعات وينطلق تحديدها من منطلقات اجتماعية تتعلق بثقافه المجتمع الى جانب انها ترتبط من حيث طبيعتها ونوعها وكثافتها ومسارها بظروف بظروف المجتمع وبنائه الاجتماعي ونظمه الاجتماعيه كالنظام السياسي والاقتصادي والديني والقيمي وبتاريخ المجتمع وتقاليده واعرافه وعادات ابنائه ..وقد اشار المشتغلون بعلم الاجتماع وفي مقدمتهم اميل دور كايم الى شيوع ظاهرة الجريمه داخل كل المجتمعات الانسانيه على اختلاف انواعها وعلى اختلاف مواقعها من التطور الاقتصادي والاجتماعي او من المتصل الحضاري .
فالجريمه ظاهرة تسود المجتمعات المتخلفة والمتقدمة على حد سواء وهنا نعتبر التجريم ظاهرة طالما لم نجد مجتمعا خاليا من السلوك الانحرافي او من الجريمه الى جانب تحديد نوعيه السلوك الاجرامي والسلوك السوي خارج المجتمعات التي تطبق الشريعه الاسلاميه .
*علم الاجرام في مفهومه المعاصر :
يمكن تعريف علم الاجرام بانه هو العلم الذي يبحث في تفسير السلوك العدواني الضار بالمجتمع وفي مقاومته عن طريق ارجاعه الى عوامل حقيقيه .
وهذه العوامل قد تتمثل في الظروف الاجتماعية المحيطه بالمجرم او الجاني كما تتمثل في في دوافع داخليه كامنه في نفس الجاني او المجرم .وعلم الاجرام ينقسم الى فرعين متكاملين وهما :
* علم النفس العقابي :
الذي يعد فرعا من علم النفس العام وهو متعلق بدراسه العوامل النفسيه المحركه للسلوك الاجرامي وتلك المتصله باثر العقوبات في نفسيات اولئك الخاضعين لها .
اما الفرع الثاني :
* علم البيولوجيا العقابيه
وهو متعلق بدراسه التكوين الحيوي او الفطري للانسان من ناحيه صلته المحتمله بسلوكه الاجرامي .
*علاقه علم الاجرام بالقانون :
موضوع علم الاجرام هو دراسه الجريمه بوصفها ظاهرة طبيعيه تستند الى نواميس ليس للانسان عليها أي سلطان بمعنى انها ليست من صنعه اما موضوع القانون الجنائي فهو دراسه مجموعه قواعد موضوعية بمعرفته لتحقيق اهداف اجتماعيه معينه .
والقانون الجنائي قد ينطوي على صور كثيرة في سلوك ممنوع وان كان لا يمثل شذوذا اجتماعيا او نفسيا . وبالتالي لا يتطلب بحثا في حقيقه العوامل الكامنه وراء هذا السلوك مثل بعض جرائم الراي والاقامه او التعامل اما علم الاجرام فموضوعه دراسه جميع صور السلوك غير الاجتماعي والتي تتطلب مثل هذا البحث في العوامل الكامنه وراءه .
وفي الجمله حين يهتم القانون بتحليل النصوص وتحديد اركان الجرائم كما تريدها النصوص الموضوعه اذ بعلم الاجرام يعني اولا وقبل كل شي اخر بتحليل دوافع السلوك الاجرامي او بالادق بتحديد عناصر الاستعداد لمقارنه افعال ضد المجتمع لا تمثل السلوك السوي للانسان الاجتماعي سواء اسندت في النهايه الى عوامل داخليه كامنه في نفس المجني ام عوامل خارجيه عنه كامنه في البيئه التي يعيش فيها وتستوي في ذلك بيئته الطبيعيه مع الاجتماعيه.
*نماذج الجريمة:
تتنوع الجرائم عند علماء الإجرام سواء على أساس الباعث الإجرامي و الدافع إليها أم على أساس كيفية ارتكابها.
1- تقسيم الجرائم بحسب الباعث الإجرامي:
- جرائم العنف: فتضم طائفة الجرائم التي تتسم برد الفعل البدائي القائم على قدر من العنف الذي يتفاوت في مقداره على أي عمل أو تصرف فيه هجوم ولو كان هذا الهجوم بسيطا أو على أي عمل يتصور المجرم نفسه أن فيه هذا المعنى كجرائم القتل والجرح والضرب.
- الجرائم النفعية: فتضم مجموعة الجرائم التي يستهدف الهجوم من ورائها تحقيق نفع ذاتي أو أناني محض كالحصول على حريته الشخصية عن طريق التخلص من زوجة أو من الأب السكير أو حرق المال المؤمن عليه عمدا لقبض مبلغ التأمين.
- جرائم إرساء العدالة الكاذبة: فتضم بين دفتيها مجموعة الجرائم التي يستهدف المجرم من ورائها إرساء ما يراه عادلا وحقا إذ يتصور لشذوذ في مفهوم العدالة عنده انه بالجريمة يحق الحق ويعلى حكم العدل وهذه الطائفة تشمل من جهة بعض الجرائم العاطفية التي يندفع إليها المجرم تحت تأثير عاطفة جامحة كالحماسة والغيرة والحب والكراهية كما تشمل من جهة ثانية الجرائم المذهبية التي يندفع إليها مرتكبها تحت تأثير عقيدة عادة ما تكون متطرفة يرى فيها خلاصا لوطنه لأسرته أو لنفسه فينتصر لها ويحاول تغليبها بالقوة.
- جرائم الإشفاق: أو الواقعة بدافع الشفقة كمن يقتل قصدا مريضا لا يؤمل شفاؤه لمساعدته على إنهاء آلامه بعد أن يئس الطب من شفاؤه أو قتل طفل مشوه أو معاق رحمة وشفقة عليه.
- جرائم ضد الممتلكات: هذه الجرائم التي ترتكب ذد الممتلكات تؤثر على المجتمع فمثلا الحريق العمد يؤدي إلحاق الضرر أو إبادة ممتلكات تامة وهذا يمثل خسارة صافية للمجتمع فهي أصول حقيقية فقدت بدون رجعة ولكن في عدد كبير من الجرائم نجد انه لا يحدث أي تلف أو تدمير للممتلكات ولذلك فانه في هذه الحالات لا توجد خسارة للمجتمع والذي يحدث في مثل هذه الحالات هو نقل الملكية من أحد الأشخاص أو مجموعة من الأشخاص إلى أشخاص آخرين .
- جرائم بلا ضحايا: وهي تؤدي أيضا إلى خسائر وهذه الخسائر تقدر بقيمة الموارد الاقتصادية التي استعملت كنتيجة للنشاط الإجرامي وكذلك هناك الخسائر المترتبة على إنفاق بعض موارد الدولة كل عام لكي لا ترتكب هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها في حالة وقوع الجرائم.
2- تقسم الجرائم بحسب طريقة ارتكابها:
والواقع أن تقسيم الجرائم بحسب الطريقة أو الكيفية الإجرامية التي وقعت بها يتطلب المقارنة بين الجرائم غير المنظمة والجرائم المنظمة فالجرائم غير المنظمة هي التي تقع كيفما اتفق دون سابق إعداد وتدبر أي الكيفية المتاحة حينما يحين الداعي إليها وتدخل تلك الطائفة سائر الجرائم العاطفية كالقتل العاطفي.أما الجرائم المنظمة أي ذات الترتيب والإعداد السابق فهذه تختلف بحسب ما إذا كانت تلك الجرائم واقعة في محيط العصابات الإجرامية أم واقعة خارج هذا المحيط ويقصد بالجرائم الواقعة في محيط المجرمين تلك التي تقع من محترفي الإجرام أي من أولئك الذين صار الإجرام بالنسبة لهم مهنة وفنا وهؤلاء كما يرتكبون جرائمهم بطرق العنف فانهم على العكس قد يتوسلون لارتكابها طريق المكر كتسور المنازل ليلا، السرقة بطريق النشل ، اصطناع مفاتيح مزورة، القفز في الهواء أو التسلق. أما الجرائم المنظمة الواقعة خارج محيط المجرمين فيقصد بها تلك التي تقع من أفراد يزاولون وظائف مشروعة و ربما كبيرة وهامة لكنهم يوظفون اختصاصاتهم والتنظيم القانوني الذي يحكم تلك الاختصاصات للوصول إلى مغانم شخصية وهذه الطائفة تضم ما هو مصطلح على تسميته في علم الإجرام بجرائم ذوي الباقات البيضاء وهؤلاء يأخذ معدل جرائمهم في التصاعد في الوقت الحاضر لفساد الأخلاق من جهة وشيوع روح الفوضى في بعض المجتمعات من جهة أخرى ولعيوب في النظام القانوني من جهة أخرى.
*خصائص الجريمه :
او هذا هناك مجموعه من الخصائص لابد من توافرها للحكم على سلوك ما بانه جريمه وهذه الخصائص هي :
- 1الضرر وهو المظهر الخارجي للسلوك ، فالسلوك الاجرامي يودي الي الاضرار بالمصالح الفرديه او الاجتماعيه او بهما معا . وهذا هو الركن المادي للجريمه فلا يكفي القصد او النيه وحدهما وقد سبق الاسلام الى تاكيد اهميه هذا الركن المادي للجريمة .
2- يجب ان يكون هذا السلوك الضار محرما قانونيا ومنصوصا عليه في قانون العقوبات وقد سبق الاسلام الى تاكيد هذا الركن الشرعي للجريمه .
3- ضرورة وجود تصرف سواء كان ايجابيا او سلبيا عمديا ام غير عمدي يؤدي الى وقوع الضرر ويقصد من هذا القول توافر عنصر الحريه واختفاء عنصر الاكراه وهذا الركن سبق اليه الاسلام فيما يطلق عليه الركن الانساني للجريمه . فالمسئوليه تسقط في الاسلام في حالات محددة وهي الاكراه والسكر والجنون والصغر وحالة اباحة الفعل المحرم اما استعمال حق او لاداء واجب ز
4- توافر القصد الجنائي وقد سبق الاسلام الى تاكيد اهميه هذا الركن في الجرائم فالاسلام لا يحاسب الانسان الا اذا كان اهلا للعقاب وهذه الاهليه تتطلب ان يكون الجاني مكلفا ومختارا ومسئولا ز فالجريمه التي يرتكبها الانسان العاقل عن قصد ورغبه وتصميم تختلف عن تلك التي يكره الانسان عليها او التي يرتكبها الطفل او المجنون .
5- كذلك لابد من وجود توافق بين التصرف والقصد الجنائي ومثالا على ذلك ان رجل الشرطه يدخ منزلا ليقبض على شخص ما بامر من القاضي او المسئول ثم يرتكب جريمه اثناء وجوده في المنزل بعد تنفيذ امر القبض لا توجه اليه تهمه دخول المنزل بقصد ارتكاب جريمه لان القصد الجنائي والتصرف فيها لم يتلاقيا معا .
6- يجب توافر العلاقه العيه بين الضرر المحر قانونا وسوء التصرف او السلوك حتى يمكن تجريمه .
7- يجب النص على عقوبه للفعل المحرم قانونا وهذا هو مبدا الشرعيه الذي ينص انه لا جريمه ولا عقوبه الا بنص وقد كانت الشريعه الاسلاميه هي اول من ارست هذا المبدا .
* الجريمه والضرر في القانون الوضعي :
الجريمه بالمفهوم الاصطلاحي القانوني هي أي انتهاك للقانون الجنائي وتعد عدوانا ضد المجتمع اما الضرر فيعد انتهاكا للقانون المدني ويعد عدوانا موجها ضد الفرد ، وقد يعتبر الفعل الواحد عدوانا ضد المجتمع وضد الفرد الواحد .
ورد الفعل القانوني ازاء الضرر هو التعويض وهذا لا يعد عقابا اما الحكم بالغرامه سواء من جانب القانون المدني او الجنائي فيعد عقوبه . والواقع ان التداخل كبير بين الضرر والجريمه سواء في المجتمعات البدائيه او المجتمعات الحديثة .
*نسبيه الجريمه في النظم الوضعيه وموقف الشريعه من ذلك:
تعد الجريمه متغيرا ثقافيا او ظاهرة اجتماعيه في المجتمعات التي تاخذ بالنظم الوضعيه وهذا ما يجعلها خاضعه للنسبيه والتغير سواء نظرنا اليها من المنظور القانوني او من المنظور العرفي . فالقانون سواء العام او او النوعي ومنه الجنائي او الاعراف متغيرة المضمون نتيجه لتغير الظروف التاريخية والعوامل الثقافيه والمتغيرات الاجتماعية واختلاف النظم الاقتصاديه والسياسيه والعقديه ....ولهذا نجد ان ما يعد جريمه امر يختلف باختلاف المجتمعات وباختلاف الحقب التاريخيه فالمجتمعات البدائيه ترتبط اغلب الجرائم فيها بالاعتداء على الدين عن طريق السحر والشعوذه ...
الخــاتمـــة
الجريمة مثل الحروب تولد رؤوس البشر أولا وفي ميادينها ثانيا وتتغذى باستمرار من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم وإذا كان الواقع الاجتماعي والاقتصادي هو جانب من الجريمة ولا يفسر كل شئ عن الجريمة فان العامل النفسي مهم جدا بيد أننا في الوطن العربي لا نهتم بالعامل النفسي وتأثيره وتأثره في الواقع الاجتماعي والاقتصادي والواجب معالجة المنحرف كما يعالج المريض فنفهم سر انحرافه وتاريخ انحرافه وأطواره التي مر بها وعلى ضوء هذا كله نتيح له بطريق التحويل تقمص شخصية جديدة وبناء ذات عليا تدخل تعديلات على ذاته العليا القديمة أن التحليل النفسي للجريمة هو موضوع من عشرات المواضيع التي تطرقت إليها عدة كتب نفسية مما يدل على أهمية ومدى تأثير الجانب النفسي على المجرم في انحرافه ودائما يبقى القول بأنه عندما نريد حل مشكلة ما فعلينا البدء بحلها من أساسها حتى يتم القضاء عليها كليا.هذا واتمنى ان اكون وفقت في طرح هذه الظاهرة بالشكل المجز لها ،،،،،
والله ولي التوفيق،،،،
المصـــادر والمراجــع
1- نبيل السمالوطي ، علم اجتماع العقاب ، دار الشروق ، جدة
- 2 رؤف عبيد،اصول علمي الاجرام والعقاب ، دار الجيل
3- عدلى خليل ، "جريمة السرقة والجرائم الملحقة بها".1984 م
4- سامية الساعاتي ، "الجريمة والمجتمع".1983م
5- موقع الانترنت / google.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتههذا تقرير جاهز عن المخدرات نسخووووووووووووه لكن لا تنسوا دعواتكم:showoff:
المقدمة :
علم الاجتماع كما عرفه أوجست كونت هو العلم المتخصص في دراسة شئون المجتمع وهناك تعريف آخر ألا وهو الدراسة العلمية للعلاقات التي تقوم بين الناس ، وما يترتب على هذه العلاقات من آثار ومعنى ذلك أنه يهتم بدراسة المجتمع في ظواهره ونظمه وبيئته والعلاقات بين أفراده ولا يقتصر على مرحلة الوصف بل يعمل من أجل التحليل والتفسير للوصول إلى القوانين التي تحكم المجتمع..
يتناول علم الجتماع عدة قضايا اجتماعية منها المخدرات وهو ما سأتحدث عنه في الضبط بهذا التقرير..
موضوع المخدرات موضوع ذو ماض وحاضر ومستقبل حيث يصل ماضيه إلى فجر الحياة الاجتماعية الإنسانية وحاضرة متسع ليشمل العالم بأسره أما المستقبل فأبعاده متجددة وليست محدده ومنذ منتصف الستينات تقريباً برز الموضوع على هيئة مشكلة عصيبة تحتمل مكان الصدارة بين المشكلات الاجتماعية والصحية على الصعيد العالمي وتبلور الاهتمام بها في عدد من المجتمعات العربية بدءاً من منتصف السبعينات . وقد قسمت هذا البحث إلى عدة موضوعات فبدأتها بالحديث عن مفهوم المادة المخدرة ثم الاضطرابات التي تحدثها المواد المخدرة في جسم الإنسان وتكلمت عن الأسباب الجوهرية والرئيسية التي تقود الشباب إلى هذا الوكر والأعراض التي تصيب المدمن والأشياء التي يخسرها المتعاطي بسببها ثم تكلمت عن الآثار النفسية والعقلية للإدمان والآثار الاقتصادية للإدمان ثم أخيراً الآثار الاجتماعية للإدمان .
الموضوع:
يعاني من الإدمان على المخدرات أكثر من 180 مليون شخص، ويتعاطى القات حوالي 40 مليونا يتركز معظمهم في اليمن والصومال وإريتريا وإثيوبيا وكينيا. ولا تقف أزمة المخدرات عند آثارها المباشرة على المدمنين وأسرهم، وإنما تمتد تداعياتها إلى المجتمعات والدول، فهي تكلف الحكومات أكثر من 120 مليار دولار، وترتبط بها جرائم كثيرة وجزء من حوادث المرور، كما تلحق أضرارا بالغة باقتصاديات العديد من الدول مثل تخفيض الإنتاج وهدر أوقات العمل، وخسارة في القوى العاملة سببها المدمنون أنفسهم والمشتغلون بتجارة المخدرات وإنتاجها، وضحايا لا علاقة لهم مباشرة بالمخدرات، وانحسار الرقعة الزراعية المخصصة للغذاء وتراجع التنمية وتحقيق الاحتياجات الأساسية.
يقسم د. مصطفى سويف الخسائر الاقتصادية الناشئة عن المخدرات إلى خسائر ظاهرة وأخرى مستترة وثالثة خسائر بشرية. ويأتي في الإنفاق الظاهر مكافحة العرض وخفض الطلب، مثل الإدارة العامة للمكافحة والمباحث العامة والجمارك والسجون والبوليس الجنائي الدولي وسلاح الحدود وخفر السواحل والقضاء والطب الشرعي وبرامج التوعية والتشخيص والعلاج وإعادة التأهيل والاستيعاب.
ويأتي في الإنفاق المستتر (الاستنزاف) التهريب والاتجار والزراعة والتصنيع والعمل وتناقص الإنتاج واضطراب العمل وعلاقاته والحوادث. كما يأتي في الخسائر البشرية العاملون في المخدرات والمدمنون والمتعاطون والضحايا الأبرياء.
وهذه كلها خسائر يصعب تقديرها أو حصرها بدقة، ولكن يمكن القول إنها متوالية من الخسائر والنزف ترهق المجتمعات والدول وتدمر الأفراد والأسر.
وتظهر تقارير الأمم المتحدة والجهات الرسمية أن انتشار المخدرات وإنتاجها يغطي العالم كله فقد سجل انتشاره في 170 بلدا وإقليما: الكوكايين في القارة الأميركية، والحشيش والأفيون والمنشطات في آسيا وأوروبا، ويزرع الحشيش وينتج في أفغانستان وباكستان وميانمار، وبكميات أقل بكثير في مصر والمغرب وتركيا، ويزرع الكوكايين وينتج في أميركا اللاتينية وبخاصة في كولومبيا. وتقدر المضبوطات من المخدرات بـ 20 - 30% من الكميات التي توزع في الأسواق، وهذا مؤشر على مدى نجاح جهود مكافحة المخدرات.
وتتداخل المخدرات مع جرائم أخرى كالعصابات المنظمة التي يمتد عملها إلى الدعارة والسرقة والسطو والخطف وغسل الأموال، والمشاركة في الأنشطة الاقتصادية المشروعة، فيتسلل تجار المخدرات إلى المؤسسات الاقتصادية والسياسية ومواقع السلطة والنفوذ والتأثير على الانتخابات، واستفادت تجارة المخدرات من الشبكة الدولية للاتصالات "الإنترنت".
ما هي المخدرات؟ وما هو الاعتماد (الإدمان)؟
تستخدم منظمة الصحة تعبير المواد النفسية بدلا من المخدرات لأن الأخير يشمل مواد واستخدامات علمية أو أخرى عادية غير محظورة أو خطرة. ولكننا نستخدم في هذا الملف تعبير "المخدرات" ونعني به المواد التي تحدث الاعتماد (الإدمان) والمحرم استخدامها إلا لأغراض طبية أو علمية، أو إساءة استخدام المواد والعقاقير المتاحة للحصول على التأثيرات النفسية. وبعض المخدرات مواد طبيعية وبعضها مصنعة، وتشمل المهدئات والمنشطات والمهلوسات أو المستخرجة من نباتات طبيعية كالحشيش والأفيون والهيروين والماريغوانا والكوكايين أو المواد التي تستنشق مثل الأسيتون والجازولين.
والاعتماد (الإدمان) هو التعاطي المتكرر للمواد المؤثرة بحيث يؤدي إلى حالة نفسية وأحيانا عضوية، وتسيطر على المتعاطي رغبة قهرية ترغمه على محاولة الحصول على المادة النفسية المطلوبة بأي ثمن، ويطلق على هذه الحالة "الاعتماد" لتمييزها عن الإدمان المطلق الذي يشمل الوقوع تحت تأثير مواد أخرى لا تصنف في المخدرات المحظورة أو الخطرة مثل الكحول وهنالك مواد أخرى تمنعها بعض الدول ولا تمنعها دول أخرى مثل القات، ومواد عادية غير خطرة لكنها تسبب الإدمان مثل التبغ ثم بدرجة أقل القهوة والشاي. وهكذا فإنه لأغراض تطبيقية سنستخدم مصطلحي المخدرات والإدمان ونقصد بهما المواد النفسية والاعتماد حسب مفاهيم ومصطلحات منظمة الصحة العالمية.
وتتفاوت المخدرات في مستوى تأثيرها وخطورتها وفي طريقة تعاطيها، وتصنف حسب تأثيرها(مسكرات ومهدئات ومنشطات ومهلوسات ومسببات للنشوة) أوحسب طريقة انتاجها (طبيعية أو مصنعة) وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا وعضويا مثل الأفيون والمورفين والكوكايين والهيروين وبعضها يسبب اعتمادا نفسيا فقط مثل الحشيش. ويجري تعاطيها بطرق مختلقة كالتدخين والحقن والشم أوالبلع للحبوب والمواد المصنعة وتقترن بها عادات وتقاليد جماعية في جلسات وحفلات أو في المناسبات مما يجعلها أكثر رسوخا وقبولا.
وتؤثر المخدرات على متعاطيها على نحو خطير في بدنه ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه الآثار من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجات خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في الخمول والكسل وفقدان المسؤولية والتهور واضطراب الإدراك والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلا للأمراض النفسية والبدنية والعقلية وقد يصاب بفقدان المناعة "الإيدز" إذا استخدم حقنا ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية، إذ تؤدي بعض المخدرات مثل الميث أو الكراك إلى تغييرات حادة في المخ. كما تؤدي المخدرات إلى متوالية من الكوارث على مستوى الفرد مثل تفكك الأسر وانهيار العلاقات الأسرية والاجتماعية والعجز عن توفير المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالبا تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون، فهي ظاهرة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية ونفسية ومجتمعية ودولية.
العلاج والمكافحة
لقد أثبتت التجربة العملية أن المعالجة الأمنية وحدها لقضية المخدرات غير مجدية، ذلك أن تاريخ المخدرات يوضح أن تعاطيها هو تجربة بشرية قديمة ويرتبط في كثير من الأحيان بثقافة الناس والمجتمعات والعادات والتقاليد. وكما أن تعاطي المخدرات وإنتاجها وتسويقها منظومة أو شبكة من العلاقات والظروف والعرض والطلب فإن علاج المشكلة يجب أن يتم بطريقة شبكية تستهدف المجتمعات والتجارة والعرض والطلب، فيبدأ العلاج بتخفيف الطلب على المخدرات بالتوعية ومعالجة أسباب الإدمان الاقتصادية والاجتماعية، ففي بعض المناطق والأقاليم تعتمد حياة الناس على المخدرات ويستحيل القضاء على إنتاجها إلا بإقامة مشاريع تنموية واقتصادية بديلة.
ومما يستدرج الشباب إلى الإدمان التفكك الأسري وفشل التعليم والفقر والبطالة والبيئة المحيطة من الأصدقاء والحي والمدارس والجامعات، ويستخدم مروجو المخدرات غطاء اقتصاديا شرعيا وأنشطة اجتماعية وسياسية تحميهم من الملاحقة، فيحتاج العلاج إلى إدارة وإرادة سياسية وأمنية واعية للأبعاد المتعددة للمشكلة وقادرة على حماية المجتمع من تسلل عصابات المخدرات إلى مراكز النفوذ والتأثير والحيلولة بينها وبين محاولاتها لغسل أموال المخدرات.
ومازالت مؤسسات علاج المدمنين في الدول العربية والإسلامية قاصرة عن تلبية احتياجات جميع المرضى كما يعتور عملها كثير من العقبات والمشكلات، فهي مازالت ينظر إليها على أنها جزء من مصحات الأمراض العقلية. ويحتاج العلاج إلى فترة زمنية طويلة وتكاليف باهظة لا يقدر عليها معظم الناس ولا توفرها معظم الحكومات.
الخاتمة:
إن تعاطي المخدرات يؤدي إلى نتائج سيئة ومؤلمة على الفرد المتعاطي لأنها تسلب منه الإرادة وتجعله فرداً خاملاً معتمداِ على غيره، عالة على أسرته ومجتمعه، كما أنها تقتل القيم والمبادئ في ذاته. وانتشارها بين أفراد المجتمع كانتشار السرطان في الجسم لأنه إن لم يقطع العضو المصاب، فإن المرض ينتشر ويتفشى في بقية إجزاء الجسم.
ولانتشار المخدرات في المجتمعات آثار سلبية ليس لها حدود لأنها تسبب كثيراً من الانحرافات السلوكية وارتكاب أبشع الجرائم كالقتل وهتك الأعراض والنصب والاحتيال والسرقة.
ومتعاطي المخدرات يفقد الشعور بالمسؤولية المترتبة عليه تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ودينه ووطنه، وبالتَّالي فإن المتعاطي يميل إلى الخمول وفتور الهمَّة ويشعر بأنه لا وزن له في مجتمعه، مما يدفعه في بعض الأحيان إلى التفكير في الانتحار للتخلص من الذّل والهوان.
إذاً فإن ضرر المخدرات لا يقتصر على الفرد المتعاطي فحسب، بل إن ضررها يمتد إلى بقية أفراد أسرته ومجتمعه ووطنه. وإذا تفشت المخدرات في المجتمع فإن بنيته تتفكك وأمنه يتزعزع وتكثر فيه أنواع الجرائم.
المصادر :
1. http://www.awsnet.net/mkh.html
2. http://members.tripod.com/~makatoxicology/abuse.htm
3. http://www.eleq8.com/cocauen.htm
4. كتاب علم الاجتماع للصف الحادي عشر
5. المخدرات جريمة العصر ، للكاتب سهيل الحجاج ، دار الشمال للطباعة والنشر والتوزيع
6. المخدرات أضرارها وحكم تعاطيها وترويجها، لفضيلة الشيح الدكتور- صالح السدلان.
الملخص:
وبشكل عام نقول تؤثر المخدرات على متعاطيها على نحو خطير في بدنه ونفسه وعقله وسلوكه وعلاقته بالبيئة المحيطة به. وتختلف هذه الآثار من مادة إلى أخرى وتتفاوت في درجات خطورتها، ولكن يمكن إجمالها في الخمول والكسل وفقدان المسؤولية والتهور واضطراب الإدراك والتسبب في حوادث مرورية وإصابات عمل، وتجعل المدمن قابلا للأمراض النفسية والبدنية والعقلية وقد يصاب بفقدان المناعة "الإيدز" إذا استخدم حقنا ملوثة أو مستعملة والشعور بالقلق وانفصام الشخصية، إذ تؤدي بعض المخدرات مثل الميث أو الكراك إلى تغييرات حادة في المخ. كما تؤدي المخدرات إلى متوالية من الكوارث على مستوى الفرد مثل تفكك الأسر وانهيار العلاقات الأسرية والاجتماعية والعجز عن توفير المتطلبات الأساسية للفرد والأسرة، ويقع المدمن غالبا تحت تأثير الطلب على المخدرات في جرائم السرقة والترويج والسطو والقتل والقمار والديون، فهي ظاهرة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية ونفسية ومجتمعية ودولية.إن موضوع المخدرات أو المواد المخدرة عموماً موضوع صعب وشائك حيث تختلف فيه الأبحاث والآراء ولكن لا يختلف أحد حول الأضرار والخسائر الناجمة عن هذه الظاهرة التي يعانى منها العالم أجمع والتي تتطلب تكاتف جميع الجهود العالمية والإقليمية والعربية حتى تستطيع أن نتصدى لهذه المشكلة الخطيرة التي تواجه مجتمعات العالم على الرغم من اختلافها حدتها من مجتمع إلى أخر أرجو أن تكون فكرة من هذا البحث عن هذه المشكلة الخطيرة وممكن أن تكون دافع لأي شخص للقيام بدور فعال في هذا المجال كل في موقعه وفى مجال عمله رضي الله عن عمر بن الخطاب إذ يقول:
" الرجال ثلاثة: رجل ترد عليه الأمور فيسددها برأيه، ورجل يشاور فيما أشكل عليه، ونزل حيث يأمره أهل الرأي ورجل حائر بائر لا يأتمر رشداُ ولا يطيع مرشداً "
الخاتمة:
إن تعاطي المخدرات يؤدي إلى نتائج سيئة ومؤلمة على الفرد المتعاطي لأنها تسلب منه الإرادة وتجعله فرداً خاملاً معتمداِ على غيره، عالة على أسرته ومجتمعه، كما أنها تقتل القيم والمبادئ في ذاته. وانتشارها بين أفراد المجتمع كانتشار السرطان في الجسم لأنه إن لم يقطع العضو المصاب، فإن المرض ينتشر ويتفشى في بقية إجزاء الجسم.
ولانتشار المخدرات في المجتمعات آثار سلبية ليس لها حدود لأنها تسبب كثيراً من الانحرافات السلوكية وارتكاب أبشع الجرائم كالقتل وهتك الأعراض والنصب والاحتيال والسرقة.
ومتعاطي المخدرات يفقد الشعور بالمسؤولية المترتبة عليه تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ودينه ووطنه، وبالتَّالي فإن المتعاطي يميل إلى الخمول وفتور الهمَّة ويشعر بأنه لا وزن له في مجتمعه، مما يدفعه في بعض الأحيان إلى التفكير في الانتحار للتخلص من الذّل والهوان.
إذاً فإن ضرر المخدرات لا يقتصر على الفرد المتعاطي فحسب، بل إن ضررها يمتد إلى بقية أفراد أسرته ومجتمعه ووطنه. وإذا تفشت المخدرات في المجتمع فإن بنيته تتفكك وأمنه يتزعزع وتكثر فيه أنواع الجرائم.
النتائج والتوصيات:
1 المراقبة الدائمة للأفراد وحرمانهم من وصول المخدرات إليهم..
2. التفتيش الدوري والمفاجئ على الأفراد والسيارات والمساكن وإشعارهم بأن المسؤولين على يقظة دائمة ولن تغفل أعينهم عن ضعاف الأنفس مهما تمادوا في نشر سمومهم.
3. المكافأة المادية والمعنوية للعاملين المميزين والمنتجين في مجال المكافحة وتقدير جهودهم.
4. اختيار العناصر الجيدة والفعّالة من الضباط والأفراد للعمل في مجال الاستخبارات ومكافحة المخدرات والاهتمام بهذه الأقسام في الوحدات.
5. الإشراف المباشر والمستمر على العاملين في هذا المجال وإعطاء التوجيهات اللازمة.
6. حث ذوي الاختصاص ببذل كل ما وسعهم من جهود في محاربة ومطاردة المروجيَّن والباعة والتعامل مع القنوات المختصة لمحاربتهم وتضييق الخناق عليهم وحرمانهم من الحرية التي تمكنهم من نشر سمومهم
دولة الإمارات العربية المتحدة
وزارة التربية والتعليم
منطقة العين التعليمية
مدرسة أم غافة للتعليم الثانوي للبنين
بحث بعنوان:
تحت إشراف الأستاذ :
عمل الطالب:
الصف : الحادي عشر أدبي / ب
السلام عليكم
تعددالزوجات في الإسلام
أسباب تعدد الزوجات في الإسلام
تعدد الزوجات
وبالتوفيق لك
..
التعريفــــــ:
تعريف المخدرات في الفقه الإسلامي:
*الإسلام هو الوحيد من الأديان ومن بين الأنظمة والقوانين الذي وضع تعريفاً للـمـخدر ( المسكر ) : هو ما غطى العقل (( وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام )). والمفتر كما يقـول الخطـابـي : (( هـو كـل شراب يورث الفتور والخدر ، وهو مقدمة السكر )).
التعريف العلمي للمخدرات:
*المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الأم
التعريف القانوني للمخدرات:
*المخدرات مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك وسواء كانت تلك المخدرات طبيعية كالتي تحتوي أوراق نباتها وأزهارها وثمارها على المادة الفعالة المخدرة أو مصنعة من المخدرات الطبيعية وتعرف بمشتقات المادة المخدرة أو تخليقية وهي مادة صناعية لا يدخل في صناعتها وتركيبها أي نوع من أنواع المخدرات الطبيعية أو مشتقاتها المصنعة ولكن لها خواص وتأثير المادة المخدرة الطبيعية .
د. عبد الله الطيار: " المخدرات في الفقه الإسلامي " مكتبة التوبة ـ الرياض 1993.
أنواع المخدرات:
تقسم المواد المخدرة :
تتعدد المعايير المتخذة أساساً لتصنيف المواد المخدرة تبعاً لمصدرها أو طبقاً لأصل المادة التي حضرت منها ، وتنقسم طبقاً لهذا المعيار إلى :
$ مخدرات طبيعية $مخدرات نصف تخليقية $ مخدرات تخليقية
* المخدرات الطبيعية
لقد عرف الإنسان المواد المخدرة ذات الأصل النباتي منذ أمد بعيد وحتى الآن لم نسمع عن بظهور مواد مخدرة من أصل حيواني ، وبالدراسات العلمية ثبت أن المواد الفعالة تتركز في جزء أو أجزاء من النبات المخدر فمثلاً:
أ- في نبات خشخاش الأفيون تتركز المواد الفعالة في الثمر غير الناضجة.
ب- في نبات الفنب تتركز المواد الفعالة في الأوراق وفي القمم الزهرية.
ج- في نبات القات تتركز المواد الفعالة في الأوراق.
د- في نبات الكوكا تتركز المواد الفعالة في الأوراق.
هـ- أما في جوزة الطيب فإن المادة الفعالة تتركز في البذور.
ويمكن استخلاص المواد الفعالة من الأجزاء النباتية الخاصة بكل مخدر ، بمذيبات عضوية، وبعد تركيز المواد المستخلصة يمكن تهريبها بسهولة لتصنيعها وإعدادها للاتجار غير المشروع ومثال ذلك زيت الحشيش وخام الأفيون والمورفين والكوكايين وفي هذه العملية لا يحدث للمادة المخدرة المستخلصة أي تفاعلات كيميائية أي أن المخدر يحتفظ بخصائصه الكيميائية والطبيعية.
* المخدرات نصف التخليقية
وهي مواد حضرت من تفاعل كيميائي بسيط مع مواد مستخلصة من النباتات المخدرة والتي تكون المادة الناتجة من التفاعل ذات تأثير أقوى فعالية من المادة الأصلية ومثال ذلك الهيروين الذي ينتج من تفاعل مادة المورفين المستخلصة من نبات الأفيون مع المادة الكيميائية "استيل كلوريد" أو "اندريد حامض الخليك " مورفين + استيل كلوريد = هيروين".
* المخدرات التخليقية
وهي مواد تنتج من تفاعلات كيميائية معقدة بين المركبات الكيميائية المختلفة ويتم ذلك بمعامل شركات الأدوية أو بمعامل مراكز البحوث وليست من أصل نباتي.
ثانياً / تبعاً لتأثيرها على النشاط العقلي للشخص المتعاطي وحالته النفسية كالآتي :
*مهبطات * منشطات *مهلوسات
ولقد وجد أن تأثير الحشيش على النشاط العقلي يتغير تبعاً لكمية الجرعة المتعاطاه فمثلاً يكون الحشيش مهبطاً عند تعاطي الجرعة صغيرة ، ومهلوساً إذا ما استعمل بكميات كبيرة ، ولذا رؤى وضع الحشيش في مستقلة وأصبح التقسيم في صورته الجديدة كالآتي:
*مهبطات *منشطات * مهلوسات * الحشيش
ثالثاً : تبعاً لأصل المادة وتأثيرها على النشاط العقلي للشخص المتعاطي أي بإدماج التقسيمين الأول والثاني وبذلك يمكن القول أن المواد المخدرة يمكن تقسيمها إلى :
أ- مهبطات :
* طبيعية . * نصف تخليقية. * تخليقية .
ب- منشطات :
*طبيعية . * تخليقية .
ج- مهلوسات :
* طبيعية * نصف تخليقية . * تخليقية. * الحشيش
د. عبد الله الطيار: " المخدرات في الفقه الإسلامي " مكتبة التوبة ـ الرياض 1993.
أضرارها:
مضار المخدرات كثيرة ومتعددة ومن الثابت علمياً أن تعاطي المخدرات يضر بسلامة جسم المتعاطي وعقله ...وإن الشخص المتعاطي للمخدرات يكون عبئاً وخطراً على نفسه وعلى أسرته وجماعته وعلى الأخلاق والإنتاج وعلى الأمن ومصالح الدولة وعلى المجتمع ككل.بل لها أخطار بالغة أيضاً في التأثير على كيان الدولة السياسي .. ونذكر هنا الأضرار الجسمية والنفسية والاجتماعية والسياسية.
الأضرار الجسمية *
فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المتعاطي كما تتسبب في قلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي إلى دوار وصداع مزمن مصحوباً باحمرار في العينين ، ويحدث اختلال في التوازن والتأزر العصبي في الأذنين.
& يحدث تعاطي المخدرات تهيج موضعي للأغشية المخاطية والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكوّن مواد كربونية وترسبها بالشعب الهوائية حيث ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة قد تصل إلى الإصابة بالتدرن الرئوي.
& يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم وكثرة الغازات والشعور بالانتفاخ والامتلاء والتخمة والتي عادة تنتهي إلى حالات الإسهال الخاصة عند تناول مخدر الأفيون ، والإمساك.
&كذلك تسبب التهاب المعدة المزمن وتعجز المعدة عن القيام بوظيفتها وهضم الطعام كما يسبب التهاب في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في هضم الطعام وتزويد الجسم بهرمون الأنسولين والذي يقوم بتنظيم مستوى السكر في الدم.
&أتلاف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر (الأفيون مثلاً) خلايا الكبد ويحدث بها تليفاً وزيادة في نسبة السكر ، مما يسبب التهاب وتضخم في الكبد وتوقف عمله بسبب السموم التي تعجز الكبد عن تخليص الجسم منها.
&التهاب في المخ وتحطيم وتآكل ملايين الخلايا العصبية التي تكوّن المخ مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة والهلاوس السمعية والبصرية والفكرية.
د. محمد علي البار : " المخدرات والخطر الداهم " دار القلم ـ بيروت 1988.
&اضطرابات في القلب ، ومرض القلب الحولي والذبحة الصدرية ، وارتفاع في ضغط الدم ، وانفجار الشرايين ، ويسبب فقر الدم الشديد تكسر كرات الدم الحمراء ، وقلة التغذية ، وتسمم نخاع العظام الذي يضع كرات الدم الحمراء.
&التأثير على النشاط الجنسي ، حيث تقلل من القدرة الجنسية وتنقص من إفرازات الغدد الجنسية.
&التورم المنتشر ، واليرقات وسيلان الدم وارتفاع الضغط الدموي في الشريان الكبدي.
&الإصابة بنوبات صرعية بسبب الاستبعاد للعقار ؛ وذلك بعد ثمانية أيام من الاستبعاد.
&إحداث عيوباً خلقية في الأطفال حديثي الولادة.
&مشاكل صحية لدى المدمنان الحوامل مثل فقر الدم ومرض القلب ، والسكري والتهاب الرئتين والكبد والإجهاض العفوي ، ووضع مقلوب للجنين الذي يولد ناقص النمو ، هذا إذا لم يمت في رحم الأم.
&كما أن المخدرات هي السبب الرئيسي في الإصابة بأشد الأمراض خطورة مثل السرطان.
&تعاطي جرعة زائدة ومفرطة من المخدرات قد يكون في حد ذاته (انتحاراً).
• الأضرار النفسية
يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في الإدراك الحسي العام وخاصة إذا ما تعلق الأمر بحواس السمع والبصر حيث تخريف عام في المدركات ، هذا بالإضافة إلى الخلل في إدراك الزمن بالاتجاه نحون البطء واختلال إدراك المسافات بالاتجاه نحو الطول واختلال أو إدراك الحجم نحو التضخم.
&يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختلال في التفكير العام وصعوبة وبطء به ، وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على الأمور والأشياء الذي يحدث معها بعض أو حتى كثير من التصرفات الغريبة إضافة إلى الهذيان والهلوسة.
د. محمد علي البار : " المخدرات والخطر الداهم " دار القلم ـ بيروت 1988.
&تؤدي المخدرات أثر تعاطيها إلى آثار نفسية مثل القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض والهبوط مع عصبية وحِدّة في المزاج وإهمال النفس والمظهر وعدم القدرة على العمل أو الاستمرار فيه.
&تحدث المخدرات اختلالاً في الاتزان والذي يحدث بدوره بعض التشنجات والصعوبات في النطق والتعبير عما يدور بذهن المتعاطي بالإضافة إلى صعوبة المشي.
&يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الوجدان ، حيث ينقلب المتعاطي عن حالة المرح والنشوة والشعور بالرضى والراحة (بعد تعاطي المخدر) ويتبع هذا ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب الأفكار لديه فهو بعد التعاطي يشعر بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة النشاط والحيوية ولكن سرعان ما يتغير الشعور بالسعادة والنشوة إلى ندم وواقع مؤلم وفتور وإرهاق مصحوب بخمول واكتئاب.
&تتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة الحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التواؤم والتكيف الاجتماعي.
د. محمد علي البار : " المخدرات والخطر الداهم " دار القلم ـ بيروت 1988.
الأسبابـــــــــ:
* تأثير الأصدقاء:
لا شك أن للأصدقاء والأصحاب دوراً كبيراً في التأثير على اتجاه الفرد نحو تعاطي المخدرات ، فلكي يبقى الشاب عضواً في الجماعة فيجب عليه أن يسايرهم في عاداتهم واتجاهاتهم . فنجده يبداً في تعاطي المخدرات في حالة تعاطيها من قبل أفراد الجماعة ، ويجد الشاب صعوبة في إتقان تعاطي إيقان تعاطي المخدرات ( حتى ولو حاول ذلك ) . من أجل أن يظل مقبولا بين الأصدقاء ، ولا يفقد الاتصال بهم . وقد بينت إحدى الدراسات أن الشباب يحصلون على المخدرات من أصدقائهم الذين في مستوى سنهم ، إن التناقض الذي يعيشه الشاب في المجتمع قد يخلق لديه الصراع عند تكوينه للاتجاه نحو تعاطي المخدرات فهو يجد نفسه بين مشاعر وقيم رافضة وأخرى مشجعة وعندما يلجاً إلى الأصدقاء الذين لهم ثقافة تشجع المتعاطي فإن تورطه في مشاكل التعاطي والإدمان على المخدرات تكون واردة .
* تأثير الأسرة:
تقوم الأسرة بدور رئيسي في عملية التطبع الاجتماعي للشباب فهي الجماعة التي يرتبط بها بأوثق العلاقات وهي التي تقوم بتشكيل سلوك الفرد منذ مرحلة الطفولة ، ويمتد هذا التأثير حتى يشمل كل الجوانب الشخصية ، وتدل معظم الدراسات بما لا يدع مجالاً للشك أن الشباب الذين يعيشون في أسرة مفككة يعانون من المشكلات العاطفية والاجتماعية بدرجة أكبر من الذين يعيشون في أسر سوية ، وأن أهم العوامل المؤدية إلى تفكك الأسرة هي الطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو عمل الأم أو غياب الأب المتواصل عن المنزل - كما أن إدمان الأب على المخدرات له تأثير ملحوظ على تفكك الأسرة نتيجة ما تعانيه أسرة المدمن من الشقاق والخلافات لسوء العلاقة بين أفرد المدمن وبقية أفراد الأسرة .
د. محمد إبراهيم الحسن: المخدرات والمواد المشابهة المسببة للإدمان ـ الرياض.
ويعتقد بعض الباحثين أن هناك صفات مميزة للأسرة التي يترعرع فيها متعاطو المخدرات وأن أهم الصفات التي تتميز بها هذه الأسرة عدم الاستقرار في العلاقات الزوجية وارتفاع نسبة الهجر ، ويعتبر الطلاق من العوامل المسببة للتصدع الأسري وجنوح الأحداث - لأن الطلاق معناه بالنسبة للحدث الحرمان من عطف أحد الوالدين أو كليهما والحرمان من الرقابة والتوجيه والإرشاد السليم . وتؤثر الرقابة الأسرية وبخاصة وجود الأب بدوره على انحراف الشباب نحو تعاطي المخدرات ، فهي تقلل من فرص احتكاكهم بالجماعات المنحرفة - كما تساهم في توجيههم وإرشادهم ، ونجد أن تعاطي المخدرات ينتشر بين أوساط الشباب التي تكون رقابة الوالدين ضعيفة أو معدومة .
* ضعف الوازع الديني :
إن موقف الإسلام من تحريم الخمر والمخدرات صريح وواضح فمن المبادئ الأساسية في الإسلام الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة الإنسان ، وأن تعاطي المخدرات يؤدي إلى مضار جسيمة ونفسية واجتماعية للمتعاطي - ويقول الله تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) . إن الشخص المؤمن والملتزم بشريعة الله لا يمكن أن يقدم على تعاطي هذه المواد التي تسبب خطراً على صحته وعلى أسرته - يقول شيخ الإسلام إبن تيميه : ( أن الحشيشة تورث مهانة آكلها ودناءة نفسه وانفتاح شهوته ما لا يورثه الخمر ففيها من المفاسد ما ليس في الخمر ، وإن كان في الخمر مفسدة ليست فيها وهي الحدة ) . فهي بالتحريم أولى لأن ضرر آكل الحشيش على نفسه أشد من ضرر الخمر ، وضرر شارب الخمر على الناس أشد إلا أنه في هذه الأزمان لكثرة أكلة الحشيشة صار الضرر الذي فيها على الناس أعظم من الخمر وإنما حرم الله المحارم لأنها تضر أصحابها - وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ) ....
د. محمد إبراهيم الحسن: المخدرات والمواد المشابهة المسببة للإدمان ـ الرياض.
التعريفــــــ:
تعريف المخدرات في الفقه الإسلامي:
*الإسلام هو الوحيد من الأديان ومن بين الأنظمة والقوانين الذي وضع تعريفاً للـمـخدر ( المسكر ) : هو ما غطى العقل (( وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام )). والمفتر كما يقـول الخطـابـي : (( هـو كـل شراب يورث الفتور والخدر ، وهو مقدمة السكر )).
التعريف العلمي للمخدرات:
*المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الأم
التعريف القانوني للمخدرات:
*المخدرات مجموعة من المواد تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي ويحظر تداولها أو زراعتها أو صنعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك وسواء كانت تلك المخدرات طبيعية كالتي تحتوي أوراق نباتها وأزهارها وثمارها على المادة الفعالة المخدرة أو مصنعة من المخدرات الطبيعية وتعرف بمشتقات المادة المخدرة أو تخليقية وهي مادة صناعية لا يدخل في صناعتها وتركيبها أي نوع من أنواع المخدرات الطبيعية أو مشتقاتها المصنعة ولكن لها خواص وتأثير المادة المخدرة الطبيعية .
د. عبد الله الطيار: " المخدرات في الفقه الإسلامي " مكتبة التوبة ـ الرياض 1993.
أنواع المخدرات:
تقسم المواد المخدرة :
تتعدد المعايير المتخذة أساساً لتصنيف المواد المخدرة تبعاً لمصدرها أو طبقاً لأصل المادة التي حضرت منها ، وتنقسم طبقاً لهذا المعيار إلى :
$ مخدرات طبيعية $مخدرات نصف تخليقية $ مخدرات تخليقية
* المخدرات الطبيعية
لقد عرف الإنسان المواد المخدرة ذات الأصل النباتي منذ أمد بعيد وحتى الآن لم نسمع عن بظهور مواد مخدرة من أصل حيواني ، وبالدراسات العلمية ثبت أن المواد الفعالة تتركز في جزء أو أجزاء من النبات المخدر فمثلاً:
أ- في نبات خشخاش الأفيون تتركز المواد الفعالة في الثمر غير الناضجة.
ب- في نبات الفنب تتركز المواد الفعالة في الأوراق وفي القمم الزهرية.
ج- في نبات القات تتركز المواد الفعالة في الأوراق.
د- في نبات الكوكا تتركز المواد الفعالة في الأوراق.
هـ- أما في جوزة الطيب فإن المادة الفعالة تتركز في البذور.
ويمكن استخلاص المواد الفعالة من الأجزاء النباتية الخاصة بكل مخدر ، بمذيبات عضوية، وبعد تركيز المواد المستخلصة يمكن تهريبها بسهولة لتصنيعها وإعدادها للاتجار غير المشروع ومثال ذلك زيت الحشيش وخام الأفيون والمورفين والكوكايين وفي هذه العملية لا يحدث للمادة المخدرة المستخلصة أي تفاعلات كيميائية أي أن المخدر يحتفظ بخصائصه الكيميائية والطبيعية.
* المخدرات نصف التخليقية
وهي مواد حضرت من تفاعل كيميائي بسيط مع مواد مستخلصة من النباتات المخدرة والتي تكون المادة الناتجة من التفاعل ذات تأثير أقوى فعالية من المادة الأصلية ومثال ذلك الهيروين الذي ينتج من تفاعل مادة المورفين المستخلصة من نبات الأفيون مع المادة الكيميائية "استيل كلوريد" أو "اندريد حامض الخليك " مورفين + استيل كلوريد = هيروين".
* المخدرات التخليقية
وهي مواد تنتج من تفاعلات كيميائية معقدة بين المركبات الكيميائية المختلفة ويتم ذلك بمعامل شركات الأدوية أو بمعامل مراكز البحوث وليست من أصل نباتي.
ثانياً / تبعاً لتأثيرها على النشاط العقلي للشخص المتعاطي وحالته النفسية كالآتي :
*مهبطات * منشطات *مهلوسات
ولقد وجد أن تأثير الحشيش على النشاط العقلي يتغير تبعاً لكمية الجرعة المتعاطاه فمثلاً يكون الحشيش مهبطاً عند تعاطي الجرعة صغيرة ، ومهلوساً إذا ما استعمل بكميات كبيرة ، ولذا رؤى وضع الحشيش في مستقلة وأصبح التقسيم في صورته الجديدة كالآتي:
*مهبطات *منشطات * مهلوسات * الحشيش
ثالثاً : تبعاً لأصل المادة وتأثيرها على النشاط العقلي للشخص المتعاطي أي بإدماج التقسيمين الأول والثاني وبذلك يمكن القول أن المواد المخدرة يمكن تقسيمها إلى :
أ- مهبطات :
* طبيعية . * نصف تخليقية. * تخليقية .
ب- منشطات :
*طبيعية . * تخليقية .
ج- مهلوسات :
* طبيعية * نصف تخليقية . * تخليقية. * الحشيش
د. عبد الله الطيار: " المخدرات في الفقه الإسلامي " مكتبة التوبة ـ الرياض 1993.
أضرارها:
مضار المخدرات كثيرة ومتعددة ومن الثابت علمياً أن تعاطي المخدرات يضر بسلامة جسم المتعاطي وعقله ...وإن الشخص المتعاطي للمخدرات يكون عبئاً وخطراً على نفسه وعلى أسرته وجماعته وعلى الأخلاق والإنتاج وعلى الأمن ومصالح الدولة وعلى المجتمع ككل.بل لها أخطار بالغة أيضاً في التأثير على كيان الدولة السياسي .. ونذكر هنا الأضرار الجسمية والنفسية والاجتماعية والسياسية.
الأضرار الجسمية *
فقدان الشهية للطعام مما يؤدي إلى النحافة والهزال والضعف العام المصحوب باصفرار الوجه أو اسوداده لدى المتعاطي كما تتسبب في قلة النشاط والحيوية وضعف المقاومة للمرض الذي يؤدي إلى دوار وصداع مزمن مصحوباً باحمرار في العينين ، ويحدث اختلال في التوازن والتأزر العصبي في الأذنين.
& يحدث تعاطي المخدرات تهيج موضعي للأغشية المخاطية والشعب الهوائية وذلك نتيجة تكوّن مواد كربونية وترسبها بالشعب الهوائية حيث ينتج عنها التهابات رئوية مزمنة قد تصل إلى الإصابة بالتدرن الرئوي.
& يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الجهاز الهضمي والذي ينتج عنه سوء الهضم وكثرة الغازات والشعور بالانتفاخ والامتلاء والتخمة والتي عادة تنتهي إلى حالات الإسهال الخاصة عند تناول مخدر الأفيون ، والإمساك.
&كذلك تسبب التهاب المعدة المزمن وتعجز المعدة عن القيام بوظيفتها وهضم الطعام كما يسبب التهاب في غدة البنكرياس وتوقفها عن عملها في هضم الطعام وتزويد الجسم بهرمون الأنسولين والذي يقوم بتنظيم مستوى السكر في الدم.
&أتلاف الكبد وتليفه حيث يحلل المخدر (الأفيون مثلاً) خلايا الكبد ويحدث بها تليفاً وزيادة في نسبة السكر ، مما يسبب التهاب وتضخم في الكبد وتوقف عمله بسبب السموم التي تعجز الكبد عن تخليص الجسم منها.
&التهاب في المخ وتحطيم وتآكل ملايين الخلايا العصبية التي تكوّن المخ مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة والهلاوس السمعية والبصرية والفكرية.
د. محمد علي البار : " المخدرات والخطر الداهم " دار القلم ـ بيروت 1988.
&اضطرابات في القلب ، ومرض القلب الحولي والذبحة الصدرية ، وارتفاع في ضغط الدم ، وانفجار الشرايين ، ويسبب فقر الدم الشديد تكسر كرات الدم الحمراء ، وقلة التغذية ، وتسمم نخاع العظام الذي يضع كرات الدم الحمراء.
&التأثير على النشاط الجنسي ، حيث تقلل من القدرة الجنسية وتنقص من إفرازات الغدد الجنسية.
&التورم المنتشر ، واليرقات وسيلان الدم وارتفاع الضغط الدموي في الشريان الكبدي.
&الإصابة بنوبات صرعية بسبب الاستبعاد للعقار ؛ وذلك بعد ثمانية أيام من الاستبعاد.
&إحداث عيوباً خلقية في الأطفال حديثي الولادة.
&مشاكل صحية لدى المدمنان الحوامل مثل فقر الدم ومرض القلب ، والسكري والتهاب الرئتين والكبد والإجهاض العفوي ، ووضع مقلوب للجنين الذي يولد ناقص النمو ، هذا إذا لم يمت في رحم الأم.
&كما أن المخدرات هي السبب الرئيسي في الإصابة بأشد الأمراض خطورة مثل السرطان.
&تعاطي جرعة زائدة ومفرطة من المخدرات قد يكون في حد ذاته (انتحاراً).
• الأضرار النفسية
يحدث تعاطي المخدرات اضطراباً في الإدراك الحسي العام وخاصة إذا ما تعلق الأمر بحواس السمع والبصر حيث تخريف عام في المدركات ، هذا بالإضافة إلى الخلل في إدراك الزمن بالاتجاه نحون البطء واختلال إدراك المسافات بالاتجاه نحو الطول واختلال أو إدراك الحجم نحو التضخم.
&يؤدي تعاطي المخدرات إلى اختلال في التفكير العام وصعوبة وبطء به ، وبالتالي يؤدي إلى فساد الحكم على الأمور والأشياء الذي يحدث معها بعض أو حتى كثير من التصرفات الغريبة إضافة إلى الهذيان والهلوسة.
د. محمد علي البار : " المخدرات والخطر الداهم " دار القلم ـ بيروت 1988.
&تؤدي المخدرات أثر تعاطيها إلى آثار نفسية مثل القلق والتوتر المستمر والشعور بعدم الاستقرار والشعور بالانقباض والهبوط مع عصبية وحِدّة في المزاج وإهمال النفس والمظهر وعدم القدرة على العمل أو الاستمرار فيه.
&تحدث المخدرات اختلالاً في الاتزان والذي يحدث بدوره بعض التشنجات والصعوبات في النطق والتعبير عما يدور بذهن المتعاطي بالإضافة إلى صعوبة المشي.
&يحدث تعاطي المخدرات اضطراب في الوجدان ، حيث ينقلب المتعاطي عن حالة المرح والنشوة والشعور بالرضى والراحة (بعد تعاطي المخدر) ويتبع هذا ضعف في المستوى الذهني وذلك لتضارب الأفكار لديه فهو بعد التعاطي يشعر بالسعادة والنشوة والعيش في جو خيالي وغياب عن الوجود وزيادة النشاط والحيوية ولكن سرعان ما يتغير الشعور بالسعادة والنشوة إلى ندم وواقع مؤلم وفتور وإرهاق مصحوب بخمول واكتئاب.
&تتسبب المخدرات في حدوث العصبية الزائدة الحساسية الشديدة والتوتر الانفعالي الدائم والذي ينتج عنه بالضرورة ضعف القدرة على التواؤم والتكيف الاجتماعي.
د. محمد علي البار : " المخدرات والخطر الداهم " دار القلم ـ بيروت 1988.
الأسبابـــــــــ:
* تأثير الأصدقاء:
لا شك أن للأصدقاء والأصحاب دوراً كبيراً في التأثير على اتجاه الفرد نحو تعاطي المخدرات ، فلكي يبقى الشاب عضواً في الجماعة فيجب عليه أن يسايرهم في عاداتهم واتجاهاتهم . فنجده يبداً في تعاطي المخدرات في حالة تعاطيها من قبل أفراد الجماعة ، ويجد الشاب صعوبة في إتقان تعاطي إيقان تعاطي المخدرات ( حتى ولو حاول ذلك ) . من أجل أن يظل مقبولا بين الأصدقاء ، ولا يفقد الاتصال بهم . وقد بينت إحدى الدراسات أن الشباب يحصلون على المخدرات من أصدقائهم الذين في مستوى سنهم ، إن التناقض الذي يعيشه الشاب في المجتمع قد يخلق لديه الصراع عند تكوينه للاتجاه نحو تعاطي المخدرات فهو يجد نفسه بين مشاعر وقيم رافضة وأخرى مشجعة وعندما يلجاً إلى الأصدقاء الذين لهم ثقافة تشجع المتعاطي فإن تورطه في مشاكل التعاطي والإدمان على المخدرات تكون واردة .
* تأثير الأسرة:
تقوم الأسرة بدور رئيسي في عملية التطبع الاجتماعي للشباب فهي الجماعة التي يرتبط بها بأوثق العلاقات وهي التي تقوم بتشكيل سلوك الفرد منذ مرحلة الطفولة ، ويمتد هذا التأثير حتى يشمل كل الجوانب الشخصية ، وتدل معظم الدراسات بما لا يدع مجالاً للشك أن الشباب الذين يعيشون في أسرة مفككة يعانون من المشكلات العاطفية والاجتماعية بدرجة أكبر من الذين يعيشون في أسر سوية ، وأن أهم العوامل المؤدية إلى تفكك الأسرة هي الطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو عمل الأم أو غياب الأب المتواصل عن المنزل - كما أن إدمان الأب على المخدرات له تأثير ملحوظ على تفكك الأسرة نتيجة ما تعانيه أسرة المدمن من الشقاق والخلافات لسوء العلاقة بين أفرد المدمن وبقية أفراد الأسرة .
د. محمد إبراهيم الحسن: المخدرات والمواد المشابهة المسببة للإدمان ـ الرياض.
ويعتقد بعض الباحثين أن هناك صفات مميزة للأسرة التي يترعرع فيها متعاطو المخدرات وأن أهم الصفات التي تتميز بها هذه الأسرة عدم الاستقرار في العلاقات الزوجية وارتفاع نسبة الهجر ، ويعتبر الطلاق من العوامل المسببة للتصدع الأسري وجنوح الأحداث - لأن الطلاق معناه بالنسبة للحدث الحرمان من عطف أحد الوالدين أو كليهما والحرمان من الرقابة والتوجيه والإرشاد السليم . وتؤثر الرقابة الأسرية وبخاصة وجود الأب بدوره على انحراف الشباب نحو تعاطي المخدرات ، فهي تقلل من فرص احتكاكهم بالجماعات المنحرفة - كما تساهم في توجيههم وإرشادهم ، ونجد أن تعاطي المخدرات ينتشر بين أوساط الشباب التي تكون رقابة الوالدين ضعيفة أو معدومة .
* ضعف الوازع الديني :
إن موقف الإسلام من تحريم الخمر والمخدرات صريح وواضح فمن المبادئ الأساسية في الإسلام الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة الإنسان ، وأن تعاطي المخدرات يؤدي إلى مضار جسيمة ونفسية واجتماعية للمتعاطي - ويقول الله تعالى : ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) . إن الشخص المؤمن والملتزم بشريعة الله لا يمكن أن يقدم على تعاطي هذه المواد التي تسبب خطراً على صحته وعلى أسرته - يقول شيخ الإسلام إبن تيميه : ( أن الحشيشة تورث مهانة آكلها ودناءة نفسه وانفتاح شهوته ما لا يورثه الخمر ففيها من المفاسد ما ليس في الخمر ، وإن كان في الخمر مفسدة ليست فيها وهي الحدة ) . فهي بالتحريم أولى لأن ضرر آكل الحشيش على نفسه أشد من ضرر الخمر ، وضرر شارب الخمر على الناس أشد إلا أنه في هذه الأزمان لكثرة أكلة الحشيشة صار الضرر الذي فيها على الناس أعظم من الخمر وإنما حرم الله المحارم لأنها تضر أصحابها - وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ) ....
د. محمد إبراهيم الحسن: المخدرات والمواد المشابهة المسببة للإدمان ـ الرياض.
كيف يتعامل الأهل مع الأبناء المدمين:
خصوصا في بداية التعاطي من الصعوبة اكتشاف مكان المدمن الذي يحاول جاهدا إخفاء الآثار النفسية للتعامل المبكر مع المدمن مما يلي:
**بإنسانية كمريض يستحق العلاج المحاورة بأسلوب ودي و هادئ و الابتعاد عن التعنيف و معاملة المدمن تتبع الأسباب و الظروف الخاصة بحالة جمع المعلومات الكافية حول المادة التي يتعاطاها المدمن من أجل تحديد مستوى الإدمان و استخدام الأسلوب الأمثل للعلاج.
**الطبيب النفسي لقطع الأسباب النفسية التي أدت للتعاطي المبادرة في عرض المدمن على نصيحة للأهل على الوالدين التعرف على أصدقاء الأبناء و مراقبة تصرفاتهم فكثير من المتعاطين والمروجين الصغار والتجربة حتى يدخلونهم في مزالق لا نهاية لها يقدمون أنفسهم على أنهم زملاء و يستدرجون الضحية باسم اللهو لها ....
د. عبد اللطيف ياسين : " الضار والنافع وتأثير المخدرات والكحول والتدخين " مؤسسة الرسالة ودار المعاجم ـ دمشق ـ 1993.
العلاج :
هناك ثلاث مراحل حددتها منظمة الصحة العالمية :
أ - المرحلة الأولى " المبكرة ":
ويتطلب ذلك الرغبة الصادقة من جانب المدمن نظراً لدخوله في مراحل كفاح صعبة وشديدة وصراعات قاسية وأليمة بين احتياجاته الشديدة للمخدر وبين عزمه الأكيد على عدم التعاطي والاستعداد لقبول المساعدة من الفريق المعالج وبالذات الأخصائي النفسي وقد تستمر هذه المرحلة فيما بعد أياماً وأسابيع .
ب - المرحلة الثانية " المتوسطة " :
بعد تخليص المدمن من التسمم الناجم عن التعاطي وبعد أن يشعر أنه في حالة طبية بعدها تظهر مشكلات المرحلة المتوسطة من نوم لفترات طويلة وفقدان للوزن وارتفاع في ضغط الدم وزيادة في دقات القلب تستمر هذه الأعراض عادة بين ستة أشهر إلى سنة على الأقل لتعود أجهزة الجسم إلى مستوياتها العادية .
ج - المرحلة الثالثة " الاستقرار ":
وهنا يصبح الشخص المعالج في غير حاجة إلى الخدمات أو المساعدة بل يجب مساعدته هنا في تأهيل نفسه وتذليل ما يعترضه من صعوبات وعقبات والوقوف بجواره ويجب هنا أن يلاحظ أن هذه المرحلة العلاجية يجب أن تشتمل على تأهيل المدمن نفسياً وذلك بتثبيت الثقة بنفسه وفحص قدراته وتوظيف مهاراته النفسية ورفع مستواها وتأهيله لاستخدامها في العمل الذي يتناسب معها وتأهيله اجتماعياً وذلك بتشجيع القيم والاتجاهات الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين واستغلال وقت الفراغ بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة .
د. عبد اللطيف ياسين : " الضار والنافع وتأثير المخدرات والكحول والتدخين " مؤسسة الرسالة ودار المعاجم ـ دمشق ـ 1993.
هل تعلمـــ:
هل تعلم :
*أنه يقل إنتاج الطالب والعمل إثر تعاطيه للمخدرات وهذا يكون سبب رئيسي في رسوب الطالب .
هل تعلم :
*أن من أهم الأسباب التي أدت إلى سقوط النجم العالمي ما رادونا هو تعاطي المخدرات ( سقط في الوحل ) .
هل تعلم :
*أن رفاق السوء هم أول الطريق نحو السقوط في دوامة الإدمان ( فأختر صديقك بعناية ) .
هل تعلم :
*أن مدمن الحشيش المخدر يصاب بـ التهابات في الجيوب ، التهابات في البلعوم ، التهابات الشعبية ، انتفاخ الرئة و اضطرابات نفسية .
د. عبد اللطيف ياسين : " الضار والنافع وتأثير المخدرات والكحول والتدخين " مؤسسة الرسالة ودار المعاجم ـ دمشق ـ 1993.
_1 المراقبة الدائمة للأفراد وحرمانهم من وصول المخدرات إليهم..
_2 التفتيش الدوري والمفاجئ على الأفراد والسيارات والمساكن وإشعارهم بأن المسؤولين على يقظة دائمة ولن تغفل أعينهم عن ضعاف الأنفس مهما تمادوا في نشر سمومهم.
_3 المكافأة المادية والمعنوية للعاملين المميزين والمنتجين في مجال المكافحة وتقدير جهودهم.
_4اختيار العناصر الجيدة والفعّالة من الضباط والأفراد للعمل في مجال الاستخبارات ومكافحة المخدرات والاهتمام بهذه الأقسام في الوحدات.
_5 الإشراف المباشر والمستمر على العاملين في هذا المجال وإعطاء التوجيهات اللازمة.
_6 حث ذوي الاختصاص ببذل كل ما وسعهم من جهود في محاربة ومطاردة المروجيَّن والباعة والتعامل مع القنوات المختصة لمحاربتهم وتضييق الخناق عليهم وحرمانهم من الحرية التي تمكنهم من نشر سمومهم
د. عبد الله الطيار: " المخدرات في الفقه الإسلامي " مكتبة التوبة ـ الرياض 1993.
د. محمد علي البار : " المخدرات والخطر الداهم " دار القلم ـ بيروت 1988.
د. محمد إبراهيم الحسن: المخدرات والمواد المشابهة المسببة للإدمان ـ الرياض.
د. عبد اللطيف ياسين : " الضار والنافع وتأثير المخدرات والكحول والتدخين " مؤسسة الرسالة ودار المعاجم ـ دمشق ـ 1993.
المقدمة........................................... .............................
تعريف............................................. ............................
أنواعها........................................... .............................
أضرارها........................................... ...........................
الأسباب........................................... .............................
كيفية التعامل........................................... .....................
العلاج............................................ .................................
هل تعلم.............................................. ............................
الخاتمة........................................... .................................
التوصيات.......................................... ..............................
المراجع........................................... ................................
الفهرس............................................ ...............................
الخـــــــــــــــــــــــــاتمة
إن تعاطي المخدرات يؤدي إلى نتائج سيئة ومؤلمة على الفرد المتعاطي لأنها تصلب منه الإرادة وتجعله فرداً خاملاً معتمداِ على غيره، عالة على أسرته ومجتمعه، كما أنها تقتل القيم والمبادئ في ذاته. و انتشارها بين أفراد المجتمع كانتشار السرطان في الجسم لأنه إن لم يقطع العضو المصاب، فإن المرض ينتشر ويتفشى في بقية أجزاء الجسم.و لانتشار المخدرات في المجتمعات آثار سلبية ليس لها حدود لأنها تسبب كثيراً من الانحرافات السلوكية وارتكاب أبشع الجرائم كالقتل وهتك الأعراض والنصب والاحتيال والسرقة.
ومتعاطي المخدرات يفقد الشعور بالمسؤولية المترتبة عليه تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ودينه ووطنه، وبالتَّالي فإن المتعاطي يميل إلى الخمول وفتور الهمَّة ويشعر بأنه لا وزن له في مجتمعه، مما يدفعه في بعض الأحيان إلى التفكير في الانتحار للتخلص من الذّل والهوان.
إذاً فإن ضرر المخدرات لا يقتصر على الفرد المتعاطي فحسب، بل إن ضررها يمتد إلى بقية أفراد أسرته ومجتمعه ووطنه. و إذا تفشت المخدرات في المجتمع فأن بنيته تتفكك وأمنه يتزعزع وتكثر في
أنواع الجرائم
الخاتــــــــــــــــــــــــــــــمةإن تعاطي المخدرات يؤدي إلى نتائج سيئة ومؤلمة على الفرد المتعاطي لأنها تصلب منه الإرادة وتجعله فرداً خاملاً معتمداِ على غيره، عالة على أسرته ومجتمعه، كما أنها تقتل القيم والمبادئ في ذاته. و انتشارها بين أفراد المجتمع كانتشار السرطان في الجسم لأنه إن لم يقطع العضو المصاب، فإن المرض ينتشر ويتفشى في بقية أجزاء الجسم.و لانتشار المخدرات في المجتمعات آثار سلبية ليس لها حدود لأنها تسبب كثيراً من الانحرافات السلوكية وارتكاب أبشع الجرائم كالقتل وهتك الأعراض والنصب والاحتيال والسرقة.
ومتعاطي المخدرات يفقد الشعور بالمسؤولية المترتبة عليه تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ودينه ووطنه، وبالتَّالي فإن المتعاطي يميل إلى الخمول وفتور الهمَّة ويشعر بأنه لا وزن له في مجتمعه، مما يدفعه في بعض الأحيان إلى التفكير في الانتحار للتخلص من الذّل والهوان.
إذاً فإن ضرر المخدرات لا يقتصر على الفرد المتعاطي فحسب، بل إن ضررها يمتد إلى بقية أفراد أسرته ومجتمعه ووطنه. و إذا تفشت المخدرات في المجتمع فأن بنيته تتفكك وأمنه يتزعزع وتكثر في
أنواع الجرائم
مراجع البحث :
1. الإمام ابن حجر الهيثمي : عن كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر.
2. د. محمود ناظم النسيمي : " الطب النبوي والعلم الحديث" مؤسسة الرسالة ـ بيروت 1991ز
3. د. عبد الله الطيار: " المخدرات في الفقه الإسلامي " مكتبة التوبة ـ الرياض 1993.
4. د. عبد اللطيف ياسين : " الضار والنافع وتأثير المخدرات والكحول والتدخين " مؤسسة الرسالة ودار المعاجم ـ دمشق ـ 1993.
5. الإمام الحافظ ابن كثير الدمشقي : " البداية والنهاية " مكتبة المعارف لبنان.
6. يوسف العريني : حجم المخدرات، مطابع الفرزدق، الرياض.
7. د. محمد إبراهيم الحسن: المخدرات والمواد المشابهة المسببة للإدمان ـ الرياض.
8. د. محمد علي البار : " المخدرات والخطر الداهم " دار القلم ـ بيروت 1988.
9. عبد الرحمن الجزيري : " الفقه على المذاهب الأربعة " .
10. أحمد علي طه الريان : " المخدرات بين الطب والفقه " دار الاعتصام .
11. الإمام ابن قيم الجوزية : " زاد المعاد من هدي خير العباد" .
12. العلامة محمد أمين بن عابدين وكتابه " حاشية ابن عابدين " مكتبة مصطفى الباني الحلبي ـ القاهرة .
13. مقالة بعنوان " الحشيش كمادة محتملة لإحداث تشوه الأجنة عند الإنسان" للدكتور Carakushanskyوزملاؤه مجلة " Lancet" العدد 1 لعام 1965.
المقدمة
أصبحت ظاهرة الإدمـان بجميع أنواعها مـن الظواهر الاجتماعيـة التي استشرى خطرها واستفحل أمرها حتى أصبحت خطـراً جسيمـا يحيـط بشباب الأمة فيفتك به فينشأ جيلاً هزيـلاً ومجتمعاً ضعيفــاً مخدراً عليلاً يكون عالة على الأمة والجماعة والمجتمع ولا شــك أن مفاسـد المجتمع وماسيه واضطراباته لها علاقة مـن قريب أو بعيـد بالمخدرات بجميع أنـــواعها المختلفة فالتعدي والعنف والجريمـة والإفلاس والوحشية الجنسية وسوء الأخلاق جميعها تتصل في غـالب الأحيان بالإدمان والسكر والمخدرات ولإخلاص للأمة من هذا الـداء إلا بمجتمع يقوم على مبادئ وأخلاق ومثل مستمدة من كتاب الله وسنـة نبياً محمـد صلى الله عليه وسلم وما نراه اليوم مـــن زوال النظـم المادية لهــو دليل على أن الحضارات الباقية هــــي التي ارتقت وارتفعت على الدين والدنيا معا عما أحرى الدول أن تعتبر بمـن مضى وبمن فتى وإلا في حاجة ماسـة إلى مزيد من النكســـات والنكبات......
المقدمة :
مما لا شك فيه ان الدارسة العلمية المتصلة ببناء المجتمع ونظمه من الدراسات الاساسية في حقل الاهتمام العلمي – إن علم الاجتماع الذي يعد احداث العلوم على الاطلاق قد استمد الكثير من استقلاله ومناهجه وحقائقه من الدراسات التي أجريت على أبنيه المجتمعات الصغيرة والبدائية في مراحل زمنية مختلفة ونخص بالذكر ما اسهمت به في هذا الصدد المدرسة الانجليزية الانثروبولوجية . واذا كان امر الاهمية العلمية للدراسات المتصلة ببناء المجتمع وحقائقه الاساسية على هذا النحو – فإنه يمكن القول انها مقدمة الدراسات الاصلية التي لا غنى للباحث العلمي والسيولوجي من أن يقف عندها كخطوة أساسية يستزيد منها بالخبرة والدراية ويكتسب منها ما يمكنه من متابعة البحث والدراسة في حقل من حقول الاجتماع التي اجتذبت ميوله وصارت ميدانا لتخصصه الدقيق .واجمالي القول ان الدارس الذي يتخذ من الدراسات المتصلة ببناء المجتمع ميدانا لتخصصه الدقيق – يعتبر من الدراسين المضيفين للحقائق الجديدة وليس من الذين يتخذون ما يذهب اليه بمجرد الاختبار او التطبيق فحسب وان لم نكن نقصد في هذا المقام الا ابراز مدى الاهمية الوظييفية التي يقدمها الدارس لموضوع البناء الاجتماعي .
معنى الاسرة :
يبدو للوهلة الأولى أنه يوجد ارتباط كبير بين مصطلحي الزواج والاسرة ، حتى أن هناك ميلا الى استخدامهما في نفس الوقت ليشير الى نفس الشئ ، ولكنهما في الحقيقة ليسا شيئا واحدا .
فالاسرة تشير الى مجموعة من المكانات والادوار المكتسبة عن طريق الزواج والانجاب ، وهكذا نجد أنه من المألوف اعتبارالزواج شرطا اوليا لقيام الاسرة واعتباره نتاجا للتفاعل الزواجي .
وليس الزواج والتزاوج شيئا واحدا ، فظاهرة التزاوج معرفة عند أنواع اخرى من الحيوانات ، بينما الزواج مقصورا على البشر فقط ، ومن ناحية أخرى يمكن أن يكون التزاوج على المستوى البشري ، ى شخصيا ، وجزافيا ، ومؤقتا ، اما الزواج فهو نظام اجتماعي يتصف بقدر من الاستمرار والامتثال للمعايير الاجتماعية ، وهو الوسيلة التي يعمد اليها المجتمع لتنظيم المسائل الجنسية وتحديد مسئولة صور التزاوج الجنسي بين البالغين ، ومن الجدير بالملاحظة في هذا الصدد ، ان جميع المجتمعات ( سواء في الماضي أو الحاضر ) تفرض الزواج على غالبية أفرادها ، فالزواج إذن نظام عام حتى لو كان المجتمع يبيح في كثير من الاحيان علاقات جنسية خارج نطاقه ، كما أن الزواج هو النظام الاوفر جزء بالنسبة لمعظم الرجال والنساء خلال الجانب الاكبر من حياتهم .
وهناك معايير اجتماعية أخري مختلفة تفسر معنى الزواج نشير هنا الى بعضها :
1) المعيار الاجتماعي التقليدي :
وهو ينظر الى الزواج كظاهرة مقدسة او نظام مقدس خلقه الله واكدته الشرائع السماوية والكتب المقدسة كأساس للحياة الانسانية ، وهذا يعني أن الانسان ورغباته الشخصية وتطلعاته تكون في المكانة التالية من حيث الاهمية بعد تحقيق متطلبات الاسرة وتنفيذ الاوامر الالهية ، اما المعيار التقليدي الآخر فهو أوسع نطاقا بشكل أوضح لانه يؤكد معنى الزواج والأسرة يرتكز اساسا حول الالتزامات الاجتماعية ، وهو في هذا يتفق مع المعيار السابق الا أنه يختلف معه في نقطة معينة ، فينما يركز المعيار الأول السلطة في يد الله فإن المعيار الثاني يركزها في يد الرجل والقيمة الأولى في معنى الزواج هي المحافظة على الاحترام الاجتماعي والامتثال لرغبات الاقارب والمجتمع المحلي والاحتفاظ بصورة لائقة في المجتمع ، ومن خلال هذا المعنى للزواج تكون لآراء الناس أهمية كبرى ، ولهذا يصبح الطلاق أو الحمل قبل الزواج وكل مظهر انحرافي آخر مرفوض تماما لان المجتمع ، الاصدقاء لمجتمع المحلي ، الجماعة القرابية وغيرهم ، يدينون كل ذلك قولا وفعلا .
ولكن احدث معاني الزواج تتجه اتجاها آخر حين تؤكد الاسرة والعلاقة الزوجية ما وجدت الا من اجل الفرد فالامر اذا لا يتعلق بالله ولا بالمجتمع ، وانما بالانا والزواج عملية تتعلق بالانسان وحده ، فإذا اراد الفرد أن يتزوج من خارج عقيدته الدينة او طبقته الاجتماعية او مستوى التعليمي فهذا شانه ، وبهذا المهنى تكون السلطة في يد الانسان وحدة فكل فرد مسئول عن نجاحه وفشله دون النظر الى بناء المجتمع المحلي او ظروف المجتمع الذي يعيش فيه ، وهذه الفكرة المترفة لمعنى الزواج يؤكدها النسق التربوي الذي يجعل كل شئ ممكنا اذا اراد الفرد ويقلل الى مدى بعيد تأثير العوامل الخارجية .
العوامل المؤثرة في الاسرة :
1) النضج المتأخر للكائن الادمي .
2) غياب أو عدم وجود الغرائز لكي تساعده أو تقوده الى حد المشاكل البيئية .
3) العقل المركب الذي يخلق حلقة واسعه من الحلول للمشاكل ، وهذه الميزة تمكنه من خلق اشكال ثقافية واجتماعية عديدة يمكنها او لا يمكنها ان تنسجم مع الاحتياجات البيولوجية .
الاسرة العائلية :
هي نوع متطور أو مشتق من أسرة الوصاية حيث تضعف سيطرة الاسرة على أفرادها وتزداد سلطة الدولة التي تحد من حق الاسرة في معاقبة افرادها ، وتهيئ الظروف لممارسة الحقوق الفردية لكي يتمكن اعضاء الاسرة من مواجهة سلطتها ومع ان النظام العشيري يميل الى الاحتفاء الا ان الأسرة كوحده تبقى قوية ، على الرغم من نمو فرة الحقوق الفردية وامكانيات تحطيم القيد المفروضة على الطلاق .
وعلى النقيض حيث حلت الفردية محل الاسرية وتناقصت قوة الاسرة وسلطتها الى الحد الادنى واصبحت الدولة اساسا نظمة افراد واذا كانت التضحية بالنفس في سبيل أهداف الجماعة من السمات المميزة لاسرة الوصاية فإن مذهب النفعية او اللذة هو الذي يمز الاسرة النواة ، وقد أصبح الزواج في هذا النمط الاسري عقدا مدنيا وليست له القدسية التي كانت له في الماضي ما جعل الطلاق أمرا شائعا .
وتعتبر الاسرة العائلية اكثر الانماط شيوعا في المجتمعات الاكثر تحضرا ، وقد أصبحت النمط السائد في المجتمع نتيجة لقوى وعوامل داخل الاسرة وخارجها ، وقد أصبحت النمط السائد في المجتمعات نتيجة لقوى وعوامل داخل الاسرة وخارجها ، وكان السبب في ظهورها الرغبة في معاملة اكثر عدلا من جانب أعضاء اسرة الى جانب تأثيرات الحكومة والدين وهي لذلك لا تشبه اسرة الوصايه .
عوامل تغير الاسرة :
1- العامل الجغرافي .
2- العامل اسكاني .
3- العامل البيولوجي.العامل الايديولوجي.
4- العامل الاقتصادي .
5- العامل التتكنولوجي.
وخلاصة القول بأن تغير الاسرة يتم عن طريق مجموعة معقدة من العوامل الداخلية والخارجية والوسيطة ، ونظرا لان الاسرة تعيش دائما اطار ثقافيا ، تتفاعل معه تفاعلا متنوعا ، فإن التغير في احد أجزاء هذا الاطار سوف يؤدي الى تغيرات عديدة في الاسرة ، وما من شك أن العلم في العصر الحديث يعتبر من أكثر جوانب الثقافة وهو المسئول عن عديد من التغيرات أو مظاهر النمو والتقدم في ميدان التكنولوجيا وانتشار التصنيع وزيادة الخصائص الحضرية ، ولكن هذا لا ينفي ان التكنولوجيا في بعض الاحيان قد تمارس تأثيرا مباشرا على تغير الاسرة كما في حالة تحديد النسل وتنظيم الاسرة التي تتصل اتصالا حيويا بصميم وظائفها .
الخاتمة :
الاسرة هي منظمة اجتماعية رئيسية وفيها يعيش رجل أو اكثر مع أمرأة او اكثر في علاقة جنسية دائمة أو مؤقته يقرها المجتمع بالإضافة الى الواجبات والحقوق الاجتماعية المعترف بها مع اقامة الأولاد معهم في معيشة واحدة ، والزواج قد يكون أحاديا او متعدد من ناحية الأزواج او الزوجات أو يكون زواجا جماعيا .
فالاسرة قد تكون نوويه أو زوجية حيث تكون رابطة الزواج في هذه الاسرة تحتل المكانة الاولى من حيث الأهمية وقد تكون مركبة أو ممتدة فإذا كانت مركبة من ناحية العلاقة الزوجية حيث يكون الشخص الواحد عضوا في اسرتين نوويتين أو اكثر تعرف هذه الظاهرة بالتعدد ويمكن أن تحدد بالنسبة لكل من الزوج الزوج أو الزوجة أما اذا كان التركيب من ناحية علاقته بالدم ، تكون بصدد الكلام عن الاسرة المكونة من عدة اجيال ويطلق عليها الاسرة الدموية .
المراجع:
1- الاسرة والبناء الاجتماعي في المجتمع الكويتي أ.د احمد الخشاب . مكتبة الفلاح .
2- الزواج والعلاقات الأسرية . د. سناء الخولي . دار المعرفة الجامعية .
مقدمة
يعتبر الشباب من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومكمن طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة. ومشكلات الشباب محور المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل إلى حلّ مشكلات المجتمع وبنائه وتقدمه. وإفساد المجتمع والوطن وتخريب الدين يبدأ من إفساد فئة الشباب وحرفهم عن الطريق القويم بشتى الطرق والأساليب والمغريات.
والإسلام يعي هذه الحقيقة ومدى خطورتها على الأمة والدين لذلك اهتم بقطاع الشباب، وتوجهت التربية الإسلامية إلى عقولهم ونفوسهم وعواطفهم من أجل رعايتهم وتربيتهم تربية صالحة، وتلبية حاجاتهم ورغباتهم المادية والنفسية المشروعة، ووقايتهم من الفساد والانحراف. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلّم أن مقام الشاب الصالح عند الله تعالى يعادل مقام الإمام العادل يوم القيامة في حديثه عن السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه ، منهم " إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله .." (1(
ظاهرة الجنوح والانحراف عند الشباب تعتبر من أبرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات في العالم. بما تخلّفه من تأثيرات نفسية واجتماعية على شخصية الشاب وما تتركه من آثار سلبية وخطيرة على المجتمع في مجالات الجريمة والسرقة وانتشار المخدرات والفساد والانحلال الخلقي. وتجد المؤسسات الاجتماعية والدينية نفسها مضطرة للتصدي لهذه الانحرافات وقمعها وتحمل مسؤولية معالجة أسبابها والوقاية منها .
الموضوع
الجنوح والانحراف وعوامله :
يوضح علم الاجتماع أن الجنوح نموذج من السلوك الاجتماعي, يقوم المنحرف من خلاله بتصرفات مخالفة للقوانين الاجتماعية والأعراف والقيم السائدة في المجتمع, ويسيء به إلى نفسه وأسرته ومجتمعه. يبدأ الجنوح غالباً عند الأحداث الذين تتراوح أعمارهم بين 12 - 18 سنة، وهي بداية فترة المراهقة التي تعتبر من أخطر مراحل العمر في حياة الإنسان. وتؤكد الدراسات النفسية والاجتماعية على أهمية دور التربية الصالحة للشاب منذ الطفولة في كنف الأسرة ثم المدرسة، فإذا تلقى الشاب منذ صغره رعاية وتربية جيدة ينشأ إنساناً صالحاً، وإن كانت تربيته سيئة تظهر لديه ظواهر الانحرافات في وقت مبكر.
تتعدّد عوامل وأسباب جنوح الأحداث وانحراف سلوكهم الاجتماعي، منها:
ـ عوامل اجتماعية:
بعض الأسر تدفع بأبنائها إلى سوق العمل لساعات طويلة خلال اليوم, فيغيبون عن البيت أو المدرسة بعيداً عن الرعاية والمتابعة، مما يفتح أمام الأطفال أبواباً واسعة للانحراف والقيام بالأعمال والسلوكيات الطائشة والمتهورة والانغماس في الشذوذ الأخلاقي والاجتماعي، فالطفل يتأثر بسهولة بالبيئة المحيطة به، وينجرّ وراء رفاق السوء إذا لم يلق الرعاية والمتابعة المستمرة.
وقد بينت الدراسات أن الجنوح جمعي وليس فرديا. فالشاب لا يقوم بتنفيذ أعمال منحرفة كالسرقة والنشل وعمليات التهريب وغيرها بمفرده، بل بعمليات جماعية شبه منظمة على شكل عصابات أو شلّة بالتعاون مع أقرانه. من هنا تأتي أهمية الرفقة الصالحة للشاب واختياره لأصحابه من أهل الصفات الحميدة.
ومن أسباب الانحراف الإدمان على السكر وتعاطي المخدرات من قبل ربّ الأسرة. كما أن الهروب والتسرّب من المدرسة ومن البيت, وعدم شغل أوقات فراغه بنشاطات وفعاليات مفيدة (رياضية - أدبية - ثقافية - ... الخ ), يؤدي إلى ظهور الشذوذ والانحراف النفسي والأخلاقي والخروج على قيم المجتمع عند الشاب .
ـ عوامل بيئية:
منها تفكّك الأسرة والنزاعات الدائمة بين الوالدين, أو فقدان الأب في الأسرة، أو وجود زوجة الأب الذي يؤدي هذا إلى إهمال الأولاد. وممارسة القمع والقسوة تدفع الناشئة من الشباب إلى الهروب المستمر من البيت واللجوء إلى الشوارع والزوايا السيئة، فيتعلّم منها بسهولة العادات والقيم غير الأخلاقية.
ـ عوامل نفسية:
كثيراً ما تؤدي مشاعر الإحباط واليأس وخيبة الأمل, نتيجة الفقر والعوز والحاجة في الأسرة إلى انحراف الشباب واتباع السلوكيات السيئة، مثل السرقة لشراء ما يسد حاجته من الملابس والألعاب ووسائل الترفيه، وأحياناً شح ّ الوالدين وبخلهما وتقتيرهما بالمصروف على أبنائهما. فالشاب ضمن هذه الأجواء الأسرية سيعاني من الحرمان المادي والعاطفي والرعاية والحب والحنان والعطف والتربية الحسنة. وهي من الضرورات النفسية الأساسية التي يجب أن تتوفر في الأسرة , لينشأ الشاب نشأة صالحة, تقيه مخاطر الجنوح والشذوذ الاجتماعي .
وتتنوع مظاهر الجنوح عند الشاب فيبدي عدائية مفرطة تجاه محيطه الأسري ووسطه الاجتماعي على شكل تجاوزات مستمرة وتمرد وعصيان للأوامر والتوجيهات. ويقوم بالاعتداء على حقوق وأملاك الآخرين . ويفتعل العراك والنزاعات مع أقرانه ويلحق الأذى بهم. وتبلغ عدوانيته حدّ تحطيم ممتلكات غيره, وإشعال النار في المنزل . ومن أهم نتائج الجنوح الإخفاق في المدرسة. لأنه يؤدي إلى إهمال الشاب لواجباته المدرسية ويدفعه إلى التحايل والكذب والتعويض عن هذا الفشل باتباع أساليب غير مشروعة لإثبات وجوده في المجتمع . ويشيع بين الشباب الجانحين ظاهرة الإدمان على التدخين والكحول والمخدرات . ويتميز الجانحون بضياع رغباتهم وعدم وضوح غاياتهم في الحياة وعدم قدرتهم على تحديد ما يريدون .
الوقاية والعلاج :
أصبحت اضطرابات السلوك الاجتماعي عند الشباب مشكلة اجتماعية حقيقية تحتاج إلى كثير من البحث والدراسة والعقلانية والتأنّي والوعي والثقافة والاستعانة بأصول التربية الإسلامية وعلم النفس التربوي وطرائقه, لمعالجة هذه المشكلة من خلال تضافر جهود المؤسّسات الاجتماعية والتربوية (الأسرة - المدرسة - المسجد - ... ) لأن هذه المؤسّسات بالأساس تتحمل مسؤولية انحراف وجنوح الأولاد منذ البداية . فالأسرة المهملة التي تعاني من الأزمات والمشكلات, والمدرسة التي يسود فيها ظاهرة التعليم بالقوة والصرامة والعنف .
والمجتمع الذي يمارس القمع والاضطهاد ويفرض القيود الصارمة على الشباب . تجعلهم يشعرون بالظلم والقهر والضياع نتيجة الإحساس بفقدان الحرية والمسؤولية والقيمة الاجتماعية. فيتحول الشاب إلى شخص عدواني مشاكس يعمل على الانتقام لذاته وشخصيته المفقودة بالأساليب المنحرفة . ومعالجة مظاهر الانحراف عند الشباب يحتاج إلى تكوين رؤيا شاملة وعميقة. وفق معايير وأسس, تستند على أصول التربية الإسلامية , وتحليلات علم النفس التربوي الحديثة, لفهم مشكلات الشباب ومعاناتهم ومعرفة دوافعهم للانحراف. ودفعهم للالتزام بالانضباط السلوكي والقوانين والأنظمة, ومعايير القيم الاجتماعية والدينية ولتحقيق هذه الأهداف, يجب تحقيق التفاعل البنّاء مع الشباب وكسب ثقتهم ومحبتهم , وإبعادهم عن مشاعر وأجواء العنف والخوف والقلق والتوتر والنفور والضياع . وإلا فإن أسلوب الترهيب والعقاب لا يشكل سوى حلّ آنيٍّ مؤقتٍ, يختفي ويتلاشى باختفاء مؤثراته .
أما القناعة والتجاوب الذاتي, فتشكل ضمانة لاستمرار التزام الشاب وتطوير وترسيخ دافعية الانضباط الإيجابي لديه. فيكتسب من خلالها سلوكاً جديداً, موافقاً لقيم المجتمع وأخلاقه . والتربية الإسلامية تقوم بالأساس على مبدأ الحوار والإقناع والأسلوب الحسن ، من قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " (2). وللأسرة دور أساسي في تكوين شخصية الشاب النفسية والسلوكية من خلال التربية الصالحة وغرس المفاهيم والقيم الحسنة وتقديم الرعاية والحب والاهتمام والتوجيه اللازم . وإلا فإن أوضاع ومشكلات الأسرة ، خاصة الفقر والبطالة والانحلال الخلقي والنزاعات داخل الأسرة, تؤدي إلى ضياع الشباب وانحرافهم وشذوذهم والتمرد على القانون الاجتماعي . دفاعاً عن الذات, ضد ما يشعرون به من ظلم اجتماعي وقهر وحرمان .
ـ الوقاية من الانحراف أهم وسائل معالجة ظاهرة جنوح الأحداث عن طريق الفهم الواعي الثقافي والاجتماعي والديني واعتبار الأبوة والأمومة رسالة مقدسة ومسؤولية عظيمة يجب أن تؤديها الأسرة على أكمل وجه . وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته " (3) .
كما يجب على المؤسسات التربوية والاجتماعية والدينية , الاهتمام جيداً بعالم الشباب ورعايتهم وتطويرثقافتهم وشغل أوقات فراغهم بنشاطات متعددة (رحلات - نوادي - جمعيات - رياضة - أدب - علوم - بحث - فنون ... الخ ) مما يتلاءم مع ميولهم ويشبع حاجاتهم ورغباتهم المشروعة. فاستئصال أسباب الجنوح منذ البداية هو الأساس في معالجة هذه الظاهرة لتأمين حياة أفضل للشباب , في أحضان أسرة صالحة ومستوى معيشي جيد وتكوين أسرة عاملة ومتعلمة ومسؤولة, تشكل ضمانة له من الانحراف.
وغياب الشاب عن البيت بسبب الدراسة والتعلم والنشاطات الاجتماعية والفنية المختلفة أمر جيد؛ إذ يبقى تحت رعاية مؤسسات تربوية صالحة. تحلّ محل الأسرة خلال فترة الغياب عن البيت. أما غيابه لساعات طويلة, بسبب الحاجة المادية وانخراطه في العمل بعمر مبكر وتركه الدراسة, فهو أمر سيء له نتائجه الخطيرة . فأجواء العمل غير سليمة وغير تربوية, تنعدم فيها الرعاية والاهتمام الصحيح. وتصبح مرتعاً للعلاقات المشبوهة مع ربّ العمل أو رفاق السوء ومن ثم الانحراف والجنوح .
فالوقاية من انحراف الشباب, تحتاج إلى إجراءات حازمة لمعالجتها من جذورها وذلك بتحسين الأوضاع المعيشية للأسر الفقيرة وانتفاء الحاجة إلى العمل المبكر . وفرض التعليم الإلزامي في المرحلة التعليمية الأساسية.
وتوفير ظروف صحية وسليمة لمتابعتهم الدراسة وإيجاد اهتمامات قيميّة سامية وغايات نبيلة يعملون من أجل تحقيقها .
الخاتمة
ثمة كلمة لا بد منها تخاطب عقول الشباب . وهي أن قوة إيمان الشاب ورسوخ العقيدة الإسلامية في نفسه ووعيه هي الأساس في تحديد مساراته واتجاهاته في الحياة. ووقايته من الانحرافات والشذوذ والبقاء على الطريق الصحيح والصمود أمام مغريات الحياة وعواصفها ومواجهة المخطّطات المشبوهة التي تستهدف تخريب عقول الشباب وإفسادهم من أجل تقويض المجتمع الإسلامي وانحلاله وهدم أسسه .
فالإيمان يمدّ الشاب بالقوة اللاّزمة على الصمود والمواجهة والتحمل والصبر على المكاره ومقاومة الشهوات وحب المتع الدنيوية والجري وراءها ، بهدف الحصول على مرضاة الله تعالى والفوز بوعده وجزائه للصابرين , وتجنب معصية الله تعالى وارتكاب المحرّمات والخوف من عقابه تعالى . وليكن شعار الشاب المسلم قوله تعالى : (ومن يتقِ الله يجعلْ له مخرجاً ويرزقْه من حيث لا يحتسب) (4)
ـــــــ
هوامش :
(1) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
(2) سورة النحل الآية/ 125/ .
(3) رواه مسلم في صحيحه .
(4) سورة الطلاق الآية /2/ .
المراجع
http://www.annabaa.org/nbanews/61/319.htm
كتاب الانحرافات الاجتماعية مشكلات وحلول
دولة الامارات العربية المتحدة
منطقة الفجيرة التعليمية
مدرسة حمد بن عبدالله الشرقي
بحث عن:
جنوح الشباب ومشكلات الانحراف
المقدمـــــــــة :-
يعتبر الشباب من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومكمن
طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة. ومشكلات الشباب محور
المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل إلى حل مشكلات .
المجتمع وبنائه وتقدمه. وإفساد المجتمع والوطن وتخريب الدين
يبدأ من إفساد فئة الشباب وحرفهم عن الطريق القويم بشتى
الطرق والأساليب والمغريات.
مفهوم الجريمة و المجرم و الضحية:
كان هناك اتجاه دائم إلى الربط بين مفهوم الجريمة و مفهوم المرض على أساس أن السلوك الإجرامي سلوك مريض وليس سلوكا صحيا أو سويا. و هذا الربط أدى إلى نتائج غير دقيقة في تفسير الجريمة و وضع سياسة للوقاية و الجزاء بل أنه يؤدي و يشجع المجتمع على البحث عن ميكروب الجريمة هذه، مثلها مثل ما يبحث الطبيب عن ميكروب المرض و هو أبعد الأشياء عن الحقيقة إذ ليس هناك ميكروب مسئول عن المجرم و الجريمة فالمجرم في النهاية هو صناعة المجتمع الذي يعيش فيه. و يترتب على ذلك أنه ليس هناك مصل معين للوقاية من الجريمة فلا هو ميكروب و لا هو سبب وحيد آخر مسئول عن الجريمة.
و نجد إن كل الآراء التي اتجهت إلى محاولة تفسير الجريمة و إرجاعها إلى سبب واحد مثل الجهل أو الفقر أو الاضطرابات النفسية أو سوء الحالة الأسرية أو القدوة السيئة أو الإعلام السىء..الخ جميعها قد باءت بالفشل و الاعتقاد العام بين الباحثين الآن أن ظاهرة الجريمة مرتبطة بجذور متعددة تتفاعل في بيئة معينة و ظروف معينة لا يمكن حصرها يتولد عنها السلوك الإجرامي في النهاية.
و من ناحية أخرى فإن وصف الجريمة بالوباء هو وصف صادق على انتشار الجريمة فنجد في الواقع أن وباء الجريمة قد انتشر انتشاراً ذريعاً في العصر الحديث و تلونت ملامحه أكثر من أي وقت مضى و تضاعف عدد المجني عليهم حتى أصبحوا يزيدون أضعافا عن ضحايا أي وباء. و هو ما يعرض المجتمع كله كيانه و سعادته و مصيره للخطر و التدهور.
إن مفهوم الجريمة مفهوم عريض جدا و متعدد و إن كان أول ما نسمع كلمة الجريمة نميل إلى التفكير بالجرائم التقليدية و الضحايا التقليدية مثل ضحايا السرقات و القتل و الاغتصاب..الخ من الجرائم التي أطلق عليها بعض العلماء الجرائم الطبيعية أي التي توجد في كل مجتمع و في كل زمان و مكان إلا أن أفق الجريمة و المجرمين و الضحايا قد اتسع كثيرا بتعقد المجتمع البشري فهي أصبحت أكثر خطورة و تعقيدا و أكثر عقلانية أي نشاطا محسوباً و مقصوداً أكثر منها مصادفة و نزوة مثل: العصابات الدولية القوية المسيطرة.
مفهوم الجريمة:
تعريف الجريمة من المنظور الاجتماعي أنها:
هي كل فعل يتعارض مع ما هو نافع للجماعة و ما هو عدل في نظرها. أو هي إنتهاك العرف السائد مما يستوجب توقيع الجزاء على منتهكيه. أو هي انتهاك و خرق للقواعد و المعايير الاخلاقية للجماعة. و هذا التعريف تبناه الاخصائيون الانثروبولوجيون في تعريفهم للجريمة في المجتمعات البدائية التي لا يوجد بها قانون مكتوب.
و على هذه فإن عناصر أو أركان الجريمة من هذا المنظور هي:
•قيمة تقدرها و تؤمن بها جماعة من الناس.
•صراع ثقافي يوجد في فئة أخرى من تلك الجماعة لدرجة أن أفرادها لا يقدرون هذه القيمة و لا يحترمونها و بالتالي يصبحون مصدر قلق و خطر على الجماعة الأولى.
•موقف عدواني نحو الضغط مطبقاً من جانب هؤلاء الذين يقدرون تلك القيمة و يحترمونها تجاه هؤلاء الذين يتغاضون عنها و لا يقدرونها.
تعريف الجريمة من المنظور النفسي:
هي إشباع لغريزة انسانية بطريقه شاذه لا يقوم به الفرد العادي في إرضاء الغريزة نفسها و هذا الشذوذ في الإشباع يصاحبة علة أو أكثر في الصحة النفسية و صادف وقت إرتكاب الجريمة إنهيار في القيم و الغرائز السامية. أو الجريمة هي نتاج للصراع بين غريزة الذات أي نزعة التفوق و الشعور الاجتماعي.
تعريف الجريمة من المنظور القانوني:
الجريمة هي كل عمل يعاقب علية بموجب القانون. أو ذلك الفعل الذي نص القانون على تحريمة و وضع جزاء على من ارتكبه.
مفهوم المجرم:
تعريف المجرم من المنظور الاجتماعي:
هو الشخص الذي لا يلتزم و لا يخضع لقانون الدولة و يحاول إنتهاكه. و هو الشخص الذي يعتبر نغسة مجرماً و يعتبرة المجتمع مجرماً كذلك.
تعريف المجرم من المنظور النفسي:
و هم الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات او انحرافات في الاشخصية او السمه. و هي ناجمة عن النمو و الارتقاء و الانفصال اللاسوي و للعلاقات الغير مرضية و المعبة بين (الهو و الأنا و الأنا العليا) و هي الاسباب الرئيسية لسلوكهم الاخرامي هذا.
ايضاً المجرم هو من يعاني قصوراً في التوفيق بين غرائزه و ميولة الفطرية و بين مقتضيات البيئة الخارجية التي يعيش فيها.
تعريف المجرم من المنظور القانوني:
هو الشخص الذي ينتهك القانون الجنائي الذي تقررة السلطة التشريعية التي يعيش في ظلها. و من ثم هو الذي يرتكب جرم ما و يعد جريمة في نظر القانون فقط و لا يعتبر مجرماً إذا ما قام بفعل جرم ما و لا يحبذه المجتمع.
و في وجهة نظر القانون فلفظ مجرم لا يطلق على الشخص المرتكب الجريمة إلا بعد التحقيق فيها و صدور الحكم فيها و إلا فهو يعتبر متهماً فقط. نجد ايضاً أنه توجد معايير تقرر جواز معاملة مرتكب الجريمة كمجرم منها:
•السن: يجب أن يكون سن مرتكب الجريمة مناسباً فهناك بعض البلاد التي تحدد سن ال7 لتعاقبه حيث أن قبل ذلك يكون الطفل غير واعي و لا يعرف الصح من الخطاء و بعض البلاد التي نجدها تحدد سن المسؤلية الجنائية بقانون وضعي او في الدستور. و بغض النظر على القوانين الجنائية نجد أن مرتكبي الجريمة من الاطفال يعاقبون بطريقة إنشائية أو تودعهم مركز للأحداث بما يعود عليهم بالفائدة و المصلحة.
•يجب أن تكون الأفعال الإجرامية أيضاً إختيارية و ارتكبت دون أي ضغوط أو إكراه و الإكراه الذي يجب أن يكون واضحاً و متصل اتصالاً مباشراً بالفعل الاجرامي المعين. فمثلاً أن تأثير الأباء او اصدقاء السوء الغير مباشر و القديم على مرتكب الجريمة لا يعترف بها على أنها ضغوط.
•يجب أن يكون الفعل مصنفاً قانوناً كضرر للدولة و ليس ضرر خاص أو خطاء ما لأن عادة يقوم الناس بمعالجة بعض الأمور بنفسهم فيما بينهم و التي يمكن أن تتطور و تصبح مشكلة كبيرة و يتضرر فيها العديد من الاشخاص و الممتلكات و التي كان يمكن إجتنابها برفع دعوى خاصى للمحكمة او للشرطة ليقوموا هم بمعالجتها.
مفهوم الضحية:
الضحية هم كل ما أصابهم شراً أو أذى نتيجة لخطاء أو عدوان أو حادث.
الضحايا أنواع و تختلف هذه الأنواع باختلاف الجرائم التي يرتكبها المجرمون. فهناك ..
ضحايا القتل العمد
ضحايا القتل الخطأ
ضحايا الإيذاء
ضحايا السرقات
ضحايا النصب
ضحايا الاغتصاب لكلا الجنسين
ضحايا الإدمان
ضحايا العنف ضد النساء
ضحايا العنف من الأطفال
ضحايا الحوادث المختلفة من مواصلات
ضحايا السقوط من علو
ضحايا الانتحار
ضحايا الفقر
ضحايا الحروب
والجرائم المرضية قليلة العدد نسبياً. فالذين يرتكبونها على وجه الخصوص هم:
1- المصابون بالصرع، في فترة الخلط العقلي التي تلي الأزمة الصرعية، والفعل، ذو العنف الأقصى، ينبعث فجأة؛ فثمة أشخاص، لا يعرفهم الفاعل على الغالب، يكونون موضع الهجوم والضرب بأية أداة؛ وليس لدى المريض بعد الأزمة أي ذكر لما حدث؛
2- الفصاميون الشباب؛ فقتل الإنسان عبث، عنيف وغير متوقع؛ والموجود الأعز، الام، هو الضحية في بعض الأحيان؛
3- المصابون بالذهان الهذاني (البارانويا) والهذيان الذين يتوصلون، جراء استنتاجات خاطئة، إلى جعل الغير مسؤولاً عن تعاساتهم وآلامهم؛ إنهم يعتقدون أنهم مضطهدون ويعزمون على استبعاد المضطهد المزعوم قتلاً؛ وهذا المضطهد المزعوم يمكنه أن يكون شخصاً حيادياً بل شخصاً عطوفاً من محيطهم، فجريمتهم فعل من أفعال الإنصاف في ناظريهم.
الشباب والإسلام
مما لاشك فيه أن الإسلام يعي هذه الحقيقة ومدى خطورتها على الأمة والدين لذلك اهتم بقطاع الشباب، وتوجهت التربية الإسلامية إلى عقولهم ونفوسهم وعواطفهم من أجل رعايتهم وتربيتهم تربية صالحة، وتلبية حاجاتهم ورغباتهم المادية والنفسية المشروعة، ووقايتهم من الفساد والانحراف. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلّم أن مقام الشاب الصالح عند الله تعالى يعادل مقام الإمام العادل يوم القيامة في حديثه عن السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه ، منهم " إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله .." (1).
ظاهرة الجنوح والانحراف عند الشباب تعتبر من أبرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات في العالم. بما تخلّفه من تأثيرات نفسية واجتماعية على شخصية الشاب وما تتركه من آثار سلبية وخطيرة على المجتمع في مجالات الجريمة والسرقة وانتشار المخدرات والفساد والانحلال الخلقي. وتجد المؤسسات الاجتماعية والدينية نفسها مضطرة للتصدي لهذه الانحرافات وقمعها وتحمل مسؤولية معالجة أسبابها والوقاية منها .
أسباب الجريمة
في كل بلاد العالم تقع جرائم كثيرة و متعددة و متنوعة، فشخص يقتل و آخر يغتصب فتاة من فتيات المجتمع و ثالث يسرق اموال الناس و رابع يحرق مجمعا تجاريا و هكذا. ان سبب الجرائم يعود الى امور كثيرة منها الفقر و الجوع، فاذا كان الانسان فقيرا لا يملك قوت يومه يرتكب جريمة السرقة و ينهب اموال الناس، و اذا كان يعشق فتاة و هي لا ترضى بهذا الحب الحرام ولا تخضع ولا تستسلم له و هو غير ملتزم بالدين و الخلق و القانون و الاعراف يعتدي عليها او يقتلها نتيجة لعدم التزامه بما ذكرنا، او يقدم على ارتكاب جريمة ما بسبب حالة الفراغ و البطالة و عدم وجود عمل له او يبطش و يفتك و يعيث في الارض فسادا لامتلاكه روح الشباب و القوة او يقوم بأعمال تنافي العفة و الحياء لامكاناته المالية الواسعة. وصدق الشاعر في قوله:
ان الفراغ و الشباب و الجدة ***مفسدة للمرء اي مفسدة
و لذا نرى ان الاسلام منعنا من اتباع الشهوات و الغرائز الحيوانية و الانسياق وراء الملذات و شجع من يكبح جماح غرائز نفسه الامارة بالسوء «و اما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى»، و كذلك اوجب الاسلام العمل في سبيل تحصيل لقمة العيش و الحياة السعيدة و لعن البطالين الذين يتكلون على الغير «ملعون ملعون من القى كلّه على الناس» و عالج مشكلة الفراغ و ملأه بما ينسجم مع طبيعة و فطرة الانسان و حذر من العواقب الوخيمة للفراغ الذي يسبب المشاكل و المصائب، و كذلك نرى ان الاسلام يوجه الشباب نحو الابتعاد عن الجرائم و يهيىء لهم مناخا مناسبا نظيفا لكي يعيشوا في اجوائه الطاهرة و يبتعدوا عن المعاصي و الفواحش و ارتكاب المحرمات و ايذاء الناس، و منع تكديس الاموال و عدم تحريكها و انفاقها في سبيل الله و اوجب فيها الزكاة و مساعدة الفقراء و المحرومين حتى لا يصرفها في الحرام او ينفقها في امور مضرة به و بالمجتمع او يسيء استخدامها و يتلفها في امور تافهة محرمة كالقمار او شرب الخمور او صرفها على النساء المنحرفات و الممثلات و المغنيات.
و السبب الآخر لارتكاب الجريمة هو تقليد الغرب المتحلل و مشاهدة الافلام الارهابية التي تعرض مشاهد الجريمة و الارهاب و كيفية السطو على البنوك و قتل الناس و مشاهدة الافلام الخلاعية و الخيانة الزوجية حيث يتعلم ضعاف النفوس طريقة ارتكاب الجريمة و الخيانة و الفساد و الفحشاء و المنكرات. فيجب تطهير القنوات من هذه الافلام الغربية و ملؤها بأفلام مفيدة و مربية للناس و مبينة لهم طريق السعادة و النجاح و صراط الخير و الهداية و الصلاح.
الجنوح والانحراف وعوامله :
يوضح علم الاجتماع أن الجنوح نموذج من السلوك الاجتماعي, يقوم المنحرف من خلاله بتصرفات مخالفة للقوانين الاجتماعية والأعراف والقيم السائدة في المجتمع, ويسيء به إلى نفسه وأسرته ومجتمعه. يبدأ الجنوح غالباً عند الأحداث الذين تتراوح أعمارهم بين 12 - 18 سنة، وهي بداية فترة المراهقة التي تعتبر من أخطر مراحل العمر في حياة الإنسان. وتؤكد الدراسات النفسية والاجتماعية على أهمية دور التربية الصالحة للشاب منذ الطفولة في كنف الأسرة ثم المدرسة، فإذا تلقى الشاب منذ صغره رعاية وتربية جيدة ينشأ إنساناً صالحاً، وإن كانت تربيته سيئة تظهر لديه ظواهر الانحرافات في وقت مبكر.
تتعدّد عوامل وأسباب جنوح الأحداث وانحراف سلوكهم الاجتماعي، منها:
ـ عوامل اجتماعية:
بعض الأسر تدفع بأبنائها إلى سوق العمل لساعات طويلة خلال اليوم, فيغيبون عن البيت أو المدرسة بعيداً عن الرعاية والمتابعة، مما يفتح أمام الأطفال أبواباً واسعة للانحراف والقيام بالأعمال والسلوكيات الطائشة والمتهورة والانغماس في الشذوذ الأخلاقي والاجتماعي، فالطفل يتأثر بسهولة بالبيئة المحيطة به، وينجرّ وراء رفاق السوء إذا لم يلق الرعاية والمتابعة المستمرة.
وقد بينت الدراسات أن الجنوح جمعي وليس فرديا. فالشاب لا يقوم بتنفيذ أعمال منحرفة كالسرقة والنشل وعمليات التهريب وغيرها بمفرده، بل بعمليات جماعية شبه منظمة على شكل عصابات أو شلّة بالتعاون مع أقرانه. من هنا تأتي أهمية الرفقة الصالحة للشاب واختياره لأصحابه من أهل الصفات الحميدة.
ومن أسباب الانحراف الإدمان على السكر وتعاطي المخدرات من قبل ربّ الأسرة. كما أن الهروب والتسرّب من المدرسة ومن البيت, وعدم شغل أوقات فراغه بنشاطات وفعاليات مفيدة (رياضية - أدبية - ثقافية - ... الخ ), يؤدي إلى ظهور الشذوذ والانحراف النفسي والأخلاقي والخروج على قيم المجتمع عند الشاب .
ـ عوامل بيئية:
منها تفكّك الأسرة والنزاعات الدائمة بين الوالدين, أو فقدان الأب في الأسرة، أو وجود زوجة الأب الذي يؤدي هذا إلى إهمال الأولاد. وممارسة القمع والقسوة تدفع الناشئة من الشباب إلى الهروب المستمر من البيت واللجوء إلى الشوارع والزوايا السيئة، فيتعلّم منها بسهولة العادات والقيم غير الأخلاقية.
ـ عوامل نفسية:
كثيراً ما تؤدي مشاعر الإحباط واليأس وخيبة الأمل, نتيجة الفقر والعوز والحاجة في الأسرة إلى انحراف الشباب واتباع السلوكيات السيئة، مثل السرقة لشراء ما يسد حاجته من الملابس والألعاب ووسائل الترفيه، وأحياناً شح ّ الوالدين وبخلهما وتقتيرهما بالمصروف على أبنائهما. فالشاب ضمن هذه الأجواء الأسرية سيعاني من الحرمان المادي والعاطفي والرعاية والحب والحنان والعطف والتربية الحسنة. وهي من الضرورات النفسية الأساسية التي يجب أن تتوفر في الأسرة , لينشأ الشاب نشأة صالحة, تقيه مخاطر الجنوح والشذوذ الاجتماعي .
وتتنوع مظاهر الجنوح عند الشاب فيبدي عدائية مفرطة تجاه محيطه الأسري ووسطه الاجتماعي على شكل تجاوزات مستمرة وتمرد وعصيان للأوامر والتوجيهات. ويقوم بالاعتداء على حقوق وأملاك الآخرين . ويفتعل العراك والنزاعات مع أقرانه ويلحق الأذى بهم. وتبلغ عدوانيته حدّ تحطيم ممتلكات غيره, وإشعال النار في المنزل . ومن أهم نتائج الجنوح الإخفاق في المدرسة. لأنه يؤدي إلى إهمال الشاب لواجباته المدرسية ويدفعه إلى التحايل والكذب والتعويض عن هذا الفشل باتباع أساليب غير مشروعة لإثبات وجوده في المجتمع . ويشيع بين الشباب الجانحين ظاهرة الإدمان على التدخين والكحول والمخدرات . ويتميز الجانحون بضياع رغباتهم وعدم وضوح غاياتهم في الحياة وعدم قدرتهم على تحديد ما يريدون .
الوقاية والعلاج :
لمعالجة هذه المشكلة من خلال تضافر جهود المؤسّسات الاجتماعية والتربوية (الأسرة - المدرسة - المسجد - ... ) لأن هذه المؤسّسات بالأساس تتحمل مسؤولية انحراف وجنوح الأولاد منذ البداية . فالأسرة المهملة التي تعاني من الأزمات والمشكلات, والمدرسة التي يسود فيها ظاهرة التعليم بالقوة والصرامة والعنف .
ومعالجة مظاهر الانحراف عند الشباب يحتاج إلى تكوين رؤيا شاملة وعميقة. وفق معايير وأسس, تستند على أصول التربية الإسلامية , وتحليلات علم النفس التربوي الحديثة, لفهم مشكلات الشباب ومعاناتهم ومعرفة دوافعهم للانحراف. ودفعهم للالتزام بالانضباط السلوكي والقوانين والأنظمة, ومعايير القيم الاجتماعية والدينية ولتحقيق هذه الأهداف, يجب تحقيق التفاعل البنّاء مع الشباب وكسب ثقتهم ومحبتهم , وإبعادهم عن مشاعر وأجواء العنف والخوف والقلق والتوتر والنفور والضياع . وإلا فإن أسلوب الترهيب والعقاب لا يشكل سوى حلّ آنيٍّ مؤقتٍ, يختفي ويتلاشى باختفاء مؤثراته .
أما القناعة والتجاوب الذاتي, فتشكل ضمانة لاستمرار التزام الشاب وتطوير وترسيخ دافعية الانضباط الإيجابي لديه. فيكتسب من خلالها سلوكاً جديداً, موافقاً لقيم المجتمع وأخلاقه . والتربية الإسلامية تقوم بالأساس على مبدأ الحوار والإقناع والأسلوب الحسن ، من قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " (2). وللأسرة دور أساسي في تكوين شخصية الشاب النفسية والسلوكية من خلال التربية الصالحة وغرس المفاهيم والقيم الحسنة وتقديم الرعاية والحب والاهتمام والتوجيه اللازم . وإلا فإن أوضاع ومشكلات الأسرة ، خاصة الفقر والبطالة والانحلال الخلقي والنزاعات داخل الأسرة, تؤدي إلى ضياع الشباب وانحرافهم وشذوذهم والتمرد على القانون الاجتماعي . دفاعاً عن الذات, ضد ما يشعرون به من ظلم اجتماعي وقهر وحرمان .
ـ الوقاية من الانحراف أهم وسائل معالجة ظاهرة جنوح الأحداث عن طريق الفهم الواعي الثقافي والاجتماعي والديني واعتبار الأبوة والأمومة رسالة مقدسة ومسؤولية عظيمة يجب أن تؤديها الأسرة على أكمل وجه . وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته " (3).
كما يجب على المؤسسات التربوية والاجتماعية والدينية , الاهتمام جيداً بعالم الشباب ورعايتهم وتطوير ثقافتهم وشغل أوقات فراغهم بنشاطات متعددة (رحلات - نوادي - جمعيات - رياضة - أدب - علوم - بحث - فنون ... الخ ) مما يتلاءم مع ميولهم ويشبع حاجاتهم ورغباتهم المشروعة. فاستئصال أسباب الجنوح منذ البداية هو الأساس في معالجة هذه الظاهرة لتأمين حياة أفضل للشباب , في أحضان أسرة صالحة ومستوى معيشي جيد وتكوين أسرة عاملة ومتعلمة ومسئولة, تشكل ضمانة له من الانحراف.
فالوقاية من انحراف الشباب, تحتاج إلى إجراءات حازمة لمعالجتها من جذورها وذلك بتحسين الأوضاع المعيشية للأسر الفقيرة وانتفاء الحاجة إلى العمل المبكر . وفرض التعليم الإلزامي في المرحلة التعليمية الأساسية.وتوفير ظروف صحية وسليمة لمتابعتهم الدراسة وإيجاد اهتمامات قيميّة سامية وغايات نبيلة يعملون من أجل تحقيقها .
الخاتمة
ثمة كلمة لا بد منها تخاطب عقول الشباب . وهي أن قوة إيمان الشاب
ورسوخ العقيدة الإسلامية في نفسه ووعيه هي الأساس في تحديد
مساراته واتجاهاته في الحياة. ووقايته من الانحرافات والشذوذ والبقاء على
الطريق الصحيح والصمود أمام مغريات الحياة وعواصفها ومواجهة المخطّطات
المشبوهة التي تستهدف تخريب عقول الشباب وإفسادهم من أجل تقويض
المجتمع الإسلامي وانحلاله وهدم أسسه .
فالإيمان يمدّ الشاب بالقوة اللاّزمة على الصمود والمواجهة والتحمل والصبر
على المكاره ومقاومة الشهوات وحب المتع الدنيوية والجري وراءها ، بهدف
الحصول على مرضاة الله تعالى والفوز بوعده وجزائه للصابرين , وتجنب
معصية الله تعالى وارتكاب المحرّمات والخوف من عقابه تعالى . وليكن شعار
الشاب المسلم قوله تعالى : (ومن يتقِ الله يجعلْ له مخرجاً ويرزقْه من حيث
لا يحتسب) (4).
اسأل الله سبحانه و تعالى ان يبعدنا عن المعاصي و الذنوب و الآثام و ان يوفقنا لتحرير انفسنا من الشهوات و ان يرحم شهداءنا الابرار ويفك قيد اسرانا و يحفظ بلدنا من كل سوء و مكروه بحق محمد و آله الطاهرين الهداة الميامين آمين يا رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ :
(1) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
(2) سورة النحل الآية/ 125/ .
(3) رواه مسلم في صحيحه .
(4) سورة الطلاق الآية /2/ .
المراجع:
www.uae.ii5ii.com
www.annabaa.org/nbanews/61/319.htm
كتاب أكادمية شرطة دبي ( المؤلف محمود علي حمودة)
مع تحياتي
الوسيم
--------------------------------------------------------------------------------
س/ ماهي أهم العوامل النفسية التي تؤدي إلى تشكيل جماعة الرفاق ؟
1- الشعور بالتوافق والتكيف مع البيئة المحيطة.
2- تلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية لديهم .
3- تعتبر جماعة الرفاق ساحة غنية للخبرات والتجارب وصقل القدرات وإخراج كثير من الطاقات الكامنة بهم.
4- المدرسة من أكثر الأماكن التي يحتك فيها الطفل بكثير من الأقران بشكل يومي ومنتظم؛ وبالتالي فهي تعد مجالا ممتازا لتدريب الأبناء على تكوين الصداقات وانتقاء الرفقة والأصحاب .
س/ ماهي الاتجاهات والقيم الايجابية والسلبية التي يكتسبها الفرد من جماعة الرفاق ؟
* الاتجاهات الايجابية :
1- تحافظ على معنى احترام الذات والثقة في النفس.
2- تخفف خبراتها من التوتر والقلق.
3- تفعل الجهد والإنجاز-وتصبح قوة هامة في النجاح في الدراسة والحياة.
4- تحتل مركزاً هاماً كحلقة وسطى بين الطمأنينة والأمن في الأسرة.
5- حب الآخرين :فذلك من تمام الإيمان* ويقرب الإنسان من الله .
6- أن صديق الإنسان مرآته* فحسبما يختار من أصدقاء سيكون* وهو ما يؤكده قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله".
7- - زيادة السعادة بينهم : فالأعمال الجماعية (كأنشطة الكشافة* الرياضة ومجموعات الصحافة والمكتبة والمسرح والتمثيل وغيرها) تمد الطفل بالكثير من الخبرات والمهارات وتوفر فرصة التعرف على كثير من الأشخاص وبالتالي تكوين الكثير من الصداقات.
8- التعاون : فالأطفال المتعاونين والذين يتسمون بالمرح وروح الود والتعاون ويشعرون من حولهم بالاستئناس معهم يكونون محبوبين وثقتهم بأنفسهم كبيرة.
9-- تسهم في التنشئة الاجتماعية.
* الاتجاهات السلبية :
1- كثرة الشكوى والتذمر ومعاملة الآخرين بشكل غير لطيف: فهذه أمور غير مقبولة من الله تعالى* كما أنها تنفر الناس من الإنسان.
2- الأطفال الأنانيين الذين لا يحبون مشاركة الآخرين الأنشطة الجماعية هم غالبا غير محبوبين
3- الدعوة إلى المشاغبة : وذلك بالتخريب والسرقة وعدم الحضور إلى المدرسة .
س/ ماهي طبيعة العلاقة بين الأسرة وجماعة الرفاق ؟
لا بد أن يتأكد الوالدان أن قلة الاتصال بالأصدقاء والتعامل مع الآخرين يعيق النمو الشخصي للأبناء ويفقدهم التوافق مع من حولهم؛ لأن العلاقات هي أساس النجاح في الانتماء للجماعة والقيام بالأدوار الاجتماعية الفعالة التي تزيد من اكتساب الأطفال السلوكيات الاجتماعية والثقة بالنفس.والأطفال يتأثرون بالنجاح الذي يحققونه في حياتهم المدرسية ومحيطهم الاجتماعي؛ فالنجاح يجعل الطفل أكثر حظا عند زملائه* وبما أن الأعمال الناجحة تحدث غالبا في مجموعات فإن أولئك الذين ينضمون إلى جماعة الرفاق الذين يزداد احتمال اكتسابهم للثقة بالنفس والسلوكيات الاجتماعية أكثر ممن ينسحبون وينعزلون عن أترابهم".
س/ما هي مظاهر الإحساس بالأمن التي تحققها جماعة الرفاق للفرد ؟
1-قد يتعرض الصغار للإيذاء من أحد الوالدين أو من كليهما. فيدفع الفرد إلى اللجوء إلى جماعة الرفاق حتى يتوفر له الأمن الذي فقده من الأسرة .
2- قد لا يكون الآباء موفقين في حياتهم الأسرية* وتزداد المشاكل والتفرق بين الأبوين*وقد تحدث وتثار مشاكلهم أمام الأبناء ( وفي هذا ما يوضح جوانب الفشل في الحياة الأسرية للأبناء* واتسام سلوكهم فيما يعد بالعدوانية(. * وهنا تقوم جماعة الرفاق الصالحة بتخفيف المشكلة عليه وعدم إعطائها أكثر من اللازم .
3-حدوث صراع بين الآباء في أسلوب تربية الصغار.
4-القسوة والصرامة والشدة من جانب الآباء في تنشئة الفرد وعدم إظهار مشاعر العطف والحنو تجاه الأبناء. ومن هنا يأتي دور جماعة الرفاق بإظهار العطف نحو الفرد والوقوف إلى جانبه .
س/ ماهو دور الأسرة في إشباع الحاجة إلى الأمن كبديل عن جماعة الرفاق ؟
1- البسمة الودود والاستبشار
2- استخدام الهدايا البسيطة من حلوى أو العاب .
3- لا بد من توعية الفرد من قبل أسرته بعدم الحديث مع الأفراد بشكل مباشر عن الرغبة في مصادقتهم لئلا يسبب ذلك لهم تعاليا أو نفورا أو كلمات قد تجرح الفرد إن كانت تحمل معنى الرفض
4- لابد من تعليم الطفل مبادئ التعامل الناجح مع الأقران بحيث لا يسمح بأن يعتدي أحد عليه ولا يبادر بالعنف في الوقت ذاته.
5- حينما يشكو الطفل من خصام أحد الأصدقاء -وهي شكوى تتكرر كثيرا وربما يوميا- خصوصا إن كان بدون سبب واضح سوى الإغاظة والمضايقة* فلا بد من احتواء الطفل وتوجيهه مسبقا أو عند حدوث هذا الموقف*
6- لا بد من تعليم الطفل ردود الأفعال المناسبة.. لو أخطأ كيف يعتذر* ولو أخطأ أحد في حقه كيف يدافع عن حقه* وكيف يتعامل بلا عدوان ولا ضعف* وإلى من يلجأ لفض المشكلات في التعاملات اليومية... وهكذا .
تؤثر جماعة الرفاق على التنشئة الاجتماعية لدى المراهق وعلى هويته من خلال السماح له باستكشاف اهتماماته الشخصية والأمور التي يريد التأكد منها في الوقت الذي يحصل فيه على الاحساس بالانتماء والاستمرار مع مجموعة من الأصدقاء
وعلى الرغم من أن جماعة الرفاق تعتبر هامة بالنسبة للمراهق الطبيعي، فإنه قد يكون هناك تكاليف لكون الشخص عضواً في جماعة رفاق، فيشير أدب البحث إلى مدى واسع من المشكلات المحتملة مثل إساءة استخدام المواد وسـلوكات المخاطرة والانحـراف واتـجاهـات المواعدة.
يتطلب الانتماء لمجموعة الاذعان لاهتماماتها ورغباتها والتي ليس بالضرورة أن تعبر عن تفضيل الشخص المحدد، فإن إساءة استخدام المواد والسلوكات الخطرة لدى الكثير من الشباب قد تمثل جهوداً من أجل الإذعان لمعايير الجماعة، ومن أجل الـتعبيـر عن الالتزام والإخلاص لأعـضاء الجـماعـة الآخـرين وما يؤمنون به من قيم ومعايير.
يسعى الفرد أيضاً نتيجة لضغط الرفاق لتحقيق الشعبية Popularity، فالضغط والإلحاح الذي يمارس على الفرد من أجل القيام بأمور معينة يجعل الآخرين ينظرون إليه على أنه صـاحب شعبية وذلك لأن كـلاً مـن ضغط الرفاق والحاجة للشعبية عاملان مهمان من أجل أن يحقق الفرد قبولاً في جماعة الرفاق، لذلك فإن ضغط الرفاق والشعبية أمران مرتبطان ببعضهما. وبتحديد أكثر، فإن ضغط الرفاق يعود إلى مواقف أكثر تحديداً يشعر الأشخاص خلالها بأنه تم الضغط عليهم للقيام بها، بينما الحاجة لأن تكون شعبياً تعود إلى مجموعة أوسع من المواقف التي قد يكون الفرد قد تعرض فيها للضغط أو لم يتعرض للسلوك أو التفكير بطريقة معينة.
تساعد جماعة الرفاق المراهق على خلق معايير تتعلق بالسلوك من أجل أن يكون هذا السلوك مقبولاً لدى جماعة الرفاق. ولمّا كان المراهق يقضي وقتاً طويلاً مع الأصدقاء، وباعتبار صورة الجسد واحدة من القضايا المهمة في التنشئة الاجتماعية والاستجمام ولأن المراهق يبحث عن استحسان الرفاق والاذعان للجماعة فإن ذلك سوف يؤثـر في خـيارات الحفاظ على الصورة المثالية للجسد لديـه
ويشير "ليفاين" وزملاؤه (Levine et al. 1994-p40) بأن تأثير الرفاق يسهم في اضطرابات الأكل، فالمراهقات يتعلمن اتجاهات محددة مثل أهمية النحافة وسلوكات مثل الحمية والتقيؤ لفقدان الوزن من خلال الرفاق، حيث يتم ذلك بعدة طرق كتقديم مثال أو التشجيع أو من خلال الإغاظة في كونها لم تحقق معايير الجماعة. ويشير "باكستون" وزملاؤه بأن صداقات المراهقات تكون من نفس الجنس وتكون صورة الجسد مأخوذة بعين الاعتبار عند قبول المراهقة في جماعة الرفاق. ويضيف بأن رفيقات المراهقات اللواتي يقمن بسلوكات فقدان وزن مفرطة يمارسن عليهن ضغطاً كبيراً للقيام بذلك، حيث أشارت المراهقات اللواتي يعانين من الشره بأنهن تعرضن للضغط من قبل رفيقاتهن من أجل الانخراط بنوبات أكل والقيام بنوبات تطهير منها. كما يؤكد "ولتمان وايميري" أن الرضا عن الجسد يرتبط بتأثير الأقران البالغ في تشكيل صورة الجسد، الأمر الذي يدفع الفتيات لمحاولة السيطرة على أوزانهن رغبةً منهن لإرضاء الآخرين، فيصبحن غير واعيات للمؤشرات والحاجات الداخلية بما في ذلك حالة الجوع لديهن، وتشير الدلائل إلى أن مريضات الشره يعانين من قلق اجتماعي وإدراكات مشوهة حول قراءة الآخرين لمظهرهن الخارجي كبديلٍ عن المعايير الداخلية.
وفي دراسة قام بها "كراندل" حول تأثير الرفاق في تطوير اضطرابات الأكل، وجد بأن النساء اللواتي عبرن بأن عدداً من صديقاتهن يقمن بالحمية قد أظهرن أعراضاً لاضطرابات الأكل بشكل أكبر بالمقارنة مع النساء اللواتي ليس لديهن مثل تلك الصديقات. كما وجـد بـأن الإغـاظة من قبـل الرفـاق ترتبـط بعدم الرضـا عن الجـسد والأكـل المقيد كما تنبأت اتجاهات الأصدقاء حول الحمية وصورة الجسد باضطرابات الأكل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقدمة :
يعتبر موضوع التنشئة الأجتماعية من المواضيع الهامة التي تناولها الباحثون في مجال علم النفس و الإجتماع ، سواء من ناحية المضامين أو الأساليب، نظرا لأهمية هذا الموضوع في إعداد الأجيال القادمة التي ستحافظ على استمرارية وجود المجتمع ماديا و معنويا ، و التنشئة الإجتماعية لها دور كبير في بناء شخصية الفرد و نمائه ليصبح فردا قادرا على تحدي مصاعب الحياة .
و التنشئة الإجتماعية هي العملية التي يتم من خلالها نقل تراث المجتمع إلى أفراده ، و بالتالي تمكنهم من المشاركة في الحياة الإجتماعية، وفقا لهذا التعريف تعد التنشئة الإجتماعية عملية أساسية في حياة الفرد يتم من خلالها تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى مواطن له أدواره و مكانة معينة ، ويحمل قيم و معايير المجتمع ولغته . و في بحثي هذا سأتطرق للحديث عن التنشئة الإجتماعية في هذه النقاط :
1- ماهي التنشئة الإجتماعية .
2- أهداف التنشئة الإجتماعية .
3- آليات التنشئة الإجتماعية .
4-صفات وخصائص التنشئة الإجتماعية .
5-شروط التنشئة الإجتماعية
6- العوامل المؤثرة في التنشة الإجتماعية
7-مؤسسات التنشئة الإجتماعية
التنشئة الاجتماعية:
هي عملية يكتسب الأطفال من خلالها الحكم الخلقي والضبط الذاتي اللازم لهم حتى يصبحوا أعضاء راشدين مسئولين في مجتمعهم. ( حسين رشوان، 1997، ص153 )
وهي عملية تعلم وتعليم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى إكساب الفرد (طفلاً فمراهقاً فراشداً فشيخاً) سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة، تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق الاجتماعي معها، وتكسبه الطابع الاجتماعي، وتيسر له الاندماج في الحياة الاجتماعية.
وتسهم أطراف عديدة في عملية التنشئة الاجتماعية كالأسرة و المدرسة و المسجد والرفاق و غيرها إلا أن أهمها الأسرة بلا شك كونها المجتمع الإنساني الأول الذي يعيش فيه الطفل، والذي تنفرد في تشكيل شخصية الطفل لسنوات عديدة من حياته تعتبر حاسمة في بناء شخصيته. ( حامد زهران، 1977، ص213 )
أهداف التنشئة الاجتماعية:
ـ غرس عوامل ضبط داخلية للسلوك وتلك التي يحتويها الضمير و تصبح جزءاً أساسياً، لذا فإن مكونات الضمير إذا كانت من الأنواع الإيجابية فإن هذا الضمير يوصف بأنه حي، وأفضل أسلوب لإقامة نسق الضمير في ذات الطفل أن يكون الأبوين قدوة لأبنائهما حيث ينبغي ألا يأتي أحدهما أو كلاهما بنمط سلوكي مخالف للقيم الدينية و الآداب الاجتماعية.
ـ توفير الجو الاجتماعي السليم الصالح و اللازم لعملية التنشئة الاجتماعية حيث يتوفر الجو الاجتماعي للطفل من وجوده في أسرة مكتملة تضم الأب والأم والأخوة حيث يلعب كل منهما دوراً في حياة الطفل.
ـ تحقيق النضج النفسي حيث لا يكفي لكي تكون الأسرة سليمة متمتعة بالصحة النفسية أن تكون العلاقات السائدة بين هذه العناصر متزنة سليمة و إلا تعثر الطفل في نموه النفسي، والواقع أن الأسرة تنجح في تحقيق النضج النفسي للطفل إذا ما نجحت في توفير العناصر التالية:
ـ تفهم الوالدين وإدراكهما الحقيقي في معاملة الطفل وإدراك الوالدين ووعيهما بحاجات الطفل السيكولوجية والعاطفية المرتبطة بنموه وتطور نمو فكرته عن نفسه وعن علاقته بغيره من الناس وإدراك الوالدين لرغبات الطفل ودوافعه التي تكون وراء سلوكه وقد يعجز عن التعبير عنها. (إقبال بشير وآخرون،1997: ص63 )
ـ تعليم الطفل المهارات التي تمكنه من الاندماج في المجتمع، والتعاون مع أعضاءه والاشتراك في نواحي النشاط المختلفة وتعليمه أدواره، ما له وما عليه، وطريقة التنسيق بينهما وبين تصرفاته في مختلف المواقف، وتعليمه كيف يكون عضواً نافعاً في المجتمع وتقويم وضبط سلوكه.
آليات التنشئة الاجتماعية:
تستخدم الأسرة آليات متعددة لتحقيق وظائفها في التنشئة الاجتماعية، وهذه الآليات تدور حول مفهوم التعلم الاجتماعي الذي يعتبر الآلية المركزية للتنشئة الاجتماعية في كل المجتمعات مهما اختلفت نظرياتها وأساليبها في التنشئة، ومهما تعددت وتنوعت مضامينها في التربية.
و للتنشئة خمس آليات هي:
* التقليد / فالطفل يقلد والديه ومعلميه وبعض الشخصيات الإعلامية أو بعض رفاقه.
* الملاحظة / يتم التعلم فيها من خلال الملاحظة لنموذج سلوكي وتقليده حرفياً.
* التوحد / يقصد به التقليد اللاشعوري وغير المقصود لسلوك النموذج.
* الضبط / تنظيم سلوك الفرد بما يتفق ويتوافق مع ثقافة المجتمع ومعاييره.
* الثواب والعقاب / استخدام الثواب في تعلم السلوك المرغوب، والعقاب لكف السلوك غير المرغوب.( خلدون النقيب، 1985: ص62 )
صفات وخصائص التنشئة الاجتماعية:
- تعتبر التنشئة الاجتماعية عملية تعلم اجتماعي يتعلم فيها الفرد عن طريق التفاعل الاجتماعي أدواره الاجتماعية والمعايير الاجتماعية التي تحدد هذه الأدوار، ويكتسب الاتجاهات والأنماط السلوكية التي ترتقيها الجماعة ويوافق عليها المجتمع.
- عملية نمو يتحول خلالها الفرد من طفل يعتمد على غيره متمركز حول ذاته، لا يهدف من حياته إلا إشباع الحاجات الفسيولوجية إلى فرد ناجح يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية وتحولها مع ما يتفق مع القيم والمعايير الاجتماعية.
- أنها عملية مستمرة تبدأ بالحياة ولا تنتهي إلا بانتهائها.
- تختلف من مجتمع إلى آخر بالدرجة ولكنها لا تختلف بالنوع.
- التنشئة الاجتماعية لا تعني صب أفراد المجتمع في بوتقة واحدة بل تعني اكتساب كل فرد شخصية اجتماعية متميزة قادرة على التحرك والنمو الاجتماعي في إطار ثقافي معين على ضوء عوامل وراثية وبيئية. ( عبد الله الحولي، 1982: ص18 )
ومن خصائص التنشئة أيضاً أنها تاريخية: أي ممتدة عبر التاريخ، وإنسانية يتميز بها الإنسان دون الحيوان، وتلقائية أي ليست من صنع فرد أو مجموعة من الأفراد بل هي من صنع المجتمع وهي نسبية أي تخضع لأثر الزمان والمكان، وجبرية أي يجبر الأفراد على إتباعها، وهي عامة أي منتشرة في جميع المجتمعات.
شروط التنشئة الاجتماعية:
1ـ وجود مجتمع: الإنسان كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الجماعة فهو منذ أن يولد يمر بجماعات مختلفة فينتقل من جماعة إلى أخرى محققاً بذلك إشباع حاجاته المختلفة، والمجتمع يمثل المحيط الذي ينشأ فيه الطفل اجتماعياً وثقافياً، وبذلك تتحقق التنشئة الاجتماعية من خلال نقل الثقافة والمشاركة في تكوين العلاقات مع باقي أفراد الأسرة بهدف تحقيق تماسك المجتمع.
وللمجتمع عدة معايير وملامح مميزة له وتتمثل: بالمعايير والمكانة والمؤسسات والثقافة.
2ـ توفر بيئة بيولوجية سليمة: توفير البيئة البيولوجية السليمة للطفل يمثل أساس جوهري وذلك لأن عملية التنشئة الاجتماعية تكون شبه مستحيلة إذا كان الطفل معتلاً أو معتوهاً، خاصة وأن هذه المشكلة ستبقى ملازمة ودائمة تميزه عن غيره، وبالرغم من ذلك فإن المجتمع ملزم بتوفير كافة الوسائل التي من شأنها تسهيل عملية التنشئة الاجتماعية لهذه الفئة من الناس، فمن الواضح أن الطبيعة البيولوجية للإنسان تكون وتشكل الجسم، وهي بذلك لها أثر كبير في التنشئة الاجتماعية ولا يمكن عزل العوامل البيولوجية عن الواقع الاجتماعي.
3ـ توفر الطابع الإنساني: وهو أن يكون الطفل أو الفرد ذو طبيعة إنسانية سليمة، وقادراً على أن يقيم علاقات وجدانية مع الآخرين، وهذا الشئ الذي يميز الإنسان عن غيره من الحيوانات وتتألف الطبيعة الإنسانية من العواطف، وتعتبر المشاركة هي أكثر العواطف أهمية، وهي تدخل في عواطف أخرى كالحب والكراهية والطموح والشعور بالخطأ والصواب، والعواطف الموجودة في العقل الإنساني تكتسب عن طريق المشاركة، وتزول بفعل الانطواء وهنا يأتي دور التنشئة الاجتماعية في دفع الإنسان إلى المشاركة الفعالة في واقعه الاجتماعي المحيط به.
العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية:
العائلة هي أول عالم اجتماعي يواجهه الطفل، وأفراد الأسرة هم مرآة لكل طفل لكي يرى نفسه والأسرة بالتأكيد لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية، ولكنها ليست الوحيدة في لعب هذا الدور ولكن هناك الحضانة والمدرسة ووسائل الإعلام والمؤسسات المختلفة التي أخذت هذه الوظيفة من الأسرة، لذلك قد تعددت العوامل التي كان لها دور كبير في التنشئة الاجتماعية سواء كانت عوامل داخلية أم خارجية، وسوف نعرض هذه العوامل من واقع مجتمعنا الفلسطيني الذي نعيشه:
أولاً: العوامل الداخلية:
1- الدين: يؤثر الدين بصورة كبيرة في عملية التنشئة الاجتماعية وذلك بسبب اختلاف الأديان والطباع التي تنبع من كل دين، لذلك يحرص كل دين على تنشئة أفراده حسب المبادئ والأفكار التي يؤمن بها.
2- الأسرة: هي الوحدة الاجتماعية التي تهدف إلى المحافظة على النوع الإنساني فهي أول ما يقابل الإنسان، وهي التي تساهم بشكل أساسي في تكوين شخصية الطفل من خلال التفاعل والعلاقات بين الأفراد، لذلك فهي أولى العوامل المؤثرة في التنشئة الاجتماعية، ويؤثر حجم الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية وخاصة في أساليب ممارستها حيث أن تناقص حجم الأسرة يعتبر عاملاً من عوامل زيادة الرعاية المبذولة للطفل.
3- نوع العلاقات الأسرية: تؤثر العلاقات الأسرية في عملية التنشئة الاجتماعية حيث أن السعادة الزوجية تؤدي إلى تماسك الأسرة مما يخلق جواً يساعد على نمو الطفل بطريقة متكاملة.
4- الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها الأسرة: تعد الطبقة التي تنتمي إليها الأسرة عاملاً مهماً في نمو الفرد، حيث تصبغ وتشكل وتضبط النظم التي تساهم في تشكيل شخصية الطفل، فالأسرة تعتبر أهم محور في نقل الثقافة والقيم للطفل التي تصبح جزءاً جوهرياً فيما بعد.
5- الوضع الاقتصادي والاجتماعي للأسرة: لقد أكدت العديد من الدراسات أن هناك ارتباط إيجابي بين الوضع الاقتصادي والاجتماعي للطفل وبين الفرص التي تقدم لنمو الطفل، والوضع الاقتصادي من أحد العوامل المسئولة عن شخصية الطفل ونموه الاجتماعي.
6- المستوى التعليمي والثقافي للأسرة: يؤثر ذلك من حيث مدى إدراك الأسرة لحاجات الطفل وكيفية إشباعها والأساليب التربوية المناسبة للتعامل مع الطفل.
7- نوع الطفل (ذكر أو أنثى) وترتيبه في الأسرة: حيث أن أدوار الذكر تختلف عن أدوار الأنثى فالطفل الذكر ينمى في داخله المسئولية والقيادة والاعتماد على النفس، في حين أن الأنثى في المجتمعات الشرقية خاصة لا تنمى فيها هذه الأدوار، كما أن ترتيب الطفل في الأسرة كأول الأطفال أو الأخير أو الوسط له علاقة بعملية التنشئة الاجتماعية سواء بالتدليل أو عدم خبرة الأسرة بالتنشئة وغير ذلك من العوامل. ( عبد الخالق عفيفي،1987: ص27 )
ثانياً: العوامل الخارجية:
1- المؤسسات التعليمية: وتتمثل في دور الحضانة والمدارس والجامعات ومراكز التأهيل المختلفة.
2- جماعة الرفاق: حيث الأصدقاء من المدرسة أو الجامعة أو النادي أو الجيران وقاطني نفس المكان وجماعات الفكر والعقيدة والتنظيمات المختلفة.
3- دور العبادة:مثل المساجد والكنائس وأماكن العبادة المختلفة.
4- ثقافة المجتمع: لكل مجتمع ثقافته الخاصة المميزة له والتي تكون لها صلة وثيقة بشخصيات من يحتضنه من الأفراد، لذلك فثقافة المجتمع تؤثر بشكل أساسي في التنشئة وفي صنع الشخصية القومية.
5- الوضع السياسي والاقتصادي للمجتمع: حيث أنه كلما كان المجتمع أكثر هدوءاً واستقراراً ولديه الكفاية الاقتصادية كلما ساهم ذلك بشكل إيجابي في التنشئة الاجتماعية، وكلما اكتنفته الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي كان العكس هو الصحيح.
6- وسائل الإعلام: لعل أخطر ما يهدد التنشئة الاجتماعية الآن هو الغزو الثقافي الذي يتعرض له الأطفال من خلال وسائل الإعلام المختلفة وخاصة التليفزيون، حيث يقوم بتشويه العديد من القيم التي اكتسبها الأطفال إضافة إلى تعليمهم العديد من القيم الأخرى الدخيلة على الثقافة الفلسطينية وانتهاء عصر جدات زمان وحكاياتهن إلى عصر الحكاوي عن طريق الرسوم المتحركة.
مؤسسات التنشئة الاجتماعية:
تتم عملية التنشئة عن طريق مؤسسات اجتماعية متعددة تعمل وكالات للتنشئة نيابة عن المجتمع أهمها الأسرة والمدرسة ودور العبادة، وجماعة الرفاق، ووسائل الإعلام، ودور كل مؤسسة كما يلي:
- الأسرة: هي الممثلة الأولى للثقافة، وأقوى الجماعات تأثيراً في سلوك الفرد، وهي المدرسة الاجتماعية الأولى للطفل، والعامل الأول في صبغ سلوك الطفل بصبغة اجتماعية، فتشرف على توجيه سلوكه، وتكوين شخصيته.
- المدرسة: هي المؤسسة الاجتماعية الرسمية التي تقوم بوظيفة التربية، ونقل الثقافة المتطورة وتوفير الظروف المناسبة لنمو الطفل جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً، وتعلم المزيد من المعايير الاجتماعية، والأدوار الاجتماعية.
- دور العبادة: تعمل دور العبادة على تعليم الفرد والجماعة التعاليم والمعايير الدينية التي تمد الفرد بإطار سلوكي معياري، وتنمية الصغير وتوحيد السلوك الاجتماعي، والتقريب بين الطبقات وترجمة التعاليم الدينية إلى سلوك عملي.
- جماعة الأقران: يتلخص دورها في تكوين معايير اجتماعية جديدة وتنمية اتجاهات نفسية جديدة والمساعدة في تحقيق الاستقلال، وإتاحة الفرصة للتجريب، وإشباع حاجات الفرد للمكانة والانتماء.
- وسائل الإعلام: يتلخص دورها في نشر المعلومات المتنوعة، وإشباع الحاجات النفسية المختلفة ودعم الاتجاهات النفسية وتعزيز القيم والمعتقدات أو تعديلها، والتوافق في المواقف الجديدة.
المصادر والمراجع
http://www.3iny3ink.com/forum/t101554.html
ط§ظ„طھظ†ط´ط¦ط© ط§ظ„ط§ط¬طھظ…ط§ط¹ظٹط©
( اقول اتمنى ينال اعجابك بس عاد انت حط الخاتمة و التوصيات والمقترحات )
بحث عن السفر الى الخارج و تأثيره على الشباب
مع بدء الاجازة الصيفية في كل عام، تطفو قضية السفر على السطح، ويبدأ الكثيرون في شد الرحال الى الخارج.
ومن بين هؤلاء المسافرين، نجد ان فئة الشباب أو المراهقين تشكل نسبة كبيرة ومعظم هؤلاء قد لا تتوفر لهم مصاريف السفر من تذاكر واقامة في الخارج وجولات سياحية.. الخ ويلجأون الى اهاليهم او لبيع مقتنياتهم الشخصية من سيارة وخلافه لتأمين نفقات السفر. وتكمن خطورة سفر هؤلاء المراهقين في انهم لا يزالون في مقتبل العمر وبدون تجربة تذكر في الحياة ومن هنا، فانه يسهل خداعهم واغواؤهم للوقوع في الحرام والمحظور.
والشىء الاكثر خطورة في سفر هؤلاء الشباب من صغار السن هو احتمال تعرضهم الى عمليات غسل دماغ من قبل اشخاص محترفين لتحويلهم الى ارهابيين وبدلا من ان يكونوا مصدر فخر لبلادهم
يتحولون الى وبال عليها وقنابل موقوتة لاشاعة الموت والخراب.
ومن هنا، يجب على اولياء الامور ان يكونوا حذرين للغاية من سفر ابنائهم المراهقين للخارج
تحسبا من وقوع ما لا تحمد عقباه.
المشاركون في قضية النقاش لهذا الاسبوع حول سفر المراهقين كانت لهم آراء قيمة، فلنطالعها سويا في السطور التالية:
***
سلبيات وإيجابيات
*هدى السعيد: السفر للخارج له سلبيات ومنها التعرض للاخطار، والايجابيات هي تغيير الروتين لكن يكون السفر للخارج خطرا على الشباب بوجه خاص لانهم معرضون للأمراض ومعرضين للاختطاف والسرقة خصوصا المراهقين ويحبذ لو يسافر معهم احد.
*أم فواز: لا شك ان سفر المراهقين للخارج دون ان يكون لديهم وعي ثقافي يشكل خطراً عليهم. بعض الاباء يترك الحرية المطلقة للأولاد بينما كل شيء ممنوع على البنات!!
هذه السلوكيات المتناقضة هي التي تشجع المراهقين على الوقوع في أمور لا تحمد عقباها الحل هوالتوعية والتربية والحوار بين الأب والأبناء المراهقين وأفضل شيء هوالسفر مع الأسرة لان من شأنه تقوية الأواصر بين أفراد الأسرة.
****
عواقبه وخيمة
*عبده أحمد الجعفري إمام جامع السهلي بالرياض: اخواني في الله، بلادنا ولله الحمد بلاد طيبة ومباركة والناس يأتون إلينا يأتون لزيارة مكة والمدينة. السفر الى خارج هذه البلاد المباركة في رأيي خطر ويؤدي الى أمور لا تحمد عقباها وخاصة سفر المراهقين.
لماذا المراهق يسافر الى هناك قبل ان ينضج ولا يزال في بدايات الشباب. المراهق من السهل خداعه ومن السهل سرقته ومن السهل ان يقع في مطبات خطيرة لانه لا يفكر في العواقب ولا يفكر إلا في ارضاء غريزته.
سفر المراهق مؤداه خطير لماذا يسافر ويترك جوبلاده الطيب والنقي.
انني اخاطب الاباء من منبر مجلة الجزيرة ان يهتموا بابنائهم المراهقين الذين لا يزالون في فترة الشباب. وهذه الفترة لابد ان تستغل في امر طيب يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سبع يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم شاب نشأ في طاعة الله).
الشاب الذي ينشأ في حب الله ورسوله ينشأ نشأة طيبة ويكون عوناً لأبيه وامه ويساعد اخوانه ويكون سببا في رقي مجتمعه.
اذا نشأ هذا الشاب على حب السفر وعلى حب النزهات وعلى حب المخاطر وغيرها ارى انه لن يستفاد منه مستقبلا بل سيكون عالة على المجتمع ناهيك عما يجره من ويلات عندما يتعرف على اناس لا يعرفون الدين ولا يعرفون الأخلاق.
أرى ان هؤلاء الشباب لابد ان يعلموا عاقبة سفرهم الى الخارج وان العاقبة وخيمة. فكم من اناس ذهبوا الى هناك وهم في سن المراهقة فقدوا انفسهم وفقدوا اموالهم وفقدوا شبابهم وفقدوا حياتهم يأتون الينا وقد تحملوا بالامراض والاوزار والذنوب وغيرها.
والكثير من الشباب لا يخبرون اباءهم وامهاتم بسفرهم لخارج المملكة ويزعمون امام اهلهم انهم مسافرون الى ابها أوالى الباحة وهم في واقع الامر يكذبون لان الاب أوالأم لوعرفا حقيقة وجهتهم لمنعوهم.
أخي الشاب، اخي المراهق لتنفق اموالك في هذه البلاد.
والحمد لله هنا الأمن والامان هنا الراحة والطمأنينة وأقولها بملء فمي ان الراحة في هذه البلاد في مساكنها في متنزهاتها. بين اهلها وبين ناسها تجد الطيبة.
لماذا يترك الشباب كل هذه النعم ويتجهون للخارج حيث النساء السافرات اللائي لا يفكرن الا في المال؟!
في بلادنا مراكز صيفية ومحاضرات وندوات في بلادنا اماكن ترفيهية.
اطالب ان نعيد النظر مرة اخرى في السفر للخارج.
****
دور الاسرة
*محمد بن عبدالعزيز اليحيى كاتب وناقد وإعلامي: اعتقد اننا لوتحدثنا بشفافية وشفافية اكثر من اللازم عن سفر المراهقين للخارج ماذا نقول عن المغزى والمخاطر؟ ليس هناك مغزى لهدف طيب اولهدف يتعلق بمستقبل لواستثنيا ما نسبته 1% تقريبا من المراهقين الذين يكون سفرهم بموافقة الأهل اما للدراسة اوللعلاج انما السواد الاعظم من اؤلئك المراهقين الذين يسافرون للخارج هدفهم اشباع الرغبات والشهوات في كل ما هوممنوع وما هو مرفوض في مجتمع مسلم محافظ كمجتمعنا السعودي.
هذا المراهق يجد هناك ما يساعده على اشباع رغباته فكلما دفعت كلما وجدت ما تريده! هذا الموضوع كان لوزارة الداخلية الموقرة وقفة طيبة وجميلة سابقة لمنع سفر من هم دون الثامنة عشرة سنة تقريبا.
هذا القرار رغم جهود وزارة الداخلية إلا ان هناك كثيرا من الاباء يسعون بشتى الطرق لكسر هذا القرار والسماح لابنائهم بالسفر.
ما نرجوه من وزارة الداخلية الموقرة ان يكون سن من يسمح لهم للسفر للخارج اكثر من عشرين سنة ونتمنى ان لا يسمح للسفر إلا لمن هم في سن الثالثة والعشرين سنة الا من يثبت انه ذاهب للعلاج اوالدراسة بعد التأكد من ذلك من خلال الاوراق اللازمة.
هناك من المراهقين من يسيء للبلاد بتصرفات هوجاء وبالوقوع في أمور اعتقد اننا في غنى عنها لو اصبح كل اب حريصا على ابنائه وعلى تربيتهم تربية إسلامية. وفيما يتعلق بالمخاطر الناتجة عن سفر المراهقين، فانني اعتقد ان الكل يدرك المخاطر لعل من أبرزها الوقوع في المخدرات هذا الداء الفتاك الذي يصعب ان يتم الخلاص منه إلا إذا شاءت إرادة الله. السفر للخارج خطر خطر خطر اذا لم ننتبه لابنائنا وإذا لم نسع لان نمنعهم إلا في حالات العلاج اوالدراسة.
السفر اصبح اسطوانة او اغنية يرددها كثيرون ويسعون لها في كل وقت او صيف بحجة السفر والاستمتاع وهي اسطوانة مشروخة لان السياحة اوالسفر اوالمتعة موجودة في بلادنا ولله الحمد.
وإذا تكاتفت جهود الجهات المسؤولة وتم ايجاد سياحة حقيقية ومنتنزهات واسعار معقولة فان ذلك باذن الله سيجعلنا نستغني عن سفر الكثيرين للخارج ولكن هناك فئات كما قلنا وآباء يخربون بيوتهم بأيديهم بسماحهم لابنائهم بالسفر بمفردهم وتكون النتيجة سقوط ابنائهم ضحية للارهاب اوالمخدرات!
****
دور الفضائيات
*بدرية صالح: ما ان يشتد الصيف حتى تبدأ الموجات البشرية في مغادرة الوطن. والهجرة السنوية التي يقوم بها الناس هي حق للجميع ولكن للسفر وجهان، وجه حسن وآخر سيئ. كما ان السفر الى الخارج قد يحدث في غفلة عن الاباء.
ولعل الترويج عن السفر في الفضائيات أو الانترنت قد اظهر بلادا بعينها بشكل يستهوي نفوس تلك الموجات من فئة المراهقين خاصة.
وبالاضافة الى الخسارة المادية، يتعرض المراهق الى امراض جسدية وسلوكية واخلاقية، ويتحول، مع الاسف، الى امعة ينساق وراء الاخرين دون أي تفكير وعندما تنتهي تلك الهالة الزائفة وتتحول الى عتمة حينها تبدأ رحلة الندم التي يتجرع مرارتها في كل وقت. وهنالك شباب لهم بصمات لا تنسى فهم يشدون رحالهم الى الدعوة الى الله باخلاق حسنة وتمسكهم بثوابت عقيدتهم ويمارسون الترويح عن النفس بالطرق المشروعة ليحققوا فوائد السفر التي جاءت في الاثر.
***
الارتقاء بسياحة الداخل
*سارة القحطاني: قضية سفر المراهقين للخارج يمكننا ان نتخلص منها برفع مستوى السياحة في السعودية واضافة بعض المنتديات للشباب من أجل تزجية وقت الفراغ.
****
ثلاث نصائح
*مي منصور الدخيل: انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة سفر المراهقين الى الخارج والمغزى من ذلك هوكسر حاجز الروتين اليومي والملل الذي يسيطر عليهم بعد عام دراسي من الجهد والمثابرة ولكن يحصل عند سفرهم للخارج بعض المخاطر والعوائق وذلك جهلم لبعض الأمور لحداثة سنهم واحتمال الوقوع في المحرمات اوبتناول المخدرات والمسكرات التي تؤثر على عقولهم.
وما ينبغي على اولياء الأمور مراعاته هومنع سفر ابنائهم للخارج بمفردهم وانما الذهاب معهم اومع عائلاتهم والعمل على توجيه النصح والارشاد لهم واختيار الرفقة الصالحة والبعد عن رفاق السوء.
****
مخاطر متعددة
*إبراهيم الشايع: سفر المراهقين للخارج فيه مخاطر أمنيا ودينيا وصحيا.
أما عن الجانب الديني فقد يتأثرون بالجوانب الفكرية والتي تتسم بالغلوفي الدين واتباع البدع وعن الجوانب الصحية فقد يتعرضون لعصابات المخدرات ويصبحون مدمنين عليها وقد يقعون في مستنقعات الرذيلة ويتعرضون لامراض أمثال الايدز والهربس. وأمنيا.. قد يقع المراهقون المسافرون للخارج في فكر الارهاب ثم يرجعون ويرون بلادهم برؤية أخرى كمن درس في الغرب ثم عاد بفكر آخر.
****
سلبياته أكثر
*فايز مشوح العنزي: كل شاب او مراهق له مقصد يختلف عن غيره ولكن اغلب الذين يذهبون للخارج يذهبون للترويح عن النفس بالدرجة الأولى ومن بعدها تأتي الدراسة والتجارة وغيرها من الأمور. فكل مراهق يسافر للخارج لا بد ان يكون على قدر من المسؤولية لان المراهق يتأثر بثقافة البلد المسافر اليه وهذا سوف يؤثر عليه من كل النواحي الدينية والاجتماعية والثقافية. وقد يؤدي سفر المراهق الى ما لا تحمد عقباه خاصة اذا كانت وجهته الى دول غير اسلامية. وفي النهاية اعتقد ان سلبيات المراهق للسفر للخارج أكثر من الإيجابيات.
****
سياحة مهلكة
*حسن سالم السهيمي: بما أن للسفر فوائد سبعا كما قيل لدى الأعراب وبما ان كثرة السفر تزيد العاقل حكمة والسفيه غفلة كما يقول المثل الانجليزي لابد ان ندرك نحن شباب الامة ان الامة تحتاج لكل دقيقة من حياتنا.
ولمن يسافرون لمتعة الحرام تذكروا وضع الغرب بسبب اباحتهم للحرام ولكن لا تنسوا ان الهوى في الغالب غالب على العقل لذا سياحة بالداخل أمنة خير من سياحة بالخارج مهلكة!!.
****
مشكلة معقدة
*سعود العبدلي: هي مأساة ام مصيبة ربما تعجز الكلمات عن وصفها وربما يعجز قلمي عن ذكر وحصر اضرار السفر للخارج.
لماذا؟ في احدى المرات كنت اتحدث الى احد الاصدقاء وكان يروي قصة رحلته الصيف الماضي الى احدى الدول. وكان يتكلم بشغف عن هذه الرحلة. ذهب بـ10آلاف ولم يعد الا بخمسائة وهوسعيد بما اضاع وكأنه قد حقق انجازا!!
لهذا المشكلة معقدة بصورة اكثر مما تتخيل فلا توجد برامج توعوية داخل السفارات بمخاطر ما يواجه المراهقين من هذا السفر هذا بالاضافة الى غياب البرامج التلفزونية بصورة مستمرة وغياب المحاضرات في الجامعات وما نلاحظه توقف الانشطة الرياضية ولا يستمر منها الا القليل. ربما تكون هذه اسباب المشكلة ومن هذا المنبر ادعوالشباب الى عدم نسيان واجبهم تجاه دينهم ووطنهم وامل من الجهات المعنية تدارك الازمة والاحساس بالمسؤولية.
ر. السبيعي: سفر المراهقين للخارج له مخاطر وخيمة ومغزاه هو اتباع هوى النفس في الغالب والاطلاع على الدول من حيث التطور والسياحة والانفتاح ومضار السفر الى الخارج اكثر من فوائده فيجب علينا كمجتمع ان نسعى جاهدين على توعية المسافرين للخارج من المراهقين خاصة.
****
شرور الفتن
*ناصح السبيعي: سفر للشباب للخارج فيه مفسدة للخلق اذا كانوا وحدهم اما اذا كانوا بصحبة الأهل فلا بأس في ذلك ولكن لماذا يسافرون عن المملكة العربية السعودية بمناخها المتنوع ؟ أؤكد ان المال الذي يصرف في الخارج أضعاف أضعاف الذي يصرف داخل الوطن وأتمنى للشباب السلامة من شرور الفتن خارج المملكة.
****
سياحة غير بريئة
*سعد عيد المنصور: ان 90% من المراهقين المسافرين لبلاد الغرب قد ذهبوا لسياحة غير بريئة أما البقية فقد ذهبوا لسياحة بريئة اوللدراسة. والكثيرون قد يقعون في المحظور ويعودون لبلدانهم وقد اصيبوا بالامراض من اجل متعة زائلة وكما يقال: لا خير في متعة يتبعها ألم.
ةفاطمة المنصور: أرى ان سفر الشباب الى الخارج وفي سن المراهقة خطر جدا على المراهقين. الاباء عليهم الاهتمام بابنائهم والمحافظة عليهم خاصة وهم في هذه السن.
****
غياب النصيحة
*محمد الصويغ: في نهاية كل عام دراسي وبعد استلام النتائج نرى المراهق يقوم بالتخطيط للسفر مع رفاقه الى خارج المملكة وعند ذلك يكمن هنا الخطر على حياة المراهق ويهدده لانه لا يعلم ما مدى تاثير السفر خارج المملكة ولا يجد من يقوم بنصحه عندما يرتكب خطأ لان السفر قد يجره للمهالك وأيضاً لاشياء قد تكون خافية عليه وهولا يعلمها ويؤثر ذلك على مستقبله في الحياة وعلى مستواه الدراسي.
*منور العنزي: سفر المراهقين خارج المملكة الهدف الأساسي منه للأسف ارتكاب الموبقات وليس للسياحة والمناظر الجميلة والطبيعة الساحرة كما يدعي بعض الشباب عندما يريد السفر خارج المملكة. وللأسف هذا ناتج عن غياب الوازع الديني وهذا هو السبب الأول وثانياً التربية.
.....المراجع .....
http://www.al-jazirah.com/magazine/12072005/mntda26.htm
http://www.uae4cam.com/vb/showthread.php?t=17122
منقوول
المقدمة :
يعتبر الشباب من أهم شرائح المجتمع وعماد الأمة ومكمن
طاقتها المبدعة وقوتها الواعدة. ومشكلات الشباب محور
المشكلات الاجتماعية، وحلها هو المدخل إلى حلّ مشكلات
المجتمع وبنائه وتقدمه. وإفساد المجتمع والوطن وتخريب الدين
يبدأ من إفساد فئة الشباب وحرفهم عن الطريق القويم بشتى
الطرق والأساليب والمغريات.
مفهوم الجريمة و المجرم و الضحية:
كان هناك اتجاه دائم إلى الربط بين مفهوم الجريمة و مفهوم المرض على أساس أن السلوك الإجرامي سلوك مريض وليس سلوكا صحيا أو سويا. و هذا الربط أدى إلى نتائج غير دقيقة في تفسير الجريمة و وضع سياسة للوقاية و الجزاء بل أنه يؤدي و يشجع المجتمع على البحث عن ميكروب الجريمة هذه، مثلها مثل ما يبحث الطبيب عن ميكروب المرض و هو أبعد الأشياء عن الحقيقة إذ ليس هناك ميكروب مسئول عن المجرم و الجريمة فالمجرم في النهاية هو صناعة المجتمع الذي يعيش فيه. و يترتب على ذلك أنه ليس هناك مصل معين للوقاية من الجريمة فلا هو ميكروب و لا هو سبب وحيد آخر مسئول عن الجريمة.
و نجد إن كل الآراء التي اتجهت إلى محاولة تفسير الجريمة و إرجاعها إلى سبب واحد مثل الجهل أو الفقر أو الاضطرابات النفسية أو سوء الحالة الأسرية أو القدوة السيئة أو الإعلام السىء..الخ جميعها قد باءت بالفشل و الاعتقاد العام بين الباحثين الآن أن ظاهرة الجريمة مرتبطة بجذور متعددة تتفاعل في بيئة معينة و ظروف معينة لا يمكن حصرها يتولد عنها السلوك الإجرامي في النهاية.
و من ناحية أخرى فإن وصف الجريمة بالوباء هو وصف صادق على انتشار الجريمة فنجد في الواقع أن وباء الجريمة قد انتشر انتشاراً ذريعاً في العصر الحديث و تلونت ملامحه أكثر من أي وقت مضى و تضاعف عدد المجني عليهم حتى أصبحوا يزيدون أضعافا عن ضحايا أي وباء. و هو ما يعرض المجتمع كله كيانه و سعادته و مصيره للخطر و التدهور.
إن مفهوم الجريمة مفهوم عريض جدا و متعدد و إن كان أول ما نسمع كلمة الجريمة نميل إلى التفكير بالجرائم التقليدية و الضحايا التقليدية مثل ضحايا السرقات و القتل و الاغتصاب..الخ من الجرائم التي أطلق عليها بعض العلماء الجرائم الطبيعية أي التي توجد في كل مجتمع و في كل زمان و مكان إلا أن أفق الجريمة و المجرمين و الضحايا قد اتسع كثيرا بتعقد المجتمع البشري فهي أصبحت أكثر خطورة و تعقيدا و أكثر عقلانية أي نشاطا محسوباً و مقصوداً أكثر منها مصادفة و نزوة مثل: العصابات الدولية القوية المسيطرة.
مفهوم الجريمة:
تعريف الجريمة من المنظور الاجتماعي أنها:
هي كل فعل يتعارض مع ما هو نافع للجماعة و ما هو عدل في نظرها. أو هي إنتهاك العرف السائد مما يستوجب توقيع الجزاء على منتهكيه. أو هي انتهاك و خرق للقواعد و المعايير الاخلاقية للجماعة. و هذا التعريف تبناه الاخصائيون الانثروبولوجيون في تعريفهم للجريمة في المجتمعات البدائية التي لا يوجد بها قانون مكتوب.
و على هذه فإن عناصر أو أركان الجريمة من هذا المنظور هي:
•قيمة تقدرها و تؤمن بها جماعة من الناس.
•صراع ثقافي يوجد في فئة أخرى من تلك الجماعة لدرجة أن أفرادها لا يقدرون هذه القيمة و لا يحترمونها و بالتالي يصبحون مصدر قلق و خطر على الجماعة الأولى.
•موقف عدواني نحو الضغط مطبقاً من جانب هؤلاء الذين يقدرون تلك القيمة و يحترمونها تجاه هؤلاء الذين يتغاضون عنها و لا يقدرونها.
تعريف الجريمة من المنظور النفسي:
هي إشباع لغريزة انسانية بطريقه شاذه لا يقوم به الفرد العادي في إرضاء الغريزة نفسها و هذا الشذوذ في الإشباع يصاحبة علة أو أكثر في الصحة النفسية و صادف وقت إرتكاب الجريمة إنهيار في القيم و الغرائز السامية. أو الجريمة هي نتاج للصراع بين غريزة الذات أي نزعة التفوق و الشعور الاجتماعي.
تعريف الجريمة من المنظور القانوني:
الجريمة هي كل عمل يعاقب علية بموجب القانون. أو ذلك الفعل الذي نص القانون على تحريمة و وضع جزاء على من ارتكبه.
مفهوم المجرم:
تعريف المجرم من المنظور الاجتماعي:
هو الشخص الذي لا يلتزم و لا يخضع لقانون الدولة و يحاول إنتهاكه. و هو الشخص الذي يعتبر نغسة مجرماً و يعتبرة المجتمع مجرماً كذلك.
تعريف المجرم من المنظور النفسي:
و هم الاشخاص الذين يعانون من اضطرابات او انحرافات في الاشخصية او السمه. و هي ناجمة عن النمو و الارتقاء و الانفصال اللاسوي و للعلاقات الغير مرضية و المعبة بين (الهو و الأنا و الأنا العليا) و هي الاسباب الرئيسية لسلوكهم الاخرامي هذا.
ايضاً المجرم هو من يعاني قصوراً في التوفيق بين غرائزه و ميولة الفطرية و بين مقتضيات البيئة الخارجية التي يعيش فيها.
تعريف المجرم من المنظور القانوني:
هو الشخص الذي ينتهك القانون الجنائي الذي تقررة السلطة التشريعية التي يعيش في ظلها. و من ثم هو الذي يرتكب جرم ما و يعد جريمة في نظر القانون فقط و لا يعتبر مجرماً إذا ما قام بفعل جرم ما و لا يحبذه المجتمع.
و في وجهة نظر القانون فلفظ مجرم لا يطلق على الشخص المرتكب الجريمة إلا بعد التحقيق فيها و صدور الحكم فيها و إلا فهو يعتبر متهماً فقط. نجد ايضاً أنه توجد معايير تقرر جواز معاملة مرتكب الجريمة كمجرم منها:
•السن: يجب أن يكون سن مرتكب الجريمة مناسباً فهناك بعض البلاد التي تحدد سن ال7 لتعاقبه حيث أن قبل ذلك يكون الطفل غير واعي و لا يعرف الصح من الخطاء و بعض البلاد التي نجدها تحدد سن المسؤلية الجنائية بقانون وضعي او في الدستور. و بغض النظر على القوانين الجنائية نجد أن مرتكبي الجريمة من الاطفال يعاقبون بطريقة إنشائية أو تودعهم مركز للأحداث بما يعود عليهم بالفائدة و المصلحة.
•يجب أن تكون الأفعال الإجرامية أيضاً إختيارية و ارتكبت دون أي ضغوط أو إكراه و الإكراه الذي يجب أن يكون واضحاً و متصل اتصالاً مباشراً بالفعل الاجرامي المعين. فمثلاً أن تأثير الأباء او اصدقاء السوء الغير مباشر و القديم على مرتكب الجريمة لا يعترف بها على أنها ضغوط.
•يجب أن يكون الفعل مصنفاً قانوناً كضرر للدولة و ليس ضرر خاص أو خطاء ما لأن عادة يقوم الناس بمعالجة بعض الأمور بنفسهم فيما بينهم و التي يمكن أن تتطور و تصبح مشكلة كبيرة و يتضرر فيها العديد من الاشخاص و الممتلكات و التي كان يمكن إجتنابها برفع دعوى خاصى للمحكمة او للشرطة ليقوموا هم بمعالجتها.
مفهوم الضحية:
الضحية هم كل ما أصابهم شراً أو أذى نتيجة لخطاء أو عدوان أو حادث.
الضحايا أنواع و تختلف هذه الأنواع باختلاف الجرائم التي يرتكبها المجرمون. فهناك ..
ضحايا القتل العمد
ضحايا القتل الخطأ
ضحايا الإيذاء
ضحايا السرقات
ضحايا النصب
ضحايا الاغتصاب لكلا الجنسين
ضحايا الإدمان
ضحايا العنف ضد النساء
ضحايا العنف من الأطفال
ضحايا الحوادث المختلفة من مواصلات
ضحايا السقوط من علو
ضحايا الانتحار
ضحايا الفقر
ضحايا الحروب
والجرائم المرضية قليلة العدد نسبياً. فالذين يرتكبونها على وجه الخصوص هم:
1- المصابون بالصرع، في فترة الخلط العقلي التي تلي الأزمة الصرعية، والفعل، ذو العنف الأقصى، ينبعث فجأة؛ فثمة أشخاص، لا يعرفهم الفاعل على الغالب، يكونون موضع الهجوم والضرب بأية أداة؛ وليس لدى المريض بعد الأزمة أي ذكر لما حدث؛
2- الفصاميون الشباب؛ فقتل الإنسان عبث، عنيف وغير متوقع؛ والموجود الأعز، الام، هو الضحية في بعض الأحيان؛
3- المصابون بالذهان الهذاني (البارانويا) والهذيان الذين يتوصلون، جراء استنتاجات خاطئة، إلى جعل الغير مسؤولاً عن تعاساتهم وآلامهم؛ إنهم يعتقدون أنهم مضطهدون ويعزمون على استبعاد المضطهد المزعوم قتلاً؛ وهذا المضطهد المزعوم يمكنه أن يكون شخصاً حيادياً بل شخصاً عطوفاً من محيطهم، فجريمتهم فعل من أفعال الإنصاف في ناظريهم.
الشباب والإسلام
مما لاشك فيه أن الإسلام يعي هذه الحقيقة ومدى خطورتها على الأمة والدين لذلك اهتم بقطاع الشباب، وتوجهت التربية الإسلامية إلى عقولهم ونفوسهم وعواطفهم من أجل رعايتهم وتربيتهم تربية صالحة، وتلبية حاجاتهم ورغباتهم المادية والنفسية المشروعة، ووقايتهم من الفساد والانحراف. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلّم أن مقام الشاب الصالح عند الله تعالى يعادل مقام الإمام العادل يوم القيامة في حديثه عن السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه ، منهم " إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله .." (1).
ظاهرة الجنوح والانحراف عند الشباب تعتبر من أبرز المشكلات التي تعاني منها المجتمعات في العالم. بما تخلّفه من تأثيرات نفسية واجتماعية على شخصية الشاب وما تتركه من آثار سلبية وخطيرة على المجتمع في مجالات الجريمة والسرقة وانتشار المخدرات والفساد والانحلال الخلقي. وتجد المؤسسات الاجتماعية والدينية نفسها مضطرة للتصدي لهذه الانحرافات وقمعها وتحمل مسؤولية معالجة أسبابها والوقاية منها .
أسباب الجريمة
في كل بلاد العالم تقع جرائم كثيرة و متعددة و متنوعة، فشخص يقتل و آخر يغتصب فتاة من فتيات المجتمع و ثالث يسرق اموال الناس و رابع يحرق مجمعا تجاريا و هكذا. ان سبب الجرائم يعود الى امور كثيرة منها الفقر و الجوع، فاذا كان الانسان فقيرا لا يملك قوت يومه يرتكب جريمة السرقة و ينهب اموال الناس، و اذا كان يعشق فتاة و هي لا ترضى بهذا الحب الحرام ولا تخضع ولا تستسلم له و هو غير ملتزم بالدين و الخلق و القانون و الاعراف يعتدي عليها او يقتلها نتيجة لعدم التزامه بما ذكرنا، او يقدم على ارتكاب جريمة ما بسبب حالة الفراغ و البطالة و عدم وجود عمل له او يبطش و يفتك و يعيث في الارض فسادا لامتلاكه روح الشباب و القوة او يقوم بأعمال تنافي العفة و الحياء لامكاناته المالية الواسعة. وصدق الشاعر في قوله:
ان الفراغ و الشباب و الجدة ***مفسدة للمرء اي مفسدة
و لذا نرى ان الاسلام منعنا من اتباع الشهوات و الغرائز الحيوانية و الانسياق وراء الملذات و شجع من يكبح جماح غرائز نفسه الامارة بالسوء «و اما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى»، و كذلك اوجب الاسلام العمل في سبيل تحصيل لقمة العيش و الحياة السعيدة و لعن البطالين الذين يتكلون على الغير «ملعون ملعون من القى كلّه على الناس» و عالج مشكلة الفراغ و ملأه بما ينسجم مع طبيعة و فطرة الانسان و حذر من العواقب الوخيمة للفراغ الذي يسبب المشاكل و المصائب، و كذلك نرى ان الاسلام يوجه الشباب نحو الابتعاد عن الجرائم و يهيىء لهم مناخا مناسبا نظيفا لكي يعيشوا في اجوائه الطاهرة و يبتعدوا عن المعاصي و الفواحش و ارتكاب المحرمات و ايذاء الناس، و منع تكديس الاموال و عدم تحريكها و انفاقها في سبيل الله و اوجب فيها الزكاة و مساعدة الفقراء و المحرومين حتى لا يصرفها في الحرام او ينفقها في امور مضرة به و بالمجتمع او يسيء استخدامها و يتلفها في امور تافهة محرمة كالقمار او شرب الخمور او صرفها على النساء المنحرفات و الممثلات و المغنيات.
و السبب الآخر لارتكاب الجريمة هو تقليد الغرب المتحلل و مشاهدة الافلام الارهابية التي تعرض مشاهد الجريمة و الارهاب و كيفية السطو على البنوك و قتل الناس و مشاهدة الافلام الخلاعية و الخيانة الزوجية حيث يتعلم ضعاف النفوس طريقة ارتكاب الجريمة و الخيانة و الفساد و الفحشاء و المنكرات. فيجب تطهير القنوات من هذه الافلام الغربية و ملؤها بأفلام مفيدة و مربية للناس و مبينة لهم طريق السعادة و النجاح و صراط الخير و الهداية و الصلاح.
الجنوح والانحراف وعوامله :
يوضح علم الاجتماع أن الجنوح نموذج من السلوك الاجتماعي, يقوم المنحرف من خلاله بتصرفات مخالفة للقوانين الاجتماعية والأعراف والقيم السائدة في المجتمع, ويسيء به إلى نفسه وأسرته ومجتمعه. يبدأ الجنوح غالباً عند الأحداث الذين تتراوح أعمارهم بين 12 - 18 سنة، وهي بداية فترة المراهقة التي تعتبر من أخطر مراحل العمر في حياة الإنسان. وتؤكد الدراسات النفسية والاجتماعية على أهمية دور التربية الصالحة للشاب منذ الطفولة في كنف الأسرة ثم المدرسة، فإذا تلقى الشاب منذ صغره رعاية وتربية جيدة ينشأ إنساناً صالحاً، وإن كانت تربيته سيئة تظهر لديه ظواهر الانحرافات في وقت مبكر.
تتعدّد عوامل وأسباب جنوح الأحداث وانحراف سلوكهم الاجتماعي، منها:
ـ عوامل اجتماعية:
بعض الأسر تدفع بأبنائها إلى سوق العمل لساعات طويلة خلال اليوم, فيغيبون عن البيت أو المدرسة بعيداً عن الرعاية والمتابعة، مما يفتح أمام الأطفال أبواباً واسعة للانحراف والقيام بالأعمال والسلوكيات الطائشة والمتهورة والانغماس في الشذوذ الأخلاقي والاجتماعي، فالطفل يتأثر بسهولة بالبيئة المحيطة به، وينجرّ وراء رفاق السوء إذا لم يلق الرعاية والمتابعة المستمرة.
وقد بينت الدراسات أن الجنوح جمعي وليس فرديا. فالشاب لا يقوم بتنفيذ أعمال منحرفة كالسرقة والنشل وعمليات التهريب وغيرها بمفرده، بل بعمليات جماعية شبه منظمة على شكل عصابات أو شلّة بالتعاون مع أقرانه. من هنا تأتي أهمية الرفقة الصالحة للشاب واختياره لأصحابه من أهل الصفات الحميدة.
ومن أسباب الانحراف الإدمان على السكر وتعاطي المخدرات من قبل ربّ الأسرة. كما أن الهروب والتسرّب من المدرسة ومن البيت, وعدم شغل أوقات فراغه بنشاطات وفعاليات مفيدة (رياضية - أدبية - ثقافية - ... الخ ), يؤدي إلى ظهور الشذوذ والانحراف النفسي والأخلاقي والخروج على قيم المجتمع عند الشاب .
ـ عوامل بيئية:
منها تفكّك الأسرة والنزاعات الدائمة بين الوالدين, أو فقدان الأب في الأسرة، أو وجود زوجة الأب الذي يؤدي هذا إلى إهمال الأولاد. وممارسة القمع والقسوة تدفع الناشئة من الشباب إلى الهروب المستمر من البيت واللجوء إلى الشوارع والزوايا السيئة، فيتعلّم منها بسهولة العادات والقيم غير الأخلاقية.
ـ عوامل نفسية:
كثيراً ما تؤدي مشاعر الإحباط واليأس وخيبة الأمل, نتيجة الفقر والعوز والحاجة في الأسرة إلى انحراف الشباب واتباع السلوكيات السيئة، مثل السرقة لشراء ما يسد حاجته من الملابس والألعاب ووسائل الترفيه، وأحياناً شح ّ الوالدين وبخلهما وتقتيرهما بالمصروف على أبنائهما. فالشاب ضمن هذه الأجواء الأسرية سيعاني من الحرمان المادي والعاطفي والرعاية والحب والحنان والعطف والتربية الحسنة. وهي من الضرورات النفسية الأساسية التي يجب أن تتوفر في الأسرة , لينشأ الشاب نشأة صالحة, تقيه مخاطر الجنوح والشذوذ الاجتماعي .
وتتنوع مظاهر الجنوح عند الشاب فيبدي عدائية مفرطة تجاه محيطه الأسري ووسطه الاجتماعي على شكل تجاوزات مستمرة وتمرد وعصيان للأوامر والتوجيهات. ويقوم بالاعتداء على حقوق وأملاك الآخرين . ويفتعل العراك والنزاعات مع أقرانه ويلحق الأذى بهم. وتبلغ عدوانيته حدّ تحطيم ممتلكات غيره, وإشعال النار في المنزل . ومن أهم نتائج الجنوح الإخفاق في المدرسة. لأنه يؤدي إلى إهمال الشاب لواجباته المدرسية ويدفعه إلى التحايل والكذب والتعويض عن هذا الفشل باتباع أساليب غير مشروعة لإثبات وجوده في المجتمع . ويشيع بين الشباب الجانحين ظاهرة الإدمان على التدخين والكحول والمخدرات . ويتميز الجانحون بضياع رغباتهم وعدم وضوح غاياتهم في الحياة وعدم قدرتهم على تحديد ما يريدون .
الوقاية والعلاج :
لمعالجة هذه المشكلة من خلال تضافر جهود المؤسّسات الاجتماعية والتربوية (الأسرة - المدرسة - المسجد - ... ) لأن هذه المؤسّسات بالأساس تتحمل مسؤولية انحراف وجنوح الأولاد منذ البداية . فالأسرة المهملة التي تعاني من الأزمات والمشكلات, والمدرسة التي يسود فيها ظاهرة التعليم بالقوة والصرامة والعنف .
ومعالجة مظاهر الانحراف عند الشباب يحتاج إلى تكوين رؤيا شاملة وعميقة. وفق معايير وأسس, تستند على أصول التربية الإسلامية , وتحليلات علم النفس التربوي الحديثة, لفهم مشكلات الشباب ومعاناتهم ومعرفة دوافعهم للانحراف. ودفعهم للالتزام بالانضباط السلوكي والقوانين والأنظمة, ومعايير القيم الاجتماعية والدينية ولتحقيق هذه الأهداف, يجب تحقيق التفاعل البنّاء مع الشباب وكسب ثقتهم ومحبتهم , وإبعادهم عن مشاعر وأجواء العنف والخوف والقلق والتوتر والنفور والضياع . وإلا فإن أسلوب الترهيب والعقاب لا يشكل سوى حلّ آنيٍّ مؤقتٍ, يختفي ويتلاشى باختفاء مؤثراته .
أما القناعة والتجاوب الذاتي, فتشكل ضمانة لاستمرار التزام الشاب وتطوير وترسيخ دافعية الانضباط الإيجابي لديه. فيكتسب من خلالها سلوكاً جديداً, موافقاً لقيم المجتمع وأخلاقه . والتربية الإسلامية تقوم بالأساس على مبدأ الحوار والإقناع والأسلوب الحسن ، من قوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " (2). وللأسرة دور أساسي في تكوين شخصية الشاب النفسية والسلوكية من خلال التربية الصالحة وغرس المفاهيم والقيم الحسنة وتقديم الرعاية والحب والاهتمام والتوجيه اللازم . وإلا فإن أوضاع ومشكلات الأسرة ، خاصة الفقر والبطالة والانحلال الخلقي والنزاعات داخل الأسرة, تؤدي إلى ضياع الشباب وانحرافهم وشذوذهم والتمرد على القانون الاجتماعي . دفاعاً عن الذات, ضد ما يشعرون به من ظلم اجتماعي وقهر وحرمان .
ـ الوقاية من الانحراف أهم وسائل معالجة ظاهرة جنوح الأحداث عن طريق الفهم الواعي الثقافي والاجتماعي والديني واعتبار الأبوة والأمومة رسالة مقدسة ومسؤولية عظيمة يجب أن تؤديها الأسرة على أكمل وجه . وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته " (3).
كما يجب على المؤسسات التربوية والاجتماعية والدينية , الاهتمام جيداً بعالم الشباب ورعايتهم وتطوير ثقافتهم وشغل أوقات فراغهم بنشاطات متعددة (رحلات - نوادي - جمعيات - رياضة - أدب - علوم - بحث - فنون ... الخ ) مما يتلاءم مع ميولهم ويشبع حاجاتهم ورغباتهم المشروعة. فاستئصال أسباب الجنوح منذ البداية هو الأساس في معالجة هذه الظاهرة لتأمين حياة أفضل للشباب , في أحضان أسرة صالحة ومستوى معيشي جيد وتكوين أسرة عاملة ومتعلمة ومسئولة, تشكل ضمانة له من الانحراف.
فالوقاية من انحراف الشباب, تحتاج إلى إجراءات حازمة لمعالجتها من جذورها وذلك بتحسين الأوضاع المعيشية للأسر الفقيرة وانتفاء الحاجة إلى العمل المبكر . وفرض التعليم الإلزامي في المرحلة التعليمية الأساسية.وتوفير ظروف صحية وسليمة لمتابعتهم الدراسة وإيجاد اهتمامات قيميّة سامية وغايات نبيلة يعملون من أجل تحقيقها .
الخاتمة
ثمة كلمة لا بد منها تخاطب عقول الشباب . وهي أن قوة إيمان الشاب
ورسوخ العقيدة الإسلامية في نفسه ووعيه هي الأساس في تحديد
مساراته واتجاهاته في الحياة. ووقايته من الانحرافات والشذوذ والبقاء على
الطريق الصحيح والصمود أمام مغريات الحياة وعواصفها ومواجهة المخطّطات
المشبوهة التي تستهدف تخريب عقول الشباب وإفسادهم من أجل تقويض
المجتمع الإسلامي وانحلاله وهدم أسسه .
فالإيمان يمدّ الشاب بالقوة اللاّزمة على الصمود والمواجهة والتحمل والصبر
على المكاره ومقاومة الشهوات وحب المتع الدنيوية والجري وراءها ، بهدف
الحصول على مرضاة الله تعالى والفوز بوعده وجزائه للصابرين , وتجنب
معصية الله تعالى وارتكاب المحرّمات والخوف من عقابه تعالى . وليكن شعار
الشاب المسلم قوله تعالى : (ومن يتقِ الله يجعلْ له مخرجاً ويرزقْه من حيث
لا يحتسب) (4).
اسأل الله سبحانه و تعالى ان يبعدنا عن المعاصي و الذنوب و الآثام و ان يوفقنا لتحرير انفسنا من الشهوات و ان يرحم شهداءنا الابرار ويفك قيد اسرانا و يحفظ بلدنا من كل سوء و مكروه بحق محمد و آله الطاهرين الهداة الميامين آمين يا رب العالمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ :
(1) رواه البخاري ومسلم في صحيحهما .
(2) سورة النحل الآية/ 125/ .
(3) رواه مسلم في صحيحه .
(4) سورة الطلاق الآية /2/ .
المراجع:
www.uae.ii5ii.com
www.annabaa.org/nbanews/61/319.htm
كتاب أكادمية شرطة دبي ( المؤلف محمود علي حمودة)
منقوول
مفهوم الأسرة ووظائفها
إن الأسرة إحدى العوامل الأساسية في بناء الكيان التربوي وإيجاد عملية التطبيع الاجتماعي، وتشكيل شخصية الطفل، وإكسابه العادات التي تبقى ملازمة له طول حياته، فهي البذرة الأولى في تكوين النمو الفردي وبناء الشخصية، فإن الطفل في أغلب أحواله مقلّد لأبويه في عاداتهم وسلوكهم فهي أوضح قصداً، وأدق تنظيماً، وأكثر إحكاماً من سائر العوامل التربوية ونعرض فيما يلي لأهميتها، وبعض وظائفها، وواجباتها وعمّا أثر عن الإسلام فيها، كما نعرض لما منيت به الأسرة في هذه العصور من الانحراف وعدم القيام بمسؤولياتها. (الأسرة: في علم الاجتماع رابطة اجتماعية تتكون من زوج زوجة وأطفالهما، وتشمل الجدود والأحفاد، وبعض الأقارب على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة، جاء ذلك في علم الاجتماع: ص92. ويرى البعض أن الزواج الذي لا تصحبه ذرية لا يكون أسرة، جاء ذلك في الأسرة والمجتمع: ص15-16)
أهمية الأسرة
وليس من شك أن الأسرة لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة، والطمأنينة في نفس الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويكتسب بعض القيم، والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس، ولها يرجع الفضل في تعلّم الإنسان لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق، كما أنها السبب في حفظ كثير من الحِرف والصناعات التي توارثها الأبناء عن آبائهم..
ومن الغريب أن الجمهورية التي نادى بها أفلاطون، والتي تمجّد الدولة، وتضعها في المنزلة الأولى قد تنكرت للأسرة، وأدت إلى الاعتقاد بأنها عقبة في سبيل الإخلاص والولاء للدولة، فليس المنزل - مع ما له من القيمة العظمى لدينا - سوى لعنة وشر في نظر أفلاطون، وإذا كان من بين أمثالنا أن بيت الرجل هو حصنه الأمين، فإن أفلاطون ينادي: اهدموا هذه الجدران القائمة فإنها لا تحتضن إلا إحساساً محدوداً بالحياة المنزلية. (آراء أفلاطون وأرسطو في فلسفة الأخلاق والسلوك: ص143)
واجبات الأسرة
إن الأسرة مسؤولة عن نشأة أطفالها نشأة سليمة متسمة بالاتزان، والبعد عن الانحراف، وعليها واجبات، ملزمة برعايتها، وهي:
- أولاً: أن تشيع في البيت الاستقرار، والودّ والطمأنينة، وإن تُبعد عنه جميع ألوان العنف والكراهية، والبغض، فإن أغلب الأطفال المنحرفين والذين تعودوا على الإجرام في كبرهم، كان ناشئاً ذلك على الأكثر من عدم الاستقرار العائلي الذي منيت به الأسرة، يقول بعض المربين: ونحن لو عدنا إلى مجتمعنا الذي نعيش فيه فزرنا السجون، ودور البغاء ومستشفيات الأمراض العقلية، ثم دخلنا المدارس، وأحصينا الراسبين من الطلاب والمشاكسين منهم والمتطرفين في السياسة، والذاهبين بها إلى أبعد الحدود، ثم درسنا من نعرفهم من هؤلاء لوجدنا أن معظمهم حرموا من الاستقرار العائلي، ولم يجد معظمهم بيتاً هادئاً فيه أب يحدب عليهم، وأم تدرك معنى الشفقة، فلا تفرط في الدلال، ولا تفرط في القسوة، وفساد البيت أوجد هذه الحالة من الفوضى الاجتماعية، وأوجد هذا الجيل الجديد الحائر الذي لا يعرف هدفاً، ولا يعرف له مستقراً. (البيت والمدرسة: ص27-28)
إن إشاعة الود والعطف بين الأبناء له أثره البالغ في تكوينهم تكويناً سليماً، فإذا لم يرع الآباء ذلك فإن أطفالهم يصابون بعقد نفسية تسبب لهم كثيراً من المشاكل في حياتهم ولا تثمر وسائل النصح والإرشاد التي يسدونها لأبنائهم ما لم تكن هناك مودة صادقة بين أفراد الأسرة، وقد ثبت في علم النفس أن أشد العقد خطورة، وأكثرها تمهيداً للاضطرابات الشخصية هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه، كما أن تفاهم الأسرة وشيوع المودة فيما بينهما مما يساعد على نموه الفكري، وازدهار شخصيته. (الأمراض النفسية والعقلية: ص ب)
يقول الدكتور (جلاس ثوم): ومهما تبلغ مسؤولية الوالدين في إرشاد الطفل، وتدريبه، وتوجيهه من أهمية فإنها لا ينبغي أن تطغى على موقف أساسي آخر ينبغي أن يتخذوه ذلك هو أن يخلقوا من البيت جواً من المحبة تسوده الرعاية، ويشيع فيه العطف والعدالة، فإذا عجز الآباء عن خلق هذا الجو الذي يضيء فيه سنن التكوين التي تقيم حياته، حرموه بذلك من عنصر لا يمكن تعويضه على أي وجه من الوجوه فيما بعد، فمع أن للدين والمجتمع والمدرسة أثرها في تدريب الطفل وتهذيبه إلا أن أحداً منها لا يعنى بتلك العواطف الرقيقة الرائعة التي لا يمكن أن تقوم إلا في الدار، ولا ينتشر عبيرها إلا بين أحضان الأسرة. (مشكلات الأطفال اليومية: ص48)
إن السعادة العائلية تبعث الطمأنينة في نفس الطفل، وتساعده على تحمل المشاق، وصعوبات الحياة، يقول سلامة موسى: (إن السعادة العائلية للأطفال تبعث الطمأنينة، في نفوسهم بعد ذلك حتى إذا مات أبوهم بقيت هذه الطمأنينة، وقد وجد عند إجلاء الأطفال من لندن مدة الغارات في الحروب الأخيرة أن الذين سعدوا منهم بوسط عائلي حسن تحملوا الغربة أكثر مما تحمّلها الذين لم يسعدوا بمثل هذا الوسط، ذلك لأن الوسط العائلي الحسن بعث الطمأنينة في الأطفال، فواجهوا الغربة مطمئنين، ولكن الوسط العائلي القلق الذي نشأوا فيه يزداد بالغربة. وإذا أعطينا الطفل ـ مدة طفولته في العائلة ـ الحب والطمأنينة أعطى هو مثل ذلك. (عقلي وعقلك)
- ثانياً: أن تشرف الأسرة على تربية أطفالها، وقد نصّ علماء الاجتماع على ضرورة ذلك وأكدوا أن الأسرة مسؤولة عن عمليات التنشئة الاجتماعية التي يتعلم الطفل من خلالها خبرات الثقافة، وقواعدها في صورة تؤهله فيما بعد لمزيد من الاكتساب، وتمكّنه من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع. (علم الاجتماع: ص487)
كما أكد علماء التربية على أهمية تعاهد الآباء لأبنائهم بالعطف والحنان، والحدب عليهم، والرأفة بهم حفظاً وصيانةً لهم من الكآبة والقلق، وقد ذكرت مؤسسة اليونسكو في هيئة الأمم المتحدة تقريراً مهماً عن المؤثرات التي تحدث للطفل من حرمانه من عطف أبيه وقد جاء فيه:
(إن حرمان الطفل من أبيه ـ وقتياً كان أم دائمياً ـ يثير فيه كآبة وقلقاً مقرونين بشعور الإثم والضغينة، ومزاجاً عاتياً متمرداً، وخوراً في النفس، وفقداناً لحس العطف العائلي، فالأطفال المنكوبون بحرمانهم من آبائهم ينزعون إلى البحث في عالم الخيال عن شيء يستعيضون به عما فقدوه في عالم الحقيقة، وكثيراً ما يكوّنون في مخيّلتهم صورة الأب مغواراً أو الأم من الحور... وقد لوحظ في (معاهد الأطفال) أنه إذا كانت صحة الطفل البدنية، ونموه العضلي، وضبط دوافعه الإرادية تتفتح، وتزدهر بصورة متناسقة في تلك المعاهد، فإن انفصاله عن والديه قد يؤدي من جهة أخرى إلى ظهور بعض المعايب كصعوبة النطق، وتمكن العادات السيئة منه وصعوبة نمو حسه العاطفي). (أثر الأسرة والمجتمع في الأحداث الذين هم دون الثالثة عشر: ص37)
إن أفضل طريق لحفظ الأبناء مصاحبتهم، ورقابتهم، ويرى المربون المحدثون (أن أفضل ميراث يتركه الأب لأطفاله هو بضع دقائق من وقته كل يوم). (مجلة المختار عدد أبريل لسنة 1956 تحت عنوان أقوال مأثورة)
ويرى بعض علماء الاجتماع والباحثون في إجرام الأحداث (أن أفضل السبل للقضاء على انحراف الأحداث هو أن نلقط الآباء من الشوارع ليلاً). (مجلة الهلال عدد مايو لسنة 1957: ص18)
وإذا قام الأب بواجبه من مراقبة أبنائه، ومصاحبتهم فإنه من دون شك يجد ابنه صورة جديدة منه فيها كل خصائصه، ومميزاته، وانطباعاته وعلى الآباء أن يتركوا مجالس اللهو ويعكفوا على مراقبة أبنائهم حتى لا يدب فيهم التسيب، والانحلال يقول شوقي:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هـــــمّ الحــــــياة وخــــلّفاه ذليلا
إن اليتــــيم هـــو الذي تلقى له أماً تخـــــلت أو أبــــــــاً مشغولا
- ثالثاً: يرى بعض المربين أن من واجبات الآباء والأمهات تجاه أطفالهم هو تطبيق ما يلي:
1ـ ينبغي أن يتفق الأب والأم على معايير السلوك، وإن يؤيد كل منهما الآخر فيما يتخذاه من قرارات نحو أولادهما.
2ـ ينبغي أن يكون وجود الطفل مع الأب بعد عودته من عمله جزءاً من نظام حياته اليومي، فحتى صغار الأطفال يكونون في حاجة إلى الشعور بالانتماء، وهم يكسبون هذا الشعور من مساهمتهم في حياة الأسرة.
3ـ ينبغي أن يعلم الأطفال أن الأب يحتاج إلى بعض الوقت يخلو منه إلى نفسه كي يقرأ أو يستريح، أو يمارس هوايته.
4ـ تحتاج البنت إلى أب يجعلها تشعر بأنوثتها، وأنها من الخير أن تكون امرأة تتمتع بالفضيلة والعفاف والاستقامة.
5ـ يحتاج الولد إلى أب ذي رجولة وقوة على أن يكون في الوقت نفسه عطوفاً، حسن الإدراك، فالأب المسرف في الصلابة والتزمت قد يدفع ابنه إلى الارتماء في أحضان أمه ناشداً الحماية وإلى تقليد أساليبها النسائية. (كيف تكون أباً ناجحاً، ص39، و67، 85)
هذه بعض الأمور التي يجب رعايتها، والاهتمام بها فإن وفق الآباء إلى القيام بها تحققت التربية لصالحة التي تنتج أطفالاً يكونون في مستقبلهم ذخيرة للأمة وعزاءً لآبائهم.
إن للطفل خصائصه الذاتية من الصفاء والبراءة، وسلامة العاطفة وبساطة الفكر فعلى الأبوين أن يفتحا عينيه على الفضائل وإن يغرسا في نفسه النزعات الخيّرة ليكن لهما قرة عين في حياتهما.
وظائف الأسرة
وللأسرة وظائف حيوية مسؤولة عن رعايتها، والقيام بها، وهذه بعضها:
1ـ إنها تنتج الأطفال، وتمدّهم بالبيئة الصالحة لتحقق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية، وليست وظيفة الأسرة مقتصرة على إنتاج الأطفال فإن الاقتصار عليها يمحو الفوارق الطبيعية بين الإنسان والحيوان.
2ـ إنها تعدّهم للمشاركة في حياة المجتمع، والتعرف على قيمة وعاداته.
3ـ إنها تمدّهم بالوسائل التي تهيئ لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع.
4ـ مسؤوليتها عن توفير الاستقرار والأمن والحماية والحنو على الأطفال مدة طفولتهم فإنها أقدر الهيئات في المجتمع على القيام بذلك لأنها تتلقى الطفل في حال صغره، ولا تستطيع أية مؤسسة عامة أن تسد مسد الأسرة في هذه الشؤون. (المجتمع الإنساني: ص59-60)
5ـ على الأسرة يقع قسط كبير من واجب التربية الخلقية والوجدانية والدينية في جميع مراحل الطفولة.. ففي الأمم التي تحارب مدارسها الرسمية الدين بطريق مباشر أو غير مباشر كالشيوعية، وفي الأمم التي تسير معاهدها الدراسية على نظام الحياد في شؤون الدين والأخلاق كفرنسا وغيرها يقع عبء التعليم الديني على الأسرة... فبفضل الحياة في الأسرة تتكون لدى الفرد الروح الدينية وسائر العواطف الأسرية التي تؤهله للحياة في المجتمع والبيت. (الأسرة والمجتمع: ص20-21)
إن فترة الطفولة تحتاج إلى مزيد من العناية والإمداد بجميع الوسائل التي تؤدي إلى نموه الجسمي والنفسي، وإن من أوهى الآراء القول بأن الوظيفة الوحيدة للأسرة إمدادها للأبناء بالمال اللازم لهم، فإن هذا القول قد تجاهل العوامل النفسية المختلفة التي لابدّ منها لتكوين الفرد الإنساني كالحنان والعطف، والأمن والطمأنينة فإنها لازمة لنمو الطفل النفسي، ويجب أن تتوفر له قبل كل شيء. (الأسرة التربوية الاجتماعية: ص69-71).
لقد أكد علماء النفس والتربية أن للأسرة أكبر الأثر في تشكيل شخصية الطفل، وتتضح أهميتها إذا ما تذكرنا المبدأ البيولوجي الذي ينص على ازدياد القابلية للتشكيل أو ازدياد المطاوعة كلما كان الكائن صغيراً. بل يمكن تعميم هذا المبدأ على القدرات السيكولوجية في المستويات المتطورة المختلفة.
إنا ما يواجهه الطفل من مؤثرات في سنّه المبكر يستند إلى الأسرة فإنها العامل الرئيسي لحياته، والمصدر الأول لخبراته، كما أنها المظهر الأصيل لاستقراره، وعلى هذا فاستقرار شخصية الطفل وارتقائه يعتمد كل الاعتماد على ما يسود للأسرة من علاقات مختلفة كماً ونوعاً... إن من اكتشافات علم التحليل أن قيم الأولاد الدينية والخلقية إنما تنمو في محيط العائلة. (كيف تساعد أبناءك في المدرسة: ص193)
هذه بعض الوظائف المهمة التي تقوم بها الأسرة في ميادينها التربوية.
http://www.al-rasool.net/13/13d/pages/9.htm
منقول
اسم الطـــالبة :
الصـــف :
2 / أ / 4
إشــــراف المعلـــمة :
.............
المـــــادة :
عــــلم اجتـــــــماع
المقـــــــدمـــهــ:
في البيت وفي البيت وحده يجد أفراد الأسرة ضالتهم في البحث عن الطمأنينة والاستقرار والراحة والدفء التي ربما يفتقدونها في مكان آخر، وفي حقيقة الأمر أن الأسرة هي أول وأهم المؤسسات الإنسانية التي يمكنها تحقيق ذلك والتي تقوم على أكتاف شخصين هما الرجل والمرأة، دافعهما في ذلك أمر ذاتي يجد أنه في أعماقها ومن هنا جاء تشريع الزواج فالزواج علاقة إنسانية مثل بقية العلاقات الإنسانية التي تربط إنساناً بآخر بيد أنها تختلف عن العلاقات الإنسانية الأخرى بأنها أشد حميمية من حيث الخصوصيات التي تنفرد بها حركة الحياة بين الزوجين وتختلف عنها أيضاً بأنها تثمر ولادة أجيال وهم الأولاد الذين يرتبط وجودهم ويتأثر بهذه العلاقة إيجاباً وسلباً.
سبب اختياري للموضوع:لاني احببت التعرف الى مفهوم الاسره بشكل عام وماهي أهميتها وهل لها وظائف..وأتمنى أن ينال اعجابكم..
الموضوع:
مفهوم الاسره ووظائفها:
إن الأسرة إحدى العوامل الأساسية في بناء الكيان التربوي وإيجاد عملية التطبيع الاجتماعي، وتشكيل شخصية الطفل، وإكسابه العادات التي تبقى ملازمة له طول حياته، فهي البذرة الأولى في تكوين النمو الفردي وبناء الشخصية، فإن الطفل في أغلب أحواله مقلّد لأبويه في عاداتهم وسلوكهم فهي أوضح قصداً، وأدق تنظيماً، وأكثر إحكاماً من سائر العوامل التربوية ونعرض فيما يلي لأهميتها، وبعض وظائفها، وواجباتها وعمّا أثر عن الإسلام فيها، كما نعرض لما منيت به الأسرة في هذه العصور من الانحراف وعدم القيام بمسؤولياتها. (الأسرة: في علم الاجتماع رابطة اجتماعية تتكون من زوج زوجة وأطفالهما، وتشمل الجدود والأحفاد، وبعض الأقارب على أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة، جاء ذلك في علم الاجتماع ويرى البعض أن الزواج الذي لا تصحبه ذرية لا يكون أسرة،
أهمية الأسرة:
وليس من شك أن الأسرة لها الأثر الذاتي والتكوين النفسي في تقويم السلوك الفردي، وبعث الحياة، والطمأنينة في نفس الطفل، فمنها يتعلم اللغة ويكتسب بعض القيم، والاتجاهات، وقد ساهمت الأسرة بطريق مباشر في بناء الحضارة الإنسانية، وإقامة العلاقات التعاونية بين الناس، ولها يرجع الفضل في تعلّم الإنسان لأصول الاجتماع، وقواعد الآداب والأخلاق، كما أنها السبب في حفظ كثير من الحِرف والصناعات التي توارثها الأبناء عن آبائهم..
ومن الغريب أن الجمهورية التي نادى بها أفلاطون، والتي تمجّد الدولة، وتضعها في المنزلة الأولى قد تنكرت للأسرة، وأدت إلى الاعتقاد بأنها عقبة في سبيل الإخلاص والولاء للدولة، فليس المنزل - مع ما له من القيمة العظمى لدينا - سوى لعنة وشر في نظر أفلاطون، وإذا كان من بين أمثالنا أن بيت الرجل هو حصنه الأمين، فإن أفلاطون ينادي: اهدموا هذه الجدران القائمة فإنها لا تحتضن إلا إحساساً محدوداً بالحياة المنزلية. (آراء أفلاطون وأرسطو في فلسفة الأخلاق والسلوك..
واجبات الأسرة:
إن الأسرة مسؤولة عن نشأة أطفالها نشأة سليمة متسمة بالاتزان، والبعد عن الانحراف، وعليها واجبات، ملزمة برعايتها، وهي:
- أولاً: أن تشيع في البيت الاستقرار، والودّ والطمأنينة، وإن تُبعد عنه جميع ألوان العنف والكراهية، والبغض، فإن أغلب الأطفال المنحرفين والذين تعودوا على الإجرام في كبرهم، كان ناشئاً ذلك على الأكثر من عدم الاستقرار العائلي الذي منيت به الأسرة، يقول بعض المربين: ونحن لو عدنا إلى مجتمعنا الذي نعيش فيه فزرنا السجون، ودور البغاء ومستشفيات الأمراض العقلية، ثم دخلنا المدارس، وأحصينا الراسبين من الطلاب والمشاكسين منهم والمتطرفين في السياسة، والذاهبين بها إلى أبعد الحدود، ثم درسنا من نعرفهم من هؤلاء لوجدنا أن معظمهم حرموا من الاستقرار العائلي، ولم يجد معظمهم بيتاً هادئاً فيه أب يحدب عليهم، وأم تدرك معنى الشفقة، فلا تفرط في الدلال، ولا تفرط في القسوة، وفساد البيت أوجد هذه الحالة من الفوضى الاجتماعية، وأوجد هذا الجيل الجديد الحائر الذي لا يعرف هدفاً، ولا يعرف له مستقراً.
إن إشاعة الود والعطف بين الأبناء له أثره البالغ في تكوينهم تكويناً سليماً، فإذا لم يرع الآباء ذلك فإن أطفالهم يصابون بعقد نفسية تسبب لهم كثيراً من المشاكل في حياتهم ولا تثمر وسائل النصح والإرشاد التي يسدونها لأبنائهم ما لم تكن هناك مودة صادقة بين أفراد الأسرة، وقد ثبت في علم النفس أن أشد العقد خطورة، وأكثرها تمهيداً للاضطرابات الشخصية هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه، كما أن تفاهم الأسرة وشيوع المودة فيما بينهما مما يساعد على نموه الفكري، وازدهار شخصيته. (الأمراض النفسية والعقلية
يقول الدكتور (جلاس ثوم): ومهما تبلغ مسؤولية الوالدين في إرشاد الطفل، وتدريبه، وتوجيهه من أهمية فإنها لا ينبغي أن تطغى على موقف أساسي آخر ينبغي أن يتخذوه ذلك هو أن يخلقوا من البيت جواً من المحبة تسوده الرعاية، ويشيع فيه العطف والعدالة، فإذا عجز الآباء عن خلق هذا الجو الذي يضيء فيه سنن التكوين التي تقيم حياته، حرموه بذلك من عنصر لا يمكن تعويضه على أي وجه من الوجوه فيما بعد، فمع أن للدين والمجتمع والمدرسة أثرها في تدريب الطفل وتهذيبه إلا أن أحداً منها لا يعنى بتلك العواطف الرقيقة الرائعة التي لا يمكن أن تقوم إلا في الدار، ولا ينتشر عبيرها إلا بين أحضان الأسرة. (مشكلات الأطفال اليومية: ص48)
إن السعادة العائلية تبعث الطمأنينة في نفس الطفل، وتساعده على تحمل المشاق، وصعوبات الحياة، يقول سلامة موسى: (إن السعادة العائلية للأطفال تبعث الطمأنينة، في نفوسهم بعد ذلك حتى إذا مات أبوهم بقيت هذه الطمأنينة، وقد وجد عند إجلاء الأطفال من لندن مدة الغارات في الحروب الأخيرة أن الذين سعدوا منهم بوسط عائلي حسن تحملوا الغربة أكثر مما تحمّلها الذين لم يسعدوا بمثل هذا الوسط، ذلك لأن الوسط العائلي الحسن بعث الطمأنينة في الأطفال، فواجهوا الغربة مطمئنين، ولكن الوسط العائلي القلق الذي نشأوا فيه يزداد بالغربة. وإذا أعطينا الطفل ـ مدة طفولته في العائلة ـ الحب والطمأنينة أعطى هو مثل ذلك. (عقلي وعقلك…
- ثانياً: أن تشرف الأسرة على تربية أطفالها، وقد نصّ علماء الاجتماع على ضرورة ذلك وأكدوا أن الأسرة مسؤولة عن عمليات التنشئة الاجتماعية التي يتعلم الطفل من خلالها خبرات الثقافة، وقواعدها في صورة تؤهله فيما بعد لمزيد من الاكتساب، وتمكّنه من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع. (
كما أكد علماء التربية على أهمية تعاهد الآباء لأبنائهم بالعطف والحنان، والحدب عليهم، والرأفة بهم حفظاً وصيانةً لهم من الكآبة والقلق، وقد ذكرت مؤسسة اليونسكو في هيئة الأمم المتحدة تقريراً مهماً عن المؤثرات التي تحدث للطفل من حرمانه من عطف أبيه وقد جاء فيه:
(إن حرمان الطفل من أبيه ـ وقتياً كان أم دائمياً ـ يثير فيه كآبة وقلقاً مقرونين بشعور الإثم والضغينة، ومزاجاً عاتياً متمرداً، وخوراً في النفس، وفقداناً لحس العطف العائلي، فالأطفال المنكوبون بحرمانهم من آبائهم ينزعون إلى البحث في عالم الخيال عن شيء يستعيضون به عما فقدوه في عالم الحقيقة، وكثيراً ما يكوّنون في مخيّلتهم صورة الأب مغواراً أو الأم من الحور... وقد لوحظ في (معاهد الأطفال) أنه إذا كانت صحة الطفل البدنية، ونموه العضلي، وضبط دوافعه الإرادية تتفتح، وتزدهر بصورة متناسقة في تلك المعاهد، فإن انفصاله عن والديه قد يؤدي من جهة أخرى إلى ظهور بعض المعايب كصعوبة النطق، وتمكن العادات السيئة منه وصعوبة نمو حسه العاطفي). (أثر الأسرة والمجتمع في الأحداث الذين هم دون الثالثة عشر
إن أفضل طريق لحفظ الأبناء مصاحبتهم، ورقابتهم، ويرى المربون المحدثون (أن أفضل ميراث يتركه الأب لأطفاله هو بضع دقائق من وقته كل يوم). (مجلة المختار عدد أبريل لسنة 1956 تحت عنوان أقوال مأثورة)
ويرى بعض علماء الاجتماع والباحثون في إجرام الأحداث (أن أفضل السبل للقضاء على انحراف الأحداث هو أن نلقط الآباء من الشوارع ليلاً). (مجلة الهلال عدد مايو لسنة 1957
وإذا قام الأب بواجبه من مراقبة أبنائه، ومصاحبتهم فإنه من دون شك يجد ابنه صورة جديدة منه فيها كل خصائصه، ومميزاته، وانطباعاته وعلى الآباء أن يتركوا مجالس اللهو ويعكفوا على مراقبة أبنائهم حتى لا يدب فيهم التسيب، والانحلال يقول شوقي:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هـــــمّ الحــــــياة وخــــلّفاه ذليلا
إن اليتــــيم هـــو الذي تلقى له أماً تخـــــلت أو أبــــــــاً مشغولا
- ثالثاً: يرى بعض المربين أن من واجبات الآباء والأمهات تجاه أطفالهم هو تطبيق ما يلي:
1ـ ينبغي أن يتفق الأب والأم على معايير السلوك، وإن يؤيد كل منهما الآخر فيما يتخذاه من قرارات نحو أولادهما.
2ـ ينبغي أن يكون وجود الطفل مع الأب بعد عودته من عمله جزءاً من نظام حياته اليومي، فحتى صغار الأطفال يكونون في حاجة إلى الشعور بالانتماء، وهم يكسبون هذا الشعور من مساهمتهم في حياة الأسرة.
3ـ ينبغي أن يعلم الأطفال أن الأب يحتاج إلى بعض الوقت يخلو منه إلى نفسه كي يقرأ أو يستريح، أو يمارس هوايته.
4ـ تحتاج البنت إلى أب يجعلها تشعر بأنوثتها، وأنها من الخير أن تكون امرأة تتمتع بالفضيلة والعفاف والاستقامة.
5ـ يحتاج الولد إلى أب ذي رجولة وقوة على أن يكون في الوقت نفسه عطوفاً، حسن الإدراك، فالأب المسرف في الصلابة والتزمت قد يدفع ابنه إلى الارتماء في أحضان أمه ناشداً الحماية وإلى تقليد أساليبها النسائية. (كيف تكون أباً ناجحاً..
هذه بعض الأمور التي يجب رعايتها، والاهتمام بها فإن وفق الآباء إلى القيام بها تحققت التربية لصالحة التي تنتج أطفالاً يكونون في مستقبلهم ذخيرة للأمة وعزاءً لآبائهم.
إن للطفل خصائصه الذاتية من الصفاء والبراءة، وسلامة العاطفة وبساطة الفكر فعلى الأبوين أن يفتحا عينيه على الفضائل وإن يغرسا في نفسه النزعات الخيّرة ليكن لهما قرة عين في حياتهما.
وظائف الأسرة:
وللأسرة وظائف حيوية مسؤولة عن رعايتها، والقيام بها، وهذه بعضها:
1ـ إنها تنتج الأطفال، وتمدّهم بالبيئة الصالحة لتحقق حاجاتهم البيولوجية والاجتماعية، وليست وظيفة الأسرة مقتصرة على إنتاج الأطفال فإن الاقتصار عليها يمحو الفوارق الطبيعية بين الإنسان والحيوان.
2ـ إنها تعدّهم للمشاركة في حياة المجتمع، والتعرف على قيمة وعاداته.
3ـ إنها تمدّهم بالوسائل التي تهيئ لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع.
4ـ مسؤوليتها عن توفير الاستقرار والأمن والحماية والحنو على الأطفال مدة طفولتهم فإنها أقدر الهيئات في المجتمع على القيام بذلك لأنها تتلقى الطفل في حال صغره، ولا تستطيع أية مؤسسة عامة أن تسد مسد الأسرة في هذه الشؤون. (المجتمع الإنساني
5ـ على الأسرة يقع قسط كبير من واجب التربية الخلقية والوجدانية والدينية في جميع مراحل الطفولة.. ففي الأمم التي تحارب مدارسها الرسمية الدين بطريق مباشر أو غير مباشر كالشيوعية، وفي الأمم التي تسير معاهدها الدراسية على نظام الحياد في شؤون الدين والأخلاق كفرنسا وغيرها يقع عبء التعليم الديني على الأسرة... فبفضل الحياة في الأسرة تتكون لدى الفرد الروح الدينية وسائر العواطف الأسرية التي تؤهله للحياة
في المجتمع والبيت. (الأسرة والمجتمع
إن فترة الطفولة تحتاج إلى مزيد من العناية والإمداد بجميع الوسائل التي تؤدي إلى نموه الجسمي والنفسي، وإن من أوهى الآراء القول بأن الوظيفة الوحيدة للأسرة إمدادها للأبناء بالمال اللازم لهم، فإن هذا القول قد تجاهل العوامل النفسية المختلفة التي لابدّ منها لتكوين الفرد الإنساني كالحنان والعطف، والأمن والطمأنينة فإنها لازمة لنمو الطفل النفسي، ويجب أن تتوفر له قبل كل شيء. (الأسرة التربوية الاجتماعية)
لقد أكد علماء النفس والتربية أن للأسرة أكبر الأثر في تشكيل شخصية الطفل، وتتضح أهميتها إذا ما تذكرنا المبدأ البيولوجي الذي ينص على ازدياد القابلية للتشكيل أو ازدياد المطاوعة كلما كان الكائن صغيراً. بل يمكن تعميم هذا المبدأ على القدرات السيكولوجية في المستويات المتطورة المختلفة.
إنا ما يواجهه الطفل من مؤثرات في سنّه المبكر يستند إلى الأسرة فإنها العامل الرئيسي لحياته، والمصدر الأول لخبراته، كما أنها المظهر الأصيل لاستقراره، وعلى هذا فاستقرار شخصية الطفل وارتقائه يعتمد كل الاعتماد على ما يسود للأسرة من علاقات مختلفة كماً ونوعاً... إن من اكتشافات علم التحليل أن قيم الأولاد الدينية والخلقية إنما تنمو في محيط العائلة. (كيف تساعد أبناءك في المدرسة..
هذه بعض الوظائف المهمة التي تقوم بها الأسرة في ميادينها التربوي
الخاتمــــه:
وأخيرا فلقد تحدثنا عن الاسره وأهميتها بشكل كبير وتعرفنا على الواجبات والوظائف..والاسر تنقسم الى أنواع ولكن الاسره النموذجيه هي التي يكون في صلاحها صلاح المجتمع..
وأتمنى أنه قد نال استحسانكم واستفدوا منه..
المصـــــادر:
- المواقع الالكترونية:
- http://sez.ae/vb/showthread.php?t=30661
- http://www.ourpetclu
الـفـهـرس
1. المقـــــدمــــه
2. العـــــــــــرض
أ. مفهـــوم الأسرة
ب. أهمــــية الأسرة
ت. واجبـــات الأسرة
ث. وظـــائف الأسرة
3. الخــــــاتمــــــة
4.المـــــــــــــراجــع
ولا تبخلـــون عليــــــنا بالدعـــاء
وهاذا هو الموضوع ان شاء الله يعجبكم
الحركة الثقافية
الثقافة في روح الأمة وهي المرأة التي تعكس مظاهر التقدم في المجتمع لذلك حرصت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها على أن تكون نهضتها متوازنة في جانبيها المادي والمعنوي إذا لا خير في نهضة مادية تقفز بالإنسان إلى حياة عصرية مادية وتغفل العقل والروح .
وفي محاولة لرصد تاريخ الحركة الثقافية في الإمارات يمكن القول أنه لولا بعض التعليم الذي حظيت به المنطقة بقدر معقول على أيدي البعثات العربية لقامت الدولة دون أن تجد من بين أبنائها متعلماً واحداً لم تشهد الدولة في الماضي أياً من أشكال الفنون الحديثة إلا بعض الرقصات الشعبية والمواويل البحرية والشعر الشعبي الذي كان يعبر أصدق تعبير عن واقع الإنسان ومعاناته وحياته في هذه البقعة .
أما الأشكال الفنون الأخرى كالمسرح والقصة والرواية والتشكيل فلم يظهر منها كما يقول الكاتب عبد الحميد أحمد إلا أعمال نادرة ومتقطعة بجهود الاتصالات الفردية مع الخارج وفي وقت لاحق حيث بدأت الأمية تقل والعزلة تتكسر جدرانها القاسية مع الزمن المتطور الذي دفع بوسائل الاتصال الحديثة إلى المنطقة وسمح للطائرات وسفن المسافرين بالهبوط والرسو وللكتب أن تتداولها الأيدي .
أما الدكتور أحمد أمين المدني فيقول :
إن تطور وسائل النقل والمواصلات في الثلاثينات بعد أن كانت صعبة وبطيئة قد أحدث أثار كبيرة في الحياة الثقافية بالإمارات وأقل ما يقال فيها أنها وسعت دوائر الثقافية وأصبح بإمكان الإصدارات التي تحمل نتاج الفكر العربي في السياسة والأدب والاجتماع والعلوم أن تصل إلى الإمارات من مصادرها في أيام معدودة .
ومن بعض الصحف التي كانت تصل إلى أبناء الإمارات العروة الوثقى لجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده والمنار لرشيد رضا والرسالة لأحمد حسن الزيات والمنتدى المقدسية والثقافية المصرية والمختار الأمريكية وكثير من الصحف المصرية والعراقية التي كانت تصل إلى الإمارات عن طريق البحرين .
كما يذكر أنه بجانب هذه النتاجات الفكرية كان هناك عامل ثقافي مهم ساعد كثيراً في نقل إيقاع الحياة الجديدة متخطياً الأسوار العالية المحيطة بالإمارات إلا وهو ( الراديو) فقد مكن هذا الجهاز الصغير الشعراء من متابعة التطورات الثقافية والسياسية في العالم العربي وبالإضافة إلى النمو الثقافي الذي أحدثته العوامل السابقة وعامل التعليم فقد نزلت الإمارات طبقات من جنسيات مختلفة عربية وهندية وفارسية شاركت في حياتها المادية والثقافة بجانب هذا هاجرت إلى الإمارات في الثلاثينات والأربعينات جماعات من دول مجلس التعاون لدوافع اقتصادية وكانت حياتهم تتأثر بالحياة الأدبية في مواطنهم تحت تأثير المدارس الحديثة ومعرفتهم بالأنظمة الدستورية الحديثة التي علمتهم وأوقفتهم على نماذج الحياة الحديثة في العالم المتمدن فاستفاد أبناء الإمارات من هجرة عدد من المثقفين واللاجئين السياسيين العرب إليها أبان الثلاثينات والأربعينات فأثر وجودهم في عقول الكثيرين وانعكست أثار هذه العوامل على المظاهر الثقافية الإماراتية وتبلورت في شعر أدبائها فتراهم يدعون فيه إلى التقدم ويحثون أبناء شعبهم على التحرر من الجمود والتخلف. وظهر في الإمارات شباب يدعون للنهضة والأخذ بأسباب الحياة الحديثة وتحطيم قيود التخلف ونادوا بالإصلاح الشامل ونشط شباب من الشارقة ودبي وأصدروا نشرة كانت تكتب باليد سميت صوت (( العصافير )) تنتقد الأوضاع المحلية بأسلوب لاذع وتهاجم الوجود الأجنبي . ومن رموز الحياة الأدبية والثقافية في تلك الآونة يذكر الدكتور المدني المرحوم إبراهيم المدفع مؤسس المكتبة التميمية والشاعر سالم العويس والشاعر مبارك العقيلي وعبد الله الصانع وعلي رشيد وهؤلاء ممن أرسوا مداميك النهضة الثقافية في تلك الفترة الزمنية وأشار الدكتور المدني إلى أن المرأة في تلك الفترة لم تكن بعيدة عن الحياة الثقافية فهي لم تكتف بتعليم مبادئ العلوم المتوفرة آنذاك للنساء وهي قراءة القرآن بل تعلمت الكتابة ومارست فنون الشعر .
وتعتبر الستينات وجزء من الخمسينات بدية التأسيس الثقافي والفكري للسبعينات التي شهدت قيام الدولة حيث بدأت مجموعات من شباب الإمارات في الاهتمام بالثقافة فتأسست الأندية الرياضية مثلاً ليس لتهتم بالرياضة وحدها وإنما بالنواحي الثقافية أيضاً فكل أندية وأخر الستينات في دبي خاصة كان فيها لجان ثقافية نشيطة وفاعلة وكان لهذه اللجان نشاطات مثل صحف الحائط ومن ثم نشرات تطبع على الاستانسل ومكتبات ومحاولات مسرحية وغنائية وغير ذلك . وتشكل المسيرة الثقافية الحالية في دولة الإمارات عنصراً رئيسياً لوحدة الإنسان فالوحدة هي الأصل والقوة والفرقة هي الضعف ومن هنا نرى المؤسسات الثقافية تنير أركان الدولة وتشد من تماسكها عن طريق التسلح بالوعي والعلم والمعرفة . وأول هذه المؤسسات الثقافية الرئيسية وزارة الإعلام والثقافة التي يقع على عاتقها رعاية المواهب الشابة والمبدعة تساندها وتدعنها بوسائل عديدة ومختلفة إضافة إلى ذلك وهو الأهم الحفاظ على القيمة التراثية للإنسان في هذا البلد الطموح وحماية تقاليده وعاداته التي تميزه وتقوى ملامح شخصيته الوطنية ويقابل هذا الخط خط الانفتاح على الثقافات العربية والأجنبية أو محاولة الاندماج بالثقافة العربية التي تجسد ملامح كثيرة من ملامح الثقافة العربية في الإمارات فالثقافة واحدة لأنها تنطلق من جذر واحد وعقيدة واحدة وتهدف إلى مستقبل أما الانفتاح على الثقافات الأجنبية فيكون بالقدر الذي يغذي الثقافة ولا يتغذى عليها بالقدر الذي يقويها ولا يضعفها وهو انفتاح إنساني بحت يتدفق عند الشعور بالمساس بقضية الشخصية الوطنية . وعلى الصعيد الثقافي تقوم وسائل الإعلام المحلية بجهودها المختلفة لتنشيط وتعزيز وتطوير الحركة الثقافية من خلال الندوات والمحاضرات والأمسيات الأدبية واللقاءات مع الشخصيات الفكرية العربية .
وقد حدد الدكتور عبد الله النويس في كتابة ( الإعلام والتنمية الوطنية ) هذه الجهود بإقامة المواسم الثقافية ونشر الإنتاج المحلي وتسجيه وتوزيعه وتنظيم مجالس الشعراء وتنظيم القوافل الثقافية وتعتبر الصحافة في الإمارات أحد أبرز روافد تنمية الحركة الثقافية ولعبت دوراً مهماً في هذا المجال لتطويرها فقد فتحت هذه الصحف المجال واسعاً أمام القراء والشباب للكتابة فكثرت أعمالهم الأدبية وآراؤهم وأفكارهم وظهرت صفحات خاصة تحمل مسميات كتابات جيل البراعم وظهرت أصوات جديدة وكل هذه الأبواب ساهمت في ظهور أسماء أدباء وكتاب محليين جدد مثل خالد محمد أحمد ومحمد يوسف ومحمد عبيد غباش وتريم عمران وعبد الله عمران وغانم غباش ومحمد المر وحبيب الصايغ وعلي الشرهان وعلي جاسم وعلي أبو الريش ومحمد الحربي وسعيد حارب وظبية خميس وغيرهم .
كما يقدم التلفزيون برامج ذات أهمية ثقافية استقطبت اهتمام الجمهور .
ولو بحثنا عن أهم القضايا والآمال من ناحية وأكثر الهموم الفكرية من ناحية أخرى والتي شغلت وتشغل المؤسسات الثقافي%
اتمني ان يعجبكم الموضوع
تفضلـي
http://www.study4uae.com/vb/study4uae126/article39296/
السموحـه
ع العموم اختي تفضلي مفهوم التنمية الاجتماعيه وان شاء الله تستفيدين منه وحطيه في اول صفحة عاد انتي رتبيه كيف تبينه
التنمية الاجتماعية » مفهوم التنمية الاجتماعية .
- عدد القراءات: » 3853 - تاريخ النشر : » الأربعاء 27- 8- 1427 هـ طباعة
تعد التنمية بمفهومها العام عملية واعية موجهة لصياغة بناء حضاري اجتماعي متكامل يؤكد فيه المجتمع هويته وذاتيته وإبداعه، والتنمية بهذا المفهوم تقوم أساساً على مبدأ المشاركة الجماعية الفاعلة والإيجابية بدءاً بالتخطيط واتخاذ القرار ومروراً بالتنفيذ وتحمل المسئوليات وانتهاء بالانتفاع من مردودات وثمرات مشاريع التنمية وبرامجها، وبهذا تكون التنمية تخطيطاً وتوظيفاً أمثل لجهود الكل من أجل صالح الكل مع التركيز على صالح القطاعات والفئات الاجتماعية التي تحتاج أكثر من سواها لتطوير قدراتها وزيادة كفاءاتها وتحسين أوضاعها.
وبذلك تكون التنمية الاجتماعية وسيلة ومنهجاً يقوم على أسس عملية مدروسة لرفع مستوى الحياة وإحداث تغيير في طرق التفكير والعمل والمعيشة في المجتمعات المحلية النامية ( ريفية و حضرية ) مع الاستفادة من إمكانيات تلك المجتمعات المادية وطاقاتها البشرية بأسلوب يوائم حاجات المجتمع وتقاليده وقيمه الحضارية والمدنية.
ولقد تولت حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - قصارى جهدها نحو تنمية المجتمعات المحلية مستهدفة في ذلك رفع شأن المواطن وتحسين أحواله الاقتصادية والاجتماعية، والارتقاء بمستواه المعيشي.
حيث شهد مجتمع المملكة العربية السعودية في بداية النهضة الحديثة وخاصة في عهد خادم الحرمين الشريفين تركيزاً على التنمية الاقتصادية بوصفها الطريق إلى تأسيس الدولة العصرية وتسخير الإمكانات والاهتمام ببناء القاعدة الاقتصادية والتطور في جميع الميادين آخذين في الحسبان أن التنمية الشاملة والفاعلة هي تلك التي لا يمكن لها أن تتحقق إلا بنجاح التنمية الاقتصادية مع التنمية الاجتماعية جنباً إلى جنب فبدأت تبرز تجليات هذا المفهوم المتكامل للتنمية من خلال مشروعات وبرامج عديدة لعل من أبرزها مراكز التنمية والخدمة الاجتماعية ولجان التنمية الاجتماعية المحلية.
والله ولي التوفيق والنجاح وان شاء الله راح ادور ع معلومات ثانيه لج والسموحه ع القصور
وهذا المرجع
مفهوم التنمية الاجتماعية .
مفهوم الخدمة الاجتماعية التنموية:
الخدمة الاجتماعية التنموية هي ذلك النوع من الممارسة المهنية التي تتعامل مباشرة مع تحديات
التنمية وتساهم في رفع مستوي معيشة المواطنين باطراد بحيث يمكن ان يؤدي ذلك النشاط المهني
الي زيادة متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي مقوما بما يحصل عليه من سلع وخدمات
اهداف الخدمة الاجتماعية التنموية:
يعتبر الهدف العام للخدمة الاجتماعية التنموية المساهمة في رفع متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي
ويمكن ان يقسم هذا الهدف العام الي مجموعة من الاهداف النوعية مثل:
1_المساهمة في خلق رائ عام مستعد لتحمل مسئوليات التنمية الشاملة.
2_تحديد المعوقات الاجتماعية للتنمية الاقتصادية والمساهمة في التغلب عليها.
3_تحديد مقومات التنمية الاجتماعية وتحديد اتجاهاتها.
4_الاشتراك في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة الاجتماعية ووضع خطط التنمية الاجتماعية.
5_استثارة الجماهير في التاثير علي السياسة الاجتماعية والتخطيط الاجتماعي وفي تنفيذ وتقويم الخطط
6_المساهمة في ضمان عدالة توزيع الناتج القومي تحقيقا لعدالة الاجتماعية.
7_المساهمة في تقليل الفاقد الاجتماعي والاقتصادي قدر الامكان حفاظا علي الموارد ومنعا لتبديدها.
اتجاهات في الخدمة الاجتماعية التنموية:
هناك مجموعة من المقترحات لزيادة فاعلية الخدمة الاجتماعية التنموية مثل:
1*الاهتمام بالبحث العلمي واجراء التجارب لتقديم مشروعات وبرامج الرعاية الاجتماعية علي اساس
سليم وللتعرف علي المشاكل التي تواجه تلك المشروعات حتي ترسم سياسة اجتماعية سليمة لتوفير
برامج الرعاية الاجتماعية.
2*قيام الاهالي ببذل الجهود لتوفير خدمات الرعاية الاجتماعية اللازمة لهم علي ان تكون الدولة هي
الممولة لهذة المشروعات.
3*استخدام طرق الخدمة الاجتماعية والاساليب الفنية والتي تساعد علي ايجاد تكيف متبادل بين الناس
وبيئاتهم علي اساس المبادئ الانسانية والنظم الاجتماعية التي يقبلها المجتمع.
4*الربط بين التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية كي لا يسبق الجانب المادي الجانب الاجتماعي
5*العمل علي توسيع نطاق الخدمات الاجتماعية كلما ازداد الانتاج مع مراعاة اعطاء اولوية للخدمات
التي تؤدي مباشرة الي زيادة الانتاج ورفع معدلاته.
6*التركيز علي الخدمات التي تهم المجتمع ككل فالخدمات التي تهم الجماعات ثم الخدمات الفردية.
7*تحديد مستوي الخدمة في حدود مواردنا وامكانياتنا علي ان نعمل علي تحسين مستواها مع الزيادة
في الموارد والامكانيات.
8*العناية باشراك المواطنين في كافة عمليات الرعاية الاجتماعية كي يزداد تحمسهم للمشروعات التي تخدمهم
9*تعديل وظيفة وزارة الشئون الاجتماعية بحيث تتجه نحو تخطيط برامج الرعاية الاجتماعية والاشراف علي تنفيذها ورفع مستوي ادائها.
وآلسموحه على آلقصور ..
مشكورين على الموضوع بصراحه تعبتكم وياي بس بغيت المقدمه
وخاتمه اسمحولي
تفضلي اختي هذي المقدمه وقريها زين ما زين وبعدين حطي عنوان البحث
الحمد لله الذي جعل لنا من العلم نورا نهدي به و بعد...
نتقدم ببحثنا هذا الى زملائنا التلاميذ و الى كل من يجمعنا بهم رباط العلم من مستمعين و قراء و مدرسين فهذا البحث يشمل .....الذي نامل ان يعجبكم
و اذا نحن نضع بين ايديكم هذا البحث الذي نرجو ان يكون في المستوى و نامل اننا على الاقل لم نقصر و لم نهمل تبيان جواهر عناصر البحث لاننا محضو رين بعاملين اثنين يصعب التوفيق في كثير من الاحيان بينهما و هما الوقت الموزع بين مختلف المواد الذي يتشكل منها المنهاج الدراسي و كذلك الاحاطه النسبيه بموضوع البحث الذي هو مبتغانا و كذلك نرجو من الاساتذه ان يكونوا لاقسامهم النظرة الكامله و الشامله لمختلف الدروس مع تفادي النظرة التجزيئيه
نرجو من الاساتذه الكرام و كذلك اخواننا التلاميذ ان لا تبخلوا علينا بملاحظاتكم و اقتراحاتكم البناءة لنصوب اخطاءنا و نتفادى زلاتنا و نتلافى العيوب التي يمكن اننا ولا شك وقعنا فيها
و الله نسال ان يديم نعمته علينا و ان يحفظ وطننا من كل كيد و من كل شر و ان يهدينا سواء السبيل
و نسال الله عز و جل ان يوفقنا و يجعل النجاح حليفنا ....
من اعداد اعظاء لجنه البحث
خاتمة
وفي خاتمة هذا البحث أذكر نفسي وغيري بقوله سبحانه وتعالى: فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [ الكهف: 110 ]. ألا فلنعمل الصالحات ونجتنب الفواحش والموبقات ليرضى عنا رب الأرض والسماوات.
فقد رأينا كيف تكون عاقبة البعد عن الله وارتياد الطرق المعوجة المشبوهة، والعتو عن أمر الله سبحانه، وسوء الخاتمة والعذاب الأليم لمن كان هذا شأنه.
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا [ الطلاق: 8 - 9 ].
فمن رجى رحمة ربه فإليه يعود، فباب رحمته مفتوح غير موصود، وليكن سعيه من بعد حميدا، وفعله رشيدا، وقوله سديدا.
فإذا كان هذا حالنا رفع الله عنا الذل والضنى، والوبا والخنا، وصب علينا البركات صبا، ولم يجعل عيشنا كدا، وكان لنا نصيرا وسندا.
وبعد.. فهذا جهد المقل وبضاعته المزجاة، قصدت به وجه الإله، ثم النصح لمن كانت الفاحشة بلواه، والتنبيه لمن عافاه مولاه.
سائلا مولاي وخالقي أن يسدد قصدي، وينفعني به ومن بعدي، والباب مفتوح والصدر مشروح، لمن أراد أن يصحح خطأ، أو يقدم خيرا، وأفضلهم عندي من أهدى إلي عيبي.
ولقد ختمت بذا الختام مقالتي
وعلى الإله توكلي وثنائي
إن كان توفيق فمن رب الورى
والعجز للشيطان والأهواء
في حينها أدعو الذي بدعائه
يمحو الخطا ويزيد في النعماء
سبحانك اللهم ثم بحمدكا
أستغفرك وأتوب من أخطائي
أبو محمد جمال بن عبد الرحمن إسماعيل مكة المكرمة: ص. ب: 2035 شعبان 417 اه القاهرة: 2989845 منيا القمح - شرقية: 663674 \ xxx
مصر كنانه الله فى أرضه وهى همزه الوصل بين الماضى والحاضر وهى بحق أم الدنيا ، يؤكد ذلك تاريخ الحضاره المصريه ، فمصر كانت أول دوله تظهر فى العالم كوحده سياسيه مركزيه منذ استطاع الإنسان المصرى أن يحيا حياه مستقره على ضفاف وادى النيل ومن هنا إرتبط تاريخ الحضاره الانسانيه بتاريخ الحضاره المصريه .
فلقد وحدت مصر أقاليمها فى بدايه الألف الثالث قبل الميلاد حيث شهدت أرض مصر أعظم وأرقى حضاره عرفها العالم القديم وهى الحضاره الفرعونيه ، تلك الحضاره التى لا زالت آثارها ومعالمها باقيه إلى يومنا هذا تشهد بعظمه المصريين القدماء عبر التاريخ وعرف الانسان المصرى القديم عناصر القوى الشامله، حيث سعى للاهتمام بالنواحى الاقتصاديه فى مجالات الزراعه والصناعه والتجاره وشق قنوات الري .
واذا كان المؤرخ اليونانى ( هيرودت ) قد قال إن مصر هبه النيل فإن هذا القول يعبر عن نصف الحقيقه لأن الحضاره المصريه القديمه نشأت نتيجه التفاعل المبدع بين الانسان المصرى القديم وبيئته الطبيعيه ، وذلك تأكيدا لقول المؤرخ المصرى الحديث شفيق غربال إن مصر هبه المصريين
ولقد ظلت مصر فى أوقات قوتها ولحظات ضعفها محافظه على شخصيتها القوميه الفريده التى تكونت من مقوماتها الذاتيه وتفاعلها الحضارى مع غيرها من الحضارات بدءا من حضارات ما قبل التاريخ والحضاره الفرعونيه واليونانيه والرومانيه والقبطيه الى الاسلاميه حيث كانت مصر البوتقه التى إنصهرت فيها كل هذه الحضارات مع إحتفاظها بذاتيتها وخصوصيتها عبر كل العصور فى نسيج متجانس للوجدان المصرى من خلال وحدة التاريخ والمشاعر واللغه
لقد شهدت ارض مصر اعظم و ارقى حضارة عرفها العالم و هى الحضارة الفرعونية و التى مازالت معالمها و اثارها باقية الى يومنا هذا تشهد بعظمة المصريين القدماء عبر التاريخ ، و قد قدمت هذة الحضارة منذ استطاع الانسان المصرى ان يحيا حياة مستقرة على ضفاف وادى النيل بعد سنوات من التنقل و الترحال و نجح فى اقامة دولة موحدة قوية و تبرز هذه الوحده جهود المصريين القدماء فى تحقيق التقدم و المحافظة على بلادهم .
مصر فى عصرها الفرعونى
فنون الحضارة الفرعونية
بدأت الحضاره في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ بنحو مائه ألف سنه ، واعتبر المصريون القدماء منذ أواخر العصر الحجرى القديم 10 آلاف عام قبل الميلاد بأنهم أمه قائمه بذاتها وأطلقوا على أنفسهم أهل مصر أو ناس الأرض
وكانت بدايه الدوله فى مصر حين توحدت مقاطعاتها فى مملكتين مملكة الشمال في الوجه البحرى عاصمتها بوتو فى غرب الدلتا وشعارها البردى وتعبد الإله حور ورمزها الثعبان ، أما مملكه الجنوب فكانت عاصمتها نخن أو الكاب الحاليه وشعارها اللوتس وتعبد الإله ست وقد قامت عده محاولات في عصر ماقبل التاريخ لتوحيد مملكتى الشمال والجنوب ولكنها لم تثمر ، حتى تربع على مملكه الجنوب سنه 3200 ق م الملك مينا نارمر الذى يعد عهده فاتحه العصر التاريخى وبدايه عصر الأسرات التى بلغ عددها 30 أسره
عصر الدوله القديمه 2980 ق م 2475 ق م
تطورت الحضاره المصريه وتبلورت مبادىء الحكومه المركزيه ، وسمى الملك مينا بألقاب ملك الأرضين و صاحب التاجين وكانت هذه الوحده عاملا هاما فى نهضه مصر فى شتى نواحى الحياه ، حيث توصل المصريون الى الكتابه الهيروغليفيه أى النقش المقدس، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركه التجاره بين مصر والسودان و استقبلت مصر عصرا مجيدافى تاريخها عرف بإسم عصر بناة الاهرام ، وشهدت هذه الدوله بناء أول هرم ، هرم سقاره ، ومع تطور الزراعه والصناعه والتجاره استخدم المصريون أول إسطول نهرى
عصر الدوله الوسطى 2160 ق م و 1580 ق م
إهتم ملوك الدوله الوسطى بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب ، فاهتموا بمشروعات الرى والزراعه والتجاره ، وحفرت قناه بين النيل والبحر الاحمر ، وبدأ تشغيل المناجم والمحاجر ، فتقدمت الفنون والعماره ولكن نهايه حكم هذه الدوله شهد غزو الهكسوس واحتلالهم لمصر حوالى عام 1657 ق م ، وظلوا يحكمون البلاد نحو 150 عاما
عصر الدوله الحديثة 1580 ق م الى 1150 ق م
بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء على الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقيه عاد الأمن والاستقرار الى ربوع البلاد ، وبدأت مصر عهدا جديدا هو عهد الدوله الحديثه ، وأدركت مصر أهميه القوه العسكريه لحمايه البلاد فتم إنشاء جيش قوى، مهد لتكوين امبراطوريه عظيمه امتدت من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا
وشهد هذا العصر أيضا ثوره إخناتون الدينيه حيث دعا إلي عباده إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمه جديده للبلاد اسماها أخيتاتون وتعرضت مصر منذ حكم الاسره 21 وحتى 28 لإحتلال كل من الاشوريين عام 670 ق م ، ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنه مع الاسر الـ 30 ودخول الاسكندر الأكبر مصر
فنون الحضارة الفرعونية
إستحدث المصريون نظام الحكم والسلطات المختلفه الموجوده لإداره شئون البلاد ونشأ منصب الوزير لمساعده الفرعون فى اداره شئون البلاد بجانب كبار الموظفين لمعاونة الوزير فى ادارة الادارات العامه وعرفت مصر كذلك نظام الادارة المحليه تأثرت حضارة مصر الفرعونيه بالدين تأثرا كبيرا وقد توصل المصريون القدماء الى بعض الافكار الدينيه التى تدرجت من تعدد الآلهه الى التوصل الى فكره وجود إله واحد التى نادى بها امنحوتب الرابع اخناتون الذى احتل مكانا بارزا لفكره الفلسفى وثورته الدينيه برع المصريون فى فن العماره وآثارهم الخالده خير شاهد على ذلك ، ففى الدوله القديمه شيدت المصاطب والاهرام وهى تمثل العمائر الجنائزيه ، وأول هرم بنى فى مصر هو هرم زوسر ثم هرم ميدوم ، الا ان اشهرها جميعا أهرام الجيزه الثلاثه وتمثال أبو الهول التى شيدت فى عهد الاسره الرابعة وبلغ عدد الاهرام التى بنيت لتكون مثوى للفراعنه 97 هرما بدأ إنتشار المعابد الجنائزيه فى عصر الدوله الوسطى
واهتم ملوك الأسره الــ 12 بمنطقه الفيوم وأعمال الرى فيها ، وأشهر معابد أنشأها ملوك هذه الأسره معبد اللابرانت أو قصر التيه كما سماه الاغريق والذى شيده الملك أمنمحات الثالث فى هواره ، كما شيد القلاع والحصون والاسوار على حدود مصر الشرقيه
يعد عصر الدوله الحديثه أزهى فتره شهدتها فنون العماره حيث نقشت الصور على الجدران وعرفت الحرف والفنون الدقيقه على جدران المعابد الضخمه واهمها الكرنك والأقصر وأبو سمبل ، وقد أقيمت المسلات الفرعونيه أمام مداخل المعابد وهى منحوته من الجرانيت وتعتبر معابد آمون بالكرنك والاقصر والرمسيوم وحتشبسوت بالدير البحرى والمعابد المنحوته فى الصخر مثل أبو سمبل الكبير وأبو سمبل الصغيرمن أجمل أمثله عمائر عصر الامبراطوريه المصريه القديمه تؤكد آثار المصريين القدماء براعتهم فى الكتابه والأدب ويظهر ذلك فيما تركه المصريون من اثار ،
ولن ينس التاريخ فضل المصريين على الانسانيه فى اختراع الكتابه التى سماها الاغريق بالخط الهيروغليفى وكان عدد حروفها 24 حرفا واهتموا بالكتابه على أوراق البردى والجدران وبرعوا بصفه خاصه فى الأدب الدينى ، ومن أقدم أمثله الادب الدينى نصوص الاهرام وكذلك كتاب الموتى وهو عباره عن كتابات دينيه على أوراق البردى ويتم وضعها مع الميت لتقيه مخاطر ما بعد الموت و قد اهتم قدماء المصرين بالكتابة و التعليم و فى وصية احد الحكماء لابنة كتب يقول وسع صدرك للكتابة و احبها حبك لامك فليس فى الحياة ما هو اثمن منها
كما برع الاديب المصرى القديم فى كتابه القصص : و قد كان القصص المصرى الشعبى القديم متطورا الى درجة ان بعض الانماط القصصية التى عرفت و انتشرت فى جميع انحاء العالم كان مصدرها القصص المصرى
وأحب المصرى الموسيقى والغناء وأقبل المصريون على الموسيقى واستخدموها فى تربية النشئ وفى الاحتفالات العامه والخاصه وخاصه فى الجيش ، وكذلك إستخدموها فى الصلوات ودفن الموتى وإختلفت الملابس فى مصر الفرعونيه من طبقه الى اخرى ، وكانت تصنع من الكتان الناعم او من الأقمشه الحريريه المستورده من بلاد سوريا القديمه، وكانت الملابس تتنوع باختلاف المناسبات كما عرف المصريون التزين بالحلى وتميزت مصنوعاتهم بالدقه الفنيه العاليه وجمال التشكيل ، واستمدت العناصر الزخرفيه من الطبيعه مثل نبات البردى والنخيل وزهره اللوتس والاحجار الكريمه ، واستخدموا التمائم التى إعتقدوا أنها تحميهم من قوى الشر وحرصت المرأه بصفه خاصه على الاهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والاساور والعقود والخواتم والقلائد و الحنه
يمكن تتبع تاريخ مصر الفرعونية من تقسيمات المؤرخين القدامى أو المحدثين فقد قسم المؤرخ المصرى القديم مانيتون تاريخ مصر الفرعونية إلى ثلاثين أسرة حكمت مصر على التوالى واختلفت مواطن حضارتها بين أهناسيا وطيبة ومنف وأ ون أما المؤرخون المحدثون فقد قسموا تاريخ مصر الفرعونية إلى ثلاثة أقسام رئيسية هى الدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة
فى العصر الحجرى القديم - ما قبل الدولة القديمة - وقد ساد عصر مطير غمر منطقة الصحارى ووادى النيل فعاش المصريون فوق الهضاب فى أكواخ على صيد الحيوان واستخدموا الادوات الحجرية وبعض الأوانى الفخارية البدائية
وفى العصر الحجرى الحديث انتهى العصر المطير وجفت الهضاب وأصبحت أرض وادى النيل صالحة للحياة فهبط الانسان إلى الوادى وارتبط المصريون بالنيل منذ ذلك الحين وتعلم المصريون من النيل الكثير وتفاعلوا معه بعد أن أصبح مصدرحياتهم فكان عليهم تقويم النهر والتحكم فيه فأقاموا على واديه أخلد حضارة عرفتها البشرية وأصبحت مصر بحضارتها هبة النيل والمصريين معا
ونتيجه للتنظيم الاجتماعى الذى عرفه المصريون تطور مجتمعهم من القبيلة والجماعه إلى المجتمع المحلى والإقليمى حتى ظهرت الدولة الموحدة
وتعلم المصريون من النيل القياس والحساب فاستخدموا القدم والذراع كوحدات للقياس بل والارقام العشرية فى حساباتهم ومن بردى النيل اخترع المصريون الورق وابتكروا الكتابة
ومن غرين النيل صنع المصريون الفخار والطوب والأوانى وعرفوا موسم الزراعة فقسموا الزمن إلى سنة وشهور وأيام
وتطورت الحرف المختلفة المتصلة بالحياة الزراعية لإشباع الحاجات الاساسية للانسان ومن ثم ظهرت القبائل والاقاليم والمقاطعات..ثم تشكلت فى مصر مملكتان تمثلان وجهى مصر البحرى والقبلى وقامت عدة محاولات لتوحيدهما حتى نجح الملك مينا حوالى عام 3200ق .م فى توحيد الشمال والجنوب مؤسسا بذلك أول دولة فى التاريخ تظهر كوحدة سياسية لها عاصمة وبها حكومة مركزية وجهاز إدارى من جيش وشرطة وتعليم وقضاء
فى عصر الدولة القديمة 2980ق.م - 2475ق.م
تطورت الحضارة المصرية فتبلورت مبادئ الحكم المركزية والادارة واستقرت خصائص الطابع المصرى فى فنون النحت والنقش وأساليب العمارة وشهد عصر هذه الدولة بناء أول هرم ( هرم سقارة ) وبداية عصر بناة الاهرامات ومع تطور الزراعة والصناعه استخدم المصريون أول اسطول نهرى لتجارة منتجاتهم
وفى عصر الدولة الوسطى 2160ق.م - 1580ق.م
ساد البلاد الأمن والرخاء وازدهرت الزراعة وتطورت المصنوعات اليدوية وأنتج الفنانون المصريون والمهندسون تراثا رائعا انتشر فى الأقصر والفيوم وعين شمس
وفى عصر الدولة الحديثة 1580ق.م - 1150ق.م
شهد عصر هذه الدولة مجد مصر الحربى فى عصورها القديمة وامتدت امبراطورية مصر من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا
وفى عصر هذه الدولة الامبراطورية تمتعت مصر برخاء وثروة ومجد منقطع النظير وغدت عاصمتها طيبة مركزا للحضارة الانسانية وعاصمة للعالم تتدفق عليهاخيرات افريقيا وآسيا وجزر البحر المتوسط ويفد اليها كل عام رسل البلاد التى تحت سلطانهايحملون قدر استطاعتهم من ذهب وفضة وبدت طيبة فى عهد الملك تحتمس الثالث فى ابهى صورها وازدانت بالمعابد والهياكل والمسلات والتماثيل.. وعرف المصريون خلال حكم الملك -اخناتون- التوحيد الدينى عندما دعا هذا الملك إلى عبادة اله واحد ورمز له بقرص الشمس وانشأ للبلاد عاصمة جديدة سماها اخيتاتون ومع انشغاله بنشر مذهبه الدينى الجديد سادت فترة ضعف فى البلاد وكثر عدد الوافدين اليها من الاجناس الاخرى وخاصة الآسيوين والليبيين واستطاع قائد ليبى يدعى شيشنق عام 945ق .م ان يقضى على حكم الاسرة الـ21 ويحكم البلاد ثم حكمها من بعده ملوك من النوبة ( 722ق.م - 661ق.م ) ثم احتل الاشوريون مصر عام 670ق.م وطردهم منها الملك بسماتيك مؤسس الاسرة الـ26 التى انتهى حكمها باحتلال الفرس لمصر ثم طردوا منها خلال حكم الاسرة الـ28 ولكن عادوا مرة اخرى لاحتلال البلاد عام242 ق.م وظلوا فيهاحتى نهايةحكم الفراعنة الذى انتهى مع الاسرة الـ30 ودخول الاسكندر الاكبر لمصر
فنون الحضارة الفرعونية العمارة
فى الدولة القديمة كانت اهم المنشآت التى شيدت المصاطب والاهرامات وهى تمثل العمائر الجنائزية واول هرم بنى فى مصر هرم زوسر ثم هرم ميدوم وتعد اهرامات الجيزة الثلاثة التى اقيمت فى عهد الاسرة الرابعة أشهر الاهرامات واهمها فى مصر الفرعونية كذلك تمثال ابو الهول الذى تتجلى فيه قدرة الفنان المصرى على الابداع .. وتبلغ الاهرامات التى بنيت لتكون مثوى للفراعنه 97هرما
وفى عصر الدولة الوسطى بدأ انتشار المعابد الجنائزية واهتم ملوك الاسرة الـ12 بمنطقة الفيوم واعمال الرى فيها وأشهر معابد انشأها ملوك هذه الاسرة معبد اللابرانت أو قصر التيه كماسماه الاغريق وقد شيده الملك امنمحات الثالث فى هواره
كما شيدت القلاع والحصون والاسوار على حدود مصر الشرقية
ويعتبر عصر الدولة الحديثة أعظم فترة عرفتها أساليب العمارة والصور الجدارية والحرف والفنون الدقيقة التى تظهر على حوائط بعض المعابد الضخمة المتنوعة التصميمات كالكرنك والأقصر وأبو سمبل
ويعد عهد تحتمس الأول نقطة تحول فى بناء الهرم ليكون مقبرة فى باطن الجبل فى البر الغربى بالأقصر تتسم بالغنى والجمال فى أثاثها الجنائزى ويظهر ذلك فى مقبرة الملك توت عنخ آمون
وقد عمد فنانو هذه الدولة - للحفاظ على نقوش الحوائط - إلى استخدام الحفر الغائر والبارز بروزا بسيطا حتى لا تتعرض للضياع أو التشويه وآخر ما اكتشف من مقابر وادى الملوك مقبرة أبناء رمسيس الثانى التى تعد من أكبرها مساحة وتحتوى على 15مومياء
أما المسلات الفرعونية فقد كانت تقام فى ازدواج أمام مدخل المعابد وهى منحوتة من الجرانيت ومن أجمل أمثله عمائر عصر الامبراطورية المصرية القديمة معابد آمون وخوفو بالكرنك والاقصر والرمسيوم وحتشبسوت بالدير البحرى والمعابد المنحوتة فى الصخر مثل أبو سمبل الكبير وأبو سمبل الصغير
الأدب
نشأ الشعب المصري ميالا إلى الفنون ومبدعا فيها ويظهر ذلك واضحا فيما تركه المصريون من تماثيل ومسلات ونقوش وتوابيت وحلى واثاث وأدوات مرمرية
ولن ينسى التاريخ فضل المصريين على الإنسانية في اختراع الكتابة التي سماها الاغريق بالخط الهيروغليفي وتتكون الأبجدية الهيروغليفية من 24حرفا واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر فى الكتابة على أوراق البردى
وقد اهتم القدماء فى مصر بالكتابة والتعليم وفى وصية أحد الحكماء المصريين القدماء لابنه كتب يقول وسع صدرك للكتابة وأحبها حبك لأمك فليس فى الحياة ماهو أثمن منها
وبرع المصريون فى الأدب الدينى الذى تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الاخرى وأسرار الكون والاساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثله الأدب الدينى نصوص الأهرام التى سجلت على جدران بعض الأهرامات لتكون عونا للميت فى الحياة الاخرى .. أما كتاب الموتى فهو عبارة عن كتابات دينية تدون على أوراق البردى يتم وضعها مع الموتى لتقيهم من المخاطر بعد الموت وقد اهتم الأديب المصرى القديم بالظواهر الطبيعية التى رفعها إلى درجة التقديس فنسخ من حولها الأساطير الخالدة وخاصة حول الشمس والنيل فالشمس هى نور الاله الذى لايخبو عن أرض مصر وهى سر الدفء والحياة والنيل هو واهب الخير لارض مصر وهو الطريق الى الحياة الخالدة
كما برع الأديب المصرى القديم فى كتابة القصص وحرص على ان تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين على رواية تراثهم من الحكم والامثال وعلى ترديدها باعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم
الموسيقى
اشتهر المصريون فى العصر الفرعونى بحبهم للموسيقى والاقبال عليها واستخدامها فى تربية النشء وفى الاحتفالات الخاصة والعامة خاصة فى الجيش كذلك استخدموها فى الصلاة ودفن الموتى
عرف القدماء التجمل بالحلى التى تميزت بالدقة الفنية العالية وجمال التشكيل واستمدت العناصر الزخرفية من الطبيعه مثل نبات البردى والنخيل وزهر اللوتس كما استخدموا الاحجار الكريمة فى الزينة والحلى
المقدمة:
بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على خطاهم وهديهم إلى يوم الدين..........
أم بعد:
سوف أتحدث في هذا التقرير عن مصر القديمة , مصر في عصر الفراعنة, أهم الفنون المصرية منها (العمارة/الأدب/الموسيقى) وغيرها...........
الخاتمة:
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على رسول الله معلم الخير ....
أما بعد:
لقد تعلمت في هذا التقرير العديد من المعلومات التي لم تمر أو اسمعها من قبل .......
فلقد استنتجت أن تاريخ الحضارة الإنسانية مرتبط بالحضارة المصرية القديمة وأن هذه الحضارة نشأت نتيجة التفاعل بين الإنسان المصري القديم وبيئته الطبيعية واستنتجت أن هذه الحضارة تفاعلت مع عدت حضارة مثل(الرومانية/اليونانية/القبطية........) إذا يدل ذلك على وجود تبادل حضاري بين الحضارات منذ الأزل ...
ولقد انقسمت الحضارة المصرية القديمة إلى قسمين شمالي وجنوبي ..
ولقد استنتجت أن هذه الحضارة (الفرعونية) اشتهرت بعدت فنون منها:
((فن العمارة حيثوا شيدت الأهرامات والمصاطب),الأدب,الموسيقى,...)
واستنتجت أيضا أن الفضل يعود على المصريين القدماء في اختراع الكتابة مما جعلني استنتج أكثر أن هذه الحضارة رغم أنها كانت قديمة كانت تسعى لتحقيق حياة أفضل ومجتمع متطور ....
أخيرا أرجو من هذا التقرير أن ينال إعجابكم وتقديركم و شكرا.........
منطقة رأس الخيمة
وزارة التربية والتعليم
مدرسة الغيل للتعليم الثانوي
تقرير بعنوان:
عمل الطالب:حمد عبدالله محمد راشد
الصف: الحادي عشر أدبي /2
المادة:الاجتماع
بإشراف المعلم: نبيه
الفهرس
المقدمة
1
مصر في عصرها الفرعوني
وفنون الحضارة الفرعونية
2
فنون الحضارة الفرعونية
3
الأسرة في مصر القديمة
4
فنون الحضارة الفرعونية في
العمارة/الادب/المسيقى
5
الخاتمة
6
المصادر والمراجع
7
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد:
فإن مشكلة إنحراف الشباب من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمع، والتي ينبغي أن نسخّر كل الإمكانات لمواجهتها والقضاء عليها؛ لما لها من نتائج سلبية على المجتمع بل على الأمة بأسرها. وبلا مقدمات فقد أحببنا أن نسهم بهذه الكلمات اليسيرة في بيان أسباب ومظاهر إنحراف الشباب.
أولا: أسباب انحراف الشباب
1 - ضعف الوازع الديني.
2 - ضعف التربية والرعاية من قبل الوالدين.
3 - أصدقاء السوء وشِلل الإجرام والفساد.
4 - تهميش دور الشباب وإحساس الشاب بالغربة وسط أهله.
5 - الترف الزائد.
6 - الفراغ القاتل.
7 - حبّ الشهرة والثراء السريع.
8 - سن الشباب الداعي إلى المراهقة والمغامرة.
9 - وفور الشهوة وطغيان الغريزة مع صعوبة الزواج.
10 - الإستعداد النفسي للانحراف.
11 - ضغوط المجتمع وعدم وجود بيئة صالحة.
12 - طول الأمل ونسيان أن أغلب من يموت من الشباب.
13 - الغفلة عن العقاب في الدنيا والآخرة.
14 - الفتنة بأهل الغرب وحضارتهم.
15 - محبة أهل الفساد من المشهورين.
16 - القنوات الفضائية وما تقدمه من دورس مجانية في الجنس والجريمة بأنواعها.
17 - الغزو الفكري المدمر.
18 - وسائل الإعلام بشتى أنواعها.
19 - البطالة والإستنكاف من الأعمال الدنيا.
20 - تقصير كثير من المعلمين في المدارس.
21 - تقصير بعض الدعاة ورجال الحسبة.
22 - السفر إلى بلاد الخلاعة والمجون.
23 - تشجيع المجتمع لبعض أنواع الانحراف والمنحرفين.
24 - سوء خلق بعض المتدينين وغلظتهم.
25 - قسوة الوالد على أبنائه.
26 - التدليل الزائد من قبل الوالدين، والوالدة بالأخصّ.
27 - وجود الخادمات بصورة غير لائقة في البيت.
28 - تبرج النساء وتهتكهن في الشوارع والأسواق.
29 - إختلاط الرجال بالنساء في الأماكن العامة وبعض دوائر العمل.
30 - سيطرة النظرة المادية البحتة والتخلي عن القيم والأخلاق.
31 - الجهل.
ثانياً: مظاهرانحراف الشباب
1 - التهاون بالشعائر التعبدية وأولها الصلاة.
2 - التميع وعدم الجدية.
3 - إهدار الأوقات وعدم تقدير قيمة الزمن.
4 - الإسراف والتبذير.
5 - الكبر والغرور.
6 - ارتكاب الفواحش كالزنا واللواط.
7 - عقوق الوالدين.
8 - التدخين.
9 - تعاطي المسكرات والمخدرات.
10 - تقليد أهل الفساد من المشهورين.
11 - المعاكسات الهاتفية.
12 - التشبه بأهل الكفر في ملابسهم وكلامهم ومشيتهم وحركاتهم ورقصهم وقصات شعرهم ومجونهم.
13 - حب الراحة وعدم الصبر على العمل الجاد المثمر.
14 - الكبر والغرور والتعالي على الآخرين.
15 - سوء الخلق وعدم إنزال الناس منازلهم
.
.
.
.
:: المقدمة ::
بسم الله الرحمن الرحيم
يشير الضبط الاجتماعي Social Control، في معناه العام، إلى العمليات والإجراءات، المقصودة وغير المقصودة، التي يتخذها مجتمع ما، أو جزء من هذا المجتمع، لمراقبة سلوك الأفراد فيه، والاستيثاق من أنهم يتصرفون وفقاً للمعايير والقِيم أو النظُم، التي رسمت لهم. ويرتبط الضبط الاجتماعي، في المجتمع الحديث، بالرأي العام، وبالحكومة، من طريق القانون. أمّا في المجتمعات التقليدية، فتسهم الأنماط الاجتماعية، كالعادات الشعبية، والعُرف، بدور كبير في الضبط الاجتماعي.
:: الموضوع ::
وعلى هذا، فقد ذهب كلٌّ من أوجبرن ونيمكوف Ogburn and Nimkoff، إلى أن دارسي علم الاجتماع، يستخدمون اصطلاح الضبط الاجتماعي بطريقة عامة جداً في وصف كلّ الوسائل، التي تستخدمها الجماعة في تحقيق النظام الاجتماعي. ويترتب على هذا الاستخدام، أن العادات الشعبية، وتقسيم العمل، مثلاً، يمكن تصنيفهما من وسائل الضبط الاجتماعي، ماداما يساعدان على استمرار الجماعة وتكاملها. فالضبط، في نظرهما، هو العمليات والوسائل، التي تستخدمها الجماعة في تضييق نطاق الانحرافات عن المعايير الاجتماعية.
إن كلّ عرف اجتماعي، وكلّ مظهر من مظاهر السلوك العام، هو إلى درجة ما، وسيلة للضبط الاجتماعي؛ بل إن أبسط قواعد السلوك، أو أبسط مظاهر التقاليد أو آداب السلوك العام، هي أدوات ووسائل للضبط الاجتماعي
1. أهمية الضبط الاجتماعي، وتطور الاهتمام به
لقد نال موضوع الضبط الاجتماعي عناية كثير من علماء الاجتماع، منذ أن قرر ابن خلدون، أن الضبط الاجتماعي أساس للحياة الاجتماعية، وضمان لأمنها، واستمرار لبقائها. فهو يقول إن الاجتماع الإنساني ضروري، إذ إن الإنسان مدني بطبعه، أيْ لا بدّ له من الاجتماع، الذي هو المدنية. ثم إن هذا الاجتماع، إذا حصل للبشر؛ ومن ثَم، عمران العالم بهم، فلا بدّ من وازع، يدفع بعضهم عن بعض؛ لما في طباعهم الحيوانية من العدوان، والظلم. ويقول، في موضع آخر، إنه لا بدّ للبشر من الحكم الوازع، أيْ الحكم بشرع مفروض من عند الله، يأتي به واحد من البشر؛ وإنه لا بدّ أن يكون متميزاً عنهم بما يودع الله فيه من خواصّ هدايته، ليقع التسليم له،
والقبول منه؛ حتى يكون الحكم فيهم وعليهم من غير إنكار، ولا تزييف.
ومن العلماء، الذين أسهموا في دراسة عملية الضبط الاجتماعي والاجتماع القانوني، مونتسكيو Montesquieu، في كتابه "روح القوانين"، حيث أشار إلى أن لكلّ مجتمع قانونه، الذي يلائم بيئته، الطبيعية والاجتماعية؛ أيْ أنه أكد العلاقة بين القانون، والضبط، والظواهر الاجتماعية، والنظُم. وتنبثق من هذه العلاقة روح عامة، تؤثر في السلوك الاجتماعي، وتضبط التصرفات، وتؤثر في المؤسسات والمنظمات، الاجتماعية والقانونية. وقد ازداد الاهتمام بموضوع الضبط الاجتماعي، على يد عالم الاجتماع الأمريكي، إدوارد روس Edward Ross، الذي أكد أهمية الضبط الاجتماعي في الحياة الاجتماعية، وحفظ كيان المجتمع. ثم تطورت دراسة الضبط، في الفترة الأخيرة، بازدياد الأبحاث، التي أجريت على الجماعات وعمليات التفاعل الاجتماعي؛ وما تمخضت به من إبراز لموضوعات جديدة في علم الاجتماع، كمستويات الفعل الاجتماعي، والمعايير الاجتماعية، والقِيم والقواعد العامة للسلوك. لذا، رأى علماء الاجتماع، أن الضبط الاجتماعي، أصبح، في الواقع، مرادفاً للتنظيم الاجتماعي Social Organization، على أساس أن التنظيم الاجتماعي، يشير إلى القيود والأنماط كافة، التي يتولد منها الانضباط والنظام الاجتماعي؛ وإن كان الضبط الاجتماعي يقتصر، في أكثر أشكاله شيوعاً، على التأثير الناجم عن الأجهزة الرسمية. كما اهتم علماء الاجتماع بربط الضبط الاجتماعي ربطاً وثيقاً بالثقافة. وجعلوا من العسير دراسة الضبط الاجتماعي بعيداً عن علم اجتماع الثقافة. مثال ذلك، أن جورفيتش Gorfetch، يرى أن الضبط هو مجموع الأنماط الثقافية، التي يعتمد عليها المجتمع عامة في ضبط التوتر والصراع. فالضبط، إذاً، وسيلة اجتماعية أو ثقافية، تفرض قيوداً منظمة على السلوك الفردي أو الجماعي، لجعله مسايراً لقِيم المجتمع وتقاليده.
2. أشكال الضبط الاجتماعي
لما كان الضبط الاجتماعي هو القوة، التي بها يمتثل الأفراد ، نُظُم المجتمع الذي يعيشون فيه؛ فإن وسائل الضبط وأشكاله تختلف من مجتمع إلى آخر، بل في المجتمع الواحد نفسه، باختلاف الزمان والمكان. فالضبط في المجتمعات الشرقية المحافظة، يخالف عن الضبط في تلك الغربية المتحررة. ومن الممكن أن تختلف وسائل الضبط وأشكاله، داخل المجتمع الواحد؛ فهو في صعيد مصر، يكون، عادة، أكثر صرامة وشدة منه في الوجه البحري. كما أن وسائل الضبط في العصور الماضية، هي غيرها في هذه الحديثة، من حيث درجة الشدة والصرامة. وعلى هذا، يرى علماء الاجتماع، أن للضبط شكلَين رئيسيَّين، هما:
أ. الضبط القهري Coercive Control
وينشأ هذا الشكل من الضبط بناءً على فاعلية القانون والحكومة والقرارات واللوائح التنظيمية، سواء داخل المجتمع أو الجماعات؛ ويصاحب، عادة، بالقوة أو الخوف من استخدامها. فأنماط السلوك الرادعة، في حالات الجريمة، إنما هي نوع من الضبط القهري، الذي يمارسه المجتمع، لمنع الجريمة، وردع الآخرين عن اقتراف السلوك، الذي ينافي القِيم والمعايير الاجتماعية.
ب. الضبط المقنِع Persuasive Control
عماده التفاعلات الاجتماعية والوسائل الاجتماعية المختلفة، التي تقنع المرء بالتزام قيم المجتمع وقوانينه؛ وذلك بناءً على الانتماء إلى الجماعة، وعمليات التطبيع الاجتماعي منذ الصغر، وتعوُّد قِيم الطاعة، ومسايرة المعايير الاجتماعية السائدة داخل المجتمع. وعادة ما يكون الجزاء الاجتماعي على هذا النوع من الضبط الاجتماعي جزاءً معنوياً، بمعنى أن الخروج على قِيم المجتمع، يقابله بنوه بالنبذ والاستهجان، أو البعد عن غير الملتزمين.
كما قد يكون الضبط الاجتماعي مباشراً، كما هو الحال في القوانين المكتوبة؛ أو غير مباشر، كما يتمثل في التوقعات العامة والعادات والتقاليد غير المكتوبة.
3. وسائل الضبط الاجتماعي
من أهم وسائل الضبط الاجتماعي، وأكثرها انتشاراً في المجتمعات الإنسانية، على اختلاف نوعياتها، وتفاوت شدة تلك الوسائل:
أ. العُرف Mors
العُرف هو أهم أساليب الضبط الاجتماعي الراسخة في المجتمع، لكونه أهم الطرائق والأساليب، التي توجدها الحياة الاجتماعية، تدريجاً، فينمو مع الزمن، ويزداد ثبوتاً وتأصلاً. ويخضع له أفراد المجتمع أجمعون؛ لأنه يستمد قوّته من فكر الجماعة وعقائدها؛ فضلاً عن تأصله تأصل رغباتها وظروف الحياة المعيشية؛ وإلا لما استقر زمناً طويلاً في المجتمع. والأعراف غالباً ما تستخدم في حالة الجمع، لأنها طرائق عمل الأشياء، التي تحمل في طياتها عامل الجبر والإلزام؛ لأنها تحقق رفاهية الجماعة. واستطراداً، فهي تأخذ طابع المحرمات Taboos، التي تمنع فعل أشياء معينة أو ممارسة معينة. ولذلك، تدين أعرافنا وأد البنات، وأكل لحوم البشر، وزواج المرأة برجلَين في وقت واحد. وقد ذكر سابير Sapir، أن اصطلاح العرف، يطلق على تلك العادات، التي يكتنفها الشعور بالصواب أو الخطأ في أساليب السلوك المختلفة. وعُرف أيّ جماعة هو أخلاقياتها غير المصوغة، وغير المقننة، كما تبدو في السلوك العملي.
بناء على ذلك، يعنى العُرف المعتقدات الفكرية السائدة، التي غرست، نفسياً، لدى أفراد المجتمع. يمارسونه حتى يصبح أمراً مقدساً، على الرغم من انتفاء قيمته، أحياناً (هذا ما جرى عليه العُرف) (وده في عرفنا كده). وهو أقوى من العادات والتقاليد على التأثير في سلوك الناس.
ب. العادات والتقاليد
العادات ظاهرة اجتماعية، تشير إلى كلّ ما يفعله الناس، وتعودوا فعله بالتكرار. وهي ضرورة اجتماعية، إذ تصدر عن غريزة اجتماعية، وليس عن حكومة أو سلطة تشريعية وتنفيذية؛ فهي تلقائية لأن أعضاء المجتمع الواحد، يتعارفون فيما بينهم على ما ينبغي أن يفعلوه؛ وذلك برضاء جميعهم. والعادة قد تكون أحدية، مثل: عادات الإنسان اليومية، في المأكل والملبس، وعادات النوم والاستذكار وغيرها. أمّا العادة الجمعية، فهي التي يتفق عليها أبناء الجماعة، وتنتشر بينهم، مثل عادات المصريين في الأعياد والمواسم الدينية. أمّا التقاليد، فهي خاصية، تتصف بالتوارث من جيل إلى جيل، وتنبع الرغبة في التمسك بها من أنها ميراث من الأسلاف والآباء نافع ومفيد.
بيد أن ثمة اختلافاً بين العادات والتقاليد، يتمثل في أن العادات الاجتماعية أنماط سلوكية، ألِفها الناس وارتضوها، على مر الزمن؛ ويسيرون على هديها، ويتصرفون بمقتضاها، من دون تفكير فيها. وهى تختلف من مجتمع إلى آخر، وفقاً لظروفه والخواصّ التي تميزه. وهي لا تنشأ من مبادرة أمرئ واحد إلى عمل معين، مرة واحدة؛ بل إن السلوك لكي يصبح عادة اجتماعية، يجب أن يتكرر وينتشر، فيصبح نمطاً للسلوك في مجتمع معين. أمّا التقاليد، فهي أنماط سلوكية، ألِفها الناس، ويشعرون نحوها بقدر كبير من التقديس، ولا يفكرون في العدول عنها أو تغييرها.
ج. عملية التنشئة الاجتماعية
هي العملية التي تطبع الإنسان، منذ مراحل الطفولة المبكرة، وتعِده للحياة الاجتماعية المقبلة، التي سيتعامل فيها مع آخرين من غير أسْرته. فالتنشئة الاجتماعية، تعلم الطفل قِيم المجتمع ومعاييره الأساسية، التي سيشارك فيها غيره حينما ينضج. ولقد أثبتت الدراسات، أن الطفل يتأثر بالوراثة من والدَيه، التي لا تنتهي بالمولد؛ وإنما بالتقليد والمحاكاة، يبدأ ببناء شخصيته، بعد أن انعكس أمامه كلّ ما حوله من مؤثرات اجتماعية. ومن ثَمّ، كانت أهمية التنشئة في تكوين العادات وتهذيبها. وفي هذا المجال، يبين جولد سميث Gold Smith أهمية دور المدرسة في تنشئة الطفل وتربيته؛ إذ يتعلم فيها احترام نفسه واحترام الآخرين، كما يتعلم ضبط نفسه. وفي المدرسة، يجد النمط المثالي التالي لنمط والدَيه، متمثلاً في المدرس، فيطيعه، فيغرس فيه المدرس عادة الطاعة والاحترام وبذور الحكمة. وهكذا، تصبح التربية أداة أخلاقية في يد المجتمع، لضبط أبنائه.
د. القانون Low
القانون هو أعلى أنواع الضبط الاجتماعي دقة وتنظيماً. وهو يتميز عن بقية الضوابط الأخرى بكونه أكثرها موضوعية وتحديداً، كما ينطوي على عدالة في المعاملة، لا تفرق بين أبناء المجتمع؛ فالثواب والعقاب صنوَان في القانون، وهدف الجزاء والعقاب هو الردع، أو منع وقوع جريمة أو ارتكاب الخطأ. كما أن هناك فائدة أخرى للقانون، إذ يتضح أنه سياج على الحريات الأحدية. ومن ناحية أخرى، فإنه يحدد العقوبات وفقاً للخطر الذي يمثله الخارجون عليه، وطبقاً لمدى جذب الجريمة للمجرم.
:: الخاتمة ::
باختصار، إن القانون، بصفته ضابطاً اجتماعياً، ينطوي على جميع الآليات التي تؤهله لمنع الانحراف، وعقاب المنحرف؛ نظراً إلى قوّته الإلزامية، ونصوصه الواضحة، والمحددة، التي توقع الجزاء على من يخالفه.
:: المصادر والمراجع ::
1. أحمد زكي بدوي، "معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية"، مكتبة لبنان، بيروت، 1986.
2. روبرت ماكيفر، وشالزبيج، "المجتمع"، ترجمة على أحمد عيسى، مكتبة النهضة العربية، القاهرة، 1961.
3. عاطف غيث، "المشاكل الاجتماعية والسلوك الانحرافي"، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1984.
4. عبدالرحمن بن خلدون، "مقدمة أبن خلدون"، تحقيق وشرح على عبد الواحد وافى، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الثالثة، د.ت، الجزء الأول.
5. عبدالهادي والى، "التنمية الاجتماعية، مدخل لدراسة المفهومات الأساسية"، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1983.
6. غريب سيد أحمد وآخرون، "المدخل إلى علم الاجتماع"، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1996.
7. فوزية دياب، "القيم والعادات الاجتماعية (مع بحث ميداني لبعض العادات الاجتماعية)"، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، 1966.
8. محمد عاطف غيث، "قاموس علم الاجتماع"، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1995.
9. ميشيل مان، "موسوعة العلوم الاجتماعية"، ترجمة عادل الهواري، وسعد مصلوح، مكتبة الفلاح، العين، 1994.
10. نبيل السمالوطي، "نظرية علم الاجتماع في دراسة الثقافة، دراسة نظرية وتطبيقية"، دار المعارف، القاهرة، 1984.
11. Lengermann , P., Definitions of Sociology (A historical Approach), E. Merrill publishing CO., 1974,.
12. Young , K, & Mack , R., Sociology and Social life , American Book Company N.Y., 1963
منقووووووووووووووووووول...
هذا عشان جمال عيونج
:: المقدمة ::
بسم الله الرحمن الرحيم
يشير الضبط الاجتماعي Social Control، في معناه العام، إلى العمليات والإجراءات، المقصودة وغير المقصودة، التي يتخذها مجتمع ما، أو جزء من هذا المجتمع، لمراقبة سلوك الأفراد فيه، والاستيثاق من أنهم يتصرفون وفقاً للمعايير والقِيم أو النظُم، التي رسمت لهم. ويرتبط الضبط الاجتماعي، في المجتمع الحديث، بالرأي العام، وبالحكومة، من طريق القانون. أمّا في المجتمعات التقليدية، فتسهم الأنماط الاجتماعية، كالعادات الشعبية، والعُرف، بدور كبير في الضبط الاجتماعي.
:: الموضوع ::
وعلى هذا، فقد ذهب كلٌّ من أوجبرن ونيمكوف Ogburn and Nimkoff، إلى أن دارسي علم الاجتماع، يستخدمون اصطلاح الضبط الاجتماعي بطريقة عامة جداً في وصف كلّ الوسائل، التي تستخدمها الجماعة في تحقيق النظام الاجتماعي. ويترتب على هذا الاستخدام، أن العادات الشعبية، وتقسيم العمل، مثلاً، يمكن تصنيفهما من وسائل الضبط الاجتماعي، ماداما يساعدان على استمرار الجماعة وتكاملها. فالضبط، في نظرهما، هو العمليات والوسائل، التي تستخدمها الجماعة في تضييق نطاق الانحرافات عن المعايير الاجتماعية.
إن كلّ عرف اجتماعي، وكلّ مظهر من مظاهر السلوك العام، هو إلى درجة ما، وسيلة للضبط الاجتماعي؛ بل إن أبسط قواعد السلوك، أو أبسط مظاهر التقاليد أو آداب السلوك العام، هي أدوات ووسائل للضبط الاجتماعي
1. أهمية الضبط الاجتماعي، وتطور الاهتمام به
لقد نال موضوع الضبط الاجتماعي عناية كثير من علماء الاجتماع، منذ أن قرر ابن خلدون، أن الضبط الاجتماعي أساس للحياة الاجتماعية، وضمان لأمنها، واستمرار لبقائها. فهو يقول إن الاجتماع الإنساني ضروري، إذ إن الإنسان مدني بطبعه، أيْ لا بدّ له من الاجتماع، الذي هو المدنية. ثم إن هذا الاجتماع، إذا حصل للبشر؛ ومن ثَم، عمران العالم بهم، فلا بدّ من وازع، يدفع بعضهم عن بعض؛ لما في طباعهم الحيوانية من العدوان، والظلم. ويقول، في موضع آخر، إنه لا بدّ للبشر من الحكم الوازع، أيْ الحكم بشرع مفروض من عند الله، يأتي به واحد من البشر؛ وإنه لا بدّ أن يكون متميزاً عنهم بما يودع الله فيه من خواصّ هدايته، ليقع التسليم له،
والقبول منه؛ حتى يكون الحكم فيهم وعليهم من غير إنكار، ولا تزييف.
ومن العلماء، الذين أسهموا في دراسة عملية الضبط الاجتماعي والاجتماع القانوني، مونتسكيو Montesquieu، في كتابه "روح القوانين"، حيث أشار إلى أن لكلّ مجتمع قانونه، الذي يلائم بيئته، الطبيعية والاجتماعية؛ أيْ أنه أكد العلاقة بين القانون، والضبط، والظواهر الاجتماعية، والنظُم. وتنبثق من هذه العلاقة روح عامة، تؤثر في السلوك الاجتماعي، وتضبط التصرفات، وتؤثر في المؤسسات والمنظمات، الاجتماعية والقانونية. وقد ازداد الاهتمام بموضوع الضبط الاجتماعي، على يد عالم الاجتماع الأمريكي، إدوارد روس Edward Ross، الذي أكد أهمية الضبط الاجتماعي في الحياة الاجتماعية، وحفظ كيان المجتمع. ثم تطورت دراسة الضبط، في الفترة الأخيرة، بازدياد الأبحاث، التي أجريت على الجماعات وعمليات التفاعل الاجتماعي؛ وما تمخضت به من إبراز لموضوعات جديدة في علم الاجتماع، كمستويات الفعل الاجتماعي، والمعايير الاجتماعية، والقِيم والقواعد العامة للسلوك. لذا، رأى علماء الاجتماع، أن الضبط الاجتماعي، أصبح، في الواقع، مرادفاً للتنظيم الاجتماعي Social Organization، على أساس أن التنظيم الاجتماعي، يشير إلى القيود والأنماط كافة، التي يتولد منها الانضباط والنظام الاجتماعي؛ وإن كان الضبط الاجتماعي يقتصر، في أكثر أشكاله شيوعاً، على التأثير الناجم عن الأجهزة الرسمية. كما اهتم علماء الاجتماع بربط الضبط الاجتماعي ربطاً وثيقاً بالثقافة. وجعلوا من العسير دراسة الضبط الاجتماعي بعيداً عن علم اجتماع الثقافة. مثال ذلك، أن جورفيتش Gorfetch، يرى أن الضبط هو مجموع الأنماط الثقافية، التي يعتمد عليها المجتمع عامة في ضبط التوتر والصراع. فالضبط، إذاً، وسيلة اجتماعية أو ثقافية، تفرض قيوداً منظمة على السلوك الفردي أو الجماعي، لجعله مسايراً لقِيم المجتمع وتقاليده.
2. أشكال الضبط الاجتماعي
لما كان الضبط الاجتماعي هو القوة، التي بها يمتثل الأفراد ، نُظُم المجتمع الذي يعيشون فيه؛ فإن وسائل الضبط وأشكاله تختلف من مجتمع إلى آخر، بل في المجتمع الواحد نفسه، باختلاف الزمان والمكان. فالضبط في المجتمعات الشرقية المحافظة، يخالف عن الضبط في تلك الغربية المتحررة. ومن الممكن أن تختلف وسائل الضبط وأشكاله، داخل المجتمع الواحد؛ فهو في صعيد مصر، يكون، عادة، أكثر صرامة وشدة منه في الوجه البحري. كما أن وسائل الضبط في العصور الماضية، هي غيرها في هذه الحديثة، من حيث درجة الشدة والصرامة. وعلى هذا، يرى علماء الاجتماع، أن للضبط شكلَين رئيسيَّين، هما:
أ. الضبط القهري Coercive Control
وينشأ هذا الشكل من الضبط بناءً على فاعلية القانون والحكومة والقرارات واللوائح التنظيمية، سواء داخل المجتمع أو الجماعات؛ ويصاحب، عادة، بالقوة أو الخوف من استخدامها. فأنماط السلوك الرادعة، في حالات الجريمة، إنما هي نوع من الضبط القهري، الذي يمارسه المجتمع، لمنع الجريمة، وردع الآخرين عن اقتراف السلوك، الذي ينافي القِيم والمعايير الاجتماعية.
ب. الضبط المقنِع Persuasive Control
عماده التفاعلات الاجتماعية والوسائل الاجتماعية المختلفة، التي تقنع المرء بالتزام قيم المجتمع وقوانينه؛ وذلك بناءً على الانتماء إلى الجماعة، وعمليات التطبيع الاجتماعي منذ الصغر، وتعوُّد قِيم الطاعة، ومسايرة المعايير الاجتماعية السائدة داخل المجتمع. وعادة ما يكون الجزاء الاجتماعي على هذا النوع من الضبط الاجتماعي جزاءً معنوياً، بمعنى أن الخروج على قِيم المجتمع، يقابله بنوه بالنبذ والاستهجان، أو البعد عن غير الملتزمين.
كما قد يكون الضبط الاجتماعي مباشراً، كما هو الحال في القوانين المكتوبة؛ أو غير مباشر، كما يتمثل في التوقعات العامة والعادات والتقاليد غير المكتوبة.
3. وسائل الضبط الاجتماعي
من أهم وسائل الضبط الاجتماعي، وأكثرها انتشاراً في المجتمعات الإنسانية، على اختلاف نوعياتها، وتفاوت شدة تلك الوسائل:
أ. العُرف Mors
العُرف هو أهم أساليب الضبط الاجتماعي الراسخة في المجتمع، لكونه أهم الطرائق والأساليب، التي توجدها الحياة الاجتماعية، تدريجاً، فينمو مع الزمن، ويزداد ثبوتاً وتأصلاً. ويخضع له أفراد المجتمع أجمعون؛ لأنه يستمد قوّته من فكر الجماعة وعقائدها؛ فضلاً عن تأصله تأصل رغباتها وظروف الحياة المعيشية؛ وإلا لما استقر زمناً طويلاً في المجتمع. والأعراف غالباً ما تستخدم في حالة الجمع، لأنها طرائق عمل الأشياء، التي تحمل في طياتها عامل الجبر والإلزام؛ لأنها تحقق رفاهية الجماعة. واستطراداً، فهي تأخذ طابع المحرمات Taboos، التي تمنع فعل أشياء معينة أو ممارسة معينة. ولذلك، تدين أعرافنا وأد البنات، وأكل لحوم البشر، وزواج المرأة برجلَين في وقت واحد. وقد ذكر سابير Sapir، أن اصطلاح العرف، يطلق على تلك العادات، التي يكتنفها الشعور بالصواب أو الخطأ في أساليب السلوك المختلفة. وعُرف أيّ جماعة هو أخلاقياتها غير المصوغة، وغير المقننة، كما تبدو في السلوك العملي.
بناء على ذلك، يعنى العُرف المعتقدات الفكرية السائدة، التي غرست، نفسياً، لدى أفراد المجتمع. يمارسونه حتى يصبح أمراً مقدساً، على الرغم من انتفاء قيمته، أحياناً (هذا ما جرى عليه العُرف) (وده في عرفنا كده). وهو أقوى من العادات والتقاليد على التأثير في سلوك الناس.
ب. العادات والتقاليد
العادات ظاهرة اجتماعية، تشير إلى كلّ ما يفعله الناس، وتعودوا فعله بالتكرار. وهي ضرورة اجتماعية، إذ تصدر عن غريزة اجتماعية، وليس عن حكومة أو سلطة تشريعية وتنفيذية؛ فهي تلقائية لأن أعضاء المجتمع الواحد، يتعارفون فيما بينهم على ما ينبغي أن يفعلوه؛ وذلك برضاء جميعهم. والعادة قد تكون أحدية، مثل: عادات الإنسان اليومية، في المأكل والملبس، وعادات النوم والاستذكار وغيرها. أمّا العادة الجمعية، فهي التي يتفق عليها أبناء الجماعة، وتنتشر بينهم، مثل عادات المصريين في الأعياد والمواسم الدينية. أمّا التقاليد، فهي خاصية، تتصف بالتوارث من جيل إلى جيل، وتنبع الرغبة في التمسك بها من أنها ميراث من الأسلاف والآباء نافع ومفيد.
بيد أن ثمة اختلافاً بين العادات والتقاليد، يتمثل في أن العادات الاجتماعية أنماط سلوكية، ألِفها الناس وارتضوها، على مر الزمن؛ ويسيرون على هديها، ويتصرفون بمقتضاها، من دون تفكير فيها. وهى تختلف من مجتمع إلى آخر، وفقاً لظروفه والخواصّ التي تميزه. وهي لا تنشأ من مبادرة أمرئ واحد إلى عمل معين، مرة واحدة؛ بل إن السلوك لكي يصبح عادة اجتماعية، يجب أن يتكرر وينتشر، فيصبح نمطاً للسلوك في مجتمع معين. أمّا التقاليد، فهي أنماط سلوكية، ألِفها الناس، ويشعرون نحوها بقدر كبير من التقديس، ولا يفكرون في العدول عنها أو تغييرها.
ج. عملية التنشئة الاجتماعية
هي العملية التي تطبع الإنسان، منذ مراحل الطفولة المبكرة، وتعِده للحياة الاجتماعية المقبلة، التي سيتعامل فيها مع آخرين من غير أسْرته. فالتنشئة الاجتماعية، تعلم الطفل قِيم المجتمع ومعاييره الأساسية، التي سيشارك فيها غيره حينما ينضج. ولقد أثبتت الدراسات، أن الطفل يتأثر بالوراثة من والدَيه، التي لا تنتهي بالمولد؛ وإنما بالتقليد والمحاكاة، يبدأ ببناء شخصيته، بعد أن انعكس أمامه كلّ ما حوله من مؤثرات اجتماعية. ومن ثَمّ، كانت أهمية التنشئة في تكوين العادات وتهذيبها. وفي هذا المجال، يبين جولد سميث Gold Smith أهمية دور المدرسة في تنشئة الطفل وتربيته؛ إذ يتعلم فيها احترام نفسه واحترام الآخرين، كما يتعلم ضبط نفسه. وفي المدرسة، يجد النمط المثالي التالي لنمط والدَيه، متمثلاً في المدرس، فيطيعه، فيغرس فيه المدرس عادة الطاعة والاحترام وبذور الحكمة. وهكذا، تصبح التربية أداة أخلاقية في يد المجتمع، لضبط أبنائه.
د. القانون Low
القانون هو أعلى أنواع الضبط الاجتماعي دقة وتنظيماً. وهو يتميز عن بقية الضوابط الأخرى بكونه أكثرها موضوعية وتحديداً، كما ينطوي على عدالة في المعاملة، لا تفرق بين أبناء المجتمع؛ فالثواب والعقاب صنوَان في القانون، وهدف الجزاء والعقاب هو الردع، أو منع وقوع جريمة أو ارتكاب الخطأ. كما أن هناك فائدة أخرى للقانون، إذ يتضح أنه سياج على الحريات الأحدية. ومن ناحية أخرى، فإنه يحدد العقوبات وفقاً للخطر الذي يمثله الخارجون عليه، وطبقاً لمدى جذب الجريمة للمجرم.
:: الخاتمة ::
باختصار، إن القانون، بصفته ضابطاً اجتماعياً، ينطوي على جميع الآليات التي تؤهله لمنع الانحراف، وعقاب المنحرف؛ نظراً إلى قوّته الإلزامية، ونصوصه الواضحة، والمحددة، التي توقع الجزاء على من يخالفه.
:: المصادر والمراجع ::
1. أحمد زكي بدوي، "معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية"، مكتبة لبنان، بيروت، 1986.
2. روبرت ماكيفر، وشالزبيج، "المجتمع"، ترجمة على أحمد عيسى، مكتبة النهضة العربية، القاهرة، 1961.
3. عاطف غيث، "المشاكل الاجتماعية والسلوك الانحرافي"، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1984.
4. عبدالرحمن بن خلدون، "مقدمة أبن خلدون"، تحقيق وشرح على عبد الواحد وافى، نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الثالثة، د.ت، الجزء الأول.
5. عبدالهادي والى، "التنمية الاجتماعية، مدخل لدراسة المفهومات الأساسية"، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1983.
6. غريب سيد أحمد وآخرون، "المدخل إلى علم الاجتماع"، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1996.
7. فوزية دياب، "القيم والعادات الاجتماعية (مع بحث ميداني لبعض العادات الاجتماعية)"، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، القاهرة، 1966.
8. محمد عاطف غيث، "قاموس علم الاجتماع"، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1995.
9. ميشيل مان، "موسوعة العلوم الاجتماعية"، ترجمة عادل الهواري، وسعد مصلوح، مكتبة الفلاح، العين، 1994.
10. نبيل السمالوطي، "نظرية علم الاجتماع في دراسة الثقافة، دراسة نظرية وتطبيقية"، دار المعارف، القاهرة، 1984.
تفضلي اختي هذي بعض المعلومات وان شاء الله تفيدج
كارثة..أسمها البطالة
إنها حقا كارثة تستوجب الوقوف .. ولفت الانتباه .. فالواقع يؤكد أن معدلات البطالة فى تزايد مستمر ، الجميع يحاول البحث عن طريق للخروج من الأزمة ولكن الواضح أنه يزداد ابتعادا!!
فى السطور التالية نحاول الاقتراب من جذور المشكلة بشكل موضوعى بعيدأ عن المزايدات وإلقاء الاتهامات فى محاولة للوقوف على تفاصيل وأبعاد القضية فى محاولة لإيجاد الطريق الصحيح
البطالة ، بوجه عام، هى تعبير عن قصور فى تحقيق الغايات من العمل فى المجتمعات البشرية، وحيث الغايات من العمل متعددة، تتعدد مفاهيم البطالة فيقصد بالبطالة السافرة وجود أفراد قادرين على العمل وراغبين فيه، ولكنهم لا يجدون عملاً ، وللأسف يقتصر الاهتمام بالبطالة، فى حالات كثيرة، على البطالة السافرة فقط.
لكن مفهوم البطالة، أو نقص التشغيل، يمتد إلى الحالات التى يمارس فيها فرد عملاً ولكن لوقت أقل من وقت العمل المعتاد، أو المرغوب. وتسمى هذه الظاهرة البطالة الجزئية الظاهرة أو نقص التشغيل الظاهر. ويمكن اعتبار نقص التشغيل الظاهر تنويعة على صنف البطالة السافرة.
ويحدث فى بعض المجتمعات أن يعانى بعض من أفرادها، فى الوقت نفسه، من زيادة فى التشغيل، بمعنى عملهم وقتاً أطول من معيار معتاد لكى يتمكنوا من الوفاء باحتياجاتهم، وهو وجه آخر من أوجه اختلال التشغيل فى المجتمع.
كذلك يمكن أن يعانى الأشخاص المشتغلون، ولو كل الوقت المعتاد، من نقص التشغيل المستتر أو البطالة المقنعة، عندما تكون إنتاجيتهم، أو كسبهم، أو استغلال مهاراتهم وقدراتهم، متدنية حسب معيار ما، وهذه أخبث أنواع البطالة، خاصة فى المجتمعات النامية. حيث نقص التشغيل المستتر هو الوجه الآخر لتدنى الإنتاجية الاجتماعية للعمل المبذول؛ أو لقصور الدخل من العمل عن الوفاء بالحاجات الأساسية، ومن ثم انخفاض مستوى الرفاه الاجتماعى الكلى، أى الإفقار؛ أو لإهدار الطاقات البشرية والاستثمار فى التعليم نتيجة لقلة التوافق بين نظم التعليم واحتياجات سوق العمل؛ أو لتحمل شروط عمل غير آدمية مثل وقت عمل بالغ الطول أو بيئة عمل مضرة؛ وكلها قسمات جوهرية للتخلف. ومن أسفٍ، أن نقص التشغيل المستتر لا يلقى العناية الواجبة فى مناقشة البطالة. ويعود هذا، أساساً، إلى الصعوبات الكبيرة التى تحيط بهذه الظاهرة، فى الفهم والقياس والتشخيص والعلاج.
وتزداد أهمية التفرقة بين ألوان البطالة فى البلدان النامية التى لا يلتحق بالقطاع الحديث من النشاط الاقتصادى فيها إلا قلة من العاملين. حتى هذه القلة لا تتمتع بمزايا العمل، أو التعويض عن البطالة، المعتادة فى الاقتصادات الرأسمالية الناضجة (لهذا لا يستقيم، كما يقال أحياناً، أن معدل البطالة فى مصر يقل عن أوروبا مثلاً).
يتأثر تقدير حجم البطالة في مصر بالمشاكل المفاهيمية والعجز الإحصائي بالشكل الذي ظهر فيما سبق ، حيث إن أول ما يواجهنا من عقبات عند التصدي لقضية البطالة هو قلة البيانات وعدم دقتها بشكل يقود إلى تصور إجراءات التصحيح والعلاج.
ويمكننا تتبع تطور حجم مشكلة البطالة في مصر من خلال بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حول تقدير حجم البطالة حيث نجد أنه في عام 1960 كان معدل البطالة 2.5 % من إجمالي حجم القوى العاملة، وفي تعداد 1976 يقفز الرقم إلى 7.7 % ثم إلى 14.7 % من تعداد 1986، ولكنه وصل في 1996 8.8 %.
على أنه من المهم هنا أن تشير إلى أن تلك الأرقام تتعلق فقط بالبطالة السافرة فهي لا تشمل البطالة المقنعة الإنتاجية كما لا تشمل البطالة الموسمية أي هؤلاء الذي يعملون في موسم معين ثم يتعطلون باقي العام كما لا تشمل أولئك الذين يعملون في حرف وقطاعات هامشية لا استقرار فيها تتسم بضعف الدخل للدرجة التي لا توفر الحياة اللائقة.
أما بالنسبة لرقم ومعدل البطالة الحقيقية في الوقت الراهن فهناك اختلاف فيها، فبيانات الحكومة متمثلة في الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تشير إلى أن عدد العاطلين في مصر قد بلغ نحو 1.78 مليون عاطل في بداية عام 2002 بما يعني أن معدل البطالة قد بلغ نحو 9.1 % وبالمقابل تشير بيانات البنك المركزي المصري في نشرته الإحصائية والشهرية الصادرة في أبريل 2002، إلى أن عدد العاطلين في مصر ثابت عند 1.5 مليون عاطل من العام المالي 69/97 وحتى العام المالي 2000/2001 حيث بلغ 7.6 % من إجمالي قوة العمل البالغ نحو 19.5 مليون نسمه.
وهذه البيانات بدورها تختلف عن البيانات التي أوردها صندوق النقد الدولي في تقريره لعام 2001، ولكنها جاءت معتمدة على بيانات عام 1995، وهو العام الذي تتوقف عنده بيانات صندوق النقد الدولي لعدم وجود بيانات يمكن للصندوق أن يأخذ بها للأعوام التالية لعام 1995.
كما يمكن الوصول إلى تقدير رقم أخر لحجم البطالة يختلف عن الأرقام السابقة، ويستمد من بيانات حكومية موثقة وذلك من خلال البيانات التي أعلنتها اللجنة العليا للتشغيل برئاسة رئيس الوزراء عند تطبيقها لنظام للتعامل المتقدمين لشغل عدد 170 ألف وظيفة حكومية تم الإعلان عنها عام 2001 فقد بلغ عدد عن يسحب استمارة تشغيل نحو 7 مليون شخص أما من قام بتقديم طلب فعلي لشغل الوظيفة فقد بلغ نحو 4.40 مليون.
وقد أشارت اللجنة الوزارية العليا للتشغيل إلى أن 53.5 % من بين 4.4 مليون تقدموا لشغل الوظائف الحكومية لا تنطبق عليهم الشروط وهذا يعني أن 46.5 % منهم أي نحو 2.05 مليون تنطبق عليهم الشروط وأولها أن يكون عاطلاً عن العمل.
يضاف إلى ذلك أنه لو تأملنا من اعتبرت الحكومة أن الشروط لا تنطبق عليهم سنجد أنهم لا زالوا داخل دائرة من يعتبر عاطل، ولكنهم خرجوا من دائرة المنافسة على 170 ألف فرصة عمل بسبب شروط أخرى للتشغيل، حيث أن 10 % من عدد المتقدمين أي نحو 440 ألف لا تنطبق عليهم الشروط لأنهم بلا مؤهلات كما أنها اعتبرت أن 6.5 % من المتقدمين أي نحو 286 ألفاً لا تنطبق عليهم الشروط لأنهم من خريجي ما قبل 1984.
كما أنها اعتبرت أن 10% من المتقدمين أي 440 ألفاً لا تنطبق عليهم الشروط لأنهم يعملون في أعمال غير دائمة وغير مؤمن عليهم. كما أعلنت اللجنة أن شروط التشغيل لا تنطبق على نحو 15 % من المتقدمين أي نحو 660 ألفاً باعتبارهم من النساء، ممن هن من خريجات النظام التعليمي اللاتي تزوجن ويعشن حياة مستقرة وكأن زواج المرأة واستقرارها يخرجها من قوة العمل، رغم أنهن في سن العمل ويرغبن في العمل وقادرات عليه.
وبناء على البيانات السابقة فإن عدد العاطلين وفقاً لهذا المصدر الحكومي يصبح 3.436 مليون عاطل (أي أكثر من ضعف الرقم الرسمي المعلن للبطالة) وهو عبارة عن 2.05 اعتبرت الحكومة أنهم تنطبق عليهم شروط التشغيل الحكومي ونحو 660 ألف امرأة مؤهلة وقادرة وطلبت العمل وهي في سن النشاط الاقتصادي، ونحو 440 ألف عاطل من غير المؤهلين ونحو 286 ألفاً من العاطلين من خريجي النظام التعليمي قبل عام 1984 أو بعد عام 200.
وبذلك تتضح حقيقة حجم مشكلة البطالة حيث يتوقع أن حجم البطالة الحقيقي لا يقل بأي حال من الأحوال عن 17 % : 20 % من حجم قوة العمل ومما يفاقم من خطورة هذا المعدل المرتفع لنسبة البطالة إلى قوة العمل ما تتسم به كتلة العاطلين في مصر من سمات خاصة هي:
1. أن الشطر الأعظم من كتلة البطالة يتمثل في بطالة الشباب الذين يدخلون سوق العمل لأول مرة فبناء على بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإنه في عام 1992 كان عدد العاطلين من الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15، 40 عاماً قد بلغ نحو 1.47 مليون عاطل بما شكل نحو 99% من عدد العاطلين كما تركزت البطالة في الفئة الأكثر شباباً ممن تتراوح أعمارهم بين 15، و30 عاماً، حيث بلغ عدد العاطلين منهم عام 99 نحو 1.31 مليون عاطل بما شكل نحو 88 % من عدد العاطلين في ذلك العام.
2. أن البطالة في مصر هي بطالة متعلمة فالغالبية العظمى من العاطلين من خريجي الجامعات ومدارس ثانوية، ويلاحظ أن نسبة المتعلمين في كتلة المتعطلين أخذه في الازدياد وهو ما يعني إهدار طاقات وموارد استثمارية تم استثمارها في العملية التعليمية دون أن ينتج عنها عائد، يتمثل في تشغيل هذه الطاقة البشرية لتصبح منتجة.
فقد كانت تشكل نحو 76 % من جملة المتعطلين في عام 1986 أما في عام 2001 فإنه وفقاً للبيانات المستخدمة من بيانات اللجنة العليا للتشغيل فإن العدد الإجمالي للمتعطلين بلغ 3.438 مليون عاطل منهم نحو 3 ملايين متعلم مما يعني أن المتعلمين يشكلون نحو 87.3 من عدد المتعطلين.
3. ارتفاع نسبة البطالة بين النساء ففي عام 1988 كانت نسبة البطالة بين النساء في الحضر 22.1 % مقابل 8.4% بالنسبة للبطالة بين الرجال أما في الريف فكانت النسبة أكبر من ذلك حيث بلغت 26.3 % بينما سجلت معدلات البطالة في صفوف الرجال في الريف انخفاضاً عن مثيله في الحضر، فقد بلغ نحو 6.6 %، أما إذا عدنا للبيانات التي أعلنتها اللجنة العليا للتوظيف في المذكرة آنفاً فإننا سوف نجد أن هناك 660 ألف إمرأة متعلمة وفي سن العمل وراغبة في فيه تعاني من البطالة ولا شك أن هذا الرقم عرضة لأن يرتفع بشكل كبير إذا ما أضفنا إليه إجمالي عدد النساء ممن هم في سن العمل وراغبات في العمل ولكنهم لم يتقدمن لشغل الوظائف المعلن عنها لكونهن غير متعلمين، أو لكونهن من خريجي النظام التعليمي قبل 1984 أو بعد عام 2000، وهي على أي حال من العاطلات.
4. اتجاه معدلات البطالة للارتفاع في الحضر بعد أن كانت في فترات سابقة ترتفع بنسبة أكبر في الريف، حيث تشير بيانات تقرير التنمية البشرية 1995 إلى أن معدلات البطالة في الحضر كانت 12.5 % مقابل 9.2 % في الريف، وربما يمكن تفسير ذلك بتزايد معدلات هجرة الأيدي العاملة العاطلة من الريف إلى المدن سعياً وراء فرصة عمل وخصوصاً في القطاعات الهامشية التي تزدهر في المدن، كما يمكن إيجاد تفسير لهذه الزيادة في كون الجزء الأكبر من البطالة هي بطالة متعلمة وهي عادة موجودة بنسبة أكبر في الحضر إلى جانب قدرة قطاع الزراعة وخاصة الزراعة العائلية على استيعاب عمالة إضافية حتى وإن كانت زائدة عن حاجة العمل مما يقلل من نسبة البطالة الظاهرة في الريف مقابل زيادة نسبة البطالة المقنعة.
أسباب مشكلة البطالة:
ترجع أسباب مشكلة البطالة في الجزء الأكبر منها إلى أسباب هيكلية تعود إلى طبيعة نمو الاقتصاد المصري كاقتصاد نامي يعاني من اختلالات هيكلية داخلية وخارجية تتمثل في الاختلال في ميزان المدفوعات والاختلال في الموازنة العامة للدولة، إلى جانب وجود فجوة كبيرة بين كل من الادخار والاستثمار وبالتالي الإنتاج والاستهلاك.
ولاشك أن البحث في أسباب مشكلة البطالة لابد من ربطه بنمط عملية التنمية السائدة فقد شهد الاقتصاد المصري تقلب في أكثر من نمط من أنماط التنمية فمن نمط اقتصاد الحر الرأسمالي قبل ثورة يوليو 52، إلى نمط الاقتصاد الاشتراكي الموجه مع ما صاحبه من التزام الدولة باستيعاب الجزء الأكبر من العمالة في دولار العمل الحكومي بشقيه الإنتاجي والخدمي، حيث أدي ذلك إلى خفض معدلات البطالة في تلك الفترة فرغم ما مر به الاقتصاد المصري في الفترة من 1968 إلى 1973 من صعوبات نتيجة لتوجيه وتعبئة الجزء الأكبر من موارده لصالح الاتفاق العسكري إلى جانب ما صاحبه ذلك من تدهور معدل الاستثمار المحلي إلا أن معدلات البطالة في تلك الفترة كانت تدور حول معدلات منخفضة إذا ما قورنت بالوقت الراهن (2.2 % من حجم قوة العمل) الأمر الذي قد يرجع إلى استيعاب القوات المسلحة لجزء كبير من قوة العمل مع زيادة سنوات الخدمة العسكرية.
ومع بداية تحول الاقتصاد المصري من نمط التنمية المعتمد على الاقتصاد الاشتراكي الموجه إلى تنفيذ ما سمي بسياسات الانفتاح الاقتصادي في النصف الثاني من السبعينيات اتجهت معدلات البطالة نحو الارتفاع النسبي إلا أن هذا الارتفاع ظل في الحدود المقبولة فقد تراوح معدل البطالة بين 2.3 % و5.6 % طوال هذه الفترة حيث مكن زيادة حجم الإنفاق الحكومي في ذلك الوقت ممن إعادة الإعمار وزيادة موارد مصر من النقد الأجنبي سواء كان ذلك من البترول أو تحويلات العاملين بالخارج أو حصيلة السياحة إضافة إلى القروض الضخمة التي حصلت عليها مصر آنذاك، كما ساهم استيعاب أسواق العمالة بالخليج العربي لأعداد كبيرة من العمال والفنيين المصريين في تأجيل انفجار مشكلة البطالة إلى عقدي الثمانينيات والتسعينيات حيث شهدت فترة الثمانينات العديد من العوامل التي أدت إلى تفاقم مشكلة البطالة.
إذ ساهمت مجموعة من العوامل الخارجية في إضعاف معدلات الاستثمار وبالتالي زيادة حجم البطالة من هذه العوامل انخفاض الحصيلة من بيع البترول المصري نتيجة لانخفاض أسعارها إلى جانب قلة حجم الصادرات المصرية الأخرى. يضاف إلى ذلك تفاقم مشكلة ديون مصر الخارجية وزيادة أعباء خدمة الدين مع ما صاحب ذلك من قيود على قدرة مصر على الاقتراض.
كل هذه عوامل وأسباب ساهمت في تفاقم مشكلة البطالة بدءاً من عام 1991 لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والتكيف الهيكلي حيث اتخذت مشكلة البطالة أبعاداًً جديدة فما هو أثر تطبيقه برنامج الإصلاح الاقتصادي على مشكلة البطالة.
ويترتب على الاعتراف بتنوع صنوف البطالة تفهّم أن للبطالة أو نقص التشغيل، فى سياق الاقتصاد الكلى للبلدان النامية، آثاراً وخيمة على الرفاه البشرى. فانتشار البطالة يحرم المتعطلين من الكسب، مصدر العيش الأساسى لسواد الناس فى هذه البلدان. واستشراء البطالة المستترة) يضغط على الأجور، وهى متدنية أصلاً، ويُقلل من قدرتها على اللحاق بمتصاعد الغلاء. وحيث يشتد وقع البطالة على القطاعات الأضعف من المجتمع، الفقراء والنساء، تُساعد البطالة على زيادة التشرذم الاجتماعى.
وفى منظور إمكان التنمية لابد وأن يؤدى اشتداد نقص التشغيل إلى تفاقم قصور الإنتاج عن إشباع الحاجات الإنسانية، معمقاً بذلك الاعتماد على العالم الخارجى، فى الوفاء بهذه الحاجات، ومُزيداً من اللجوء إلى القروض والمعونات، لتمويل شراء هذه الحاجات، مما يُعيد إنتاج التبعية لمراكز الاقتصاد العالمى، فقط على درك أدنى من العجز، وغياب القدرة على التنافس فى المعترك الاقتصادى الدولى. وتكون المحصلة هى استفحال مشكلة التخلف فى حلقة شريرة يتعين العمل على كسرها.
مفهوم "التشغيل الكامل"
التشغيل الكامل هو نقيض البطالة، بالمفهوم الواسع. ولذلك فإن هدف مكافحة البطالة فى بلد نام كمصر يتعين أن يكون بناء البنية الاقتصادية والمؤسسية الهادفة لتحقيق التشغيل الكامل.
وعلى وجه التحديد، يعنى التشغيل الكامل، توافر "عمل جيد" لكل من يطلب عملاً. عمل منتج، يوظف الفرد فيه قدرته وإمكاناته، ويحقق فيه ذاته، وتتوافر له فيه فرص النمو والتطور، تحت ظروف تتسق والكرامة الإنسانية، ويكسب منه ما يكفى لتفادى الفقر والمهانة.
فى هذا المنظور، يتضح أن البطالة صنو للفقر، حينما يعرف الفقر حسب تعريف برنامج الأمم المتحدة الإنمائى- بمعنى قصور القدرة الإنسانية عن الوفاء بأحقيات البشر فى حياة كريمة، والذى يرى فى الضعف الاجتماعى أو قلة الحيلة مسبب أساسى للفقر. حيث تعد القدرة على العمل رأس المال الوحيد، أو الأهم، للغالبية الساحقة من الفقراء. ورغم أن أفقر الفقراء لا يطيقون ترف البطالة السافرة، حيث يتعين عليهم التعلق بعمل ما من أجل البقاء، فإن مستوى الرفاه الناتج عن نوع الأعمال التى يقومون بها، أو ظروف العمل، تكون من التدنى بحيث لا يمكن وصفها بأنها أعمال "جيدة"، وتندرج، من ثم، تحت صنف أو آخر من صنوف البطالة.
وبناء على ذلك، يصبح خلق فرص العمل المنتجة، والمكسبة، فى المجتمعات التى ينتشر فيها الفقر وتتفاقم البطالة وتضعف شبكات الحماية الاجتماعية، أهم سبل مكافحة الفقر، والتخلف بوجه عام.
أزمة البيانات
للأسف، يزداد قيد فقر البيانات عن التشغيل والبطالة بوجه خاص، إحكاماً فى مصر. ففى محاولة سابقة لتقدير موقف البطالة فى مصر، فى منتصف التسعينيات، كانت قاعدة البيانات المتاحة تشمل، بالإضافة إلى بيانات تعداد السكان، بيانات مسح قوة العمل بالعينة. أما الآن فتقتصر مصادر البيانات المتاحة على تعداد السكان الذى يجرى مرة كل عشر سنوات (تعود آخر بيانات متاحة من مسح قوة العمل بالعينة إلى عام 1995[1]). وبالمقارنة بالتعداد، يتسم مسح قوة العمل بالعينة بثلاث ميزات، الأولى أنه يجرى على دورية أقصر كثيراً من التعداد- مرة كل سنة منذ عام 1957 وكان يجرى لعدة سنوات مرة كل ثلاثة شهور، كما يجب عند الرغبة فى متابعة ظاهرة مهمة تتغير بسرعة. والميزة الثانية هى تخصص المسح فى أمور التشغيل والبطالة، مما يعنى توافر بعض الخصائص التفصيلية التى لا يتطرق إليها التعداد- مثل مدة التعطل. أما الميزة الثالثة للمسح، فتتمثل فى أن مسوح العينة يمكن، خاصة فى ظروف بلد كمصر، أن ينتج عنها بيانات أدق من عمليات الحصر الكامل الضخمة – وهناك فعلاً مؤشرات على قلة دقة التعداد الأخير (انظر مثلاً فى نسبة النوع المترتبة على بيانات التعداد).
وعلى هذا، تقتصر قاعدة البيانات الرسمية المتاحة لنا الآن لتقييم موقف البطالة فى مصر على نتائج تعداد السكان وبقايا مسح قوة العمل بالعينة.
وعلى الرغم من قيمته، فإن مسح قوة العمل بالعينة كان يعانى من نقائص متعددة يهمنا منها هنا أنه كان يميل للتقليل من مدى مساهمة النساء والأطفال وكبار السن فى النشاط الاقتصادى، ويقلل من تقدير مستوى البطالة السافرة (خاصة بسبب استبعاد ما يسمى البطالة اليائسة من البطالة- نتيجة لاشتراط البحث "الجاد" عن عمل خلال الفترة المرجعية للمسح). وقد قدرنا (1995) أن تصحيح آثار هذه العيوب يؤدى لزيادة معدل البطالة بما يوازى 2-4 نقطة مئوية فى مطلع التسعينيات.
والجدير بالذكر أن التعداد يعانى من النقائص نفسها المذكورة أعلاه. بمعنى أنه يُتوقع أيضاً أن يقلل التعداد من مستوى البطالة السافرة. وإضافة، كما أشرنا قبلاً، يُنتظر أن يعانى التعداد من مستوى أعلى من قلة الكفاءة، ومن ثم، أخطاء القياس، بالمقارنة بمسح صغير الحجم نسبياً. إلا أنه، بفرض تساوى مستوى الكفاءة، فإن التعداد يتوقع أن يؤدى، لسبب فنى (الفترة المرجعية للتعداد أقصر)، لمعدل بطالة أعلى من مسح قوة العمل بالعينة، ويظهر هذا الفارق فى شكل (1) فى غالبية الفترة الزمنية التى توافر فيها المصدران.
وزيادة على كل ما سبق، وبالتعارض مع التوصيات الدولية، وبالتنافى مع واقع سوق العمل المصرى، فإن تعداد 1996 ينهى تقليداً قديماً فى التعدادات المصرية، بقصر قياس المشاركة فى النشاط الاقتصادى والبطالة على الأفراد البالغين من العمر خمسة عشر عاماً فأكثر. فحتى تعداد 1986، كان الحد الأدنى لسن العمل ست سنوات (يلاحظ أنه، حكماً ببيانات تعداد 1986، يؤدى رفع الحد الأدنى لسن العمل إلى رفع معدل البطالة السافرة).
وحالة البيانات عن صنوف البطالة غير السافرة حتى أسوأ مما سبق وصفه. ويصل فقر البيانات أشده فى حالة البطالة المستترة، فبيانات الكسب والإنتاجية غاية فى الضعف.
ولا ريب فى أنه يصعب القول بجدية وجود أولوية مرتفعة لمواجهة البطالة فى الوقت الذى تتردى فيه قاعدة البيانات عن الموضوع.
وفقاً للتعداد الأخير: البطالة (السافرة) انخفضت، لغير ما سبب ظاهر!
فى حدود البيانات الرسمية المتاحة إذاً، يتعين أن تقتصر دراسة البطالة السافرة فى مصر على النتائج "النهائية" لتعداد 1996، التى نشرت مؤخراً. وقبل نشرها، طلب من الجميع عدم اعتبار مقاييس البطالة المستقاة من المسوح بالعينة، وكانت آخر بيانات من هذا النوع متاحة هى تلك الناتجة عن مسح قوة العمل بالعينة عن عام 1995، وأن على الجميع انتظار نتائج تعداد السكان. ولكن النتائج "الأولية" للتعداد نشرت دون أن تتضمن أية بيانات عن البطالة، الأمر الذى تم تصحيحه فى النتائج "النهائية" بنشر جداول عن الحالة العملية للأفراد البالغين من العمر 15 عاماً فأكثر.
فى هذا المدى العمرى المختصر، يبدو أن البطالة السافرة قد انخفضت بدرجة واضحة بين التعدادين الأخيرين (1986 و 1996) من أكثر من 12% إلى أقل من 9% (الرقم الأخير أعلى قليلاً من ذلك الذى كان قد أعلنه رئيس الوزراء السابق (8.2%) قبل نشر النتائج "النهائية" بعدة شهور، مفتخراً بأنه أقل من معدل البطالة فى الاتحاد الأوروبى.
بل إن بيانات التعداد تقول بأن حتى عدد المتعطلين قد انخفض فى الفترة ما بين التعدادين (من 1.57 مليون إلى 1.54 مليون).
ويصعب تصديق مقاييس البطالة هذه فى ضوء الاتجاه العام للبطالة الموثق من مسح قوة العمل بالعينة ومؤشرات الأداء الاقتصادى العام فى الفترة بين التعدادين الأخيرين (1986-1996).
فكما يتبين من شكل (1)، كانت معدلات البطالة السافرة من مسح قوة العمل بالعينة فى تصاعد مطرد حتى عام 1995 حتى قاربت 11% فى منتصف التسعينيات (ولنتذكر أن معدل البطالة من التعداد ينتظر أن يكون أعلى من مسح قوة العمل بالعينة). ويمكن، من شكل (1)، ملاحظة أن القيمة الاتجاهية لمعدل البطالة من التعدادات تمتد إلى مدى معدل البطالة المصحح لمسح قوة العمل بالعينة فى منتصف التسعينيات، حول 14-15%[2]. هذا على حين يكسر معدل البطالة المنشور من تعداد 1996، بحدة، النمط التاريخى لمعدلات التعدادات، دون تعضيد من مؤشرات الأداء الاقتصادى العام.
فعلى سبيل المثال كان متوسط معدل نمو الناتج الإجمالى للفرد فى الفترة (1986-1996) بطيئاً- فى الواقع سالباً لبضع سنوات- حتى أنه كان أقل كثيراً من متوسط معدل النمو فى الفترة ما بين التعدادين السابقة (1976-1986) التى كان معدل البطالة فيها فى صعود مطرد، وفقاً لكلا التعداد ومسح قوة العمل بالعينة، شكل الغلاف. ويلاحظ أن اعتماد معدل البطالة المصحح لمسح قوة العمل بالعينة، يقلل من مصداقية المعدل الناتج من تعداد 1996 كثيراً.
وبالإضافة إلى النمط العام لنمو الناتج الإجمالى للفرد، تتوافر مؤشرات على أن النمو فى الناتج يتركز، باطراد، فى أنشطة الخدمات الهامشية قليلة الإنتاجية.
وهناك أيضاً مؤشرات على أن نمو الناتج المسجل فى فترة ما بين التعدادين الأخيرين قد رافقه زيادة فى الفقر وتفاقم سوء توزيع الدخل والثروة، ومن ثم، القوة فى المجتمع.
فى منظور الرفاه الإنسانى، يمثل ترافق البطالة على نطاق واسع، وانتشار الفقر، مع اختلال توزيع الدخل والثروة المحاور الرئيسية لمشكلة التشغيل فى مصر.
وفوق كل ما سبق فإن نمو الناتج فى مصر شديد الكثافة الرأسمالية، التى ما فتئت ترتفع. فقد كانت نسبة رأس المال للناتج فى تزايد منذ مطلع السبعينيات وقفزت لمستويات بالغة الارتفاع فى التسعينيات.
وليست تشكيلة خصائص الأداء الاقتصادى الموصوفة أعلاه متوافقة مع خلق فرص عمل على نطاق واسع.
وفى واقع الأمر، ينتهى تحليل لبيانات مسح قوة العمل بالعينة فى الفترة (1990-1995)، أى خمس من السنوات العشر ما بين التعدادين الأخيرين، إلى أن عدد فرص العمل التى أضيفت إلى الاقتصاد كله فى هذه الفترة تتعدى 700 ألف بقليل. ويستدل من هذا التحليل على أنه "بالمقارنة برصيد البطالة السافرة، وحجم الإضافات الجديدة لسوق العمل، فلابد أن البطالة كانت فى ازدياد". بعبارة أخرى، يعنى قبول مستوى البطالة من تعداد 1996 بقاء رصيد المتعطلين على مستوى عام 1986 تقريباً، أى أنه قد تم خلق أكثر من أربعة ملايين فرصة عمل فى الفترة ما بين التعدادين لتشغيل كل الداخلين الجدد فى سوق العمل فى السنوات العشر- أى ما يوازى ثلاثة أضعاف معدل خلق فرص العمل المقدر الموثق للنصف الأول من التسعينيات.
والمؤكد أن حجم الاستثمار، ونمو الناتج الإجمالى، اللازمين لخلق فرص العمل المطلوبة لصحة بيانات تعداد 1996، على مستوى الكثافة الرأسمالية لخلق فرص العمل، ومرونة العمالة للناتج، المشاهدة فى التسعينيات، يتعدى قدرة الاقتصاد المصرى بمراحل.
ويدل التوزيع القطاعى لخلق فرص العمل فى النصف الأول من التسعينيات، إضافة، على أن الآمال المعقودة على القطاع الخاص الكبير فى خلق فرص عمل على نطاق واسع غير مبررة (يقدر أن أكثر القطاعات المؤسسية خلقاً لفرص العمل كانت هى الحكومة والقطاع غير المنظم، ببنما يقدر أن القطاع الخاص الكبير قد خسر فرص عمل فى النصف الأول من التسعينيات).
ويتعين ملاحظة أن تحدى خلق فرص العمل سيزداد قوة فى المستقبل حيث يُنتظر أن يزيد عدد الداخلين الجدد إلى سوق العمل بمعدل 2-3% سنوياً.
وتجدر الإشارة، نهاية، إلى أن انتشار البطالة السافرة، فى سياق تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، يضفى على البطالة طابعاً قاتماً، من حيث أنها تصيب أساساً الشباب، وكثرة منهم من خريجى النظام التعليمى، والفئات الاجتماعية الأضعف فى أوضاع تتسم بانخفاض مستوى الرفاه الإنسانى وضعف شبكات الحماية الاجتماعية، بما فى ذلك تعويضات البطالة، وتفاقم سوء توزيع الدخل والثروة.
أما عن الجوانب الأخرى للبطالة، فتوجد مؤشرات عامة على تردى الكسب الحقيقى (باستبعاد أثر التضخم) وعلى نمو الناتج للعامل، كمؤشر إجمالى على الإنتاجية، ببطىء منذ عام 1980 (حسب بيانات البنك الدولى، بمتوسط 3-4% فى السنة فقط).
الخصائص الأساسية للبطالة السافرة
نكتفى هنا بالإشارة إلى بعض خصائص أساسية للبطالة السافرة تتمخض عنها مقارنة خصائص المتعطلين من التعدادين الأخيرين فى الفئة العمرية (15 عاماً فأكثر).
يستمد من تعداد 1996 أن كل المتعطلين تقريباً (95%) قد أصبحوا من الباحثين عن عمل لأول مرة، صعوداً من 77% فقط فى عام 1986.
وحسب بيانات التعداد، فإن معدل البطالة السافرة كان فى 1996 أعلى قليلاً فى الريف عن الحضر، على حين كانت غالبية المتعطلين من قاطنى الريف. وبينما كان حوالى ثلث المتعطلين من الإناث، فقد كان معدل البطالة بينهن أعلى كثيراً من الذكور.
وفيما يتصل بالتوزيع الجغرافى للبطالة، فقد ظهرت أقل معدلات البطالة فى تعداد 1996 فى محافظات الحدود، خفيفة السكان، وفى إقليم القاهرة الكبرى بينما سُجلت أعلى المعدلات فى محافظات الدلتا وأقصى جنوب البلاد.
ومن الملحوظات المهمة أن معدلات البطالة حسب العمر قد اختلفت بين تعدادي 1986
و 1996 بحيث انخفضت معدلات البطالة قبل بلوغ 30 عاماً، وارتفعت فى الثلاثينيات من العمر. وحيث كان كل المتعطلين تقريباً من الباحثين عن عمل لأول مرة، يمكن تفسير هذا الاختلاف بزيادة طول مدة التعطل فيما بين التعدادين (وهى معلومة كانت متاحة مباشرة من مسح قوة العمل بالعينة فى السابق) بمعنى أن رصيد المتعطلين قد أصبح فى عام 1996 يتكون من دفعات أقدم من المتعطلين الذين مازالوا يبحثون عن عمل لأول مرة.
ورغم انخفاض معدلات البطالة لخريجى النظام التعليمى بين تعدادي 1986 و 1996، فمازالت معدلات البطالة الأعلى من نصيب هؤلاء، على المستويين المتوسط والعالى.
موقف الحكومة
لقد تم الإعلان، مرة أخرى، عن أن مكافحة البطالة ستلقى أولوية على جدول أعمال الحكومة وتجدر التذكرة بأن إعلانات مماثلة، سابقة، قد شهدت مشكلة البطالة، خاصة فى منظور التشغيل الكامل، تستفحل.
غير أن الأخبار الواردة من مجلس الوزراء توحى بمحاولة أخذ أولوية مكافحة البطالة جدياً، هذه المرة. وكخطوة أولى فى هذا الاتجاه، أعلنت الحكومة أنها ستخلق 150 ألف فرصة عمل فى الوزارات: فى التعليم والصحة والأوقاف. وإذا قبلنا عدد المتعطلين من تعداد 1996، فإن "حل" مشكلة البطالة، على هذا النحو، لن يستغرق أكثر من عشر سنوات. هذا إن أمكن تكرار المواءمة المالية التى اقتضاها الإعلان عن هذه الشريحة الأولى من الوظائف الحكومية الجديدة.
ولكن، حتى بصرف النظر عن قضايا البطالة المستترة فى الخدمة الحكومية، وهى من جوانب البطالة الأخطر كما أوضحنا أعلاه، يبقى التساؤل عن ما إذا كانت هذه الوظائف الحكومية الجديدة ستعتبر "أعمالاً جيدة" بما يكفى لترغيب الباحثين عن عمل فى الالتحاق بها (فى العام الماضى عينت وزارة التربية والتعليم 50 ألفاً من الخريجين فى وظائف تعليمية، ولكن يتكرر أن أكثر من نصف المعينين لم يقبلوا الالتحاق بالوظائف).
غير أن الحكومة قد صعّدت حملة مكافحة البطالة بالإعلان عن مبادرة أخرى تتضمن إضافة حوالى نصف مليون فرصة عمل إضافية إلى المائة والخمسين ألفاً التى سبق الإعلان عنها.
من هذه الشريحة الجديدة، أعطيت مسؤولية خلق 200 ألف فرصة عمل، فى القطاع الخاص، لمكاتب التشغيل التابعة لوزارة العمل- وهى مسؤولية كانت دائماً من صميم اختصاص هذه المكاتب، وليس واضحاً ما هو الجديد الذى سيمكن مكاتب التشغيل من الوفاء بهذه المهمة الآن.
كذلك أوكلت مهمة خلق 200 ألف فرصة عمل أخرى للصندوق الاجتماعى للتنمية، باستخدام "تمويل متاح فعلاً يبلغ 1.2 مليار جنيه" (الأمر الذى قد يعنى، لأول وهلة، افتراض متوسط تكلفة لفرصة العمل يوازى ستة آلاف جنيه مصرى، وهى ليست إلا جزءاً يسيراً من تكلفة خلق فرصة العمل فى عموم الاقتصاد المصرى، كما سبقت الإشارة). وبالإضافة، فإن برنامج "شروق" للتنمية الريفية، متواضع التأثير، خصص له أن يخلق 33 ألف فرصة عمل. على أن يخلق باقى فرص العمل المعلن عنها من خلال عدد من المبادرات الأخرى (تشمل التدريب على تقانات الاتصال والمعلومات، ومشاتل الأشجار، وجمع القمامة وإصحاح البيئة).
وبالمقارنة بشريحة المائة والخمسين ألفاً من فرص العمل فى الحكومة، فإن النصف مليون فرصة عمل الجديدة تبدو أقل قابلية للتحقق، ويبقى مثاراً بشأنها أيضاً مسائل مستوى البطالة المستترة (خاصة بُعدي الإنتاجية والكسب) المترتبة عليها، ومن ثم، مدى تحقيقها لمنفعة الاقتصاد المصرى ككل، ومن سيقبل على فرص العمل التى سيتم خلقها فعلاً من المتعطلين؟
حزمة سياسات متكاملة لمكافحة البطالة
من السهولة بمكان انتقاد موقف الحكومة فى مصر، وإنجازها، فى مكافحة البطالة، فسجل الإنجاز، على الأقل حتى الآن، غير مشجع. وعلى الرغم من فقر البيانات، تدل المؤشرات المتاحة على أن المشكلة تستفحل.
ولكن، من ناحية أخرى، يجب أن يكون جلياً للجميع أن مشكلة البطالة فى مصر ضخمة، وعميقة الجذور فى النسيج الاقتصادى والاجتماعى للبلد بحيث تستعصى على "الحلول السريعة" ذات الطابع "الفنى". بعبارة أخرى، لن يمكن التوصل لحل ناجع لمشكلة البطالة فى مصر، خاصة فى منظور التشغيل الكامل، إلا من خلال برنامج استراتيجى، متعدد الأبعاد، ومحكمها، طويل الأجل تقوم عليه دولة (وليس مجرد حكومة) فعالة. ولعل هذا هو حال جميع المشكلات الكبرى التى تواجهها مصر الآن، وكلها متفاعلة كما سيظهر من حزمة السياسات المقترحة، فلم يعد رتق الفتوق أو الحلول الجزئية المتناثرة بكاف لتحقيق أثر ملموس على المشكلات الكبار. ولذلك قد يدهش البعض أن تنتهى هذه الورقة الموجزة بحزمة من السياسات المقترحة تتعدى بكثير حدود التفكير "الفنى" فى حلول مشكلة مثل البطالة فى مصر.
بداية، يقوم علاج مختلف صنوف البطالة على إيجاد فرص عمل كافية، يوظف فيها العاملون قدراتهم لأقصى حد، بما يحقق كفاءة إنتاجية عالية، ومتزايدة، من ناحية، ويوفر كسباً مرتفعاً، ومتنامياً، يكفل إشباع الحاجات الأساسية للناس فى المجتمع، وارتقاء مستوى الرفاه البشرى مع الزمن، من ناحية أخرى.
ويعنى هذا الهدف المركب خلق فرص عمل أفضل من المتاح حالياً، على جانبي الإنتاجية والكسب على حد سواء، وأكثر بكثير من المطلوب لمجرد مواجهة البطالة السافرة، بحيث يمكن للمشتغلين فعلاً فى أى نقطة زمنية الانتقال لأعمال أعلى إنتاجية وأوفر كسباً.
ومن جانب آخر يتعين الارتقاء بنوعية رأس المال البشرى، من خلال الاستثمار المكثف فى التعليم والتدريب المستمرين وفى الرعاية الصحية، مع إيلاء عناية خاصة للمستضعفين، الفقراء والنساء، حتى يتأهل الأفراد فى سوق العمل لفرص العمل الأفضل. وهذه مهمة تاريخية ليس لها إلا الدولة، وعلى حد وفائها بهذه المهمة سيتحدد مدى خدمتها لغاية التقدم.
وحيث لا يُتوقع أن يتمكن رأس المال الكبير، من خلق فرص العمل الكافية لمواجهة تحدى البطالة، نظراً لتركيزه على الأنشطة الاقتصادية كثيفة رأس المال وخفيفة العمالة، فيتعين توفير البنية المؤسسية المواتية لقيام المشروعات الصغيرة بدور مهم فى خلق فرص العمل، مع تخليق تضافر فعال بين المشروعات الصغيرة وقطاع الأعمال الحديث. ويطلب تحقيق ذلك الهدف، تمكين عموم الناس، خاصة الفقراء، من الأصول الإنتاجية بالإضافة إلى رأس المال البشرى. ويأتى على رأس القائمة الائتمان، بشروط ميسرة، والأرض والماء فى المناطق الريفية حيث يعيش كثرة الفقراء. كذلك يتعين أن توفر البيئة القانونية والإدارية لتسهيل قيام المشروعات الصغيرة ورعايتها، حيث تتسم هذه المشروعات بالضعف وارتفاع احتمال الفشل. ويمثل ذلك التوجه، إن قام، تحولاً جذرياً فى بيئة الاستثمار الحالية التى توفر الحوافز، كل الحوافز، لرأس المال الكبير، بينما تترك المستثمر الصغير، قليل الحيلة بالتعريف، يرزح تحت ثقل أقسى العوائق التمويلية والإدارية والتسويقية. وعلى وجه الخصوص، تعمل السياسات الحالية على زيادة تركيز حيازة الأرض الزراعية بما ينذر باستشراء الفقر فى الريف.
وقد تتطلب مكافحة البطالة، خاصة فى البداية، توفير فرص عمل من خلال الإنفاق الحكومى على مشروعات البنية الأساسية، مما يحقق غرضاً مزدوجاً: تشغيل مكسب للفقراء وتحسين البنية الأساسية، وهى بحاجة لتطوير ضخم.
ويتضح من التوجهات الموصى بها ضخامة العبء الملقى على الدولة، ولن يقوم به طرف آخر، مما يثير مفارقة قوية بين الحد من دور الدولة فى سياق إعادة الهيكلة الرأسمالية، فى إطار سياسات التكيف الهيكلى، من ناحية، وبين مهام الدولة فى حفز التنمية، المولدة لفرص العمل الكافية لمكافحة فعالة للفقر، من ناحية أخرى.
وفى النهاية، فإن بلوغ التوجهات الاستراتيجية السابقة غاياتها فى مكافحة البطالة يتطلب تغييرات مؤسسية بعيدة المدى فى البنية الاقتصادية والسياسة تشمل زيادة كفاءة سوق العمل فى سياق تدعيم تنافسية الأسواق عامة وضبط نشاطها، فى إطار من سيادة القانون التامة واستقلال للقضاء غير منقوص، وإصلاح الخدمة الحكومية، وإقامة نظم فعالة للأمان الاجتماعى، وإصلاح نظم الحكم لتصبح معبرة عن الناس بشفافية ومسؤولة أمامهم بفعالية، ولتمكن من تقوية مؤسسات المجتمع المدنى الجماهيرية بحق، حتى يصبح لعموم الناس، وللفقراء خاصة، صوت مسموع فى الشأن العام.
مكافحة البطالة إذاً، كما ألمحنا سابقاً، ليست شأناً قطاعياً، بل هم مجتمعى شامل. والواقع أن هذا هو حال كل القضايا المهمة فى مصر حالياً. فقد صار الحل الجذرى الشامل حتمياً، إن أُريد حل ناجع على الإطلاق.
وبديهى أن مكافحة البطالة تقتضى رفع وتيرة النمو الاقتصادى. ويطلب ذلك، بدايةً، زيادة معدلات الادخار والاستثمار. فالادخار المحلى ضعيف بداية، فى مجتمعات مازالت غالبية سكانها عاجزة عن الوفاء بحاجاتها الأساسية على مستوى مقبول، على حين ينعم مترفوها، وهم قلة قليلة، بأنماط استهلاك بذخية دونما مسؤولية اجتماعية. ومكون الاستثمار الأجنبى لا يتوافر، حتى الآن، بالقدر الكافى ليكمل الاستثمار المحلى إلى المستوى الكفيل، تلقائياً، بخلق فرص العمل الكافية، ناهيك عن المحاذير القوية المحيطة بكم كبير من الاستثمارات الأجنبية، فى مجتمعات ذات بنى سياسية هشة وتابعة.
وإن كان مستوى النمو الاقتصادى محدد مهم لإمكان خلق فرص العمل المطلوبة لمكافحة البطالة، فإن محتوى النمو هو المحدد الأهم فى منظور إشباع الحاجات الأساسية، وعلى رأسها العمل المنتج المحقق للذات.
ويتصل بهذا مسألة نمط التقانة، خاصة من وجهة نظر كثافة العمل. فالتشغيل المنتج غاية مجتمعية تبز مجرد النمو الاقتصادى، مقاساً فى إطار الحسابات القومية، القاصر عن استيعاب مضمون الرفاه الإنسانى. وهنا تجب الإشارة إلى فساد القول بأن كثافة العمل تعنى، حتماً، تخلف التقانة أو ضعف الإنتاجية. هذا تحيز غربى نابع من التبعية التقانية. ولكن، إن قامت قدرة ذاتية فى التقانة، فسيمكن إبداع حلول تقانية متطورة تلائم الظروف المحلية، ومن بينها كثافة العمل المناسبة. غير أن اعتماد تقانات كثيفة العمل فى فترة معينة لا يعنى، بالطبع، إهمال التقانات المتطورة. بل يتعين المزاوجة الخلاقة بين هذين النمطين من التقانة. هذا من جانب.
ومن جانب آخر، فإن توجيه العمل المتاح إلى نشاطات اقتصادية كثيفة العمل فى ظروف بطالة واسعة النطاق، جلها من الشباب، وجانب كبير منها من المؤهلين تعليمياً، وإن كان فى تخصصات غير متوائمة مع احتياجات سوق العمل وعلى مستوى نوعية منخفض، وفى مناخ اجتماعى يحقر العمل اليدوى، كل ذلك يقتضى تحوير نسق الحوافز المادية والمعنوية فى المجتمع لتوجيه المتعطلين نحو فرص العمل المنتج التى تحتل حالياً مكانة اجتماعية متدنية، مما يساعد على رفع قيمة العمل عامة، والعمل اليدوى خاصة. وقد يقتضى الأمر إنشاء نظام فعّال للتدريب التعويضى لتأهيل المتعطلين لفرص العمل التى لا تتناسب متطلباتها مع قدراتهم الراهنة. إلا أن التدريب التعويضى لا يجب أن يصبح سمة هيكلية دائمة. بل ينبغى أن يخطط نظام التعليم والتدريب وفق احتياجات العمالة المتوقعة مستقبلاً فى ضوء استراتيجية التشغيل المتبناة.
هذا عن البطالة السافرة، ونقص التشغيل الظاهر، فماذا عن نقص التشغيل المستتر؟
نقص التشغيل المستتر هو أكثر مشاكل البطالة تعقيداً. وهو فى الوقت نفسه أوفر هذه المشاكل خطورة، خاصة شقه المتصل بتدنى الإنتاجية، فى بلدان تعانى من ضعف طاقاتها الإنتاجية. ولا نغالى إن قلنا أن رفع الإنتاجية يمثل المحور الأساسى لعملية التنمية. ويقوم الحد من نقص التشغيل المستتر على زيادة توظيف قدرات المشتغلين، ورفع الإنتاجية، وزيادة قدرة الكسب على الوفاء بالحاجات.
وترجع قلة توظيف قدرات المشتغلين إلى عدم تواءم العمل الذى يقوم به الفرد مع قدراته. ويعود ذلك، فى الأساس، إلى الاختلال بين نظام التعليم والتدريب من جانب واحتياجات العمالة من جانب آخر. ولذلك، فإن الحل النهائى لهذه المشكلة يقوم على إعادة الاتساق بين نظام التعليم والتدريب والاحتياجات المستقبلية من العمالة، عن طريق تخطيط سليم للقوى العاملة فى المجتمع.
أما فى الأجل القصير، فينبغى اعتماد وسيلتين. تتمثل الأولى فى إعادة التوازن بين القدرات واحتياجات العمل عن طريق نقل عاملين من مجالات عملهم الحالية إلى مجالات عمل يتمكنون فيها من توظيف قدراتهم بشكل أفضل. والثانية هى التدريب التعويضى لتمكين المشتغلين من القيام بأعمالهم الراهنة على وجه أحسن، إن لم يمكن إيجاد فرص العمل المناسبة لهم مباشرة. ويلاحظ أن التقدم فى مجال رفع مستوى توظيف القدرات يصب مباشرة فى رفع الإنتاجية.
ويشكل رفع إنتاجية العمل، بصورة مطردة، التحدى الرئيسى للبلدان المتخلفة، ويطلب جهداً مجتمعياً متكاملاً فى مجالات عديدة، بدءاً من نظام التعليم والتدريب، مروراً بهيكل وطبيعة التشغيل، وانتهاء بنسق الحوافز المجتمعى.
ففى مجال التعليم والتدريب، لابد من القضاء على الأمية، على مستوى مرتفع من القدرات، ونشر التعليم الأساسى، وترقية نوعية التعليم فى جميع مراحله، والاقتصار على الأعداد المطلوبة للوفاء بحاجة النشاط الاجتماعى المستقبلى من العمالة فقط فى مراحل التعليم بعد الأساسى، والتركيز على التعليم الفنى، المتوسط والعالى اللازمان، واعتماد نظم الامتياز فى مراحل التعليم كافة لتشجيع التميز والإبداع. ولا نغالى إن قلنا أن تحدى ترقية نوعية التعليم هو التحدى الأكبر بعد إصلاح نظم الحكم والإدارة.
وفى مجال التشغيل، يتعين إقامة آليات كفء للمواءمة بين فرص العمل المتاحة وطالبى العمل. ومن الجوهرى إنهاء التوظف الآمن بغض النظر عن الإنتاج ومستوى الإنتاجية، وإرساء التعيين والترقى والاستمرار فى العمل على أساس الجدارة والإنتاجية، طبقاً لنظم تقييم موضوعية ومعلنة، خاصةً فى الحكومة. ولابد من تحديد العائد المادى والأدبى للعمل على أساس الجهد اللازم للتأهل له، والأعباء التى ينطوى عليها القيام به، ومدى الحاجة المجتمعية له، وقدرة العاملين على الوفاء بحاجاتهم الاجتماعية.
ويمكن رفع كسب الأغلبية إلى مستوى يقارب الوفاء بحاجاتهم الأساسية أو تمكينهم من الوفاء بحاجاتهم على مستوى أكثر قبولاً عن طريق عديد من الوسائل، مثل تصحيح النظام الضريبى كى يصبح أوفر عدالة، وتبنى الدولة مسؤولية إشباع الحاجات الأساسية على وجه مرض. والمؤكد أن رفع الإنتاجية سيجعل من مسألة ضمان وفاء الكسب بالحاجات أكثر يسراً.
لكن ينبغى أن يكون واضحاً أن كل هذه الوسائل لن تحقق الغرض منها بدون تعديل جوهرى فى نسق الحوافز المجتمعى. فلن يمكن إرساء قاعدة الجدارة فى العمل ما دامت الوساطة والمحسوبية متفشيتين فى المجتمع. ولن يتأتى توجيه الأفراد إلى الأعمال التى يحتاجها المجتمع إذا ما كانت هناك فرص، ولو محدودة، للتراكم المالى السريع فى غياب أنظمة ضريبة عادلة وفى مجتمع يعين مكانة الفرد الاجتماعية، والسياسية، على أساس ممتلكاته المادية.
ونختتم بملاحظة أن الوسائل التى تطرقنا إليها فى علاج صنوف البطالة، خاصة نقص التشغيل المستتر، تتضافر لتكوّن حزمة مترابطة من السياسات تمتد فى الواقع إلى نواح عديدة ومتشابكة من نسق الاقتصاد السياسى، ومن بينها التعليم، راقى النوعية، مما يؤكد على شرط التشكيلة الاجتماعية المواتية للفعل التنموى عامة. ولعل فى غياب هذه التشكيلة السبب الجوهرى لتفاقم مشكلات التشغيل، ولصعوبة حلها فى السياق الاجتماعى السياسى الراهن.
http://www.egyptiangreens.com/docs/g...&categoryid=36 وها المراجع والسموحه ع القصور والله ولي التوفيق والنجاح
السلام عليكم
الحراك الإجتماعي
أتمنى أن يكون مفيدا
..