صباح الخير ايتها المدرسة !
في أيام المدرسة، كنت أعرف أن العطلة الصيفية قاربت على الانتهاء بمجرد أن أشعر أن الحر قد خف أو تلاشى وأن ثمة غيوماً بدأت تظهر من جهة الغرب. وكان هذا الشعور يترافق بمتعة كبيرة لها علاقة بأصدقاء الدراسة وأجواء المدرسة رغم أن هناك أطفالاً يكتئبون بمجرد السماع بموعد افتتاح المدارس!
والآن وقد مر زمن طويل على تلك الذكريات نسأل أنفسنا عن الأشياء التي كانت تمتعنا في المدرسة، وأنا أعتقد أن أهم تلك الأشياء هي خصوصية نظام الحياة وجدية التعاطي معها!
كنت أنطلق إلى المدرسة صباحاً وأنا أتأبط سير كتبي ودفاتري وكتبي، وكنت أبحث عن وجه معلمي لأرمي عليه تحية الصباح، وخاصة إذا كنت قد أتممت واجباتي المدرسية.
ومرة، سأل المعلم التلاميذ:
ــ من يستطيع أن يحكي لنا موضوع تعبير وإنشاء من عقله دون كتابة؟!
وكان الاختبار صعباً فكل التلاميذ يتهيبون من كتابة موضوع الإنشاء، فكيف إذا كان في المسألة ارتجال على هذا النحو؟ رفعت يدي وأنا لا أُقدِّر طبيعة الموقف، وكذلك رفع يده تلميذ آخر اسمه محمد.
لم يتردد المعلم في الإشارة إلينا، طالباً منا الخروج إلى جانب اللوح، فمن سيتحدث ارتجالاً عليه أن يكون في مقدمة الصف، وهكذا كان. تقدمت أنا ومحمد واتخذنا مكاناً أمام اللوح الابيض، وكان محمد يسمع دقات قلبي كما قال لي فيما بعد، وكنت أسمع دقات قلبه كما أخبرته أيضاً. أما المعلم فقد كان هادئاً يراقب المشهد بفضول.. قال لي:
ــ ابدأ أنت! فتدخل محمد قائلاً:
ــ أنا أبدأ أستاذ!
وبدأ فعلاً..
تحدث محمد عن المناظر والمياه وعن رحلة قامت بها المدرسة إلى جبل حفيت، ثم ختم موضوعه بالقول:
ــ الجبال جميلة والمياه اجمل والاشجار مناظرها مذهله !
هز المعلم رأسه مثنياً عليه، ثم قال لي:
ــ وأنت، هات لنشوف!
ودون تردد تحدثت عن المدرسة، وأذكر أنني قدمت وصفاً عنها يتعلق بغرفها وألوان شبابيكها البيض المطلة على الشارع، كما تحدثت عن المعلمين الذين نحبهم ومن بينهم أستاذ العربي والتعبير كما كنا نسميه.
كان ذلك نوعاً من التزلف للمعلم، لكني ختمت موضوعي بالقول:
ــ أنا أحب المدرسة، فكلما فتحت المدرسة أبوابها بدأت الأمطار تنسكب من السماء الزرقاء!
أثنى المعلم علي وعلى محمد وأطلق علينا لقلب الشاطرَيْن، وفي الاستراحة بين الدرسين شعرت بزهو كبير وأنا أشتري كأس الشاي، فيما جاء محمد ليقول لي محتجاً، وكأنه فهم اللعبة:
ــ أنت لا تحب أستاذ التعبير، فلماذا تكذب؟!
وقفت مرتبكاً، فما يقوله صحيح، لذلك لم يكن عندي أي رد، كنت أحدث نفسي محتجاً:
ــ لماذا قلت ذلك؟ كان عليَّ أن لا أكذب!
ومنذ ذلك الوقت تعلمت من محمد أن لا أطري أحداً إذا لم يكن ذلك من صلب قناعتي، أما محمد فقد رأيته أكثر من مرة وهو يطري الآخرين بلا حساب، فهل أنا الذي علمته ذلك؟!
..][ يا جماعة اللي خلصوا الله يوفقهم ويسهل دربهم واحنا ما باقي لنا الا سنتين واللي باقي له سنه واللي باقي له ثلاث سنين ترا مب واجد .. الله يسهل علينا ويوفقنا ونحمد الله على الاداره التدرسية اللي كلهم ثقه فينا .. وتحية خآصة لأبو عبدالله وللمدرسين اللي تعبوا معانا .. قربت الدراسة وكلي حماس بس والله اشتقت للمدرسة بجد .. نقول نبي الفكه ونرجع نقول اشتقنا لها .. على فكره محد بيحس بقيمه الدراسة الا لما يكبر .. اتمنى اني ما طولت عليكم .. الله يوفقنا ويوفقكم ويسهل دربنا ودربكم في امان الله ..][
اخوكم :- صويلح222 > صالح المنصوري
وداعة الله :(35):
