شرح و حل درس نشيد الجبار....
	
	
		التمهيد      والحل
الرومانتيكية والذاتية
	ورد في أول سطر في هذا الدرس أنّ  بروز العنصر الذاتي هو أهم سمات المدرسة الرومانتيكية أو الرومانسية .   فما المراد  بالعنصر الذاتي ؟
	ورد  في الكتاب التعريف  الآتي للذاتية :
	[ أن ينقل الشاعر أفكاره وعواطفه وخياله المستوحى من تجربته الذاتية في الحياة بما فيها من آمال وآلام وتشاؤم وتفاؤل ] .
	أما التجربة الذاتية فهي عبارة عن موقف تعرض له الأديب أو الشاعر فتأثر به وتفاعل معه ، وقد يكون هذا الموقف محزنا أو مفرحا  أو مؤلما أو متفائلا أو يائسا أو متحديا  ...الي بقية ما يحمله الأديب أو الشاعر من أحاسيس إنسانية مختلفة  .
	والصدق الذاتي :  هو أن يصور الشاعر هذه التجربة كما يحسها ويراها .
	أما الصدق الفني : فهو  صياغة هذه الصور من خلال أحاسيسه الذاتية .
 	وهذان هما جانبا الأصالة لدى شعراء هذه المدرسة .
	مما  سبق نستطع  أن نتلمس السمات والخصائص الفنية الآتية لدى شعراء المدرسة الرومانتيكية :
-	بروز العنصر الذاتي .
-	الاهتمام بالصور والخيال إلى حد بعيد والبعد عن الواقع والحقيقة .
-	الاهتمام بمظاهر الطبيعة الجميلة ومزجها بصورهم وأفكارهم .
-	الاهتمام بالبعد الإنساني والتعاطف مع الطبقات المظلومة ضد الظالمين .
-	حدة الإحساس بالألم كمظهر من مظاهر الذاتية ، وإبراز هذا الألم وأثره في نفوسهم.
 والإحساس أو الشعور بالألم اتخذ عند الرومانتيكيين منحــيين أو اتجاهين :
•	منحى أو اتجاه  التفاؤل .
•	منحى أو اتجاه التشاؤم .
فالشاعر الذي يضعف أمام آلامه ، ويبتعد عن مواجهتها ، ثم يلفه اليأس ، ولا يرى ضوءاً يهتدي  به إلى الخلاص ، فلا شك أن مثل هذا يأخذ منحى التشاؤم .
أما الذي يقف في مواجهتها متحديا ، ومليئا  بالإحساس بالقوة والقدرة على تجاوز الأزمات ، فلا شك أن هذا  يأخذ منحى التفاؤل .  ونشيد الجبار من هذا المنحى .
**********
أولا : الأفكار الرئيسة في  القصيدة :
1-	إصرار على تحدّي مصادر الألم .    			الأبيات : 1  -  3
2-	 التمتع بمظاهر الجمال في الكون .				الأبيات :  4 -  7
3-	  قوة قلب الشاعر وجبروته في تحديه لألامه. 		الأبيات : 8  -  12
4-	 اعتزاز الشاعر بشعره وترنمه به في مواجهة ألمه.		الأبيات : 13 – 17
5-	 فلسفة الشاعر في الموت وكيف يراه .			الأبيات : 18 – 20
6-	 صور من آلام ومعاناة الشاعر .				الأبيات : 21 – 27
7-	 استهزاء الشاعر بألمه وبأعدائه .				الأبيات : 28 – 35
 ثانيا :                                       المعجم والمفردات الجديدة 
الكلمة 	معنــاها 
الشماء 	المرتفعة العالية 
أرنو 	أنظر وأتأمل
أرمق 	أنظر نظرة الكاره  لعدوه
الكئيب 	المهموم الحزين 
هازئا 	ساخرا
الأنـواء 	مفردها  ( نوء) : الحمل الثقيل
حـالما	هادئا متأنيـا
غــردا	رافعا صوته بالغناء
أصغي 	أسـتمع
موسيقا الحياة	المراد : مظاهر الجمال في الكون
إنشائي	المراد : شــعره
وأصيخُ 	أسـتمع
الأصـداء 	جمع ( صدى ) : رجع الصوت وتردده
المؤجج	المشتعل
الأرزاء	جمع ( رزء ) : المصيبة 
الصخرة الصماء	شديدة الصلابة
ضراعة الأطفال	تذللهم 
يحـدّق	يشدد النظر 
الدجى	الظلام ، جمع ( دجية ) : الظلمة
الحصـباء	صغار الحجـارة
رُجمَ الردى	الرجم : ما يوضع على القبر من حجارة  ، مفردها : ( رجمة) – الردى : الموت
مترنما	مرددا ومغنيا
متوهج	شديد الاشتعال
الأدواء 	الأمراض ، مفردها ( داء )
جوانحي	عظام الصدر ، مفردها ( جانحة )
الخضم الرحب	البحر الواسع
سطوة الأنواء	شدة وقوة ما أحمله من هموم وآلام
اخترست	أنهت وعطّلت
المنية	الموت ، جمعها ( منايا )
خبـا	سـكن وخَـمد
الآثـام	مفردها ( إثـم ) : الذنب 
منهـل	مورد الماء ، الجمع ( مناهل )
تجشموا	أرادوا قصدوا
يخـرّ	يسـقط
هـامدا	ساكنا لا حراك فيه
ذمـائي	بقية روحي
الخـوان	مائدة الطعام
يرتشفوا	يشربوا ويتلذذوا
المعـاول	مفردها ( معول ) : آلة هـدم
مناكبي 	مفردها ( منكب ) : أعلى الكتف 
تمردت	
انتشى	
القبة الزرقاء	المراد : قبة السـماء
النائي	البعيــد
الهـوج	مفردها ( هوجاء ) : الشديدة المثيرة للغبار 
تطارحوا	تبادلوا فيما بينكم
غثّ الحديث 	الغثّ : الفاســد
جـاش	سـار وتحرك
الفلتاء	مفردها ( فلتة ) : الرأي غير السديد 
الجـو العام في القصيدة :
	  نجد في هذه القصيدة  أبا القاسم قد اتبع منحى المتفائلين من شعراء المدرسة الرومانتيكية ، بدليل أن روح التحدي لمرضه ولأعدائه ولحساده هي التي سيطرت على معظم الأبيات ، حتى الموت وجد فيه خلاصا من عالم تملؤه الآثام والضغائن ، وهذا ما جعله في قمة انتصاره على كل أعدائه وحساده ، وعلى نكباته ومرضه .
* * * * * *
ثالثا  : التصـوير في القصيـدة :
	كما هو حال الرومانتكيين فإنهم يعتمدون في شعرهم على نوعن من التصوير :
	أ )  الصور الشعرية الممتدة . 	ب ) الصور الشعرية التقليدية . ( الخيال الجزئي).
 أ  )  : الصور الشعرية : 
	 في قصيدة ( نشيد الجبار ) نجد الشاعر أبا القاسم قد رسم لنا في أبياته لوحات رائعة الجمال ، مستعينا في ذلك بما وهبه الله للطبيعة من روعة وجمال ، حيث سخر هذه المظاهر الجميلة في الكون ليبرز من خلالها  عواطفه وأفكاره وصوره الرائعة .
	ومن المعروف أن اللوحات الشعرية ، أو ما يعرف بـ ( الصور الممتدة )  تقوم على شيئين هما :         * أجـزاء الصورة . 	* خطـوط الصورة .
	أما الأجزاء فهي عبارة عن كل ما سخره الشاعر من ظواهر في الطبيعة كالشمس والأمطار والأشجار والجبال ... الخ ، يضاف إليها ما تلمسه في الأبيات من ذوات ، سواء أكانت إنسانا  أم جمادا  أم  حيوانا.
	وأما الخطوط فنلمسها في ألفـاظ  تدل على كل من :   اللون ، والصوت ، والحركة. 
	ولو أردنا أن نضرب مثلا  من القصيدة للوحة شعرية أو لصورة ممتدة ؛ فإننا نأخذ المقطع الأول ( الأبيات : 1 – 5 ) كمثال ، وإليك التوضيح :
	* أجـزاء الصورة :
  الأعداء – النسر – القمة الشماء – الشمس – السحب – الأمطار – الظل – الهوة ...الخ .
	* خطـوط الصورة  : نجدها في ألفاظ تدل على كل من :
	اللـون  : القمة – النسر – الشمس المضيئة – السحب – الظل الكئيب ... الخ .
	الصوت : هازئا – الأمطـار – حالما غردا – موسيقا الحياة – إنشائي ... الخ .
	الحركة  : أرنو – أرمق – أسير – أذيب روح الكون .... الخ .
	ب ) : الصور التقليدية ( الخيال الجزئي ) :
1-	الاسـتعارة المكنية :  وهي كثيرة في الأبيات ، نذكر منها على سبيل المثال :
•	هازئا بالسحب والأمطار والأنواء .  
    ( شخصها الشاعر وأكسبها حياة ، فكأنها عدو يستهزئ به ، وهذا سر جمالها )
•	الظل الكئيب  :  ( تشخيص للظل ، فالكآبة للإنسان وليس للظل ) .
•	موسيقا الحياة : ( تجسيم للحياة وكأنها أنشودة لعازفين ) .
•	أذيب روح الكون : ( تجسيم للكون وكأنه إنسان له روح ) .
•	فاهدم فؤادي  : ( تشخيص للفؤاد وكأنه بيت يهدم ) .
•	الشكوى الذليلة : ( تشخيص للشكوى وكأنها شخص ذليل ) 
•	انشر عليه الرعب : ( تجسيم للرعب وكأنه شيء مادي يُنشر ) 
•	سطوة الأنواء : ( تجسيم للأنواء "المصائب" وكأنها عدو له  قوة وشدة )
•	خمدت حياتي : ( تجسيم للحياة بنار  تخمـد ) 
ملحـوظة مهمـة :
	عندما يطلب منك في الامتحان توضيح (جمال التصوير ) في أي صورة بلاغية ؛ عند ذلك يجب أن تشرح الصورة كاملة موضحا طرفيها ( المشبه والمشبه به ) ، وبيان المحذوف منهما ،  ثم نوع الصورة ، ثم سر جمالها ،  فمثلا عند توضيح جمال التصوير في  قول الشاعر : ( وخبا لهيب الكون  ... )  نوضّح الصورة على هذا النحو البسيط :
	المشبه 	:  الكـون .
	المشبه به 	: النار المشتعلة ، وهي محذوفة ، والذي دلّ عليها كلمة ( لهيب ) 
				فالاستعارة مكنية ، وسر جمالها ما فيها من تجسيم للكون وكأنه 
                             نار ملتهبة .
	2 – التشـبيه :    ومنه أيضا  على سبيل المثال :
		* البيت الأول ( سأعيش كالنسر ) :  تشـبيه تام.
		* دنيا المشاعر  : تشبيه بليغ ،  شبه المشاعر بالدنيا في اتساعها وجمالها .
		* موج الأسى 	: تشبيه بليغ  ،  شبّه الأسى بموج في قوته وتتابعه .
		* عواصف الأرزاء :  تشبيه بليغ .. 
		* فؤادي مثل الصخرة الصماء : تشبيه تام يوحي بقوة الشاعر وعدم تأثره بآلامه 
                    وبأعدائه وبتحديه لهم .
		* رُجم الردى : تشبيه بليغ شبّه الموت (الردى) بحجارة توضع على القبور .
		* صواعق البأساء : تشبيه بليغ ، شبّه آلامه وبؤسه بالصواعق .
		* ظلمة الآلام     : تشـبيه بليغ ، شبّه الآلام بالظلمة .
		* إني أنا الناي    : تشبيه بليغ ، شبّه نفسه وهو يتغنى بشعره بالناي .
		* وأنا الخضم     :  تشبيه بليغ ، شبّه نفسه بالبحر .
		* فجر الجمال     :  تشبيه بليغ ، شبّه الجمال بفجر مضيء .
		* قلبي الذي قد عاش مثل الشعلة الحمراء : تشـبيه تام .
		* منهل الأضواء  :  تشبيه بليغ ،  شبّه الأضواء بنبع أو مصدر ماء للشرب.
	3 – الكنــاية :   ومنها :
		* البيت الأول 		: كناية عن تحديه لمرضه ولألمه ولأعدائه .
		* أرنو إلى الشمس    	: كنـاية عن الشموخ والتحدي .
		* البيت الثالث كله    	:  كنــاية عن تفاؤله .
		* الأبيات ( 4 – 6 )	: كل منها كناية عن سعادته بشعره وترنيمه .
		* البيت التاسع 		: كنــاية عن كبريـائه .
		* البيت العاشر 		: كنــاية عن تفاؤلـه مهما اشتد به الألم .
		* البيت الثالث عشر 	: كنــاية عن استمراره في نظم قصائده الجميلة.
		* البيت الخامس عشر 	: كنـاية عن عدم خوفه وعدم تأثره بآلامه .
		* البيتان ( 18 ، 19 ) 	: كنــاية عن الموت .
		* عالم الآثام والبغضاء 	: كنــاية عن الدنيـا .
* * * * * *
رابعـا :  المحسنات البديعية  : ( اللفظية والمعنوية ) :
		أ ) المحسنات البيديعية اللفظية :  ومنها :
	* التصريع		: بين شطري  البيت الأول :  ( الأعـداء ... الشـماء ) .
	* حسن التقسيم 	: ( بالسحب والأمطار والأنواء ) ، وكذلك في الأبيات : 12 ، 14 
				    17 ، 24 ، 26 ، 27 ، 33 .
	* االجناس الناقص 	: ( انشر .. وانثر ) ، ( اختفوا .. وخوف ) ، ( شئتم ..شتائمي).
		ب ) المحسنات البديعية المعنوية :  ومنهـا :
	* الطبـاق 	     : بين كل من : يحيي وميت – متوهج وظلمة الآلام – حياتي والمنية 
			       - هدمي وبنائي - .... الخ .
خامسا :  الأسـاليب الخبرية والإنشائية :
		أ  ) الخبـرية :
	غلب الأسلوب الخبري  على معظم أبيات القصيدة ، والأساليب الخبرية في مجملها غرضها إظهار التحدي والكبرياء ، والاستهزاء بالأعـداء والحسـاد .
		ب )  الأسـاليب الإنشـائية :  ومنها :
	* أسلوب الأمـر  :  مثل : 
			* واملأ طريقي بالمخاوف - وانشر عليه الرعب وانثر فوقه : وغرضه 
                        إظهار التحدي .
*  فارموا  إلى النار الحشائش والعبوا يا معشر الأطفال : غرضه    
  السخرية والاستهزاء .
* فارموا على ظلي الحجارة – واختفوا – تطارحوا – ترنموا – تجاهروا   
   : كلها غرضها السخرية والاستهزاء بأعدائه وحساده . 
	* أسـلوب الاستفهام :
			* فعلامَ أخشى السير في الظلماء ؟  استفهام غرضه إظهار التحدي 
                 والشجاعة .
	* أسـلوب النـداء :
			* يا معشر الأطفال :  نـداء غرضه  السخرية والاستهزاء .
هذا وبالله التوفيق والسداد  ،،،  منقــــــــــــول لأجــــــــــــــــــــل  عيووووووووووووونكمـ