القاسمي: حملة «التوحد» تشمل المدارس وإجراء أبحاث مختصة بدولتنا
كتب - شريف جمال
أعلنت السيدة سميرة القاسمي نائب مدير مركز الشفلح ان عدد الحالات المسجلة للمصابين بأعراض اضطراب التوحد داخل دولة قطر بلغ 220 حالة مسجلة إلى الآن إضافة الى الاعداد المتزايدة التي يستقبلها الخط الساخن بالمركز والتي تتراوح بين حالتين الى ثلاث حالات يومياً.
وقالت القاسمي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس ضمن أعمال المنتدى الدولي السنوي الرابع لمركز الشفلح «تحقيق الاستقلالية» وتناول الانشطة والفعاليات التي قام بها المركز حتى الآن بمجال التوعية باضطراب التوحد في ضوء اتفاقية الحملة التي أطلقتها منظمة «التوحد يتحدث» بالتعاون والتنسيق مع مركز الشفلح «ان الهدف من الحملة القيام باعداد دراسات وابحاث في مجال التوحد داخل دولة قطر وخارجها وتنظيم حملات تثقيفية إضافة الى المساهمة في عملية التدريب المستمر لكادر مركز الشفلح من خلال تبادل الخبرات والتجارب مع منظمة (التوحد يتحدث)».
وأشارت السيدة سميرة القاسمي الى ان مركز الشفلح قد نظم في وقت سابق ثلاث حملات للتعريف بأعراض التوحد كما قام المركز في عام 2000 بافتتاح وحدة خدمة التوحد كخدمة أساسية ومركزية يقدمها الشفلح إضافة الى فتح باب التسجيل للطلاب للتعرف على جميع أنواع الاعاقة.
وأوضحت نائب مدير مركز الشفلح ان الحملة المشتركة مع منظمة «التوحد يتحدث» تأتي في إطار حرص المركز على التواصل والتنسيق مع مراكز الرعاية والتوعية بالتوحد على المستوى الدولي لافتة الى ان هدف هذه الحملة التعريف بعلامات التوحد والدعوة الى توفير دوائر طبية في هذا الصدد فضلاً عن تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة عن اضطراب التوحد لدى أولياء الامور وشريحة المعلمين والمعلمات بالمدارس المختلفة وأنه ليس مرضا وإنما نوع من الاضطراب العصبي يصيب الأطفال.
وأضافت القاسمي أن دولة قطر تسعى دوماً الى استيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة في سوق العمل حيث قامت باصدار قانون شامل ومتكامل لذوي الاحتياجات الخاصة يؤكد على حق ذوي الاعاقة في التعليم والصحة والتأهيل وفي التشغيل والعيش حياة كريمة ويقضي في ذات الوقت بتشغيل 2 % من ذوي الاعاقة في مؤسسات القطاع الحكومي والخاص.
وألمحت سميرة القاسمي الى ان النظام التعليمي بدولة قطر لا تتوافر لديه آلية القيام بفحص طبي إلزامي للكشف عن مشكلات الاعاقة واضطراب التوحد لدى الأطفال قبل دخول المدارس. مضيفةً ان القانون الذي صدر منذ عامين ويرتبط بالاعاقة يلزم الاطفال بضرورة القيام بكشف مسبق للحصول على بطاقة الفحص السمعي كشرط أساسي لدخول الطفل بإحدى المدارس. وأكدت القاسمي وجود تعاون وتواصل كبيرين بين مركز الشفلح وقطاع التعليم ومؤسساته لتبليغ المركز في حال ظهور أية حالة مصابة بإحدى المؤسسات التعليمية.
وقالت القاسمي «إن المركز وبالتعاون مع المجلس الاعلى لشؤون الأسرة دعا الى عدم إدراج المصابين بالتوحد ضمن الحالات المصابة بالاعاقة الذهنية خلال المسح الذي قام به المجلس الاعلى للتخطيط لحصر أنواع الاعاقات الموجودة بدولة قطر».
وأشارت القاسمي الى ان عدداً كبيراً من المعاقين قد بدأوا بالفعل في العمل داخل السوق القطري حيث يعمل في وزارة العمل أعداد كبيرة من المكفوفين اضافة الى وجود 5 - 6 مكفوفين حاصلين على درجة بي اتش دي يعملون في مجالات مختلفة ومنم الدكتورة حياة مديرة معهد النور.
ومن جانبه أعرب بوب رايت أحد مؤسسى منظمة أوتيزم سبيكس عن تقديره لمظاهر الحملة التي تجمع بين مركز الشفلح ومنظمة «التوحد يتحدث» . واشاد بوب بالجهود التي يبذلها المركز خاصة في مجال الابحاث الجينية مضيفا ان حملة التوعية بالتوحد تؤكد ان دولة قطر تقود مبادرة رعاية مصابي التوحد على مستوى العالم.
ونفى بوب وجود اختلاف بين اسباب التوحد في الدول الاوروبية والمنطقة العربية ولفت في هذا الاتجاه الى ان ازدياد عدد الحالات بالدول العربية قد يعود لأسباب زواج الاقارب والتشكيلة او التركيبة الوراثية.
وقالت سوزان رايت إحدى مؤسسي منظمة «التوحد يتحدث» ان المنظمة تعنى بالتعامل مع عرض التوحد والتعامل على مشكلته بشكل حكيم ومنطقي، واوضحت ان حملة المنظمة داخل الولايات المتحدة بدأت منذ ثلاث سنوات واستطاعت تحقيق نسبة توعية كبيرة وصلت الى 50%. مضيفة أن جهود المنظمة شملت القيام بتنظيم حملات بدول مختلفة منها كندا وبريطانيا وان دولة قطر قائدة حملات التوحد على مستوى العالم بأسره.
وأكدت سوزان ان الشراكة مع مركزالشفلح تبعث الأمل لتحقيق المزيد من التقدم داخل مجتمع عرض التوحد وذلك من خلال رفع الوعي وتسجيل المصابين بالعرض واجراء المزيد من البحوث العلمية.
وقال د. حاتم الشانتي مدير مركز الشفلح للجينات ان الهدف من الحملة لا يقتصر على ايصال معلومات عن التوحد داخل قطر بل العمل على تشخيص وتعليم الناس ودعوتهم لمعرفة أعراض التوحد والوقت المناسب لعلاجه. موضحا بان جميع الاثباتات العلمية تؤكد أهمية العلاج المبكر لتحقيق النتائج المرجوة.
واوضح الشانتي ان التعاون بين مركز الشفلح ومنظمة «التوحد يتحدث» يأخذ ثلاثة محاور تتمثل في:
- الاستفادة من الخبرة الواسعة لدى المؤسسة داخل الولايات المتحدة.
- التعاون في البحث عن أسباب التوحد سواء أكانت تلك الاسباب وراثية او من البيئة المحيطة بالطفل مع التركيز بصورة خاصة على الاسباب الوراثية.
- دعم بنيان الكفاءة للفريق العامل لمركز الشفلح للتشخيص والعلاج المبكر وعمل قاعدة بيانات تحتوي على معلومات عن الأطفال داخل الشفلح لتسهيل أعمال البحث.
ويذكر أن حملة التوعية انطلقت بالتزامن مع اليوم العالمي الثاني للتوعية بعرض التوحد في الثاني من شهر إبريل من هذا الشهر. وتأتي الحملة كواحدة من المبادرات والأنشطة العديدة التي تجرى خلال هذا الشهر في مناطق متفرقة من العالم ضمن حملة «شهر التوعية بالتوحد». وتتضمن الحملة العديد من الفعاليات والمبادرات، منها الحملة الدعائية بالشوارع من خلال الملصقات الجدارية الكبيرة، إضافة الى مركز المساعدة عبر خط الهاتف المجاني الذي يمكن من خلاله قيام الاسر المعنية بطرح التساؤلات والاستفسارات وابداء مخاوفهم حول عرض التوحد. وتتضمن حملة الشفلح التوعوية كذلك نشر الوعي من خلال الموقع الذي خصصه المركز للحملة على شبكة الانترنت حيث تم توفير جميع المعلومات والمصادر اللازمة التي تتعلق بعرض التوحد. وتهدف منظمة «التوحد يتحدث» من خلال شراكتها مع مركز الشفلح الى مساعدة المركز في مجال البحوث الجينية المتعلقة بعرض التوحد وتقديم الخدمات الواجبة للمعنيين بهذا العرض.
http://www.al-watan.com/data/2009042...p?val=local5_1