منتدى الشفلح أقر تأسيس منظمة لحفظ حقوق ذوي الإعاقة
الشيخة موزا تمول 10 برامج لـ«مليار قوي»
أقر المشاركون في منتدى الشفلح الدولي الخامس في ختام أشغاله أمس تأسيس منظمة «وان بليون استرونغ» (One Billion Strong)، كمنظمة عالمية مهتمة بنشر الوعي وتوفير الحقوق والتعليم من خلال حشد الدعم من جميع الحكومات وضمان أن تقوم الدول بالتطبيق الفعلي والمثمر لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال التعليم ونشر الوعي والمتابعة، وجعل الحقائق والقضايا المتعلقة بالمليار معاق الذين يعيشون في العالم اليوم، مركز اهتمام رئيسيا ودائما على المستوى العالمي. وذلك من أجل أن تشملها التغطية الإعلامية، وخلق الوعي حولها، وتغيير المفاهيم، وتنوير الرأي العام العالمي حول هذه الحقائق والوقائع مع تحديد ورفع مستوى الوعي بقضايا الفقر، وكذلك قضايا ذوي الإعاقة من أجل إحداث تغيير حقيقي في حياتهم.
كما أقر المشاركون في المنتدى بأن ذوي الإعاقة لا يحصلون على ما يستحقونه من الاهتمام خلال الإعداد والاستجابة لحالات الطوارئ وبرامج إعادة التأهيل بعد الكوارث، مشددين على أن مبادئ اتفاقية حقوق ذوي الإعاقة ينبغي أن تغطي كل الجهود الإنسانية خصوصا مبدأ عدم التمييز والمساواة والمشاركة، والحاجة إلى أن يتم النظر إلى الإعاقة باعتبارها مسألة ذات جوانب مختلفة خلال جميع مراحل المساعدة الإنسانية.
والتزم المشاركون في المنتدى بأولوية أن يكون العمل الإنساني شاملا بحيث تكون هناك برامج الاستجابة لدى للمنظمات الإنسانية لحالات الطوارئ وبرامج إعادة التأهيل بعد الكوارث شاملة، وتستند على إعطاء كل ذي حق حقه وتستجيب لمتطلبات ذوي الإعاقة الخاصة وعائلاتهم ومن يعتني بهم، مع التركيز على النساء والأطفال والشباب وكبار السن، مع ضرورة الاستفادة من التمويل المخصص للطوارئ والجهود الإنسانية في بنية تحتية وبرامج شاملة يسهل الوصول إليها، وتشجيع المشاركة الفعالة للأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة والمنظمات التي تعتني بشؤونهم في التخطيط والتطبيق وعملية اتخاذ القرار بما يعنيه ذلك من التعرف على المنظمات المحلية واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وبناء قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة من أجل الدفاع عن حقوقهم ومتابعة الحكومات والمانحين والمنظمات الإنسانية.
والتزم المشاركون بنشر الوعي، فيما يتعلق بالإعاقة أثناء النزاعات المسلحة من خلال وسائل الإعلام، وجمع المعلومات عن العمر والجنس والملف الشخصي للأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة، واستخدام هذه المعلومات لوضع برامج مناسبة وأكثر شمولية، وبناء نظام متكامل للخدمات الرئيسية والمتخصصة تشمل بناء تحالفات مع المنظمات المحلية وتطوير قدراتها، بما في ذلك المنظمات الحقوقية ومزودي الخدمات والمنظمات التي تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة، وتدريب الموظفين الميدانيين والإداريين في المنظمات الإنسانية، ويشمل ذلك حماية الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة من المخاطر والعمل على إيجاد برامج شاملة ومتاحة للجميع.
وأكد المشاركون في المنتدى المذكور على تنسيق العمل على إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة في كل الجهود الإنسانية من خلال تحديد نقاط الاتصال على مستوى المنظمات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة والحكومات في الأماكن التي تشهد أزمات وصراعات، ملتزمين بمواصلة القيام ببحوث لجمع المعلومات حول الأشخاص ذوي الإعاقة في الأماكن التي تشهد أزمات وصراعات، من أجل إيجاد برامج وسياسات أكثر شمولية.
وطالب المشاركون في ختام أعمال المنتدى الحكومات بتطبيق الفقرة رقم 11 المتعلقة بخطط العمل الوطني والتي تحدد الإجراءات الإستراتيجية والأولويات، وكذلك المسؤوليات والإطار الزمني على المستوى المحلي، داعين لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة في الوقت نفسه للسهر على ضمان أن تراعي الحكومات حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة خصوصا تلك الواردة في المادة رقم 11.
كما طالب المشاركون بتأسيس فريق عمل مزود بموارد مختلفة من أجل تسهيل وتنسيق ورصد التقدم الحاصل حسبما ورد في الإعلان، وتشكيل فريق العمل من ممثلين عن الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة وكبار الشخصيات والوكالات الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والجهات المانحة.
وفي السياق نفسه التزم المشاركون في منتدى الشفلح الدولي الخامس بالعمل خلال الفترة بين 2012 إلى 2015 على ضمان التزام قوي من قبل المنظمات الإنسانية والجهات المانحة والوكالات الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة بإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة ضمن التمويل المخصص للاستعداد للطوارئ والاستجابة لها وإعادة التأهيل، والعمل مع النشطاء في هذا المجال والحكومات لضمان أن يتم إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة في جميع برامج السياسات وبناء الكفاءات.
والتزموا كذلك برفع مستوى الوعي حول اتباع منهج يعتمد على دعم الحقوق في القضايا المرتبطة بالإعاقة بين الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة والمنظمات الإنسانية والوكالات الدولية والوكالات التابعة للأمم المتحدة والجهات المانحة والجمهور، عموما بما في ذلك الصحافة، مع زيادة التبادل المعرفي والتفاعل بين المنظمات الإنسانية التي تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة والوكالات الدولية والجهات المانحة، والعمل على تأسيس نظام مُمَنهج لبيانات مفصلة عن الأشخاص ذوي الإعاقة.
إلى ذلك شكر حسن علي بن علي الرئيس المشارك للمنتدى الدولي الخامس في كلمة ختامية للمنتدى السيدات الأوائل، أصحاب السعادة، والضيوف الكرام على مشاركتكم في المنتدى، منوها بحماس المشاركين وتصميمهم من أجل ضمان أن يعامل مليار شخص من ذوي الإعاقة في العالم بشكل عادل ومتساو.
وقال السيد حسن علي بن علي: «إن ثقتي تزيد أكثر من أي وقت مضى في أنه يمكننا معا أن نساعد في تحقيق تقدم حقيقي على المستوى العالمي، فيما يخص هذه القضية المهمة»، مضيفا أن الحاجة ماسة إلى معالجة الوضع الذي يواجهه الكثير من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يقاسون ويلات الكوارث الطبيعية والصراعات البشرية، أو تعرضوا للإعاقة بسبب هذه الكوارث من خلال حلول دولية عملية يمكن تطبيقها على المستويات المحلية ضمن إطار يستند على ضمان الحقوق.
وزاد المتحدث: «إنني على ثقة أن مركز الشفلح سيعلن خلال الأسابيع والأشهر المقبلة عدة شراكات مثمرة جديدة ستبدأ من هنا هذا الأسبوع، وإننا نتطلع إلى مشاركتكم في مبادرتنا الدولية الجديدة «وان بليون سترونج» (One Billion Strong)، مشيراً إلى أن المنتدى الخامس أكد ثلاث حقائق رئيسية فيما يتعلق بالأشخاص ذوي الإعاقة خلال الكوارث والنزاعات المسلحة، أولها ضرورة أن تكون الإعاقة جزءا أساسيا من خطط الاستجابة السريعة للكوارث والحالات الإنسانية، وثانيها ضرورة أن تشمل المبادئ الواردة في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كل الجهود الإنسانية في هذا المجال، وثالثها الحاجة الملحة إلى النظر للإعاقة باعتبارها قضية متعددة الجوانب في كل مراحل المساعدة الإنسانية، ويشمل ذلك الاستعداد لمواجهة الكارثة والإنذار المبكر والاستجابة للطوارئ والتعافي وإعادة الإعمار بعد الكارثة.
ودعا رئيس مجلس إدارة مركز الشفلح الجميع إلى أخذ تعهد لتبني هذه الحقائق، وتشجيع جميع الحكومات الأخرى والمجتمع المدني والفاعلين المستقلين أن يتبنوها كذلكن والعمل على دمج مفهوم الإعاقة في الجهود الإنسانية مع التركيز بشكل أكبر على النساء والأطفال وكبار السن من خلال تشجيع المشاركة الفعلية للأشخاص من ذوي الإعاقة والمنظمات المعنية بهم في التخطيط والتطبيق وعملية اتخاذ القرار.
ودعا المتحدث لوجوب التنسيق لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في كل الجهود الإنسانية من خلال تحديد نقاط الاتصال في المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة والمانحين والحكومات خلال الكوارث والصراعات المسلحة. وكان السيد حسن علي بن علي قد كشف قبل ذلك في مؤتمر صحافي أمس أن صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر قررت أن يقام المنتدى كل سنتين، وقال إن صاحبة السمو أعطت التمويل الأول لعشرة برامج لاتفاقية «مليار قوي»، ودعمت البرامج الأولية لها حتى يمضي الفريق أولى خطواته.
واستوحيت مبادرة «مليار قوي» التي أطلقت خلال المؤتمر، من رؤية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، باعتبارها منظمة غير حكومية تم إنشاؤها مؤخرا.
واشار بن علي إلى مبادرة «ون بيليون سترونغ» ومجموعة من البرامج الأساسية، ويركز أحد هذه البرامج على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من اللاجئين، مذكرا في الوقت نفسه بأن فريقا تابعا لمركز الشفلح قام مؤخرا بزيارة لمخيم اللاجئين في أوغندا ومخيم اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولبنان.
وشدد المتحدث على أن مبادرة «ون بيليون سترونغ» تحتاج لوقت لتفعيلها بالشكل المأمول. وأشار السيد حسن علي بن علي إلى أن هناك عملا مع شركاء في هذا المجال وهم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومفوضية اللاجئين النسائية ومشروع قانون اللاجئين في أوغندا وبرنامج الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين، داعيا الجميع لضرورة لعب دوره للتوعية بحاجات ذوي الاحتياجات الخاصة خاصة في مناطق الأزمات بما في ذلك الصحافة.
ودعا السيد حسن علي بن علي كل المشاركين والصحافيين للتعبير عن دعمهم لمبادرة الشفلح، وفي الدعوة إلى العمل من أجل أن تتضمن الجهود الإنسانية مفهوم الإعاقة، لأن تغيير القوانين وتطبيق الاتفاقيات لا يعني شيئا ما لم يحصل تغيير حقيقي على الأرض وفي قلوب الناس وفي أوضاع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
ونوه المتحدث إلى أن المركز دعا أكثر من 250 شخصا قدموا من أكثر من 50 بلدا لمناقشة القضايا التي تواجه المجتمعات، التي تضررت نتيجة الكوارث الطبيعية والصراعات، والبحث عن أفضل المسالك التي تعزز حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وكشف رئيس مجلس إدارة مركز الشفلح قرب توقيع مذكرة حول كيفية مساعدة اللاجئين بأوغندا واللاجئين الفلسطينيين بالأردن ولبنان، متوقعا أن يكون ذلك في غضون شهر، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المركز سيعمل على التعاون والشراكة مع كل الوكالات والمنظمات ذات العلاقة لتقديم المساعدة ومساندة اللاجئين وتقديم كل ما في الاستطاعة لهذه الفئة خاصة في الشرق الأوسط لتحسين وضعهم.
وبخصوص إمكانية تأسيس مراكز مشابهة لمركز الشفلح بدول المنطقة، قال السيد حسن علي بن علي إن هذا الأمر يعني هذه الدول، والمركز مستعد للمساعدة بتقديم خبرته وليس أكثر.
http://www.alarab.qa/details.php?iss...2&artid=169565