تسليط الضوء على إيجابيات وسلبيات المدارس الخاصة

ناقش المجلس الرمضاني الذي أقامه سعيد عبدالله الجنيبي مدير عام مدارس النهضة في أبوظبي موضوع مرض إنفلونزا الخنازير وطرق مواجهته ودور الدولة ووزارة التربية والتعليم فيها، كما تم التطرق إلى القضايا المتعلقة بالتعليم والعلاقة بين التعليم الخاص ووزارة التربية والتعليم وكذلك المناطق التعليمية ومجالسها.


وثمن المشاركون توجهات الدولة للارتقاء بالتعليم وانشاءها للمجالس التعليمية لضمان الجودة وعلى وجه الخصوص جهود حكومة أبوظبي واهتمام القيادة في الإمارة بتقديم الدعم اللامحدود والرعاية لطلبة التعليم وتوفير المناخ المناسب لهم.


وأكد الجنيبي، ان التعليم الخاص لعب دوراً بارزاً في رفد المجتمع في أبوظبي بكافة الخريجين الذين أصبحوا الآن يتولون مناصب قيادية ويمارسون دورهم في خدمة مجتمعهم، مشيرا إلى ان مجلس أبوظبي حقق نقلة نوعية في ترسيخ مفهوم المنافسة بين المدارس الحكومية والخاصة من اجل تعزيز المسيرة التعليمية.


طالب الجنيبي بأن يكون هناك تقييم منصف للمدارس الخاصة بالنظر إلى كم الخريجين حاملي الشهادة الثانوية العامة وهنالك مدارس خرجت أكثر من 5000 طالب، تفوقوا كثيرا داخلياً وخارجياً، وهناك مدارس تنظم المناهج بواسطة أساتذتها البارزين خاصة في المراحل الدنيا وهذا معروف لدى الجهات المسؤولة ومن المفروض تصنيف المدارس على حسب ما أنجزت، أي أن المدارس التي لديها صفوف عليا ومناهج عالمية معترف بها تختلف عن التي لديها صفوف ابتدائي فقط.


التربية والمجتمع


واضاف أنه من المعروف أن العملية التعليمية تنقسم إلى تربية وتعليم، وبالنسبة للتربية فإنه يفترض أنها نابعة من المجتمع مثل اللغة، الدين، العادات والتقاليد الحميدة، أما التعليم في المدارس الخاصة فهناك مدارس تتبع مناهج مختلفة مثلا النظام الانجليزي igcse والأمريكي، حيث يتقدم الطالب لامتحانات خارجية مثل السات والتوفل الأمريكي، وهذه المناهج مختلفة من حيث المواد والتسلسل التعليمي والاعترافات بها مثلاً: إذا كانت إحدى المدارس تطبق النظام الانجليزي ويأتي طالب من منهاج الباكالوريا الدولية في الصفوف المقدمة فإنه يجد بعض الصعوبات في التأقلم مع المنهاج الجديد.


وانتقد قيام بعض الجهات بأن تأتي بأشخاص وجهات متخصصة في بلد ما يتبع منظومة تعليمية مختلفة ويطلب منهم تقييم هذه المدارس، وهنا أنوه بأنه لا بد ان يكون هناك اختلاف في التقييم، ويكون أحياناً التقييم ليس في صالح المدرسة واعتقد في مثل هذه الحالات أنه لابد أن يكون التقييم من نفس البلدان التي تأخذ المدرسة بمناهجها.


وأضاف انه إذا كانت هناك نية لعمل مناهج أو منهج معين لابد من اخذ رأي المدارس الخاصة والاتفاق معها على المطلوب منها ومن ثم إعطاء الفترة الكافية لتنفيذ المنهج المطلوب.


وقال الدكتور طلال سعيد إنه إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع، حيث إن 95% من المدارس الخاصة تقام في فلل ويطلب منها قاعات وفصولاً نموذجية، لكنها تفتقد للتمويل خاصة أن البنوك لا تمنح قروضاً لأن الأرض مستأجرة وليست ملكا لصاحب المدرسة.


واضاف انه بالنسبة لنظام المناهج فإنه يفضل تدريس المناهج للطلاب من الابتدائية حتى الثانوية بمنهج واحد لمصلحة الطالب واولياء الامور ولضمان تجاوب الطالب مع المنهج الذي لن يكون غريباً عنه.


وايده في الرأي فتحي العالم مستشار الرياضة مؤكدا ان عملية النقل للطالب من مدرسة لمدرسة أخرى وبمنهجين مختلفين تؤثر في عملية التحصيل المدرسي وتأخره عن أقرانه رغم انه قد يكون متميزا في دراسته بالمدرسة السابقة.


الحاسب الآلي


وطالب الدكتور محمد سعيد عبدالله الجنيبي بأن يتم التعامل والتدريس للمناهج المدرسية من خلال الحاسب الآلي الذي قد يكون حلا لكثير من القضايا ومنها مرض إنفلونزا الخنازير حيث يتيح للدارسين والمدرسين بأن يتواصلوا في وقت من الأوقات والاجابة عن الصعوبات والاستفسارات للطلبة مباشرة.


وأشار إلى ان الدولة شهدت تقدما وعلوا في الهمة واستقطبت احدث الوسائل الحديثة في مختلف المجالات، لذا فإن اتباع أسلوب الدراسة بهذا النظام يدعم مسيرتنا النهضوية واحتلال الإمارات لموقع الريادة.


وأكدت ندى صعب مديرة مدارس الظفرة ان إدارة النظام التعليمي بالوضع الحالي في إمارة أبوظبي أسهمت إلى حد كبير في احداث تطور، كما ان المدارس الخاصة أسهمت في ارتفاع جودة التعليم في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم بفضل تواصلها بنسبة كبيرة مع المدارس العالمية.


وأضافت ان الكثير من المدارس الخاصة تسعى إلى تطوير التعليم بعيدا عن المساس بالمواد الدينية والمناهج العربية التي لا يمكن تجاهلها، ومدارس أبوظبي تتميز بحضور قوي بين المؤسسات التعليمية على مستوى الدولة، وعلى سبيل المثال خرجنا خلال الخمس سنوات الماضية ما يزيد على 500 طالب وطالبة في الثانوية العامة ويتم تدريس المنهج الامريكي، مشيرة إلى ان نحو 70% من مربي الاجيال تخرجوا واكتسبوا خبرتهم من خلال هذه المدارس.


وقال علان ياسين مدير مدارس العلمية الدولية، ان المدارس الخاصة في حاجة إلى عناية وتعاون من جانب مجلس أبوظبي للتعليم على اعتبار ان هذا القطاع مهم ورافد رئيسي للتعليم العام وواجهة للتعليم على مستوى اقليمي وعالمي.


ويرى عدنان عباس مدير عام مدارس النهضة للبنين ان التنوع بين المناهج البريطانية والأمريكية والكندية بالإضافة للمناهج العربية مفيد جداً للتعليم في الإمارات، وان المدارس الخاصة تساهم في تعزيز الاقتصاد للدولة على اعتبار أن مخرجات التعليم المتميزة تقود إلى خريجين ذوي مستوى عالمي، ولذا نرى أنه على الجهات المسؤولة ألا تترك المدارس الخاصة تقف بمفردها.


وقال عبد الناصر ظاهر مدير مدرسة الروافد للبنين إن أفضل مشروع تم في الدولة هو إنشاء المدارس الخاصة ولقد لعبت دوراً محفزاً منذ نشأتها وبناء على هذا الدور والتواجد على الساحة التعليمية تم إنشاء المدارس التعليمية مؤكداً أن الدولة استفادت كثيراً من المدارس الخاصة، لافتاً إلى أن أكثر من 35 % من المهندسين العاملين بالدولة من خريجي المدارس الخاصة، وبالتالي فإنها لعبت دوراً رئيسياً في دعم خطط الدولة وهي ذات رصيد ضخم وثروة وطنية تتطلب رعاية خاصة من وزارة التربية والتعليم.


تميز طلابي


وتؤكد الدكتورة سندرا ظاهر مدير شؤون الطلاب بجامعة أبوظبي، أن خريجي المدارس الخاصة يتمتعون بقدرات عالية ومهارات تفوق خريجي المدارس الحكومية وهذا من منطلق خبراتها الطويلة في مجال التعليم التي بدأت في منتصف الثمانينات، وأنها شاهدة على التطور الذي حدث في قطاع التعليم بشكل عام نتيجة الدعم اللا محدود من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وحبه للتعليم وسعيه إلى توفيره لكافة المقيمين على أرض الدولة، وسار على النهج ذاته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.


ويرى جمال جعفر موجه الاجتماعيات بمنطقة أبوظبي للتعليم، وجود اهتمام كبير وبالدرجة الأولى في التعليم الخاص باللغات الأجنبية على حساب اللغة العربية وغياب المتخصصين في اللغة العربية والمواد الإسلامية في المدارس الخاصة وخاصة في المدارس التي تدرس المناهج العربية، وتتركز عملية التجاهل لمواد التربية الوطنية واللغة العربية ولا تجد حصصها التزاماً من جانب إدارات هذه المدارس، لافتاً إلى وجود بعض المدارس، التي لديها اهتمام بهذه المواد ولكن بنسبة ضئيلة من إجمالي المدارس.


وانتهت الآراء حول هذه المسائل بأن يتم تكثيف عمليات التفتيش على المدارس من دون تردد للتعرف إلى مدى التزامها بتدريس المواد العربية والتاريخ والتربية الوطنية وغيرها، خاصة ان هناك اتفاقاً حول التزام المناطق التعليمية والتربية بتعيين مدرسين للغة العربية والمواد الدينية على نفقتها، وبالتالي تفويت الفرصة لأي مدرسة ان تخالف العملية التعليمية وتنتقص من هذه المواد لصالح المواد والمناهج الأخرى.


إنفلونزا الخنازير


وتوقع المشاركون في لمجلس أن يتغيب نحو 50% من الطلبة عن الدوام في الايام الاولى في المدارس بسبب إنفلونزا الخنازير، وطالب سعيد الجنيبي عند وصول اللقاح الخاص بالإنفلونزا بأن يتم توزيعه على المدارس الحكومية والخاصة مشدداً على أن تكون المدارس الخاصة على علم أولاً بأول بالقرارات الخاصة بمواجهة الفيروس بدلاً من مفاجأة المدارس بالقرارات الخاصة بتأجيل الدارسة أو وقفها.


وقالت ندى صعب أن إشراك المدارس الخاصة في القرارات المتعلقة بإنفلونزا الخنازير ضرورة ملحة تجنباً لحدوث مضاعفات، وأن يتم التعاون مع الجهات المسؤولة.