المؤسسات التعليمية تبدأ عامها بلقاءات تعريفية للطلاب وتعاقدات تدريسية جديدة

في وقت تحول فيه مرض أنفلونزا الخنازير بما أطلق عليه من توصيفات وترميزات “اتش1 إن 1” إلى حديث الساعة على مستوى العالم تستعد المؤسسات التعليمية أو بدأ بعضها فعلياً بفتح أبوابه، التي تعتبر معاقل أكبر تجمعات للبشر على مستوى الدولة، الأمر الذي قد يشكل بيئة خصبة لتفشي الوباء، ويتطلب إجراءات احترازية إضافية، والبقاء على أعلى درجات الحيطة والحذر .

المدارس الحكومية، وبعض الخاصة أجل بدء عامه الدراسي الى ما بعد شهر رمضان المبارك، من اجل الشهر نفسه والى أن يهدأ هاجس الأنفلونزا وتخف وطأته، ولكن غالبية مؤسسات التعليم العالي من جامعات وكليات حكومية كانت أم خاصة بدت وكأنها لم تكترث وفتحت أبوابها مستقبلة العام الجديد بشكل طبيعي جداً، حيث جلس الآلاف من الطلبة لا سيما من مؤسسات التعليم العالي الحكومية على مقاعدهم الدراسية خلال اليومين الماضيين وبشكل طبيعي حسبما تبين من خلال استطلاع “الخليج” لعدد من هذه الكليات والجامعات، حول تزامن عامها مع شهر رمضان ولماذا لم يتم تأجيله؟ والإجراءات التي اتخذتها بصدد “اتش1 إن 1” .

الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد أكد أن 4839 طالباً وطالبة مسجلين في الجامعة بفرعيها في أبوظبي ودبي التزموا بالدوام أمس الأول وأبدوا كامل حماسهم ونشاطهم، وأنه استشف ذلك من جولة تفقدية قام بها خلال اليومين الماضيين استطلع خلالها آراء الطلبة فيما اذا كانت تشكل لهم الدراسة في رمضان ازعاجاً أم لا، موضحاً انهم لم يعترضوا على ذلك مجمعين على انه شهر عطاء وعمل لا كسل وجلوس خلف شاشات التلفزة .

وبين ان نسبة الالتزام بالدوام عالية جداً وقاربت من 100%، في حين توزع الطلبة على دبي بواقع 2430 طالباً، وأبو ظبي 2116 طالبة، و303 طلاب .

وفيما يتعلق بإنفلونزا الخنازير وتعاطي الجامعة مع الفيروس أوضح انه جار التنسيق مع وزارة الصحة وهيئة الصحة في ابو ظبي من أجل نشر التوعية بين الطلبة، بالمرض وأسبابه وطرق الوقاية منه وأعراضه وطرق علاجه وما الى ذلك من أمور تحيط به، لافتاً الى ان تأجيل العام الدراسي ليس بعلاج أو حل للمشكلة، وانما يتمثل ذلك بالوقاية واتخاذ كافة التدابير الاحترازية، وخلق ثقافة صحية بالتعاون مع الجهات المختصة سواء كان ذلك لجهة عقد محاضرات أو ورش عمل، بالاضافة الى تدريب فريق من شؤون الطلاب والطالبات يتولون المهمة، واستنفار القسم الخاص بالاسعافات الطبية والعلاج في الجامعة للتعامل مع أي حالة تظهر عليها أعراض الفيروس بين الطلبة الذين هم أقل تأثراً بالمرض من الأطفال وكبار السن .

أما كلية دبي التقنية للطالبات وهي واحدة من بين 17 كلية تقنية عليا فتحت أبوابها هي الأخرى لاستقبال 17 ألف طالب وطالبة في عامهم الجديد، اكدت ان بدء العام الدراسي في رمضان كان امراً عادياً بالنسبة للطالبات، اللواتي لم يتذمرن أو يتقدمن بأي شكوى حيال ذلك، وغياب الطالبات في اليوم الاول شيء اعتيادي وبرغم ذلك تجاوزت نسبة الحضور ال90%، علماً ان برنامج المحاضرات في شهر رمضان مختلف عن باقي شهور السنة فالدراسة تبدأ في 30:8 وتنتهي في 25:2 للدوام الصباحي، أما المسائي من 30:2 الى10:5 .

اما فيما يتعلق ب”إتش1 إن1” فأشارت الى اتخاذ بعض الاجراءات الاحترازية غير المبالغ فيها حتى لا تكون ردة الفعل كبيرة من الطالبات والأهالي على اعتبار أن الاسباب والأعراض باتت معروفة وكذلك العلاج الممكن، وعلى اعتبار ان الشباب أقل تأثراً بالمرض وأكثر قدرة على مقاومته، وهناك اتصلات وتعاون مع وزارة الصحة ودائرة الصحة في دبي لتوفير نشرات توعوية حول الوباء وتوزيعها على الطالبات، وتنظيم محاضرات توعوية حول الصحة بشكل عام والفايروس بخاصة .

من جانبه قال الأستاذ الدكتور عبدالرحيم صابوني مدير جامعة الحصن في أبوظبي إن 1600 طالب وطالبة مسجلين في الجامعة باشروا دوامهم يوم الأحد الماضي بنسبة التزام 70% تقريباً وهو الوضع الطبيعي في اول أسبوع من الدوام، ولا علاقة لذلك بشهر رمضان المبارك، حيث بدأ الطلبة عامهم بالحيوية والنشاط، والجامعة تراعي خصوصية الشهر بتكثيف المحاضرات وتقليل ساعات الدوام .

وفيما يتعلق ب “اتش1 إن1” ذكر ان الجامعة قامت بحملة توعوية واسعة النطاق في أروقتها وبين طلبتها من خلال نشر اللوحات الإرشادية واليافطات والبوسترات، وتم الاتفاق مع عيادة خارجية متخصصة قرب الجامعة لمعاينة أي طالب يظهر عليه أي عارض من اعراض المرض، والموضوع مقتصر على التوعية والمراقبة سواء كانت الذاتية او من المحيط .

بدأ الطلبة الجدد في جامعة دبي حياتهم الجامعية بحضور اللقاء التعريفي “بدايات”، حيث تم تنظيم هذا البرنامج يوم الخميس الماضي من قبل قسم الخدمات الطلابية بالتعاون مع عدد من الطلبة المتطوعين وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية .

انطلق برنامج “بدايات” خلال تواجد الطلبة في مبنى الجامعة، تم تعريفهم بالتخصصات الجامعية، والرعاية الصحية، والإرشاد الطلابي، والمهن، والتسجيل، والمنح الدراسية، والتغذية، والنوادي الطلابية، وغيرها من الخدمات الطلابية، وحصل الطلبة على البطاقة الجامعية وقدم المرشدون الأكاديميون للطلبة خلال إحدى الحلقات شرحاً مفصلاً عن المساقات والخطة الدراسية .

وأكدت فرح الشيباني منسقة برنامج “بدايات” أن هذا اللقاء يقدم فرصة مميزة للطلبة للتآلف مع أجواء الجامعة، ومقابلة أعضاء الهيئتين التدريسية والأكاديمية وزملائهم الطلبة، بالإضافة إلى الإجابة عن استفساراتهم .

بدأ أمس العام الدراسي الجديد في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي، وقد انتظم طلبة الكلية البالغ عددهم (3381) في الدراسة في برنامج الليسانس في الدراسات الإسلامية واللغة العربية وآدابها، حث الدكتور محمد عبدالرحمن مدير الكلية الطلاب والطالبات على بدء عامهم الدراسي بمزيد من الاجتهاد والمثابرة في تحصيل العلم والاستفادة من هذه الفرص الدراسية المجانية التي توفرها الكلية لطلبتها، وأضاف أن الكلية تطرح في هذا العام الدراسي مزيداً من الخطط التطويرية على مستوى البرامج العلمية والأنشطة الثقافية وبرامج خدمة المجتمع وتمنى سعادته لطلبة الكلية عاماً دراسياً حافلاً بالعطاء والتميز .

وأضاف أنه سيتم خلال هذا الأسبوع، بتنفيذ برنامج الإرشاد الأكاديمي الخاص بالطلاب والطالبات الجدد، ويشتمل البرنامج على إكمال ملفاتهم وتعريفهم بلوائح الكلية وأنظمتها الخاصة بالدراسة والامتحانات، وإرشادهم نحو الخدمات الجامعية المجانية التي تقدمها لهم الكلية، مشيراً الى أن المقابلات الشخصية للطالبات المتقدمات للالتحاق بالدراسات العليا في برنامجي الدكتوراه والماجستير في الشريعة الإسلامية واللغة العربية وآدابها قد بدأت أمس .

وأكدت جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدء العام الأكاديمي 2009-2010 من يوم الأحد الماضي، وانتظام الطلبة في صفوفهم بلا عوائق أو تغيب مشيرة إلى الإقبال الكبير من قبل الطلبة للالتحاق ببرامجها بالرغم من انعكاسات الازمة المالية العالمية .

وأوضح د . أحمد عنكيط، نائب الرئيس للعلاقات الخارجية والشؤون الثقافية، ان الجامعة كيفت جداولها الدراسية تماشيا مع شهر رمضان المبارك بحيث يكون زمن المحاضرة 45 دقيقة، وانها استعدت للعام الجديد باستقطاب أعضاء أكفاء من الهيئة التدريسية، وتوفير تجهيزات حديثة، وبرمجيات متطورة، لاستعادة العجلة الاقتصادية بالاستثمار في الطلبة .

وعلى صعيد جهود الجامعة من اجل زيادة التوعية ومكافحة انفلونزا الخنازير اشار د .عنكيط الى اتخاذ عدد من التدابير والإجراءات الاحترازية لحماية جميع منتسبيها من طلبة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وعمال . وتركز هذه الإجراءات على أهمية الرصد المبكر لأية أعراض للفيروس واحتمالات انتشاره من خلال تبني برنامج للتوعية الصحية يوضح فيه طرق الإصابة بالمرض وانتشار العدوى والوقاية من الإصابة،وكيفية تشخيصها وإمكانية العلاج .

واضاف ان هيئة بيئة الإبداع الطبية (جهة استشارية تشرف على كافة الأنشطة الصحية والطبية بشبكة الجامعة عجمان) تعمل على تطبيق هذه التدابير والإجراءات الوقائية بالتعاون مع مركز الجامعة الطبي وعمادة شؤون الطلبة بالجامعة ومنطقة عجمان الطبية وكذا بعض من المستشفيات العاملة بإمارة عجمان مثل: مستشفى الشيخ خليفة بعجمان ومستشفى عجمان التخصصي .

وقال علي المنصوري مدير كليات التقنية العليا المساعد في رأس الخيمة ان الكلية استقبلت الطلبة الجدد بتعريفهم على مرافق الكلية، حيث تم اصطحاب الطلبة في جولة في الكليتين للتعرف الى أقسام الكلية ضمن فعاليات الأسبوع التعريفي للطلبة .

أضاف أن الكلية استقبلت حوالي 550 طالباً وطالبة منهم 400 طالبة مستجدة و150 طالبا فيما بلغ عدد إجمالي الدارسين في الكلية هذا العام حوالي 1750 طالباً وطالبة .

وأوضح بخصوص إجراءات السلامة التي اتخذتها كليات التقنية العليا برأس الخيمة حول انتشار مرض إنفلونزا الخنازير أن الكلية نظمت بالتعاون مع وزارة الصحة عدة محاضرات تعريفية حول المرض للأساتذة والطلبة، كما وزعت المعقمات في أرجاء الكلية ومرافقها كإجراء وقائي، مؤكدا ان كلية الطالبات تتوفر فيها ممرضة خاصة، أما كلية الطلبة فأرسلت الكلية طلبا لوزارة الصحة لتوفير ممرض مختص للتواجد في الكلية أثناء الدوام الرسمي . وعن التخصصات الجديدة في الكلية أشار إلى أن تخصص دبلوم مساعد تدريس شهد إقبال الطالبات عليه بشكل لافت إذ دخلت في التخصص حتى الآن حوالي 55 طالبة وفتحت الكلية فصلين للتخصص .

وتباشر جامعة الاتحاد بإمارة رأس الخيمة عامها الأكاديمي الجديد يوم 27 من سبتمبر الحالي بالحرم الجامعي الجديد الكائن على شارع الإمارات، حيث تعاقدت الجامعة مع 5 من أعضاء هيئة التدريس الجدد في تخصصات أكاديمية مختلفة، حيث تؤكد الأرقام الحالية للقبول أن هناك إقبالاً ملحوظاً على التسجيل في الجامعة خاصة للطلبة الحاصلين على معدلات تفوق 80%، وسيبدأ يوم الأحد المقبل ولمدة أسبوع تسجيل المساقات الدراسية لجميع الطلاب القدامى والجدد .

أوضح د . عدنان البازي مدير جامعة الاتحاد أن أعضاء الهيئة التدريسية القدامى والجدد باشروا دوامهم مع بداية الأسبوع الحالي، وأشار الى أن أعضاء هيئة التدريس الجدد المتعاقد معهم في تخصصات متعددة منها الهندسة والإدارة ونظم معلومات الأعمال، واللغة الانجليزية لكليتي الآداب والتربية، وجميعهم من الحاصلين على شهادات عليا من جامعات عالمية عربية وأوروبية .

وأشار الى أن المرحلة الأولى التي انتهى العمل بها من الحرم الجامعي الجديد والمجهزة لاستقبال الطلبة مع بداية العام الدراسي تستوعب 1500 طالب وطالبة، حيث قررت إدارة الجامعة تسهيل انتقال الطلاب عن طريق توفير حافلات خاصة بالجامعة كل نصف ساعة من وإلى المقر الجديد والمبنى القديم داخل المدينة، الى جانب تقديم كل الإمكانات التي تسهم في دعم العملية التعليمية لأبنائنا الطلبة .

وفيما يتعلق بالبرامج الجديدة المطروحة بالجامعة لهذا العام إضافة الى التخصصات الموجودة فيها مسبقاً قال إن تخصص “إعداد معلم مجال اللغة العربية والدراسات الإسلامية” التابع لكليات التربية هو أحدث التخصصات التي تم اعتمادها الأولي من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في إطار حرصها الدائم على الارتقاء بمستوى العملية التعليمية، والجهود التي تبذلها هيئة الاعتماد الأكاديمي برئاسة البروفيسور بدر أبوالعلا بهدف تجويد التعليم العالي الخاص وتحسين مخرجاته، مضيفاً أن افتتاح هذا التخصص رسمياً سيكون مع بداية الدراسة وحيث باشرت الجامعة في قبول الطلاب الراغبين في الدراسة بهذا التخصص .