قصة سوشيروا هوندا [ بقلمي ]
	
	
		بسم الله الرحمن الرحيم
سوشيروا هوندا
http://hawaa.5r5.com/wp-content/uplo...92-d56tc9y.jpg
لا تستسلم  أبداً، إن وقعت أنهض و أجمع مفاخرك و كل ما وقع منك و بُعثر على الأرض و  أعد ترتيب أوراقك و حاول مرة أخرى، هوندا فعلها مرة و اثنتين و ثلاثة، و في  كل مرة يخذله شيئ و يوقفه يعود مرة أخرى و يسبح ضد التيار ليغير مسار  التيار لصالحه، بالأمس يبحث عن عمل و اليوم هو رب العمل، سانشيروا هوندا،  كافح و حارب العالم و الحروب و الكوارث الطبيعية من أجل حلمه.
كان  سانشيروا هوندا مجرد طالب ياباني عادي يبني أماله على طموحات و أفكار،  فكان يدرس و يخصص وقته فالعمل، فيذهب للمدرسة متشحم اليدين من عمله في مجال  السيارات، فيعمل على تطوير مفهوم حلقة الصمام ليبيعها لشركة تويتا و لم  يكن يعلم ما تخبأ الأيام له، فيضني نفسه في العمل و يبذل الغالي و النفيس  ليثبت نفسه و ذاته حتى انتهى من أمله و أتت له الضربة الأولى، فرفضت شركة  تويتا محركه بسبب عدم تناسب المقاسات، و لكن كان سانشيروا يسحب كل الضربات  السلبية تلك و يحولها لوقود له.
عاد سانشيروا مرة أخرى و أستمر في  عمله الدؤوب، حتى أنجز ما أراده في وقت آخر بعد سنتين من العمل المضني، و  لكن هذه المرة نجح سانشيروا، و حقق حلمه بتعاقد شركة تويتا معه، و لعل  هوندا الآن متعجب مما هو فيه بما إن هذه كانت أمآله مقارنة بما هو عليه  اليوم، فبدأت شركة تويتا تلتفت إلى سانشيروا الشاب في مقتبل العمر، و بدأ  سانشيروا بتحسين أوضاعه شيئاً فشيئاً حتى بدأ بتدشين مصنع خاص به لصناعة  المحركات، و لكن شائت الأقدار أن ترفض الحكومة اليابانية طلب هوندا بحجة  حاجتها للأسمنت بسبب دخولها فالحرب العالمية الأولى و لكن هوندا لم يستسلم و  صنع فرصته بنفسه، فاستطاع بطريقة ما إيجاد حل لنفسه و صنع أسمنت يكفيهم  لبناء المصنع، فانطلق هوندا مرة أخرى متخطياً كل الحواجز السلبية و بنى  مصنعه بنجاح، و لكن الحرب تضع نفسها في مواجهة هوندا، لسوء حظ هوندا يحطم  الجيش الأمريكي بقذائفه أجزاء رئيسية في مصنع هوندا، كالضربة فالقلب ! تقتل  فورياً ! و لكن هوندا لم يمت، بل انتزع الخنجر الذي ضُرب بِه في قلبه و  رماه بعيداً عن طريقه و بطريقة ما تماسك هوندا و أعاد مرة أخرى بناء مصنعه و  ترميمه بمعاونة أصحابه.
و تتعاود الخناجر و ترمي نفسها على سوشيروا  ! فتحطم الفتى مرة أخرى و يصمد في وجهها، فالجيش الأمريكي كالثور الهائج و  هوندا و مصنعه هم الستارة الحمراء، فقذيفة أخرى تلحق الضرر بمصنع هوندا  مجدداً ! و هوندا يقاوم مجدداً ! فيحمل هوندا كل ما خلفه الدمار و القذائف و  آماله المحطمة بعيداً و يرميها في مكب النفايات إلا شيئ واحد، فقد أبقى  هوندا علب البنزين الفارغة التي خلفتها المقاتلات الأمريكية و سماها  بالهدايا من الرئيس الأمريكي ترومان، حيث وفرت له المواد الأولية التي  تساعده في عملياته الصناعية و نظراً لعدم توفرها فاليابان في تلك الفترة  فقد حول الفتى هوندا الحرب إلى وسيلة منفعة و تجاوز عقبات الحرب و الدمار  التي خلفتها القذائف في مصنعه و وضعها تحت قدميه ليرتقي إلى الأعلى.
و  في أثناء لحظاته السعيدة و ترقبه لإصدار الصمامات التي طلبتها تويتا و  تسجيل إسمه بين عملاقة المجال بدأت الأرض بالإهتزاز ! هل تفكرون بما أفكر  به يا سادة ؟ زلزال ! زلزال دك مصنع هوندا إلى اللانهائية، فاختفى مصنع  هوندا تماماً و حطم و هُمِشَ، فباع هوندا مصنعه و باع معه فكرة الصمامات  لصالح تويتا.
و لكنها لم تكن النهاية، فأمثال هوندا لا يستسلمون  أبداً، فبعد أن أنتهت الحرب باتت اليابان بحاجة إلى الوقود، فلم يقدر هوندا  حتى أن يحرك سيارته ليقضي حاجات منزله، و بذكائه و حنكته استطاع هوندا  تركيب محرك لدرجاته الهوائية ! فصنع هوندا التاريخ بهذه الحركة الذكية،  فباتت الطلبات تتهافت عليه من الجيران و الأقارب، دراجة تسير بطاقة محرك،  لا داعي لأن تحرك قدمك و تتعب نفسك ! ياله من إختراع ذكي ! الكل يريد أن  يكون مثل هوندا ! و هكذا بدأت حياة هوندا بالإزدهار من جديد و من شدة  الطلبات عليه دشن هوندا مصنعه لصنع هذا النوع من المحركات، و شيئ فشيئ بدأ  هوندا بتصدير دراجاته النارية إلى أوروبا و الولايات المتحدة لينال جائزة  إمبراطور اليابان، بل و دفعه طموحه إلى الأعلى، فبدأ في سبعينيات القرن  العشرين بتصنيع سيارات لاقت ترحيب كبير جداً و رواج رائع على الصعيد  العالمي و أصبح ساشيروا هوندا اليوم صاحب شركة هوندا الشهيرة للسيارات،  فأصبح العالم بأسره يعرف هوندا على إنه الرجل صاحب العلامة الشهيرة H على  السيارات و أصبح أحد ركائز الإقتصاد فاليابان، مروراً بالقذائف و وصولاً  للزلازل ثابر هوندا و كافح و وضع ثقته بنفسه و حول كل شيئ سلبي حوله إلى  طاقة إيجابية ليتربع على قمة العالم اليوم.
الأمل، الكفاح،  هوندا رسم بهما قصة نجاح، و قاوم الحرب العالمية و وصل اليوم لمناطق أبعد  من العالمية، فقط ضع حلمك نصب عينيك، و كافح و كن ذو أمل و بكل تأكيد ستصل  إلى ما تريده و أعلى.
#بقلمي / قصة حقيقية
http://abdullah-alameri.tumblr.com/