مشروع وطني لتمكين المعاقين اقتصادياً

مشروع وطني لتمكين المعاقين اقتصادياً



كتبت رشا شبيب


كشف السيد غانم مبارك الكواري مدير إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة الشؤون الاجتماعية عن مشروع وطني جديد لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في دولة قطر من خلال إقامة مشاريع اقتصادية صغيرة بدعم من شركات كبيرة وبنوك رائدة كبنك قطر الوطني وبنك الدوحة والبنك التجاري، إضافة إلى دعم من قبل الخطوط الجوية القطرية وشركة عبد الله عبد الغني ومجموعة آل سريع القابضة.

وبيّن أن البرنامج سينفذ ضمن خطة الوزارة للسنة المالية الجديدة في أبريل المقبل وأضاف أنهم يدرسون آلية تنفيذ المشروع المذكور منوها عن إشراك ذوي الإعاقة أنفسهم في المشروع وقال الكواري أن فكرة المشروع تستند على فكرة لمشروع معين يتقدم به الشخص المعاق لتحتضنها الإدارة ومن ثم يتم تمويل فكرة المشروع وبين الكواري أنهم لم يحددوا حتى الآن آلية تمويل المشاريع إن كانت ستمنح كقروض مسترجعة أو تأخذ صيغة أخرى.


قاعدة بيانات للمعاقين


كما تحدث للوطن عن برنامج وطني يعكفون على تنفيذه خلال المرحلة المقبلة وهو قاعدة البيانات الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة في دولة قطر يتضمن البيانات الأولية عن المعاقين والجانب الخدمي لهم إضافة إلى الجانب الإحصائي منوها أن المشروع المذكور ليس من تنفيذ إدارتهم فقط، بل يشاركهم فيه جهات أخرى بعد أن خطط له من قبل المجلس الأعلى للأسرة ومن ثم تم تحويله لإدارتهم بوزارة الشؤون الاجتماعية تمهيدا لتنفيذه بالتنسيق مع جهاز الإحصاء المركزي والمجلس الأعلى للتعليم والشفلح والجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة والمركز الثقافي للمكفوفين والمركز الثقافي للصم، إضافة إلى مؤسسة حمد الطبية منوها أن الجهات السابقة الذكر شركاء استراتيجيين لمشروع قاعدة البيانات الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة في دولة قطر وأضاف أن إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة بوزارة الشؤون بدأت بخطوات تنفيذ المشروع بعد استلامه من الأعلى للأسرة حيث تم الانتهاء من الشروط الفنية من قبل الإدارة وهم الآن في مرحلة مخاطبة الجهات الأخرى لتوفير بعض المعلومات مؤكدا تجاوب الجهات تلك مع المشروع المذكور.

وحول مساهمة مشروع قاعدة البيانات الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة في تلبية احتياجات وطموحات الفئة تلك قال: لا يمكن تأسيس أي برنامج دون قاعدة بيانات تضم أرقاما وإحصائيات تظهر حجم المشكلة لاسيما المشاكل التي يعاني منها الأشخاص ذوي الإعاقة والبيئة التمكينية لعملهم، مشيرا إلى أنهم على دراية بتلك الحاجات الأساسية منوها عن بعض الوظائف التي توفر للمعاقين ولكنها لا تلائم إعاقاتهم. كما تحدث عن مشاكل جوهرية يعانون منها في بيئة العمل منها نظرة المسئول في العمل تجاه المعاق كونه منتجا أو لا، أو نظرة الشفقة من قبل البعض الآخر من المسئولين تجاههم.

وطالب الكواري بتشريع يلزم الجهات والمؤسسات بتوفير بيئة تمكينية للمعاقين منوها أنهم يعملون ضمن الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة والقانون رقم 2 لسنة 2004.

كما كشف مدير إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة أنهم يدرسون خلال الفترة القادمة إنشاء مكتب لاستقبال طلبات الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن لتوفير احتياجاتهم كاملة والاستماع إلى مشاكلهم وملاحظاتهم.

ونوه مدير إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة لـ الوطن أنهم سيشاركون فعليا في المعرض المهني لهذا العام لاستقبال طلبات توظيف من الأشخاص ذوي الإعاقة كما سينسقون مع جهات أخرى لإيجاد وظائف ملائمة لهم.

كما كشف غانم الكواري عن تنظيم ندوة على هامش المعرض ستتناول البيئة التمكينية للأشخاص ذوي الإعاقة الندوة ستقام تحت عنوان «تهيئة ظروف العمل للأشخاص ذوي الإعاقة» وذلك في الثاني من أبريل المقبل.


وظائف المعاقين


وعن مدى ملائمة الوظائف التي توفر للمعاقين من قبل مؤسسات ووزارات الدولة قال: تعيين الأشخاص ذوي الإعاقة يتم وفق آلية معينة في الدولة عن طريق قانون رقم 2 لسنة 2004 بشان ذوي الاحتياجات الخاصة ويتم بالتنسيق بين المجلس الأعلى للأسرة ووزارة العمل ونوه بأن دور إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة هو متابعة الإنجازات التي تم تحقيقها في هذا المجال منوها بأن العائق الأكبر هو البيئة التمكينية لعمل الأشخاص ذوي الإعاقة داعيا إلى تعاون الوزارات والمؤسسات في جميع القطاعات الحكومية والخاصة إلى توفير بيئة تمكينية ملائمة لاستقبالهم وإيصالهم بسهولة إلى ما يطلبون.

وحول ملائمة المبنى الجديد لوزارة الشؤون الاجتماعية لاحتياجات الأشخاص من ذوي الإعاقة قال إنهم عملوا أن تكون جميع مداخل الوزارة مهيأة لهم، إضافة إلى دورات المياه والمصاعد الناطقة للكفيف، مؤكدا أن إدارتهم بذلت جهدا ملحوظا لتوفير بيئة تمكينية ملائمة.

كما أشار الكواري إلى أن المباني الحديثة للمدارس وفرت تسهيلا كبيرة لوصول المعاقين، كما أشاد مدير إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة بالشؤون الاجتماعية بجهود وزارة الداخلية في تكيف مبانيها لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة، لاسيما مبناهم الجديد الذي يقدم خدمات للمسنين والمعاقين كما تحدث عن استمرار برنامجهم مع وزارة الداخلية «الوقاية من الإعاقة بسبب حوادث السيارات «البرنامج يقدم من قبل أشخاص تعرضوا لحوادث مرورية سببت لهم الإعاقة والبرنامج سيوجه هذا العام لطلبة الجامعات كما نوه عن اشتراكهم في برنامج الدمج.


خطط مستقبلية


وعن خطط إدارتهم للمرحلة القادمة الموجهة للأشخاص ذوي الإعاقة قال الكواري إن إدارتهم تنفيذية مختصة بتنفيذ الخطط والسياسات والبرامج المحالة لها من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مؤكدا أن جميع مشاريعهم التي ينفذوها نابعة من إستراتيجية الأسرة أو إستراتيجية قطاع الحماية الاجتماعية المنبثق من رؤية قطر 2030 إضافة إلى إستراتيجية وزارة الشؤون الاجتماعية للخمسة أعوام المقبلة والتي تضم برامج ومشاريع عدة تلبي طموحات واحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة. منوها بأن إدارتهم حديثة الإنشاء واستحدثت منذ عامين فقط.


برنامج التعامل مع المعاق


على صعيد متصل تواصل الإدارة تنظيم برنامجها التدريبي عن فنون التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة لليوم الثالث على التوالي حيث من المقرر أن يختتم اليوم بالتعاون مع المجلس الخليجي للتنمية البشرية قدمها المدرب فواز محمد محسن الدخيل، مدرب معتمد بالمجلس الخليجي للتنمية البشرية، وذلك بمقر وزارة الشؤون الاجتماعية الجديد، وشارك في الورشة 30 موظفا من إدارات الوزارة الخدمية التي تتصل بالجمهور: (إدارة الضمان الاجتماعي – إدارة الإسكان – إدارة الحماية الاجتماعية)، بالإضافة إلى مشاركة الإدارة العامة لجوازات المنافذ وشؤون الوافدين بوزارة الداخلية بخمسة موظفين، وتهدف الدورة إلى إرسال رسالة توعوية تثقيفية لفن التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة بطريقة أكاديمية.

وتوعية المجتمع وتثقيفه عن طريقة التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة بالطريقة الصحيحة المثلى التي يصل بها إلى الانخراط بالمجتمع وسهولة دمجه مع المجتمع.

وتستهدف الورشة رفع الإرادة لدى ذوي الإعاقة، والمجتمع والمؤسسات والدوائر الحكومية وغير الحكومية وتوعيتهم التوعية الأكاديمية السليمة، كما تستهدف أيضا أسرة الشخص ذوي الحاجة من خلال توعيتهم وتثقيفهم، وأيضا المجتمع والمؤسسات والدوائر الحكومية والقطاع الخاص.


إستراتيجية الشؤون


يشار إلى أن إستراتيجية الشؤون للأعوام الخمسة القادمة ستعمل على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصاديا عبر مشروعات صغيرة تتلاءم مع مهاراتهم وقدراتهم، سواء تمويل مادي لتلك المشاريع وصولا لتوفير مصادر دخل كافية لهم، كما تسعى الإستراتيجية الجديدة للوزارة التي انفردت الوطن بنشرها سابقا لتهيئة جميع السبل التي تساهم في دمج المعاقين في المجتمع وحل جميع مشكلاتهم منها صعوبة حصولهم على الخدمات وستعمل إدارة المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة وفق إستراتيجيتها المذكورة على استقبال اتصالات تلك الفئات وتعمل على حل مشاكلهم الأسرية وتساعدهم على توفير طلباتهم من الجهات الحكومية

الجدير بالذكر تختص إدارة المسنين وذوي الإعاقة بالإسهام في تنفيذ الاستراتيجيات والخطط والسياسات الوطنية المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين وتطوير وتنفيذ البرامج والخدمات اللازمة لرعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين بالتعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة، إضافة إلى توعية وتثقيف المجتمع بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين وتنفيذ برامج التدريب الموجهة للعاملين معهم، بالتعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ذات العلاقة.

كما تقوم الإدارة تقوم بالمشاركة في تمثيل الدولة في المؤتمرات والفعاليات الإقليمية والدولية ذات الصلة بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين وتنظيم الندوات والمؤتمرات وورش العمل لمناقشة القضايا المتعلقة بالأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين.



http://www.al-watan.com/viewnews.asp...atenews6&pge=8