«التربية»: إجراءات رادعة للحدّ من الغياب

أعلنت وزارة التربية والتعليم أنها سوف تعلن قريباً عن آلية جديدة للحدّ من ظاهرة غياب الطلبة في المدارس الحكومية خلال الأيام التي تلي الإجازات الرسمية، وذلك وفقاً لعلي ميحد السويدي وكيل وزارة التربية بالإنابة، الذي أشار إلى أن الوزارة تدرس في الوقت الحالي عدداً من الإجراءات الرادعة، ومناقشة ودراسة مختلف جوانبها الأكاديمية والسلوكية والمجتمعية لاختيار الأكثر فاعلية منها.

وقال السويدي، إن الوزارة عممت على جميع المناطق التعليمية بضرورة حصر المدارس التي شهدت نسب غياب مرتفعة وإدراجها في لوائح خاصة، ليتم التواصل معها في الإجراءات المتخذة والتي جعلت الطلبة يتغيبون عن فصولهم، وأعرب عن خيبة أمل الوزارة نتيجة نسب الغياب المرتفعة في المدارس الحكومية في مختلف المناطق التعليمية بالرغم من الرسائل والمناشدات التي وجهتها الوزارة لأولياء الأمور قبل إجازة العيد، لافتاً إلى أن عدم تعاون أولياء الأمور لا يدل إلا على عدم تحملهم المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه أولادهم بالدرجة الأولى قبل المدرسة والوزارة.

وأكد السويدي أن الوزارة أصدرت تعميماً بضرورة تنفيذ الجدول الدراسي كما هو للطلبة الملتزمين الذين داوموا في مدارسهم، خصوصاً أن الكادر التدريسي والإداري بالإضافة إلى الحافلات المدرسية جاهز وملتزم بالحضور.

ولفت السويدي إلى أن الوزارة أكدت أكثر من مرة أن مصلحة الطالب هي الأهم، وبالتالي فإن الاستهتار بها يدفع “التربية” إلى اتخاذ اللازم للحفاظ عليها من خلال إجراءات جديدة سوف تدفع الطلبة إلى الالتزام بالحضور، مشيراً إلى أن مشكلة الوزارة ليست مع الطلبة وإنما مع أولياء الأمور بشكل أساسي كونهم الشريك الأول في إنجاح العملية التعليمية، وبالتالي فإن عدم تعاونهم يعرقل مهمة الوزارة في ترسيخ مجتمع مدرسي مستقر وملتزم بتطبيق الخطط الدراسية الموضوعة.

وأوضح السويدي أنه أجرى اتصالات مع منطقتي الفجيرة ورأس الخيمة التعليميتين لاستطلاع نسب الغياب والحضور، فأكدتا أن نسب الغياب تصل إلى حوالي 50 في المئة، علماً بأن بعض الفصول شهدت غياباً كاملاً للطلبة.

وكان السويدي أعلن قبل أسبوع من إجازة الأضحى، أن المدارس الحكومية والخاصة التي تطبق منهاج الوزارة مستمرة في تدريس المقرر وتطبيق البرنامج الدراسي كما هو خلال يومي الأربعاء والخميس بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى، مهما بلغت نسبة الغياب داخل كل مدرسة، ودعا أولياء الأمور والإدارات المدرسية إلى عدم إعطاء الطلبة فرصة للتمادي في الغياب عن المدرسة من خلال التشديد على ضرورة الحضور حفاظاً على مصلحة الطالب نفسه بالدرجة الأولى.

وقال إن المناهج والمقررات الدراسية وكذلك مواعيد الامتحانات تم وضعها بشكل متوازن، قائم على إنهاء أجزاء معينة في الكتب المدرسية في مواعيد تمت برمجتها مسبقاً، وإن أي خلل في هذا السياق من شأنه أن يضر مباشرة بمصلحة الطالب.

وأهاب السويدي بأولياء الأمور ودعاهم إلى أهمية حفز أبنائهم على الحضور إلى المدرسة لمواصلة دراستهم، مؤكداً أن وزارة التربية حريصة على راحة الطلبة، وعلى استثمارهم فرحة العيد وعطلته في الترفيه عن النفس بشتى الطرق النافعة، غير أنها حريصة كذلك على التزام الطلبة بالقواعد وتطبيقهم للأصول التربوية، التي تحضهم على الانتظام في مدارسهم والعودة بنشاطهم وحماسهم للنهل من العلم.