توجه طلبة أبوظبي يتعارض مع رؤية الإمارة 2030 الاقتصادية
كشف الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس ابوظبي للتعليم أن نحو 80% من الطلبة في أبوظبي يتجهون للدراسة الادبية، في حين يذهب 20% فقط إلى العلمية، وهو ما يتعارض مع رؤية أبوظبي 2030 الاقتصادية التي تحتاج إلى خريجي القسم العلمي بشكل أكبر، مشيراً إلى أن دراسة أجرتها شركة متخصصة على الحلقة الدراسية، أكدت ان المرحلة الحالية لا تلبي هذه الرؤية في ظل كم المواد التي يدرسها الطالب، وقلة الانشطة والمواد الاثرائية، لافتاً إلى انه في ضوء هذه النتائج تم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم، لاحداث تغيير في هذه المرحلة، حيث تم تشكيل لجنة لدراسة تطويرها بشراكة جميع الأطراف المعنية .
قال الخييلي ان الوزارة ومجلس ابوظبي للتعليم يتجهان إلى تحقيق منظومة تعليمية تتواءم مع أفضل المعايير التربوية العالمية، وتعد الطالب لحياة نافعة ومنتجة، وتنمي لديه القدرة على التعليم المستمر والتعامل مع معطيات عصر العولمة، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة في المجتمع .
وأضاف الخييلي، أن المنهج الذي نتولى تدريسه يعتمد على 13 مادة في المرحلة الثانوية، الامر الذي سجل نسبة كبيرة لعدم رضا ذوي طلاب هذه المرحلة عن التعليم، مقارنة ببقية الحلقات، لافتاً إلى أن اللجنة تدرس احتياجات سوق العمل ومتطلباته وتضع تصوراتها للمنهج المطلوب، على هذا الاساس، مشيراً إلى أن معظم الدول المتقدمة تدرس من ست إلى سبع مواد لطلبة هذه المرحلة، لذلك وجب علينا كتربويين ومسؤولين عن تطوير التعليم، وضع تصور للنظام الامثل للتعليم بالحلقة الثالثة وتطويرها بما يتناسب مع رؤية ابوظبي 2030 .
وقال الدكتور رفيق مكي مدير مكتب التخطيط والشؤون الاستراتيجية بمجلس ابوظبي للتعليم إن المجلس سينشئ خلال السنوات القليلة القادمة مركزاً للتوجيه المهني للطلبة كمرحلة مؤقتة حتى يتم تعديل نظام الثانوية العامة، ولخلق مسارات جديدة بما يتواكب مع العلم الحديث، فيما يعد المجلس برنامجاً خاصاً سيتم الانتهاء منه هذا العام لمساعدة الطلاب على الاختيار، وتحديد وجهتهم، بما يضمن لهم مستقبلاً واعداً .
ويرى عدد من التربويين أن تسرب الطلاب من الدراسة يبدأ من الصف العاشر، بسبب كثرة المواد الدراسية، التي تنفر الطالب وتشجع البعض على اختيار القسم الادبي، ظناً منهم أنه الاسهل، مشيرين إلى ان تحديد المسار من الصف السابع سيشجع الطلاب على اختيار المجال العلمي الذي يبرزون فيه ويبدون شغفا بتعلمه، لافتين إلى أن تخفيض المواد الدراسية سيتيح للطالب التأهيل المبكر في اختيار المجال العلمي .
وأكدوا أهمية الدور الذي يقوم به كل من المرشد التعليمي والاخصائي الاجتماعي في المدرسة، بالاضافة إلى دور أولياء الامور في توجيه وتشجيع الابناء ومساعدتهم على تحديد مسارهم الدراسي إلى جانب تأهيلهم في وقت مبكر للمجال العلمي، مشيرين إلى أن عدم وجود خطط صحيحة او برامج ارشادية توضح للطالب أهمية مسارات التعليم التي يتطلبها سوق العمل في الوقت الراهن، يعد من بين الاسباب الرئيسية لتسرب الابناء من الدراسة، واختيار اعداد كبيرة منهم للمسار الأسهل، ما يخلق تكدساً في مسار من دون غيره يؤثر على خطط الدولة المستقبلية، لافتين إلى أن اختيار الطلاب لمسارات تعليمهم في وقت مبكر يؤدي إلى تخريج اكثر تخصصاً، واختصار السنوات وتهيئتهم جيدا لسوق العمل .
