أفادت مديرة إدارة الأبنية والمرافق التعليمية في وزارة التربية والتعليم، نجيبة يوسف، بأن آلاف الطلبة سيبدأون دوامهم في عشرات المدارس الحكومية للعام الدراسي المقبل 2011 ـ ،2012 من دون تكييف. موضحة أن «مشكلة أجهزة التكييف المتعطلة، مازالت قائمة حتى اللحظة»، عازية ذلك إلى «أسباب غير معلومة»، مؤكدة في الوقت نفسه أن إدارة الأبنية «غير مسؤولة عن التأخير». في حين أفاد مديرو مدارس حكومية في الإمارات الشمالية، بأن مشكلة تعطّل أجهزة التكييف مازالت قائمة، على الرغم من وعود الإدارات المعنية في الوزارة بحلها في أقرب وقت، مشيرين إلى أنه لم يتبقَ إلا نحو ثلاثة أسابيع فقط على بدء العام الدراسي، وهي لا تكفي لإجراء الصيانة اللازمة، أو الإحلال في جميع المدارس.
وكانت وزارة التربية والتعليم ألغت عقد شركة الصيانة، التي تولّت أعمال صيانة أجهزة التكييف المركزية، في المدارس الحكومية بدبي والإمارات الشمالية سنوات عدة، «بعدما ثبت تسببها في تعطّل 40٪ من أجهزة التكييف المركزية في المدارس، بدءاً من رياض الأطفال وحتى الثانوية العامة، بشكل كامل، والتسبب في تخريب جزئي لنحو 60٪ من المدارس المتبقية، وتم تحويل ملف تلك الشركة إلى الجهات المتخصصة في الوزارة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها»، وفقاً لتصريحات سابقة لمديرة إدارة الأبنية في الوزارة.
وتفصيلاً، قالت نجيبة يوسف، إن «إدارة الأبنية والمرافق التعليمية أعدت الوثائق الخاصة بمناقصة جديدة، وأرسلتها إلى إدارة المشتريات في الوزارة منذ نهاية العام الدراسي الماضي لاستكمال الإجراءات الخاصة بترسية العقود على الشركات الأجدر بتولي أعمال الصيانة والإصلاح، ليتسنى حل المشكلة خلال أشهر الصيف الثلاثة». وتابعت: «إلا أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات حتى الآن، ولم يتم اختيار شركة مناسبة للقيام بالمشروع، على الرغم من أنه لم يتبقَ سوى ثلاثة أسابيع على بداية العام الدراسي». وحاولت «الإمارات اليوم» الحصول على إفادة من إدارة المشتريات حول المشكلة، إلا أن المسؤول بها طلب مراجعة إدارة الأبنيـة والمرافق التعليمية في هذا الأمر وليست إدارته.
وذكرت يوسف أن «الوزارة اضطرت في وقت سابق من العام الدراسي الماضي، إلى التعاقد بشكل مؤقت مع إحدى الشركات لتقوم بوضع أجهزة تكييف متنقلة، خلال فترة امتحانات نهاية العام، لمعالجة الخلل الذي نتج عن إلغاء التعاقد مع الشركة»، لكنها شددت على أن «إجراءات الصيانة الدائمة تتطلب وجود شركة ذات كفاءة عالية لتتولى الأمر على مدار العام».
وحول الفترة الزمنية اللازمة لإجراء تلك الإصلاحات، التي تتمثل في استبدال وصيانة أجهزة التكييف المركزية، في تلك المدارس، أشارت نجيبة إلى أنه «يتعذر من الناحية الفنية إنجازها في مدة تقل عن ثلاثة أشهر».
إلى ذلك، أكد مدير مدرسة راشد بن سعيد للتعليم الأساسي والثانوي، علي حمد غريب، أن «مشكلة تعطّل أجهزة التكييف المركزية مازالت قائمة منذ أكتوبر الماضي، على الرغم من مخاطبة الوزارة رسمياً لحل المشكلة». وأعرب عن مخاوفه من استمرار المشكلة في العام الدراسي المقبل، وقال إن «مدرسته تضم 503 طلاب، لن يتمكنوا على الأرجح من الدراسة داخل فصول غير مكيّفة، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، الأمر الذي ينذر بمشكلة».
وأكد أمين السر في مدرسة حمدان بن راشد للتعليم الأساسي والثانوي، يوسف جمعة مرزوق، أن «أجهزة التكييف في المدرسة متعطلة جزئياً منذ أشهر»، لافتاً إلى مخاطبة الوزارة رسمياً لحل المشكلة، لكن من دون جدوى. وقال إن «أجهزة التكييف تعطلت بشكل كامل خلال العام الدراسي الماضي، وأُعطي للمعلمين في المدرسة إجازة لمدة أسبوع، إلى أن أُجريت بعض الإصلاحات، وبعد الانتهاء من امتحانات نهاية العام، تعطلت أجهزة التكييف في بعض الفصول مرة أخرى، وبمخاطبة الوزارة كان الرد أنهم بصدد التعاقد مع شركة جديدة».
