آسف يا صديقي لم أكن أدري .............. بقلم / سيد مصطفى
آسف يا صديقي لم أكن أدري ................... بقلم / سيد مصطفى
لي صديق عزيز على قلبي جدا ، تعارفنا مؤخرا منذ عدة سنوات قليلة ، نتساوى ونتشابه كثيرا في العمر وفي الدراسة وفي العمل وفي الفكر وفي الألم وفي الأمل
ولا أدري أي منا ولد أولا ، ولكن الذي أدريه أنه أكبر مني قدرا وعلما
ولكنه
يفضلني في كل شيء
وكنت أتحامل عليه كثيرا في عدم استجابته لي على الفور ، إذا ناديته أو كلفته بعمل ، أو شاركته في أي شيء
وكان نادرا ما يتأخر ، بل كان أنشط وأدق وأوثق مني وأسرع
ولكن بطبعي الحاد ، وتسرعي ، وبعض صفاتي السيئة الكثيرة التي يعرفها عني أكثر مني ، ودائما كان يسترها دون عتاب أو لوم ،
كل ما سبق من سوء يخصني ، كان يدفعني إلى لومه كثيرا ، سواء في نفسي ، أو صراحة بيني وبينه أو على الملأ ، وفي كل الحالات كان هو الأفضل
لأنه
كان يقابل كل ما سبق بهدوء وروية
ومرت السنون والأيام على هذا الحال ، وأنا على حالي وهو على نفس الحال
أنا أزداد سوءا ، وهو يزداد حسنا
أنا أزداد انفعالا ، وهو يزداد هدوءا
أنا أزداد تعجلا ، وهو يزداد صبرا
أنا أزداد حزنا ، وهو يزداد ابتساما
أنا أزداد أرقا ، وهو يزداد اطمئنانا
أنا أزداد ألما ، وهو يزداد أملا
أنا ازداد خوفا ، وهو يزداد أمنا
وكل ذلك
وأنا لم أكن أدري أنه مريض .............!
وكان يتحمل الألم أمامي ولم يشتك يوما ، بل كان يواسني كثيرا إذا شكوت له ألما أو وجعا أو هما ، وهو في أمس الحاجة لمن يواسيه ويداويه ويشافيه
ولكنه لأنه الأفضل
لم يتأوه يوما ، ولم يصرّح لي يوما ، ولم يعاتبني يوما ، ولم يؤنبني يوما
بل
كان دائما مبتسما ، ينشر البسمة والسعادة على الجميع وهو محروم منها ، يوفر الراحة لمن حوله ، وهو في أمس الحاجة إليها
ولكني لا أعتقد أنه حرم من السعادة أبدا ، لأن رضي بقضاء الله وقدره
لذا
هو أسعد مني ومنكَ ومنكِ
لأنه
الأفضل
وأقول له
ابتلاك الله بالمرض لأنه فعلا يحبك
وقد سبقك في الابتلاء من الأنبياء الكرام والصفوة العظام
فاصبر يا صديقي على مرضك ، كي تفوز بالآخرة كما فزت بالدنيا
وأنا
شاهد على فوزك بالدنيا ، بصبرك وإيمانك وألمك وأملك ، وعطائك اللامحدود
فأنت
نعم الإنسان
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك من مرضك ، فأنت يارب القادر على ذلك
اللهم رب السموات السبع ورب العرش الكريم
أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت
اشف صديقي من مرضه وكل مرضى المسلمين
اللهم آمين
مرة أخرى آسف يا صديقي
وربما
لا تصلك هذه الرسالة ، ولا أعتقد أنها ستصلك ، لأنك لا تدري أنني أدري ما لم أكن أدري
ولكن
يعلم الله أنها لك أنت وحدك ، ولأنك الأفضل ستطلبها لغيرك أيضا
بقلم
سيد مصطفى
التاريخ
يوم من الأيام تأخر كثيرا عن موعده
2-7-2011م