اكتب على ضوء النص في قصيدة الجبار

بروميثيوس .. أبو القاسم الشابي ..اختلف الاسمان..لكن كلاهما يحمل معاناة الآخر .. ويشعر بما يشعره الآخر ..فكلاهما تجرع نفس الآلام والمعاناة ..فكلا منهما كانت معاناته ذاتيه ..وجسد شاعرنا الشابي مأساته وبما يتألم به بقصة بروميثيوس..تلاقى الاثنان بنقاط كثيرة فقد أراد أبو القاسم الشابي أن يخلص أبناء شعبه من العدوان الفرنسي ويحررهم من غدر الاحتلال الذي سلب خيرات البلاد ..فرغم معاناة الشابي مع المرض ..فكان يتحمل الاحتلال والحرب ..نحن لم نذق مرارة الاحتلال لكنه في الواقع أمر يفوق المرارة في وصفة..فالشخص يصعب عليه أن يرى بلده منكسر..فما بالنا بشاعر ..وهو أرهف حس فيالبلد... .. وكذلك قد كان أبو القاسم الشابي يصارع المرض ، تماما كما بروميثيوس حيث حبسه زيوس اله الشمس لأنه اقتبس قبسه من الشمس مما اثأر غضبه فقرر أن يصلبه فوق الجبل ويرسل طيرا يأكل من كبده نهارا فينمو هذا الكبد ليلا ثم يعود نهارا ليأكل منه مرة أخرى رغبة في تعذيبه وبعد ذلك أتى هرقل وحرر بروميثيوس..لكنه لم يستسلم وتحمل من أجل الانتصار والحرية ..ووصل لها بعد معاناة ،وهنا نجد التشابه الواضح بين أبو القاسم الشابي وأسطورة زيوس حيث كان كلاهما يصارع أعدائه وكان كل منهما يبحث عن الخلاص لقومه.. وكلاهما استمر في الحياة حتى اللحظة الأخيرة ..
حيث أن بروميثيوس الجبار..كان قوي وشجاع ومناضل ومتحدي..وواثق من نفسه ..يمتلك الإصرار بشده..له هدف ..ورغبته في التغلب على الأعداء كبيرة ..وإيمانه وثقته بالله أكبر ..وكذلك الشابي ..فكما ذكرنا سالفا بأن الشابي جسد شخصيته في شخصية بروميثيوس..
وفي رأيي أن الشاعر وفق في اختياره لهذا العنوان (هكذا غنى بروميثيوس )..فالعنوان يحمل في طياته تفاؤل الشاعر وعدم انكساره نتيجة كل أزماته أو ما مر به ..والغناء أو غنى توحي بالسعادة والتفاؤل وبالحياة والحرية..
وعلى كل فرد يشعر بأنه هو أتعس فرد في العالم..أن يرى بروميثيوس أو الشابي ..فهما التحدي على هيئة إنسان ..فلا حياة مع اليأس ..ولا يأس مع الحياة