وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وعليه يحسد الحاسدون وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون وعليه يحسد الحاسدون وذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء
-الذين يعلمون الناس الخير :
عن أبي أمامة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى
الله عليه وسلم
،قال: "فضل العالم على
العابد كفضلي على أدناكم"
ثم قال رسول
الله صلى الله
عليه وسلم
،: "إن الله وملائكته وأهل
السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس
الخير".([1])
قال ابن قيم
الجوزية رحمه الله: وقوله إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض يصلون على معلم
الناس الخير لما كان تعليمه للناس الخير سببا لنجاتهم وسعادتهم وزكاة نفوسهم جازاه
الله من جنس عمله بان جعل عليه من صلاته وصلاة ملائكته وأهل الأرض ما يكون سببا
لنجاته وسعادته وفلاحه وأيضا فإن معلم الناس الخير لما كان مظهرا لدين الرَّب
وأحكامه ومعرفا لهم بأسمائه وصفاته جعل الله من صلاته وصلاة أهل سمواته وأرضه عليه
ما يكون تنويها به وتشريفا له وإظهارا للثناء عليه بين أهل السماء والأرض.أهـ.مفتاح
دار السعادة (1/62).
فإن الصلاة من الله رحمة ومن
الملائكة استغفار ومن الغير دعاء وأما إلهام الحيوانات الاستغفار له فقيل لأنها
خلقت لمصالح العباد ومنافعهم والعلماء هم المبينون ما يحل منها وما يحرم ويوصون
بالإحسان إليها ودفع الضر عنها حتى بإحسان القتلة والنهي عن المثلة فاستغفارهم له
شكر لذلك النعمة وذلك في حق البشر آكد لأن احتياجهم إلى العلم أشد وعود فوائده
عليهم أتم. فتح القدير
(4/432).
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله : فقيل سبب هذا
الاستغفار ان العالم يعلم الخلق مراعاة هذه الحيوانات ويعرفهم ما يحل منها وما يحرم
ويعرفهم كيفية تناولها واستخدامها وركوبها والانتفاع بها وكيفية ذبحها على أحسن
الوجوه وارفقها بالحيوان والعالم اشفق الناس على الحيوان واقومهم ببيان ما خلق له
وبالجملة فالرحمة والإحسان التي خلق بهما ولهما الحيوان وكتب لهما حظهما منه إنما
يعرف بالعلم فالعالم معرف لذلك فاستحق أن تستغفر له البهائم والله أعلم . مفتاح دار
السعادة (1/65).
فهنيئاً لمن يكون في قبره
وعمله جارية حسناته عليه نسأل الله أن نكون من هؤلاء
.
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: فيا لها من مرتبة ما أعلاها ومنقبة ما
أجلها وأسناها أن يكون المرء في حياته مشغولا ببعض أشغاله أو في قبره قد صار أشلاء
متمزقة وأوصالا متفرقة وصحف حسناته متزايدة يملي فيها الحسنات كل وقت وأعمال الخير
مهداة إليه من حيث لا يحتسب تلك والله المكارم والغنائم وفي ذلك فليتنافس
المتنافسون وعليه يحسد
الحاسدون وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وحقيق بمرتبة هذا
شأنها أن تنفق نفائس الأنفاس عليها ويسبق السابقون إليها وتوفر عليها الأوقات
وتتوجه نحوها الطلبات فنسأل الله الذي بيده مفاتيح كل خير أن يفتح علينا خزائن
رحمته ويجعلنا من أهل هذه الصفة بمنِّه وكرمه.اهـ. طريق الهجرتين
(1/520).

من بات
طاهرآ:
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإنه ليس عبد يبيت طاهرا إلا بات معه ملك في
شعاره لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات
طاهرا".([2])
وفي رواية:
"من بات طاهرا بات في شعاره ملك فلا يستيقظ إلا قال الملك اللهم اغفر لعبدك فلان
فإنه بات طاهراً".([3])
قال المناوي
رحمه الله: والطهارة عند النوم قسمان طهارة الظاهر وهي معروفة وطهارة الباطن وهي
بالتوبة وهي آكد من الظاهرة فربما مات في نومه وهو متلوث بأوساخ الذنوب فيتعين عليه
التوبة وأن يزيل من قلبه كل شيء وحقد ومكروه لكل مسلم.اهـ.([4])

الدعاء بظهر
الغيب :
عن أبي الزبير عن صفوان وهو ابن عبدالله بن صفوان وكانت تحته
الدرداء قالقدمت الشام
فأتيت أبا الدرداء في منـزله فلم أجده ووجدت أم الدرداء فقالت أتريد الحج العام ؟
فقلت نعم قالت فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "دعوة
المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك
الموكل به آمين ولك بمثل".([5])
وفى هذا فضل
الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة ولو
دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضا وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه
يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة لأنها تستجاب ويحصل له مثلها.شرح النووي (17/49).

الإنفاق في سبيل
الخير :
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال:
" ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينـزلان
فيقول أحدهما : " اللهم أعط منفقاً خلفاً "، ويقول الآخر " اللهم أعط ممسكاً
تلفاً".([6])
قال العلماء: هذا في الإنفاق في
الطاعات ومكارم الأخلاق وعلى العيال والضيفان والصدقات ونحو ذلك بحيث لا يذم ولا
يسمى سرفا والإمساك المذموم هو الإمساك عن هذا.شرح النووي
(7/95).

-الذي يتسحر (أكلة السحر حال
الصيام):
عن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم
،:
"إن الله تعالى وملائكته يصلون على
المتسحرين".([7])
وعن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،"السحور
كله بركة فلا تَـدَعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء فإن الله عز وجل وملائكته
يصلون على المتسحرين".([8])

-عيادة المريض:
قال صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يعود
مسلما إلا يبعث الله إليه سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات النهار حتى يمسي
وفي أي ساعات الليل حتى يصبح".([9])
وعن علي رضي
الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يعود مسلما غدوة إلا صلى
عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي و إن عاده عشية صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان
له خريف في الجنة".([10])

الذين يصبرون عند المصائب والمحن
:

قال الله تعالى:
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا
إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.([11])
قال عمر رضي
الله عنه نعم العدلان ونعم العلاوة. صحيح البخاري
.
قوله: {الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله
وإنا إليه راجعون} قال ابن كثير رحمه الله: أي تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم وعلموا
أنهم مُلك لله يتصرف في عبيده بما يشاء وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم
القيامة فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة
ولهذا أخبر تعالى عما أعطاهم على ذلك فقال: {أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة} أي
ثناء من الله عليهم قال سعيد بن جبير : أي أمنة من العذاب {وأولئك هم المهتدون} قال
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: نعم العدلان ونعمت العلاوة {أولئك عليهم صلوات من
ربهم ورحمة} فهذان العدلان {وأولئك هم المهتدون} فهذه العلاوة وهي ما توضع بين
العدلين وهي زيادة في الحمل فكذلك هؤلاء أعطوا ثوابهم وزيدوا
أيضاً.([12])3الذي ينتظر الصلاة في المسجد:
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمسا وعشرين
درجة وذلك أن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط
خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد
كان في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه وتصلي الملائكة عليه ما دام في مجلسه الذي يصلي
فيه يقولون اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم تب عليه ما لم يؤذ فيه أو يحدث
فيه".([13])
وعن أبي
هريرة،
أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: "الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث
فيه تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه".([14])

الذين يصلون في
الصف الأول :
عن البراء بن عازب رضي الله عنه،
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم ، والمؤذن يغفر
له مدى صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس ، وله مثل أجر من صلى
معه".([15])
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على
الصف الأول، قالوا يا رسول الله وعلى الثاني قال إن الله وملائكته يصلون على الصف
الأول، قالوا يا رسول الله وعلى الثاني قال وعلى الثاني".([16])
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يأتي الصف من ناحية إلى ناحية فيمسح مناكبنا أو صدورنا ويقول لا
تختلفوا فتختلف قلوبكم، قال وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون
الصفوف الأُوَل".([17])
5-الذين يصلون
في ميامين الصف:
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على ميامن
الصفوف".([18])
قال المناوي
رحمه الله في الفيض (2/270):
قال الغزالي: ينبغي لداخل المسجد أن يقصد يمنة الصف فإنها يمن وبركة وإن الله تعالى
يصلي على أهلها. اهـ. قلت : وهذا إذا كان فيها سعة ولم يؤذ أهلها ولا تتعطل ميسرة
المسجد . اهـ.

الذين يَصِلون الصفوف ويسدون
الفرج بين الصفوف:
قال صلى الله عليه وسلم: "إن
الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف".([19])
وقال صلى
الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون
الصفوف
الأُوَل، وما من خطوة أحب
إلى الله من خطوة يمشيها العبد يصل بها صفا".([20])



وأخيراًوقد
علمنا أن الله سبحانه وتعالى يصلى علينا، وكذلك ملائكته الكرام فلنسعَ بكل ما
نستطيع أن نعمل هذه الأعمال حتى ننال هذا المقام وهذه الصلاة.
وأذكر أخوتي
في الله أن يعملوا ويتمسكوا بما ينجيهم من عذاب الله تعالى ويكون سبباً لنيل رضاه
سبحانه و ميسِّرا لدخول الجنة :
الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر
.
ذكر الله كثيراً في كل وقت وكل مكان في السر
والعلن .
قراءة القرآن الكريم ومعانيه
.
وقراءة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وأن
نعمل بما نقرأ .
الأخذ بيد بعضنا فنخرج من يعيش في الظلمات والضلالة
بفكره وعمله إلى النور والهدى الآلهى وأن تسود بيننا المودة
والرحمة.
تأدية فرائض الله كاملة ونحرص على أركان الإسلام الخمسة
.
أن يحب بعضنا البعض ونبذ الفرقة والخلافات ونتأسى برسول الله صلى
الله عليه وسلم .
نكون قدوة لغيرنا من المسلمين
وغير المسلمين .
تربية الأولاد التربية الإسلامية الحقيقية
.
احترام علمائنا وعدم مهاجمة أحد منهم بغير علم
.
التراحم وبر الأرحام والأخذ بيد الفقير والمعوز والمحتاج
.
الإكثار من الاستغفار والتوبة في كل وقت
.
بر الوالدين .
أسأل الله
الكريم رب العرش العظيم أن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعنا
به،يَوْمَ لا يَنْفَعُ
مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ".سورة
الشعراء(88-89). كما أساله
أن يجعلنا من التوابين المنيبين إليه .
إنه ولي ذلك والقادر
عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين .
(1) أخرجه الترمذي (2685)، والدارمي (1/97 - 98)، وصححه
الألباني في صحيح الترغيب برقم (81)، والمشكاة (213، 214)، وصحيح الجامع برفم
(4213)، والحديث حجة (ص53)، إصلاح المساجد (ص12)
.

(1) صحيح الجامع برقم (3936)، صحيح
الترغيب برقم (599)، السلسلة الصحيحة برقم
(2539).

(2) صحيح الترغيب
برقم (597).

(3) فيض القدير
(4/271).


(1) رواه مسلم برقم
(2733)، باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر
الغيب.

(2) رواه البخاري
برقم (1374)، ومسلم برقم (1010).

(1) قال العلامة الألباني رحمه الله: حسن صحيح، صحيح
الترغيب رقم (1066)، صحيح الجامع برقم (1844)، والصحيحة برقم
(1654).

(2) قال العلامة
الألباني: حسن لغيره، صحيح الترغيب برقم
(1070).

(3) قال الشيخ
الألباني : (صحيح ) انظر صحيح الترغيب والترهيب [3 / 197
]

(1) صحيح الجامع برقم (5767)، مشكاة
المصابيح برقم (28)، صحيح الترغيب والترهيب برقم
(3476).

(2) سورة البقرة آية
(156-157).

(4) تفسير ابن كثير
(1/269).

(1) رواه مسلم برقم
(649)، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار
الصلاة.

(2) البخاري برقم
(3057) ومسلم برقم (649).

(1) صحيح الجامع رقم (1841)، صحيح الترغيب والترهيب برقم
(235).

(2) صحيح الترغيب
والترهيب [1 /118]

(3) صحيح أبي داود
برقم (618)، صحيح الترغيب والترهيب[1/121
]

(1) حسن إسناده الحافظ ابن حجر في
الفتح (2/213)، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح أبي داو برقم (628)، ومشكاة المصابيح
برقم (12).

(2) قال الشيخ
الألباني: (حسن صحيح) أنظر: صحيح الترغيب والترهيب برقم
(513).

(3) قال الشيخ
الألباني: صحيح لغيره صحيح الترغيب والترهيب برقم (507).

__________________