” تجبر التربويات يدق ناقوس الخطر “
” تجبر التربويات يدق ناقوس الخطر “
الكاتبة: حصة سيف
أن يعادي مسؤول موظفا تحت إمرته لثلاثة سنوات متتالية كونه دافع عن حقه واخرج الموضوع خارج سيطرة المسؤول ، و آخر المطاف يطبق على الموظف قرار النقل التعسفي ، فهذا يحتاج الى اعصاب موظفين من من حديد ، وقدره تحمل لا تقل عن قوة أربع أحصنه .
ولندره تلك القوة من التحمل ، ينبغي ان تقف كل وزارة على مسؤوليات أفرادها وحدود صلاحيتهم ، وتطبق العدالة لجميع مستويات موظفيها ليتساوى الجميع امام القانون بحيث لا تتدخل الرتب والمستويات اذا هضم حق أي فرد كان فيها ، خاصة اذا كانت تلك العلاقات ” المتأججة “ والحق المهضوم في مكان يعتبر بؤرة لتأسيس الأجيال القادمة .
بداية قصة احدى القرارات التعسفية كانت قبل ثلاثة سنوات حين كانت ابنة المعلمة وابنه المديره في احد المدارس الحكومية في ذات المستوى الدراسي ، ولكي تغلب ابنه المديرة تدخلت الاخيرة واجبرت معلمات النشاط على انقاص درجات ابنه المعلمة لتحل ابنتها في المركز الاول والاخرى المركز الثاني ، لم ترض المعلمة فمجهود ابنتها لا تستطيع ان تخذله بحركه نذله من المديره وان كانت مسؤولتها ولكن ليس على حساب جهود ابنتها .
رفعت أمرها للمنطقة التعليمية كونها وليه امر ، وانتهى المطاف بتعهد خطي لكلا الطرفين المديرة والمعلمة ومن تلك اللحظة رفعت المديرة سيف التسلط بوجه المعلمة ، لا تحضر حصصها ولا تكلمها البته الا نادرا رغم ان المعلمة غضت الطرف عن أشياء كثيرة بحقها ، وفوق هذا تجبر خاطرها كونها هي المعلمة ولابد ان ترضخ للمديرة ، إلى ان جاء وقت الجد واجتهدت المعلمة لتدريس ذوي الإعاقة من الطالبات فسنوات خبرتها التي تعدت الأربع عشر عاما وتقديراتها الامتياز والدورات التي انتظم فيها أهلتها لتكون مسؤولة عن تدريسهم ، إلا ان المديرة رفضت ان تكون هي المسؤولة عنهم ، وتصاعد الموقف إلى ان وصل للمنطقة التعليمية مرة أخرى ومن هناك جاء القرار التعسفي بنقل المعلمة المتميزة إلى مدرسة أخرى ، و لم تؤخذ المصلحة العامة للطلبة ليتم حرمانهم من معلمتهم كون المديرة غير راضية عنها .
ومن الصباح الباكر حينما كانت المعلمة تهم بالذهاب مع طالباتها في رحلة علمية اصرت المديرة على سكرتيرة المدرسة لتعطي المعلمة قرار النقل وتتم الغاء الرحلة والغاء مسيرة عمر قضتها المعلمة بين جنبات مدرستها اربعه عشر عاما تنهيها ” مديرة “ لم تكمل عامها الثالث بعد في تلك المدرسة .
المعلمة رضخت للامر ، بعدما حاولت ان تقنع مدير المنطقة باعادتها لمدرستها الا انه نصحها بتطبيق القرار لمصلحتها وللبعد عن المشاكل على حد قوله ، أما المديرة فما زالت في مدرستها تتأبط شرا لكل من وقف في وجهها ، خاصة بعد أن كسبت الرهان مع معلمة مجده بعملها ، فمن يتجرأ الآن على النطق بكلمة خارج سيطرتها فالوعيد والتهديد حاضر والتطبيق حازم .
قصص النقل التعسفي وتجبر المسؤولين ليست غريبة ، بتنا نسمعها في كل مكان تقريبا ، ولكن ان تصدر تلك القرارات والتصرفات من تربويات وصلن لتلك المرحلة من المسؤولية فهذا المستغرب ، فمن المسؤول ليدق ناقوس الخطر ، والى من يذهب المظلوم ، والى متى الرضوخ لقرارات المسؤولين المجحفة للحقوق .
