بدأ العام الدراسي الجديد .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده :
بدأ العام الدراسي الجديد فاستنفرت الجهود من كل الطبقات والجهات. استنفارٌ في البيوت والمدارس وفي العقول والأسواق وازدحام في الشوارع والمكتبات كل بحسبه فالجميع مسئول إذ تربية الأجيال وتثقيفهم وتعليمهم أمانة في كاهل الأمة تبدأ المسئولية من الآباء والأمهات وتنتهي بالمدرسين والمدرسات تم تترقى بالمسئولين عن المدارس والجامعات كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فأمة الإسلام أمة علم وتربية "لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " ولذلك قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى "ينبغي للرجل أن يُكره ولده على تعلّم العلم فإنه مسئول عنه " يقول العلامة ابن القيم رحمه الله فمن أهمل تعلم ولده ما ينفعه وتركه سُدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه فأضاعوهم صغارا فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آبائهم كبارا" وقال رحمه الله فما أفسد الأبناء مثل تفريط الآباء وإهمالهم فأكثر الآباء يعتمدون على أولادهم أعظم ما يعتمد العدو الشديد العداوة مع عدوه وهم لا يشعرون وكل هذا عواقب تفريط الآباء في حقوق الله وإضاعتهم لها وإعراضهم عما أوجب الله عليهم من العلم النافع والعمل الصالح حرمهم من الإنتفاع بأولادهم .
أيها الآباء المسئولية عليكم كبيرة يقول عليه الصلاة والسلام إن الله سائل كل راع ما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته وقال صلى الله عليه وسلم " ما من راع إلا سيسأل يوم القيامة أقام أمر الله أم أضاعه ، فلا يظنن ظان أنه بإدخال الولد المدرسة وشراء الحاجيات قد انتهت مسئوليته هذا من القصور لأن مسئولية الوالد لا ينتهي عند هذا بل عليه متابعة أبنائه في دراستهم وغيرها ويختار جلسائهم ويعرف ذهابهم وإيابهم ويصحبهم إلى المساجد والمجامع النافعة ويعلمهم مكارم الأخلاق ويحثهم عليها ويصوب الأخطاء ويشكر على الصواب هذا في خارج المدرسة وأما في المدرسة فعلاقة الوالد بمدرسة ولده علاقة رحم لا ينبغي أن تقطع فالمسئولية جد عظيمة لا سيما في زمان كثرت فيه الفتن والصوارف وقلّ المعين الناصح والموفق من وفقه الله تعالى فالعلم العلم والتربية التربية ومن رعى غنما في أرض مسبعة ونام عنها تولّى رعيها الأسد .بعث المنصور الخليفة العباسي الى من عنده في السجن من خلفاء بني أمية يسألهم عن أشد ما مر بهم في حبسهم فقالوا بأجمعهم ما فقدنا من تربية أولادنا " ولذلك قال ابن الجوزي رحمه الله كان السلف إذا نشأ لأحدهم الولد شغلوه بحفظ القرآن وسماع الحديث فينشأ وقد ثبت الإيمان في قلبه .
<!-- / message -->
