السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث : ( كل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابين )
في البداية .. عزيزتي عليك أن تعلمي أن السير في الطريق الوعر الطويل ,
يحتاج إلى لياقة بدنية تؤهلك لبلوغ محطة الوصول ,
وكذلك مواجهة المشاكل و مواقفها ... تحتاج إلى " لياقة نفسية "
كل إنسان يخطىء , وأفضل من اخطاء هو الذي اعتراف بالخطأ و تجنب السقوط فيه مرة آخرى ,
و الاعتراف بالخطأ قوة لا تملكها كل " فتاة ",
فكثيرات حولنا في حياتهن أخطاء اقترفنها ولا يعرفن كيف يبحن بها حتى لأقرب الناس إليهن
ويظل هذا السر يمثل تهديداً دائماً في حياتهن قد يضطررن رغبة في عدم كشفه إلى اقتراف المزيد من الأخطاء ,
فكيف السبيل للخلاص من هذه السلسلة من الأخطاء ,
و كيف نحصل على القوة اللازمة للأعتراف بالخطأ ؟!
هذا ما سنعرفه من خلال السطور التالية :
الإدراك
أول خطوة للوصول للقوة اللازمة للاعتراف بالخطأ هو إدراك عواقب هذا الخطأ على حياتك
و الحيرة والخوف الذي يسببه لك إخفاء هذا السر ,والإحراج الذي ستعيشين فيه لو كُشِفَ أمركِ ليس هذا فقط ,
بل كذلك تخيل الراحة النفسية التي ستشعرين بها إذا تخلصت من هذا الحمل الكبير الذي تحملينه بين جنباتك .
التقبــل
إن تقبلك و اقتناعك بالكم الكبير من الطاقة التي تُستنفذ منكِ في الخوف و القلق من كشف خطئك
ولا شك سيشعرك ايضاً بالضعف الذي ستصلين إليه يوما رغم أن طبيعت الأخطاء تتغير من شخص لآخر
إلى أن النتيجة الحتمية لإخفائها هو مزيد من عدم الراحة و ضعف الثقة بالنفس
و هذه حقيقة عليك أن تضعيها باستمرار أمام عينيك .
الاختيــار
وعليك عزيزتي عند هذه المرحلة أن تحددي جيداً الشخص المناسب لتخبريه بهذا السر,
و تذكري هنا أن ليس كل الصديقات أهل لأن تجعلي منهن كاتمات لأسرارك ,
و أن أفضل من تبوحي لها بكل ما يقلقك هي والدتك أو إحدى قريباتك صاحبات الخبرة و الحكمة ,
ولك حرية اختيار من ترتاحين لها , كذلك الوقت الذي تختارينة للاعتراف بخطئك
فعليك أن تختاري وقتاً تكون فيه مستمعتك صافية الذهن ولديها استعداد للإنصات لك ,
ولا تجعلي خوفك من النتائج يعيق تقدمك .
الاعتــراف
وهنا تذكري أن أسلوبك و اختيارك لكلماتك يتحدد عليه الكثير من رد فعل من تتحدثين معه ,
فإذا كنت تعترفين لوالدتك بخطأ ارتكبتيه فلابد أن تشعريها بندمك و رغبتك الصادقة في عدم تكرار هذا الخطأ
ولا تجعلي خوفك يدفعك لفقد أعصابك , ولا تجعلي انفعال والدتك ينعكس عليك , فتنفعلين بدورك مما قد يشعرها بأنك تتحدينها و أنك لا تشعرين بالخطأ.
التـوبــة
فالخطأ في حد ذاته ليس نهاية العالم , فكل إنسان خطاء وما يفرق بين شخص و آخر هو التوبة النصوحة
وعدم العودة إلى هذا الخطأ مرة ثانية .
وفي النهاية .. تذكري أن الخطأ ليس عيباً ولكن العيب
وكل العيب في التمادي بالخطأ ,
فكوني قوية مع نفسك وواجهي أخطائك .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ، وصحابته أجمعين .
