إطلاق استراتيجية أبوظبي للتعليم العالي

أعلن مجلس أبوظبي للتعليم أمس عن إطلاق خطته الاستراتيجية للتعليم العالي في إمارة أبوظبي، التي تسعى إلى الارتقاء بجودة نظام التعليم العالي، ليصل إلى أفضل المعايير الدولية، ووضع الأسس اللازمة لإقامة مجتمع قائم على الابتكار والمعرفة، وإنشاء نظام متكامل للبحث العلمي، وقد جاءت هذه الخطة لترجمة أهداف الحكومة في أبوظبي التي وضعت التعليم على رأس أولوياتها، لدى وضع الخطط المتعلقة بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إمارة ابوظبي .

وقد تم الإعلان عن الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في قصر الامارات بحضور الدكتور مغير خميس الخييلي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، وخلال المؤتمر الصحافي قام الدكتور رفيق مكي، المدير التنفيذي لمكتب التخطيط والشؤون الاستراتيجية بالمجلس بتقديم عرض شامل للخطة الاستراتيجية للتعليم العالي، كما أوضح أن هذه الخطة من شأنها المساهمة في تحقيق إمارة أبوظبي لأهدافها الاقتصادية والتنموية المستدامة .

وعبر الدكتور مغير الخيلي عن شكره وامتنانه للفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس أبوظبي للتعليم لدعمه المستمر لمسيرة التعليم في أبوظبي، وأضاف بأنه لولا جهود سموه المستمرة، لما استطاع المجلس وضع مثل هذه الخطة الطموح التي تتواءم مع أجندة الإمارة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأثنى الدكتور الخيلي على الدعم المستمر الذي يقدمه سمو ولي العهد لتطوير قطاع التعليم بالإمارة .

وأضاف قائلاً إن تحقيق الأهداف التنموية، لن يتم إلا من خلال دعم الكوادر البشرية العاملة التي تمتلك المهارات والخبرات المناسبة، من خلال توفير نظام تعليمي متميز، يبدأ من المراحل التعليمية المبكرة، وصولاً إلى مرحلة التعليم العالي، وإقامة مراكز البحث العلمي والابتكار والتشجيع على التعليم المستمر، وأضاف الدكتور الخييلي أن الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي تعتبر إحدى الآليات الفعالة والوسائل المهمة، التي تمكننا من تحقيق تلك الأهداف .

وتركز خطة المجلس الاستراتيجية لتطوير التعليم العالي على تحقيق أربع أولويات هي الارتقاء بجودة التعليم العالي في أبوظبي، وتعزيز مخرجاته، بما يواكب المعايير الدولية، ومواءمة التعليم العالي مع الاحتياجات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لأبوظبي، ثم إقامة نظام متكامل للبحث العلمي لدعم الاقتصاد القائم على الابتكار، وتأمين فرص التعليم العالي لطلبة المؤهلين كافة، وسوف يتم تحقيق هذه الأولويات من خلال تنفيذ عدد من المبادرات الاستراتيجية المحددة التي يتم تقييمها من خلال مؤشرات قياسية للأهداف الموضوعة .

وقامت اللجنة بتحديد عدد من التحديات التي تواجه نظام التعليم العالي وعدم مواءمة مخرجاته مع أهداف الرؤية الاقتصادية لأبوظبي 2030 وبعد إجراء أبحاث ودراسات مستفيضة، وتجميع شامل للبيانات والمعلومات اللازمة، ومن ثم قامت اللجنة بإعداد استراتيجية لمعالجة هذه التحديات من خلال الارتقاء بجودة التعليم العالي، وتكوين عدد من اللجان والهيئات للإشراف على ما يتم تحقيقه وضمان مراقبة تقدم تطبيق الخطة .

وتعتبر الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي جزءاً مكملاً للخطة الاستراتيجية العشرية الشاملة للمجلس التي تم وضعها وإعدادها لتطوير منظومة التعليم بالإمارة، بما يتيح الفرصة أمام الطلبة لاكتساب المهارات اللازمة التي يحتاجون إليها للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، ومن خلال تطبيق الخطة الاستراتيجية للتعليم العالي يقوم المجلس بتطوير قطاع التعليم بأكمله في أمارة أبوظبي والارتقاء بجودته، وبتطبيق استراتيجية التعليم العالي سيحقق المجلس أهدافه في تحسين أداء قطاع التعليم بشكل شامل، ويقول الدكتور وايت هيوم نائب رئيس جامعة الأمارات “إننا نشيد بجهود المجلس الداعية إلى تطوير التعليم في الإمارة بالإضافة إلى التعليم العالي بطريقة متكاملة ومتوافقة، والتركيز على تطوير مجال البحث العلمي، بما يضمن توافر خدمات تعليمية في جميع المؤسسات التعليمية بالمستوى نفسه، سواء كانت مدارس أو كليات أو جامعات .

وقد شهدت أبوظبي تحولات جذرية منذ إطلاق وتنفيذ الرؤية الاقتصادية لأبوظبي ،2030 تمثلت في التحول من اعتماد الإمارة التام على صناعة النفط والغاز إلى التركيز على عدد من القطاعات الصناعية المختلفة والحديثة مثل الطاقة البديلة والطيران والفضاء وأشباه الموصلات، وفي مجال أشباه الموصلات، قال سامي عيسى المدير التنفيذي لوحدة تنمية قطاع التكنولوجيا المتطورة في شركة استثمار التكنولجيا المتطورة (آتيك)، خلال حديثه في المؤتمر الصحافي “إن أتيك ملتزمة بإنشاء قطاع البحث والتنمية في أبوظبي، وهذه الخطة الاستراتيجية ستساعد في دعم هذه المبادرة، وتعتمد صناعات التكنولوجيا المتطورة اساسا على توفر كادر مؤهل بأفضل المستويات، وهذه الاستراتيجية ستمكن من تعزيز توفير طلاب مؤهلين على المدى الطويل .

كما تركز أبوظبي حالياً على توفير الرعاية الصحية المتميزة لجميع المقيمين في الإمارة بهدف حصولهم على فرص الرعاية الصحية المتميزة داخل الإمارة، ومن هذا المنطلق أدركت ابوظبي أهمية العمل على رفع معايير الرعاية الصحية من خلال الارتقاء بمستوى الخريجين المؤهلين لإدارة وتشغيل المرافق الطبية بكفاءة وفعالية .

عدد الخريجين لا يتواءم مع سوق العمل

وجهت “الخليج” سؤالاً للمشاركين في المؤتمر عن الطلبة الذين يواجهون صعوبة في اختيار التخصص الدراسي الجامعي الذي يتناسب مع ميولهم ومع سوق العمل، فأجاب الدكتور مغير الخييلي عنه قائلاً: هناك لجنة لتخطيط الموارد البشرية ليست تابعة لمجلس أبوظبي للتعليم، وإنما ستكون لجنة حكومية، وقال: نحن نعمل الآن على العملية التنفيذية للخطة الاستراتيجية، حيث سيتم ربط مخرجات هذه اللجنة، بوظيفة المرشد الأكاديمي في المدارس، لتوعية الطلبة وإرشادهم للفرص المتاحة في المستقبل أمامهم، لتقليل عدم الوضوح في الرؤية، وإرشادهم إلى ما هو متاح من تخصصات أمامهم .

وقال الدكتور رفيق مكي إن عدد الخريجين لا يتواءم مع سوق العمل، فمثلاً السوق تحتاج إلى 28% من الخريجين مختصين في الهندسة، بينما 9% من الطلاب يدرسون الهندسة .