السلام عليكم
ومن حرم الكلام في الحب ..? ? ما في الحب شيئ ولا على على المحبين سبيل وأذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا
أجد للمتحابين سبيلا إلا الزواج ) .. إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه أو يضيع خلقه أو يهدم رجولته أو يشتري بلذة
لحظة عذاب ألف سنة في جهنم ... ويا ليت الشباب يعودون إلى الحب فتقل هذه الشرور ويخف الفساد ولكن أنى يكون الحب
مع هذه الشهوات .?? . فإذا لم تدفن الشهوة في جوف القلب عمرا لا تكون حبا .. للحب لفظ واحد .. والحب عالم من
العواطف ودنيا من الشعور فيها كل عجيب وغريب وليس لنا إلا هذه الكوة الضيقة الحاء التي تمثل الحنان والباء التي تجعل
الفم وهو ينطق بها وكأنه متهيئ لقبلة ... ولكن كم بين حب وحب .? ? . بين حب الوالد ولده والصديق صديقه وحب
التلميذ مدرسته وحب المتشائم للوحدة وحب أكلة أو منظر أو كتاب.. وبين حب المجنون ليلاه .. وحب العاشقين أنواع
وأنواع ... لا يعرف المحب إلا ليلاه , يحيا لها , ويموت فيها , أكبر همه من العيش أن تعطف عليه بنظرة أو تجود له
ببسمة أو أن تمس بيدها يده فتمشي في أعصابه مثل هزة الكهرباء ... وغاية أمانيه من الدنيا أن يجتمع بها ... في لذة تحمله
إلى عالم مسحور يجتمع فيها الزمان كله وتختصر فيه الأمكنة جميعا ... فتكون هذه اللحظة هي الأزل وهي الأبد وهي
الماضي وهي المستقبل ويكون المحبان هما وحدهما الناس ... أولئك هم المعذبون الصابرون يعيشون فلا يدري بآلامهم أحد
ويموتون فلا يقام لشهيدهم قبر ولا يهدأون ولا يهنأون إن اشتهى الناس المسرة استمتعوا هم بالآلام وإن اطمأن الناس إلى
الحقائق طاروا هم وراء الأوهام .. وإن أنسوا بالضحك استراحوا هم إلى البكاء , يبكون في الفراق من لوعة الاشتياق
ويبكون في الوصال من خوف الفراق .. يريدون أن يطفئوا بالدمع حرق القلب وما يزيدها الدمع إلا ضراما ... والمحب
يحب لأجل حبيبته كل ما كان منها وما اتصل بها , فريح العرق التي تأنف منها الطباع إن كانت ريحها فهي عطر , والألم
إن جاء منها كان لذة والذم إن جرى على لسانها كان ثناء ويرضى منها بالقليل الذي لا يرضي .. يعتذر من ذنبها وهي
المذنبه ويبكي من حبها وهو القتيل فهي شفاؤه وهي داؤه وهي نعيمه وشقاؤه وهي جنته وناره ... أولئك هم أرباب
القلوب ... وهل يكون ذا قلب من لم يلامس قلبه الحب .. ! ! ? ? ?
_________________
