السلام عليكم ،،،،،
أي بني .. لشد ما يؤسفني ما أري في جيلكم من إفراط في اللهو كما كان يؤلمني ما كنت أري في جيلنا من إفراط في الجد لقد عشت أنا في جيل كان أكثر طلبته لايعرفون إلا بيوتهم ودروسهم وكتبهم .. وإذا قرا مجلات أو جرائد فمجلات جاده وجرائد وطنيه وإذا عرف فتاة فقريبته تزور بيتها مع أمه .. وعشت أنت في جيل لايشبه الجيل القديم في شئ عماده الحريه المطلقه وقلة الشعور بالمسئولية والنظر إلي اللذائذ الماديه على إنها غاية الغايات ينظرون إلي الكتب والدروس والاساتذة على إنه دواء مر وهو شر لابد منه وهذا الشر هو الوظيفة .. لذلك فإنكم ترحبون بكل ما يعيق هذا الشر من إجازات مع التمنى بإطالة هذه الآجازات . وإذا قراتم شيئاٌ إلي جانب دروسكم قراتم الكتب والمجلات الرخيصة العديمة النفع التي تلهب الغرائز وتقوي الشهوات وتضعف الذكاء وتبلد العقل
لقد غلونا في جدنا وغلوتم في هزلكم .. ؟
.. وبعثت إلينا أوروبا وأمريكا بملاهيها فاستهوت شبابنا ووقر في نفوسهم أن أوروبا وأمريكا أرقي منا مدنية وأعلي مقاماٌ وأعز جاهاٌ .. فقالوا ما علينا إذا سرنا في لهوهم وسيرهم ونعمنا بملاهيهم نعيمهم وفاتهم أن في أوروبا وأمريكا عالماٌ يعادل اللهو وجدا يوازن الهزل وشعور بالمسئولية يوازي الشعور بالحرية .
لست أريدك أن تكون راهباٌ فمتي خلقت إنسانا لاملكا فلتكن إنسانا له ملذاته وشهواته في حدود عقله ومنفعته ومنفعة أمته .
لكنأريدك أن تفهم اللذة في حدودها الواسعة لا الضيقة أن للذة درجات كدرجات السلم أخذة في الصعود فالماذا نرضي على أنفسنا بإشباع للذة مؤقتة متعتها تتلاشئ سريغاٌ وتكون محرمة في أغلب الأحيان فتبصمنا بحسرة وندم لبقية العمر ؟ أهي تجربة من باب الفضول ؟ أم تحدي ؟ أم إثبات ؟ أم .. ماذا ؟ تساؤلات عديدة تحتاج منا إلي إجابات شافية، فهل نمتلكها ؟ ومن غريب أمر هذه اللذة إنها تفقد قيمتها بعد الاستمتاع بقليل منها . فلكل إنسان طاقة من هذه اللذة يقف عندها فإذا تعداها إنقلبت ألماً ثم هي ليست مرادفه للسعادة . ثم هذه اللذائذ قيمتها في الاعتدال فيها ، وعدم التهافت على كسبها ألا تري معي بأن لذة المتعة الحقيقية في الشعور بالرضا الذي يدوم مذاقه حتي بعد الممات بإرضاك لرب العباد . فالشعور بالرضا من الركائز الأساسية للقوة والتمتع بالصحة ، والسعادة الحقيقية والشعور بالرضا يعد حافزاً على الأستمرار في العمل ، وعدم التكاسل لتحقيق الهدف المنشود والنجاح والتميز ليس في العمل فحسب بل في مختلف جوانب الحياة اليومية .
فالمتعة الحقيقية هي لذة من وهب نفسه لخدمة مبدأ يسعي لتحقيقه أو فكرة إنسانية يجاهد في إعلانها وإعتناقها أو أصلاح لداء إجتماعي يبذل جهده للقضاء عليه .. فهذه هي السعادة الحقيقية مع الأستمتاع بمباهج الحياة .. ولكن لا يصل إلي هذه الدرجة من اللذة إلا من رقي حسه وسمت نفسه .
" أحمد أمين "
ما كتب باللون الوردي من إضافاتي
.. دعوة للتميز .. في الحياة .. في العلاقات البشرية .. في العمل .. في كل ماهو موجود في هذا الكون .
