هذه القصة حقيقية وليست من نسج الخيال ...حدثت من مدة في أحدى ولاية الجزائر أردت نقلها لكم بأسلوبي المتواضع من أجل الفائدة ...تعود البداية ألى زمن مشين بطلها جراح مشهور هو الذي أستقي من وحي صدقه كل كلمة نبست بها شفتاه ...يشاء القدر في أحدى الليالي المظلمة أن يفقد والديه في حادث مروع كاد الرجل أن يصاب بالجنون لولا قدر الله جل وعلا ...صاحبنا كان يدرس في الطب وله زميل كأنه اخ شقيق وقف معه في أزمته يشد من أزره ويخفف عنه هول الصدمة ...يقول صاحبنا لما توفي والدي أحسست أن الكون سينتهي الان ...ولم يعد له أي ضرورة للبقاء ...بعد أن تلقيت العزاء ..يقول صاحبنا حملت أشيائي البسيطة وتوجهت ألى بيت أخي الاكبر ..ولكن زوجته ركبت رأسها وخيرت أخي أما أنا في البيت أو هي .... ..يقول لم أفهم ما الذي يقلقها مني ..وعوض أن يقف أخي معي أو يستمع الي راح يؤنبني أمامها ...خرجت من البيت مكسور الخاطر وأخبرت زميلي الذي يدرس معي بالحادثة كما هي ...اقترح علي صديقي أن انظم اليه والى عائلته المتواضعة ...ودون تردد حملت حاجياتي البسيطة وذهبت معه ألى بيتهم المتواضع حيث وجدت والدته الكريمة سلمت عليها وراحت والدته تطيب خاطري وتقول لي الدنيا لازالت بخير ولاعليك يا بني فأن فقدت والديك فاعتبرني والدتك من الان مع أخيك... الذي هو صديقي ...العائلة فقيرة ويا ليتها كانت مسكينة ..وهناك فرق بين الفقير والمسكين ولسنا هنا في التفريق بينهما ....المهم كان صاحبنا يعيش حياة سعيدة مع العائلة الجديدة ...ولكن كان الفقر هو ديدنها...أن وجدوا العشاء لن يجدوا الغذاء حتى يطعموامن أهل الخير الكثيرين ..وكان ام صاحبنا تبيع جواهرها وتشتري لهما الكتب الطبيبة من أجل مواصلة الدراسة مع ولدها ...تخرج صاحبنا مع صديقه ...وأصبحا جراحين مشهورين يضرب بهما المثل..يقول صاحبنا أنا عندي مستشفى خاص ..وأخي أيضا له مستشفى متعدد الاختصاصات ..ولم يقل صديقي بل قال أخي...أما أمي ..يقول صاحبنا ...فتأتي الى المستشفى وهى تعطي الاوامر للمرضات وأنا مختفي عنها وسعيد جدا بها لانها أمي عوضتني حرمان أمي الحقيقية ولم تتخل عني يوم أن تخلى عني أخي وزوجته التي أخبروني أنها ندمت لطردي من بيت أخي ...
