تعلم كيف تصبح ذكيا

طريقة للتفكير مستوحات من طريقة البحث في الذكاء الاصطناعي.

كل انسان لديه نعمة من نعم الله تعالى علينا وهي نعمة التفكير،وكل شخص يتمنى ان يستغل هذه النعمة ولكن للأسف أغلب البشر لا يعرف كيف. واحببت بمقالي هذا ان اتطرق الى طريقة التفكير وكيفية التفكير بالطريقة الصحيحة.

قبل الخوض بتفاصيل اعمق احب ان اوضح شيئين مهمين واعتبرهما العنصران الاساسيان في التفكير. ان أي فكرة تتطلب عنصرين ، الاول هو الجسم المادي البايولوجي وهنا في الانسان يقصد به مكونات الدماغ، والعنصر الاخر الشيء الغير مادي ويقصد به هنا المعلومات.

حيث يتم استخدام الخلايا العصبية في الدماغ لخزن المعلومات على شكل شفرات وذلك باستخدام الاشارات الكهروكيميائية المتولدة في الخلايا العصبية، عندما يتم استلام معلومة عن موضوع ما فانه يتم استخدام احدى أعضاء الاستقبال والتحسس (البصر، السمع او اللمس او جميعها وغيرها) وبواسطه هذه الأعضاء يتم تشفير (تحويل) المعلومات من المحيط الخارجي بمختلف انواعها ونقلها بواسط الخلايا العصبية الناقلة (اشارات كهروكيميائية) وخزنه داخل خلايا الدماغ العصبية المختصة. وان الدماغ بالاضافة الى وظيفة الخزن فانه يقوم بوظيفة الاستنتاج وفق الية وطريقة تختلف من شخص لآخر ونحن اختصاصيي الحاسبات نسميه (البرنامج).

في مقالي هذا سوف لن اتطرق الى موضوع فسلجة الدماغ ، حيث كما نعرف هناك العديد من الابحاث التي ترشدنا الى كيفية الحصول على تغذية جيدة لتقوية الخلايا الدماغية واشاراتها مما يؤدي الى حصول مقدرة عالية للخزن والاسترجاع. ولكن سأتطرق الى جانب الثاني والمهم وهو الجانب الغير ملموس ويقصد به هنا طرق البحث والاستنتاج.

طبعا كلما كان البرنامج يستخدم خوارزميات تؤدي الى وصول سريع الى مكان البيانات (او المعلومات) فأنه يؤدي الى جودة ذلك البرنامج. بمعنى اخر ، امكانية للوصول الى اكبر كم من البيانات والمعلومات المخزونة وتطبيقها على اكبر كم من القوانين (أي أعلى حد من الخيارات) وبالنتيجة الحصول على عدد من الاستنتاجات تتناسب مع سرعة الوصول الى البيانات وكذلك تناسبها مع الكم التخزيني للمعلومات.

من خلال خبرتي في طرق البحث عن المعلومات ضمن الية التفكير وجدت انه لا بد من تقسيم المعلومات على شكل صنوف وتسمية كل الصنوف على شكل اساس لذك الصنف ومن ثم اتباع تلك الاساسات بفروع بحيث كل صنف اساسي يتبع بمجموعة من الفروع تابعة للصنف الاساس وهذه الفروع تتبع بفروع اخرى وهكذا، واحدى هذه الطريقة مثلا طريقة الاشجار. مثلا لنأخذ شجرة العائلة حيث يسمى جذر الشجرة (الاساس) بجد العائلة ومن ثم يتبع هذا الجذر بفروع تسمى الابناء، من ثم تتبع هذه الابناء بفروع اخرى تسمى الابناء لتلك الابناء وهكذا.

والان لو كان التوزيع بشكل مبعثر، أي لكل شخص نكتب الاسم الكامل له، فعندما نريد التأكد من نسب شخص ما فسيتم البحث بكل الاسماء وبالتالي يولد احيانا فشل بالبحث او نتائج ولكن بصورة بطيئة.

اذاً… لكي نستفيد من هذه الطريقة ونستخدمها عند البشر، فعند قرائتنا لموضوع ما يجب ان نحدد اساسات الموضوع ومن ثم نربط كل اساس بفروع واحيانا قد ترتبط الفروع مع بعضها، وهذه طبعا تحدث نتيجة كثرة القراءة لموضوع ما. وبهذا يصبح عند الانسان طريقة فهرسة لمعلومات الموضوع وبذلك سيسهل عليه طريقة تذكره (أي البحث) وكذلك القابلية على حل اكثر المسائل المتعلقة بذلك الموضوع (الاستنتاج).

ولنأخذ اقرب موضوع يمكن تطبيقه وهو موضوع الرياضيات، فمثلا عند قراءة موضوع رياضي، فأنه يوجد قانون واحد او مجموعة قوانين تخص ذلك الموضوع، و بمجرد حفظ هذه القوانين ستصبح لك القابلية على حل اصعب المسائل وذلك بمجرد وضع القانون ومشتقاته امامك.

ولنأخذ مثالا لموضع التأريخ، قسم اولا الموضوع حسب الصنف مثلا تاريخ اسلامي، عسكري، دولي وهكذا ومن ثم نحدد فروع وليكن مثلا العصر لكل صنف، ومن ثم الشخصيات او السنين وهكذا بحيث عندما تفكر (تبحث) ستصل بسهولة ومن ثم عند محاولتك لاستخراج استنتاج فيكون بمنتهى السهولة ايضا.

اذا عزيزي القاريء، حاول تجربتها ، وان كنت مقتنع بهذه الفكرة، حاول ان تجربها على اطفالنا وهم فلذات اكبادنا ونحاول ان نعلمهم الطريقة الصحيحة للتعلم لأن اكثر الاشخاص يعانون من طريقة الدراسة وهم يعانون ما يعانون ولكن بعد تعليمهم فأنه بعد مرور السنين سيتم اكتشاف اطفال عباقرة وبالتالي سيفيدون اهلهم وربما يظهرون مخترعون يفيدون البشرية.

لأنه بصراحة، بعد متابعتي لجامعاتنا فانا غير مقتنع لطريقة الدراسة فأنها طريقة تخزين تراكمي ويصبح الشخص بعدها مجرد مخزن لقاعدة المعلومات ولا يوجد استنتاج وذلك لصعوبة البحث في هذا الكم الهائل والغير مفهرس.

لذلك اكرر طلبي فليحاول كل رب عائلة او كل شخص يريد الدراسة ان يطبق هذه الطريقة وهي تصنيف الموضوع وتقبلوا مني فائق شكري وامتناني

م ن ق و ل